496 ــ يوسف البحراني: (1107 ــ 1186 هـ / 1695 ــ 1772 م)

يوسف البحراني: (1107 ــ 1186 هـ / 1695 ــ 1772 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (62) بيتاً:

للهِ أيَّـةُ وقــعـةٍ لـمـحـمدٍ      في (كربلا) أربتْ على وقعاتِها

للهِ مِن يومٍ بهِ قد نُكّستْ      تلكَ الكماةُ الصيدُ عن صهواتِها

للهِ أنصارٌ هناكَ وفـتـيةٌ      سـادتْ بِـمـا حـفظته في ساداتِها (1)

ومنها:

نـفـسـي لآلِ مـحمدٍ في (كربلا)      مـحروقةُ الأحشاءِ من كُرباتِها

تـرنـو الـفـراتَ بـغُـلّةٍ لا تنطفي      عـطشاً وما ذاقتْ لطعمِ فراتِها

أطفالها غرثى أضرَّ بها الطوى      وهداتُها صرعى على وهداتِها

الشاعر

الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي البحراني، ولد في قرية (الماحوز) بالبحرين وكان أبوه قد انتقل إلى الماحوز من قرية دراز لإكمال دراسته عند الشيخ الفقيه الكبير سليمان الماحوزي.

درس البحراني الشيخ يوسف على أبيه الشيخ أحمد الذي كان من كبار العلماء وقد وصفه الشيخ علي البلادي بـ: (المحقق الأمجد العالم الأوحد)، وقال عنه الحائري في منتهى المقال: (وكان من أجلاء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي، وكان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً مجتهداً صرفاً)

عاصر البحراني أحداثاً سياسية مضطربة منها الحروب القبلية بين قبيلتي الهولة والعتوب، والهجمات العمانية على البحرين مما جعلته كثير التنقل بين البلاد، حيث توالت عليه المصائب والمحن فاحرق الخوارج دار أبيه، وتوفي أبوه على أثرها وكان هو أكبر أبنائه وله إذ ذاك من العمر أربع وعشرون سنة، فوقعت عليه مسؤولية إعالة الأسرة فانتقل إلى القطيف وفيها بقي عدة سنين درس خلالها على العلامة الكبير الشيخ حسين بن محمد جعفر الماحوزي، حتى عادت البحرين إلى أهلها وخروج الخوارج منها فعاد البحراني إليها فدرس على شيخيه الحجتين الشيخ أحمد بن عبد الله بن الحسن بن جمال البلادي، والشيخ عبد الله بن علي بن احمد البلادي البحراني.

سافر الشيخ يوسف إلى الحج وبعد رجوعه من حج بيت الله الحرام عرّج على القطيف وبقي فيها يدرس على أستاذ الشيخ حسين الماحوزي الذي أجازه بالرواية، ثم رجع إلى مسقط رأسه، لكن الأوضاع في البحرين ازدادت سوءاً وتفاقمت الاضطرابات فيها وعمتها الفوضى واستمرت الثورات الداخلية، خاصة بعد مقتل الشاه حسين الصفوي عام 1140 هـ من قبل الأفغان، كما أن أموره المادية لم تكن بأحسن منها، فاضطر للسفر إلى إيران، فهاجر إلى كرمان، ومنها إلى شيراز التي أقام بها عدة سنوات معزّزاً مكرَّماً من قبل حاكمها محمد تقي خان فتولى البحراني فيها التدريس واشتغل في التأليف وتأدية المهام الدينية فعاش فترة رفاهية لفترة لكن الدهر لم يمهله حتى عصفت به رياح الأيام مرة أخرى، فقد اقتحمت هذه المدينة وعيث بها قتلا ونهبا فغادرها إلى قرية (فسا) وقد استقبله زعيمها محمد علي ووفر له سبل العيش فصرف البحراني وقته في التأليف لكن الأمور لم تستقر به أيضاً، وكأن القدر آلى على البحراني أن لا ينعم براحة البال في مكان

