منصور الجشي (توفي 1360 هـ / 1942 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (33) بيتاً:
قُم فالحسينُ بـ (كربلا) ظــامٍ بــغــصَّــتِهِ قضى
تــركــتــه آلُ اُمـــيَّــــةٍ فوقَ الصعيدِ مُرضَّضا
أضحى تــظــلّله الطيو رُ وجــفــنُـه لن يغمضا (1)
وقال في تخميس قصيدة:
اللّه أيَّ دمٍ اُرِيـــقَ بـ (كربلا) وفجيعةٍ دهتِ العوالمَ بالبلا
دعني اُعدِّدُ مـجمِلاً ومفصَّلا يـا جـثةً ما شُيِّعت يوماً ولا
نحوَ القبورِ سعتْ بها أقدامُها
الشاعر
منصور بن محمد علي بن محمد بن يوسف بن محمد علي بن ناصر الجشي، ولد في القطيف بالسعودية، قال الشيخ علي المرهون في ترجمته: وتنتهي هذه الاُسرة ــ الجشي ــ إلى أحد القبائل العربية العريقة في الحسب والنسب، لها أيادٍ وسوابق على القطيف والبحرين. والمترجم من أبرز الشخصيات التي احتلّت مكان الصدارة في القطيف، مارس تجارة اللؤلؤ، فكان أول مرموق فيها، قام من أجلها برحلات متعدّدة من الخط إلى البحرين وبالعكس، وإلى الهند أكثر من مرة. وكان شاعراً عبقريّاً فذّاً، بزّ أقرانه فيما اُوتي من هذه الموهبة ...
شعره
قال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)
اللّه أيــــــــةُ فــجـــعـــةٍ مضَّتْ فؤادَ المرتـضى
قــســمـاً بجدِّكَ لــمْ أقلْ إنَّ السكوتَ مِن الرضا
أفــهــلْ دهــتكَ رزيــةٌ كالطفِّ فيما قد مـــضى
أفهلْ أتى الـدهرُ المشو مُ بمثلِها وتــعـــــــرَّضا
رزءٌ أذابَ الـــجـــامـدا تِ وفـي فــنائِكَ ريّضا
قُم فالحسينُ بـ (كربلا) ظــامٍ بــغــصَّــتِهِ قضى
تــركــتــه آلُ اُمـــيَّــــةٍ فوقَ الصعيدِ مُرضَّضا
أضحى تــظــلّله الطيو رُ وجــفــنُـه لن يغمضا
ها رأسُ جدِّكَ في القنا لا عـــذرَ ألاّ تــنـــهضا
هــاتــــيكَ أشلاهُ غدتْ نهبَ الأسنّةِ مــعــرضا
وقال من قصيدة في رثاء الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام):
أصبتَ بسهمِكَ قــلــــبَ الـوجودِ وهدَّمتَ واللّهِ أركـــانَــــها
غداةَ ابنُ جـعـفـرَ موسى قـضى مذابَ الــحــشـاشةِ حرَّانَها
قضى مستظاماً بضيقِ السجونِ يكابدُ بالــهــمِّ أشـــجــــانَها
فتلـكَ الإمامةُ تــبــكـــــي عــلى فــقــيـــــدٍ تضمَّنَ برهانَها
عـزاها مدى الدهرِ لا يـــنقضي تسحُّ وتندبُ إنـــســــــانَها
فكيـفَ الــســبــيلُ لنيلِ الـــحياةِ عقيبَ الإمامِ الـــذي زانَها
ألـــيــسَ هوَ الكلماتُ الــتـــــــي بــهــا مــــيَّــزَ اللّه أديانَها
أيـهنى لعيني طــيـــبُ الكـــرى وهل تألفُ النفسُ سلوانَها
وبابُ الــحـــوائــجِ في مـــهلكٍ عليهِ الفضا ضاقَ حيرانَها
أتاحَ له الــســمَّ أشـقى الـــورى فــألــهـــبَ أحـشاهُ نيرانَها
وآلـمَـه بــثــقــيـــلِ الــقـــيـــودِ ولم يرعَ فــي الحقّ ديّـانَها
على الجسرِ ملقىً برمضائـــها به أشفتِ القومُ أضــغــانَها
...........................................
1 ــ ترجمته وشعره عن: شعراء القطيف ج 1 ص 249 ــ 256
اترك تعليق