مرتضى السندي (ولد 1369 هـ / 1950 م)
قال من قصيدة في السيدة زينب (عليها السلام):
وهنا تراءتْ لي وقائعُ (كربلا) حيث الحسينُ وجملةُ الشهداءِ
وكـأنَّ مـولاتـي عـقـيـلـة حيدرٍ خـرجـتْ إلـيَّ بـدمـعةٍ حمراءِ
وتـقولُ يا جدَّاهُ يا خيرَ الـورى لا ينقضي حتى المعادَ عزائي (1)
الشاعر
السيد مرتضى بن محسن بن رفيع الدين الطباطبائي السندي، شاعر وخطيب، ولد في كربلاء من أسرة علوية شريفة ترجع في نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، درس السندي في بداية حياته في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) الأهلية التي أسسها السيد مهدي الشيرازي وكان يديرها السيد مرتضى القزويني.
انتقل مع عائلته إلى الكاظمية وهو في الثامنة من عمره، وأكمل فيها دراسته الرسمية والجامعية فحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد وعمل في المؤسسة العامة للسياحة كمعاون محاسب، وإلى جانب دراسته الأكاديمية فقد درس الدراسة الحوزوية وبدأ حياته منشداً في موكب شباب الدباش، ثم هاجر إلى سوريا عام (1980)، وهناك درّس الخطابة العملية في دار السيدة زينب (عليها السلام) الثقافية وتخرج على يديه كثير من الطلاب من مختلف الجنسيات.
له عدة مؤلفات منها: (نهج الشهادة)، تناول فيه خطب الإمام الحسين (عليه السلام) من خروجه من مكة إلى عودة السبايا إلى المدينة، وكتاب (من وحي الثقلين) ويحتوي على أكثر من ثلاثمائة محاضرة منبرية تخص أيام عاشوراء وشهر رمضان، يكتب الشعر بالفصحى والعامية وله ديوان بعنوان (المدائح المنظومة في العترة المظلومة).
شعره
قال من قصيدته في السيدة زينب (عليها السلام):
يـمَّـمـتُ طـرفـي روضةَ الحوراءِ وأسلتُ دمعاً من صميمِ ولائي
كـالـزائـريـنَ وقـفـتُ فـي جـنَّـاتِها أحـيـي الـفـؤادَ بأطيبِ الأشذاءِ
فهنا عبيرُ المصطفى والمرتـضى قد فاحَ مِن ريـحـانـةِ الـزهراءِ
طوراً أنوحُ عليكَ يا شمسَ الهدى وأرى الـشـهيدَ بحملةِ الأعـداءِ
وأنوحُ طـوراً لـلـبـتـولِ وضـلـعِها وأرى الموالي يـنتحبْ بإزائي
وعـلـى أبـي المقتولِ في محـرابِهِ تـنـهـلُّ آماقي بـفـيــضِ دمـائي
وعلى الزكيِّ تسيلُ طوراً عبرتي وأصـيـحُ وا حسـناهُ من بلوائي
وعلى الحسينِ وصحبِهِ فمصابُهمْ أشـجـى أسـاهُ عـوالـمَ الأحـيـاءِ
فالعرشُ والـمـلكوتُ ضجَّ لرزئِـهِ جـدّاهُ هـذا أعـــظـــــمُ الأرزاءِ
هزَّ المصابُ ضـمـيـرَ كـلِّ مكوَّنٍ وأذابَ قلبَ الـكـائـنـــاتِ ندائي
وقال من قصيدة في السيد إبراهيم المجاب ابن محمد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) والمدفون قرب جده الإمام الحسين (عليه السلام):
دعِ الـفـضـائلَ تستجلي لكَ الـحـقـبـا ورتِّلِ الشعرَ وحياً مِـن هدى النجبا
وجدِّدِ العهدَ من مـهـدِ الـشهيدِ عسى بـنـورِ ودِّكَ مــنـه تــبـلـــــغُ الأربا
أحـرمْ وطٌـفْ بـعـلاهُ فـابـنُ فـاطـمةٍ مَن زارَ روضتَه يحظى بـمـا طلبا
هوَ الحسينُ وعينُ الحُسنِ ما نظرتْ كـمـثـلِـه أمــلاً لــلأصــفـيــــا وأبا
وزُرْ حبيباً فـقـيـهِ الـصحبُ مؤتزراً ثـوبَ الـوقــارِ وأحسنْ عندَه الأدبا
ومِلْ فـديـتُـكَ والإخلاصُ يـحـفـزنـا نحوَ الـغـريـبِ نـحـيي كوكباً غربا
أعني الـمـجابَ وقدّمْ إن وقفتَ على ذاكَ الضريحِ الذي بالفخرِ قد ذهبا
فرضُ المودَّةِ لـلـهـادي وعـتـرتِــــهِ واهـتـفْ لـديــهِ بـقـلبٍ ضجَّ مُنتدبا
أنـتَ الـمُـجـابُ أجـبنا يا ابنَ حيدرةٍ واشـفـعْ فـأنـتَ مـعـينٌ فيضُه عذبا
أنتَ الـكـريـمُ ونـسلُ الأكرمينَ فهلْ يـخـيـبُ وفـدُكَ أم يُجزى بما رغبا
يا أيُّـهـا الـعابدُ ابنُ الـعـابـديـنَ ويــا ليثاً تورَّثَ مـن مـولـى الأبــــاةِ إبا
مـنـي الـسـلامُ عـلـيكمْ كلّما سطعتْ أنـوارُكـم وبـصـيصُ الظالمينَ خبا
وقال من قصيدة (على نهج الفرزدق) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (56) بيتاً:
يا سائلي أينَ خـيـرُ الـقـولِ والعملِ في نهجِ هذا الورى من أحسـنِ المثلِ
عندي جوابٌ بلفظِ الـشـعـرِ أنـشـدُه فـيـهِ الـوفـا والـشـفـا من سـائرِ العللِ
إن كـنـتَ تسألُ عن مولى التقاةِ فذا لـلـمـتّـقـيـــنَ وللأحرارِ خــيـرُ ولـي
قِفْ بالغريِّ معي والقِ السلامَ على صنوِ النبيِّ أمـيـرِ الـمــؤمـنـينَ علي
هـذا عـلـيٌّ إمـامُ الـمـتّـقـيـــنَ ومـــا بينَ الرجالِ له في الـشبهِ مِـن رجلِ
هذا الذي يعرفُ الـبـيــتُ العتيقُ له فـضـلُ الـتـقـدُّمِ في مـهدٍ على الأولِ
هذا هو الأملُ الهادي لـشـيـعـتِـــــهِ حـيَّـــاهُ مــن ســنـــدٍ لـلـحـقِّ والأملِ
هـذا عـلـيُّ أخـو الـهـادي وصاحبُه والصنوُ والصهرُ والخالي من الخللِ
هذا هو المرتضى أنـوارُه انـبـلجتْ مِـن نـورِ أحـمـدَ أعـنـي سـيَّدَ الرسلِ
والناسُ من شجرٍ شـتـى وحـيـــدرةٌ ما كانَ عن دوحةِ الهادي بـمـنفصلِ
....................................................
ترجمته وشعره في: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 7 ص 318 ــ 329
اترك تعليق