فقد أدّى تمرّد حاكم شيراز نعيم دان خان على نادر شاه إلى اجتياح مدينة فسا لأنه نزل بها أيضاً، فقتل نادر شاه أهلها، ونهب أموالها، وهتك نسائها، فانتشر الوباء فيها، وقتل حاكمها محمد علي، وهجم جيشه على دار البحراني وهو مريض ونهبت أمواله وكتبه ومؤلفاته التي أفنى عمره في تأليفهاً

وفي هذه الحادثة يقول من قصيدة:

وقـد أصـبـحـتُ في دهرٍ كنودِ     بـهِ الـغـاراتُ تـشـعـلُ بـالتهابِ

وقـد خلتِ الـمساكنُ من ذويها     فراراً في الوهادِ وفي الهضابِ

مـصائبُ قـد غدتْ منها دواماً     دمـوعُ الـعـيـنِ تجري بانسكابِ

علتني نارُهـا فـغـدوتُ مـنـهـا     طريداً في الصحارى والشعابِ

وأعـظمُ حسرةً أضنتْ فؤادي     تـفـرُّقُ مـا بـمـلـكـي مـن كـتابِ

لقد ضاقتْ عليَّ الأرضُ طرَّاً     وسُـدَّ عـلـيَّ مـنـهـا كـلُّ بــــابِ

طوتـنـي الـنائباتُ وكنتُ ناراً     عـلـى عـلـمٍ بـهـا طـيَّ الـكــتابِ

غادر البحراني (فسا) متوجِّهاً إلى أصفهان والتي كانت آخر مدينة إيرانية يقيم فيها حيث غادرها إلى كربلاء والتي ستكون محط رحاله الأخير حيث أقام بها مرجعاً دينياً كبيراً وكانت كربلاء في وقتها من أكبر معاهد العلم للشيعة، وكانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية وأعلامها الأفذاذ، ورحب بقدومه أعلام كربلاء وعلماؤها وأقام فيها متصدّراً التدريس والتأليف لمدة عشرين سنة ودارت بينه وبين الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني مناظرات كثيرة طويلة في الأبحاث، العلمية العميقة

ويصف السيد عبد العزيز الطباطبائي هذه المناظرات بالقول: (وقد حل شيخنا المؤلف بالحائر المقدس حين كانت تلك البلدة القدسية من أكبر معاهد العلم للشيعة، وكانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية وأعلامها الأفذاذ، حل بها على عهد زعيمها الأوحد الأستاذ الأكبر معلم البشر شيخنا الوحيد البهبهاني (قدس سره) مجدد المذهب في القرن الثالث عشر. فكانت كربلاء على عهد هذا الزعيم العظيم في الغارب والسنام من المجد والعظمة، فقد بلغت ذرى عزها الشامخ، وتسامى شرفها الباذخ، حيث كانت آنذاك مفعمة بالأوضاح والغرر من صيارفة العلم ونقاد الفضيلة، طافحة بأعلام الأمة ورجالات الدين، محتشدة بكبار المجتهدين وأفذاذ المحققين، ممن انعقدت عليهم تيجان العلم. ورفت عليهم ألوية الفضيلة، وخفقت عليهم بنود الكمال ولقد كان لشيخنا المؤلف حينذاك صيت شامخ دوى في العالم ذكره، فملأت الأرجاء شهرته الطائلة، لما ذاع وشاع بين الملأ الديني من آثاره القيمة ومآثره الخالدة وأسفاره الثمينة، فعرفته الأوساط العلمية وأقرانه من أعلام عصره بعلمه الغزير، وأدبه الجم، وتضلعه في العلوم، وتبحره في الفقه والحديث، وإنما يعرف الفضل ذووه.

