632 ــ حميد الأعرجي (ولد 1368 هـ / 1948 م)

حميد الأعرجي (ولد 1367 هـ / 1948 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:

فـجـالتْ عليهِ خيولُ الضلالِ      بـحـقـــدِ الجهالةِ والمنبعِ

لتروي ثرى (كربلا) من دمٍ      بهِ أينعَ الروضُ مِن بلقعِ

ولمْ أنـسَ يـومـاً بـه أثـكِـلتْ      نساءٌ بـأطـفـالِـهـا الرضَّعِ (1)

الشاعر

السيد حميد بن جواد بن راضي بن حسين بن علي بن محمد بن جعفر بن مرتضى الأعرجي الحسيني، ولد في النجف الأشرف من أسرة علوية يرجع نسبها الشريف إلى السيد عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين (عليه السلام).

والأعرجي هو خريج دار المعلمين في كربلاء (1969 ــ 1970)، وعمل معلماً عام 1973 ، وقد انقطع إلى مدح ورثاء أهل البيت، وله ديوان خاص بهم (عليهم السلام) وقصائد طويلة تدل على شاعريته (2)

وقد أصدر ديوانا بعنوان:

الأزاهير الندية في مدح العترة النبوية ــ 2011 (3)

قال عنه حسن عبد الأمير الظالمي في (شعراء مهدويون) (بدأ يقرض الشعر في سن مبكرة متأثراً بعمّه الخطيب الشاعر السيد مهدي الأعرجي قدس سره ... له ديوان مطبوع هو (الأزاهير النديّة في مدح العترة النبوية) تضمن شعراً رقيقاً في حب أهل البيت عليهم السلام ورثائهم وفي مدحهم ومواليدهم. وشعره واضح العبارة، جميل الصورة، محكم البناء، وكلماته منتقاة مؤثرة في النفس، يتفاعل معها المتلقّي كما تفاعل معها الشاعر نفسه ...) (4)

شعره

قال من قصيدته الحسينية التي قدمناها:

حـبـاكَ الإلـــــهُ بـــمـــنــزلــةٍ      لقد فزتَ بالمستوى الأرفعِ

فـقـبـرُكَ أضـحـى لــنـا كـعـبةً      بــقــلــبِ أحــبَّــتِــكَ الفجَّعِ

نطوفُ به مثلَ طوفِ الحجيجِ      ونسعى له كلَّ يــومٍ سـعي

نـشـمُّ ثــراهُ الــزكــيِّ الطهورِ      فننعمُ في مــسكِهِ الأضوعِ

سنبقى نسيرُ طوالَ الــــزمانِ      على نهجِكَ الأقومِ الأنصعِ

ونبقى نردِّدُ في كــلِّ حــيــــنٍ      تباركَ حتفُكَ مِـن مـصرعِ

قال من قصيدة بعنوان (رمز الجهاد) وهي في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

بَدِدْ بـنـورِكَ ظـــلــمـةَ الأحـقـادِ      واشرقْ فوجهُكَ بغيتي ومرادي

وانشرْ لواءَ الحقِّ فوقَ ربوعِـنا      واجــتـثَّ كــلَّ زعـانِفِ الإفسادِ

طهّرْ بــلادَ اللهِ إنّ تــرابَــهـــــا      يهفو لوطئِك يا ســلـيــلَ الهادي

واكحلْ بطلعتِكَ الحنونِ جفونَنا      فالعينُ قد رمَّتْ مِن الإجــهــــادِ (5)

وقال من قصيدة (يا صاحب العصر):

ترجوكَ شيعتُكَ الأحــرارُ كــلــهمُ      حاشاك تنسى فها قد مسّنا الضُّرُ

هم يطمحونَ إلى رؤياكَ مِن زمنٍ      أرداهــمُ شــوقُــهمْ لكنْ بـهمْ كِبرُ

هَـلاّ عــجـلـــتَ فإن الدينَ مرتهنٌ      في أيدي شرذِمةٍ مــا هـمهمْ كفرُ

وسيطرَ الباطلُ الـمذمومُ في زمنٍ      ذُلَّ الشريفُ به إذ خــانَه الـنصرُ (6)

وقال من قصيدة (طيف الحقيقة) وهي في الإمام المهدي (عليه السلام) أيضاً:

زرني فديتُكَ فــالــفــؤادُ مــشوقُ      وبهِ مِن البلوى جوىً وحروقُ

طيفُ الحقيقةِ هل سأحظى لحظةً      بمنايَ منكَ فــإنَّــكَ الـمـعشوقُ

يـا مَــن ســكـنــتَ قلوبَنا فعيونُنا      تـرنـو إلـيــكَ وهدَّها الـتـحديقُ

يا حجةَ اللهِ الـجـلـيــةَ في الورى      أَشفقْ وطُلَّ فمَن سواكَ شـفـيقُ (7)

وقال من قصيدة في مولده الشريف في النصف من شعبان:

ولدَ المخلّصُ فابشروا بــســــلامِ      وتحقَّقَ الأملُ الجميلُ السامي

زفّـوا الـتـهـانـي لـلـنـبـــيِّ محمدٍ      وكذا لـحيدرةٍ فــتــى الإسلامِ

فانشقَّ يا وجهَ الدجى عن وجههِ      كيما نـسرُّ بــثــغرهِ الـبـسّــامِ

ونرى بـطـلـعـتِــهِ البهيَّةِ مشرقاً      كالبدرِ يـزهو في بحورِ ظلامِ

تهفو إلى لـقـيـاهُ كـلّ نــفـــوسِنا      فـالـشـوقُ فــيـنـا دائـمٌ متناميَ (8)

.........................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 248 ــ 249 عن مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 122 ــ 123

2 ــ نفس المصدر ج 4 ص 139

3 ــ موقع دليل وفهارس المكتبات النجفية ــ المكتبة الادبية المختصة / موقع دار الكتب والوثائق العراقية

4 ــ مجلة صدى المهدي / شعراء مهدويون، العدد ٤٥ / صفر/ ١٤٣٤هـ بتاريخ 17 / 12 / ٢٠١٢

5 ــ نفس المصدر

6 ــ نفس المصدر

7 ــ نفس المصدر

كما ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 120

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 139

كاتب : محمد طاهر الصفار