مُتاحُ فاطمة

يا كلَّ حُسنِ الخَلقِ في التفَّاحِ ما مضغةً كانت .. أتتْ كلقاحِ

هي فاطمٌ كلقاحِ تفَّاحٍ وللنفسِ الطهورةِ فهي عطرُ أقاحي

يا متعبٌ يا أحمدٌ مسدٌ بدربِكَ ما مشيتَ بجيئةٍ ورواحِ

ضاقتْ عليكَ الأرضُ كانت فاطمٌ لغزَ العروجِ ووصلةَ المفتاحِ

لابدَّ منها فهي تشرحُ صدركم ما ضاقَ من هممٍ أتت بطُماحِ

وطماحُ مثلكَ فاطمٌ سدنتْ لعرشِ الله كي تأتيه من أتراحِ

وتكونُ بنتُكَ وهي أمُّ أبٍ لها بمُتاحِها لكَ نقضُ كلِّ مُتاحِ

تفَّاحةً من ذاتِ جنَّة آدمٍ من فرزِ تحريمٍ وفرزِ مباحِ

فلآدمٍ شجراتها ملعونةٌ فغراسُها في جنَّة المرتاحِ

ولأحمدٍ شجراتها موصوفةٌ للمتعبِ المملوءِ شوكَ جراحِ

مُنِعَتْ على هذا .. وهذا أصبحتْ بحرائِهِ من قطفِ سقطِ الراحِ

بنتُ النبي وأمُّهُ يا وصفها أمَّاً وذا مهدٌ لدربِ كِفاحِ

هذا أبٌ لنبوةٍ ليس الأبَ المعتادَ يسكنُ وهدةَ المنزاحِ

ومتاحُهُ من فاطمٍ فأمومةٌ كنبَّوةٍ لم تأتنا بصحاحِ

فالمتن مسحة فاطم لجبينِه تعبَ المناوئ والرفيقِ الناحي

ومتاحُهُ من فاطمٍ أنَّ اليتيمَ بكوثرِ الأسباطِ ذو مسباحِ

ما كرَّ منه الولدُ بل نَظَمُوا له تسبيحةَ الزهراءِ أهلَ فلاحِ

جاءوا معاكسةً لأبترِ قيعةٍ من كوثرٍ نامٍ بعصفِ رياحِ

ومتاحها لعليِّها بفقاره من عجنِ رقَّتها هوى بأضاحي

سكنته زوجاً وهي آي سكينةٍ فعلا فقارُ المرتضى في الساحِ

دارتْ رحاها أجل خبزِ عيالِهِ ورحى حروبِ عداهُ صوتُ صياحِ

وقفتْ عليه ولايةً وحسامُهُ ملقىً فكانتْ مشقةً لسلاحِ

وتفدَّكتْ في حقِّهِ إذ طالبتْ إرثاً لها والربُّ في استصراحِ

أنَّ البعولةَ نصرةٌ لولاية يا فاطمٌ فتفدَّكي بِمراحِي

فالأصل أنَّكِ جنَّةٌ هبطتْ لكي تعطى عليّاً زوجةً بضواحي

بالأرضِ ضاحية وناحية السما لتديرها برحىً وقلبِ سماحِ

وولاية هي في الرضا من فاطمٍ غضبٌ على الذمَّامِ من إلحاحِ

فمتاحُ فاطمَ في الوصيِّ بأنَّها فدكٌ بكونٍ حيثُ حيدرَ داحي

هذا المتاحُ الفاطميُّ بأنها عين الرضا للربِّ في الإصباحِ

حيث الرضا من صبحَ فاطم شمسهُ ألقتْ سكينتها على الأرواحِ

والله خطَّ بكلَّ يوم قد رضتْ فيه البتولُ الرزقَ في الألواحِ

ومتاحها غضبٌ على أعدائها غضبٌ ووجهُ اللهِ كالقدَّاحِ

هي فاطمٌ تعطي وتمنعُ إنَّها ترضى وتغضبُ دونما إيضاحِ

والله يوضح .. كيفَ تغضب فاطم أو كيفَ ترضى دامَ في استصراحِ

هي فاطمٌ تكسو الكساءَ هدايةً وولاية للخمسة الأشباحِ

فيكونُ ما تحت الكسا ملكٌ لها عن كل ملك ساقطٍ ومطاحِ

ويكون ما فوق الكسا أيدٍ لنا عرفتْ ولاءَ الطَّولِ بعد كُساحِ

إنَّا مَنعنا نزعَ كسوتها وإنْ يعرى الحسين من الردا لِذُباحِ

تحتَ الكساءِ قياسُ مدِّ عوالم وحسابُ ما يصفو من الأرباحِ

تحت الكساءِ كنوزهم تبقى مغطَّاةٍ وما للكنز يمحو ماحي

والكنزُ في أولادها حسنينها وبقيَّة الأولادِ في المصباحِ

مصباحهم كشفٌ يضيء بأنهم ككواكبٍ ضاءتْ بكلِّ نواحي

فهم المتاحُ الكوثريُّ منابعاً من أصل ذاك الكوثر النضَّاحِ

وهم المتاحُ الأزهريُّ كواكباً من نورها يطوي لعتمِ كِشَاحِ

والسائلون عن المتاح لنا بهم إذ هم لها من وفرة ورجاحِ

قد كوثرتْ حسنينها في منحةٍ جاءت من الرحمنِ من منَّاحِ

أبناؤها من لمحها جاءوا لنا ما كانَ يعرفهم سوى اللمَّاحِ

ومتاحها للعالمينَ كساؤها في ولدها من ناهضٍ بجناحِ

فإليكَ إما فرزُ فاطمَ من رضا بالكوثرِ المسكوبِ في الأقداحِ

وعليك .. كوثرها كفرز مغاضبٍ نَضَبٌ .. جفافٌ .. أنهرٌ بقراحِ

المرفقات

شاعر : سلمان عبد الحسين