ولذلك لما هبط كربلاء رحب بقدومه أعلامها، وسرّ به فطاحلها، فتوسّط أندية العلم وحلقات التدريس، وانضوى إليه غير يسير من أولئك الأفذاذ يرتشفون من بحر علمه المتدفق. كأربعة من المهديين الخمسة - وهم من أشهر مشاهير تلامذة الأستاذ الأكبر - والعلمين الحجتين صاحبي الرياض والقوانين. وغيرهم من كبار المجتهدين ممن تخرجوا عليه، ويأتي سرد أسمائهم بأجمعهم في (تلامذته) وازداد أولئك النياقد خبرا " بغزارة علمه وفضله، ومكانته المرموقة في الفقه والحديث. بعد أن وقفوا عليه من كثب، ودارت بينه وبين الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد (نور الله ضريحهما) مناظرات كثيرة طويلة في الأبحاث العلمية العميقة، ربما استوعب بعضها الليل كله. وقد تعرض لسرد تلك المناظرات القيمة سيدنا الحجة أبو محمد السيد حسن الصدر في كتاب (بغية الوعاة) فلم يفتأ منذ حل بها زعيما روحيا " يزهو به دست الزعامة والتدريس، وإماما " في مسجده الخاص (الموجود الآن، وهو بباب الصحن السلطاني قبال مسجد زميله الوحيد، وقد جدد بناؤه في العالم الماضي )

توفي البحراني في كربلاء وصلى عليه الوحيد البهبهاني بناءً على وصيته ودفن في الصحن الحسيني الشريف وأقيمت له الفواتح ومجالس التأبين في كربلاء وسائر البلاد الشيعية، وأول من أقام له الفاتحة تلميذه الأكبر آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم.

وقد رثاه الشاعر السيد محمد الزيني بقصيدة يقول منها:

مـا عـذرُ عـينٍ بالدما لا تذرفُ      وحشاشة بلظى الأسـى لا تتلفُ

واليوم قد أودى الإمامُ العالمُ الـ     ـعلمُ التقيُّ أبو الـمـفاخرِ يوسفُ

درستْ مدارسُ فضلِه ولَكَمْ بها      كانتْ معارفُ دينِ أحمدَ تُعرفُ

ما أنـتَ إلّا بـحـرُ عـلــمٍ طـافحٍ      قـد كـانـتِ الـعـلـماءُ منه تغرفُ

ومنها:

يا قبرَ يوسفَ كيفَ أوعيتَ العلى      وكنفتَ في جنبيكَ مـا لا يكنفُ

قـامـتْ عـلـيـهِ نـوائـحٌ مـن كـتـبِهِ      تشكو الـظـلـيـمـةَ بـعدَه وتأسُّفُ

كـحـدائـقِ الـعلمِ التي من زهرِها      كانتْ أناملُ ذي البصائرِ تقطفُ

قد غبتَ عن عـيـنِ الأنـامِ فـكـلّنا      يـعـقوبُ حزنٍ غابَ عنه يوسفُ

فقضيتَ واحدَ ذا الزمـانِ فأرِّخوا      قد حـنَّ قلبُ الدينِ بعدكَ يوسفُ

عرف البحراني بنشاطه الديني الكبير فقد كان شديد الاهتمام بالتأليف والتصنيف والتدريس والاجابة عن الاسئلة الدينية، ولم تمنعه الحياة الصعبة التي عاشها من ممارسة واجباته تجاه دينه، وقد نال إجازة الحديث من أربعة من مشايخ الحديث وهم:

الشيخ أحمد بن عبد الله بن الحسن بن جمال البلادي البحراني المتوفى سنة 1137.

المحقق الشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي

السيد عبد الله ابن السيد علوي البلادي البحراني

المحدث الكبير المولى محمد رفيع بن فرج الشهير بالمولى رفيعا الجيلاني، وهو أعلى أسانيده، لأنه يروي عن العلامة المجلسي.

وقد تخرج على يد البحراني أعلام العلماء الأعلام الذين أغنوا المكتبة العلمية والأدبية بمؤلفاتهم والذين أصبحوا بفضله من أعلام الأمة منهم:

محمد بن اسماعيل المازندراني المعروف بـ (أبو علي الحائري) ــ مؤلف منتهى المقال

المحقق ميرزا أبو القاسم القمي ــ صاحب القوانين.

السيّد أحمد العطّار البغدادي

السيد أحمد الطالقاني النجفي

الشيخ أحمد الحائري

الشيخ أحمد بن محمد (ابن أخيه الشيخ محمّد البحراني)

الأمير السيد عبد الباقي بن مير محمد حسين الخاتون آبادي (سبط العلامة المجلسي).

الشيخ حسن ابن المولى محمد علي السبزواري الحائري

الشيخ حسين بن محمد (ابن أخيه الشيخ محمّد البحراني)

السيد علي الحائري صاحب (الرياض) ــ متمم (الحدائق)

السيد شمس الدين المرعشي الحسيني النسابة، وهو جد الحجة السيد شهاب الدين المرعشي.

الشيخ علي بن علي التستري

الشيخ علي بن رجب علي.

الشيخ محمّد علي المعروف بابن السلطان

الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض.

الشيخ محمد بن علي التستري الحائري

الحاج معصوم

آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم

المحقق محمد مهدي الكاشاني المعروف بـ (المحقّق النراقي) ــ مؤلف (مستند الشيعة)

السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.

الميرزا مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني الشهيد سنة 1216 هـ أستاذ بحر العلوم في الفلسفة، وهو الذي لقبه، (بحر العلوم)

الميرزا يوسف الطباطبائي المرعشي القاضي التبريزي

الميرزا أبو القاسم القمّي

أما الراوون عنه فهم:

الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن بن علي بن خلف الدمشقاني.

الشيخ أحمد بن محمد، ابن أخي المؤلف.

السيد الأمير عبد الباقي الحسيني الخواتون آبادي الأصفهاني سبط العلامة المجلسي وشيخ إجازة بحر العلوم.

الشيخ حسين ابن الشيخ محمد، ابن أخي المؤلف واحد المجازين بلؤلؤة البحرين لقرتي العينين.

الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي، ابن أخي المؤلف والثاني من المجازين باللؤلؤة، تأتي له ترجمة في (أسرة المؤلف) 6 - الشيخ زين العابدين ابن المولى محمد كاظم، كتب له إجازة على كتاب التهذيب تاريخها 1168.

الشيخ سليمان بن معتوق العاملي.

السيد شمس الدين النسابة الحسيني التبريزي المتوفى 1200.

السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي، تاريخ إجازته 1167.

السيد عبد الله بن السيد علوي الموسوي الغريفي البحراني الشهير ب‍ (عتيق الحسين) عليه السلام القاطن في بهبهان، ويروي عنه بالإجازة المدبجة، تاريخ الإجازة عام 1153، وقد تقدم ذكره في شيوخ المؤلف، وصورة الإجازة عند العلامة السيد شهاب الدين المرعشي.

الشيخ علي بن حسين بن فلاح البحراني.

الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد ابن الشيخ سليمان المقابي البحراني 13 - الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض ابن أخت الوحيد البهبهاني.

علي بن موسى البحراني.

الشيخ محمد علي الشهير ب‍ (ابن السلطان).

الشيخ محمد بن الحسن البحراني 17 - الحاج معصوم.

المولى محمد مهدي الفتوني: من شيوخ إجازة بحر العلوم.

المولى محمد مهدي النراقي صاحب (المستند) و (جامع السعادات) وغير هما.

آية الله السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفى 1212، يوجد نص الإجازة ذيل فوائده الرجالية.

آية الله السيد ميرزا مهدي الشهرستاني

السيد ميرزا مهدي الرضوي الخراساني الشهيد سنة 1216، كما نص عليه في إجازته للسيد دلدار علي الهندي.

الشيخ موسى بن علي البحراني.

الشيخ ناصر بن محمد الجارودي الخطي البحراني.

آثاره ومؤلفاته:

تتجاوز آثار البحراني ومؤلفاته الأربعين مؤلفاً عدا ما فُقد في الأحداث السياسية التي حدثت في إيران وتدل آثاره على علميو واسعة وثقافة شاملة في مختلف العلوم ومن مؤلفاته:

1 ـ الحدائق الناضرة في احكام العترة الطاهرة / (25 مجلّداً)

2 ـ الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية / (4 مجلّدات)

3 ـ لؤلؤة البحرين في الاجازة لقرتي العينيين.

4 ـ أنيس المسافر وجليس الحاضر / المعروف بـ (كشكول الشيخ يوسف البحراني).

5 ـ الأربعون حديثاً، في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) .

6 ـ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد.

7 ـ الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب.

8 ـ الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة.

9 ـ كشف القناع عن صريح الدليل في الردّ على من قال في الرضاع .

10 ـ قاطعة القيل والقال في انفعال الماء القليل.

11 ـ الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الاربعة ـ مكة والمدينة، وكربلاء، والكوفة.

12 ـ عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية.

13 ـ النفحات الملكوتية في الردّ على الصوفية.

14 ـ اعلام القاصدين الى مناهج أصول الدين.

15ـ معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه.

16 ـ مناسك الحج.

17 ـ ميزان الترجيح في افضلية القول فيما عدا الاوليين بالتسبيح.

18 ــ الرسالة المحمّدية في أحكام الميراث الأبدية

19 ــ تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك،

20 ــ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد

21 ــ عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية

22 ــ رسالة اللئالي الزواهر في تتمّة عقد الجواهر،

23 ــ رسالة ميزان الترجيح في أفضلية القول فيما عدا الأُولتين بالتسبيح

وغيرها كثير من الأجوبة والحواشي والتعليقات (2)

أما أقوال الأعلام فيه فكثيرة وقد اخترنا هذه النماذج منها:

قال فيه تلميذه أبو علي الحائري: (عالم فاضل متبحِّر ماهر محدّث ورع عابد صدوق ديِّن من أجلّة مشايخنا المعاصرين وأفاضل علمائنا المتبحرين). (3)

وقال فيه تلميذه الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي: (كان فاضلاً عالماً محققاً نحريراً متسجمعاً للعلوم العقلية والنقلية). (4)

وقال فيه المحقق الكبير الشيخ أسد الله التستري: (العالم العامل المحقق الكامل، المحدث الفقيه، المتكلم الوجيه، خلاصة الأفاضل الكرام، وعمدة الأماثل العظام، الحاوي من الورع والتقوى أقصاهما، ومن الزهد والعبادة أسناهما، ومن الفضل والسعادة أعلاهما، ومن المكارم والمزايا أغلا هما، الرضي الزكي التقي النقي، المشتهر فضله في أقطار الأمصار وأكناف البراري، المؤيد بعواطف ألطاف الباري). (5)

وقال فيه المحقق الخوانسارى: (العالم الرباني والعامل الإنساني شيخنا الأفقه الأوحد الأحوط الأضبط، صاحب الحدائق الناضرة، والدرر النجفية، ولؤلؤة البحرين، وغير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة التي تلذ بمطالعتها، وتقر بملاحظتها العين، لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة الناجية في التخلق بأكثر المكارم الزاهية، من سلامة الجنبة، واستقامة الدربة، وجودة السليقة، ومتانة الطريقة، ورعاية الإخلاص في العلم والعمل، والتخلي بصفات طبقاتنا الأول، والتخلي عن رذائل طباع الخلف الطالبين للمناصب والدول). (6)

وقال فيه العلامة المحدث ميرزا محمد النيسابوري الاسترابادي في رجاله: (كان فقيهاً، محدثاً، ورعاً). (7)

وقال فيه محمد علي الكشميري: (صاحب الحدائق من العلماء المتأخرين، والكُمّل المحدثين، والفقهاء المتبحرين، وأعاظم أصحاب الدين..). (8)

وقال فيه العلامة المولى شفيع الجابلقي: (أما الشيخ المحدث المحقق الشيخ يوسف (قدس سره) صاحب الحدائق فهو من أجلاء هذه الطائفة، كثير العلم، حسن التصانيف، نقي الكلام بصير بالأخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه وتبحّره في الآثار المروية بالنظر إلى كتبه سيما الحدائق الناضرة، فإنها حقيق أن تُكتب بالنور على صفحات وجنات الحور، وكل من تأخر عنه استفاد من الحدائق الناضرة (جزاه الله عن الإسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين) وكان ثقة ورعاً، عابداً، زاهداً) (9)

وقال فيه العلامة الكبير المحدث النوري في عد مشايخ بحر العلوم: (سابعهم العالم العامل المحدث الكامل الفقيه الربانى…) (10)

وقال فيه العلامة الشيخ علي البحراني: (العالم العامل الجليل، الفاضل الكامل النبيل، عديم النظير والمثيل، العلامة المنصف الرباني الشيخ، الأجل الشيخ يوسف…. صاحب الحدائق الناضرة وغيره من المصنفات الفاخرة، شيخ مشايخ العراق والبحرين، العري من كل وصمة وشين) (11)

وقال فيه أيضاً: (هذا الشيخ العلام من أكابر علماء الأديان والإسلام، ومن أكبر أعاظم أرباب النقض والإبرام، وقد ذكره كل من تأخر عنه واثنوا عليه الثناء الجميل علماً وعملاً وتقوىً ونبلاً… وبالجملة فهذا الشيخ من أعاظم العلماء الأعلام وأكابر أساطين علماء الإسلام). (12)

وقال الشيخ عباس القمي: (هو الشيخ العالم العابد العامل، والمحدث الورع الكامل، الفاضل المتبحر الجليل، المتتبع الماهر النبيل، مرجع الفقهاء الأعلام، وفقيه أهل البيت عليهم السلام، عالم رباني، وفقيه بحراني، صاحب التصانيف الرائقة النافعة الجامعة التي أحسنها الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، وهو كتاب جليل في الغاية كثير النفع) (13)

وقال أيضا في (هدية الأحباب): (عالم فاضل محدث ورع كامل، مرجع الفقهاء الأعلام فقيه أهل البيت عليهم السلام). (14)

وقال فيه الشيخ عبد الحسين الأميني: (فقيه الطائفة ومحدثها الكبير الشيخ يوسف بن احمد، وكتابه (الحدائق) الدائر السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلفه وتضلعه في العلوم وتبحره في الفقه والحديث، كما يشف كتابه (لؤلؤة البحرين) عن سعة اطلاعه على احوال الرجال وطرق إجازات المشايخ…) (15)

وقال فيه السيد جواد شبر: (الفقيه الكبير والمحدث الشهير، ناشر راية العلم ذو اليراع الجوال في مختلف العلوم من أفاضل علمائنا المتأخرين، جيد الذهن، معتدل السليقة، بارع في الفقه والحديث ...) (16)

وقال فيه السيد محسن الأمين: (من أفاضل علمائنا المتأخرين جيد الذهن معتدل السليقة بارع في الفقه والحديث...) (17)

وقال الزركلي: (فقيه إمامي غزير العلم) (18)

وقال السيد عبد العزيز الطباطبائي: (وممن صرف لخدمة هذا العلم ــ الفقه ـ أيامه، واشتغل بتحقيقه شهوره وأعوامه، وكان ممن قدح في زند الفضل فأورى، وجمع من نكات العلم فأوعى، الشيخ الجليل والحبر النبيل فريد عصره ووحيد دهره، الجامع بين رتبتي الرواية والدراية، والرافع من ألوية الفضائل أرفع راية، المحقق الفاضل المدقق، ومحدث الزمان وراوية الأوان، المستخرج من تيار أنواع العلوم غوالي اللئالي، الشيخ يوسف... فإنه رحمه الله ممن حاز في هذه الأعصر الأواخر قصبات السبق في مضمار التحقيق، واستنزل عصم المشكلات من معاقلها فأخذ منها المسك الفتيق، وغاص بحار الأخبار فاستخرج ما يزري باللؤلؤ الثمين، ولا غرو في ذلك فإنه من بحرين) (19)

شعره

قال من قصيدته الحسينية التي تبلغ (62) بيتاً وقد قدمناها:

وأعِدْ عليَّ حــديــثَ وقعةِ نــيـنــــــوى     ولـواعجَ الأشــجانِ في ساحاتِها

للهِ أيَّــةُ وقــــــعــةٍ لــمــحــمـــــــــــــدٍ     فـي كـربـلا أربـتْ على وقعاتِها

للهِ مــن يـــومٍ بــهِ قــد نُـكِّــســــــــــتْ     تلكَ الكماةُ الصـيدُ عن صهواتِها

للهِ أنــصــارٌ هــنــاكَ وفــتـــــــيـــــــةٌ     سادتْ بما حـفــظـته في ساداتِها

فــوقَ الــخـيـولِ تـخـالـهـا كأهلّــــــــةٍ     وبدورِ حسنٍ لـجنَ فـي هـالاتِـها

وإذا سطتْ تخشى الأسودُ لكرِّهــــــــا     في الحربِ مـن وثـبـاتِها وثباتِها

شربتْ بكأسِ الحتفِ حينَ بدا لـــــــها     في نصرِ خيرتِـها سـنـا خيـراتِها

الـجـسـمُ مــنـها بالعراءِ وروحُــــــــها     في سندسِ الفـردوسِ من جنّاتِها

نفسي لآلِ مــحــمــدٍ فــي كـربــــــــلا     محروقةُ الأحشـاءِ من كـربـاتِها

ترنو الفراتَ بغلّةٍ لا تــنـــطــــــفــــي     عطشاً وما ذاقـتْ لطعمِ فـراتِـهـا

أطفالها غرثى أضرَّ بها الـطـــــــــوى     وهـداتُها صرعـى على وهداتِها

يا حسرةً لا تنقضي ومـــصــيـــــــــبةٌ     تترقّصُ الأحـشاءُ مـن زفـراتِها

دارُ الــنــبــيِّ بــلاقـعٌ مـن أهلِـــــــــها     للـبـومِ نـوحٌ في فنا عرصـاتِـهـا

تبكي معالمُها لفقدِ عــلـــومِـــــــــــــها     أسـفاً وحسنِ صلاتِها وصِلاتِـها

وديارُ حربٍ بالــمـلاهـي والــــــــغــنا     قد شُـيِّـدتْ وبـهـا شـدا قـيـناتِـها

معمورةٌ بخمورِها وفـــجـــــــــورِهـــا     وبغاتُها نشوى على نـغـمـاتِـــها

وحــريــمُ آلِ مــحــمــدٍ مـــــسبــيـــــةٌ     بينَ الـعـدى تُــقـتـادُ في فلواتِـها

نفسي لزينبَ والــسـبايا حُـــــسَّـــــــرَاً     تبكي ومـنظرُها إلى أخـواتِـــهـا

تستعطفُ القومَ اللئامِ فــلا تــــــــــرى     إلّا وجيعَ الضربِ من شفراتِــها

فلذاكَ خاطبتِ الــزمــانَ وأهـــــــــــلَه     بـشـكـايـةِ الـشـعراءِ في أبياتِــها

قد قلتُ للزمنِ الــمــضرِّ بـــــــــأهــلِهِ     ومغيِّرِ الـساداتِ عـن عـاداتِـــها

إن كانَ عندكَ يا زمـــانُ بــــــــــقيــةً     مما تهينُ بـهـا الـكـرامَ فـهــاتِــها

يا للرجالِ لوقعةٍ مــا مــــــــــثــلــهــا     أذكتْ بقلبِ المصطفى جــذواتِها

يا للرجالِ لــعــــصــبـــةٍ عـلـويــــــةٍ     تـبـعـتْ أمـيَّـةَ بـعـد فـقدِ حمــاتِها

مَن مخبرِ الزهــراءَ أن حــسـيـــــنَـها     طعمَ الردى والعزُّ مـن ســاداتِها

أترى درتْ أنَّ الــحـسيـنَ على الثرى     بين الورى عارٍ عـلــى تلعــاتِها

ورؤوسُ أبــنــــاهــا عـلـى سمرِ القنا     وبناتُها تُهـدى إلى شامـاتِــــهــــا

يا فاطمَ الزهــراءِ قــومـــي وانــدبـي     أسـراكِ فـي أشـراكِ ذلِّ عداتِــها

يـا عـيـنُ جـــودي بـالـبكـاءِ وساعدي     ستِّ النساءِ علـى مصابِ بــناتِها

نفسٌ تذوبُ وحــسرةٌ لا تــنــقــضــي     وجـوى عُـراهـا مدَّ في سنــواتِها

هـذي الـمـصائبُ لا يـداوي جرحَــها     إلا بـسـكـبِ الـدمعِ من عبــراتِها

إني إذا هــلَّ الــمــحـــرَّمُ هـــاجَ لــي     حزناً يـذيقُ الـنفسَ طعمَ مــماتِها

يا يــومَ عــاشــوراءَ كـــمْ لـكَ لــوعةٌ     تـتـفـتَّتُ الأكــبـادُ من صدمــاتِها

يا أمَّةً ضـاعـتْ حــقــــوقَ نــــبــيِّـها     وبـنـيـهِ بـيــن طـغـاتِـــها وبُغاتِها

في أيِّ ديــنٍ يــا أمــــيَّـــةَ حــــلّــلتْ     لكمُ دماءً مـن ذوي قُــربــاتِــهـــا

زعــمــتْ بــأنَّ الـــديــنَ حَــلّلَ قتلَها     أو لـيـسَ هـذا الدينُ مـن أبـياتِــها

ضــربــتْ بـــســـيــفِ مــحمدٍ أبناءَه     ورأتْ له الأغمادَ مــن هـــاماتِها

فمتى إمامُ العـصـر يظهرُ في الورى     يحيي الشريعةَ بعد طـولِ مماتِها

ومـتـى نـرى الـراياتِ تُشرقُ نورَها     وكتائبَ الأملاكِ في خـــدمـــاتِها

يا سعدُ حظي في الورى إن ساعدَ الـ     ـتوفيقُ في نصري لــدينِ هداتِها

لأرى الـعـدى طـعـمَ الردى بصوارمٍ     ولأروِّينَ الأرضَ مــن هامــاتِها

يا ربِّ عـجِّـلْ نـصـرَه وانــصـــرْ بهِ     أشـيـاعَــه الـلـهـفــا وخُذ ثاراتِها

يا ســادةً قــرنــتْ ســجــايــا جـهدِها     لوجودِها فالـنـجــــحُ من عاداتِها

والـيـتـكـمْ وبــرئــتُ مــن أعــدائِـكـمْ     أبغي بـذاكَ الفـــوزَ في درجاتِها

ما لابـنِ أحـمـدَ يــوســفٍ لــذنــوبِــهِ     إلّا بـكـم يرجــوهُ فـي شـدَّاتِــهــا

وإلـيـكـمُ أهــدي عــروســاً غــــــادةً     في الحسنِ قد فاقتْ على غاداتِها

قد زفَّــهــا والــمــهــرُ حـسنُ قبولِكمْ     يا ســادتــي والـعفو عــن زلّاتِها

وعـلـى الــنــبــيِّ وآلـــهِ صــلـــواتُه     مــا غـــرَّدَ الــقــمريُّ في باناتِها

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):

إليكَ أميرَ المؤمــــــــــــــنينَ وفودي     فأنتَ منائي مـــــــــن جميعِ قصودي

أخوضُ بحارَ الموتِ فــــي حبِّ سيّدٍ     به ســــــــــؤددي دنيا وبطنِ لحودي

فيا روحَ، روحي في هواهُ وسارعي     لـــــــديه وجودي فهو أصل وجودي

أمـــــــولايَ ماذا يبلغُ المدحُ في فتى     بهِ الـخـلـقُ تـاهـتْ بينَ عبدِ ومـعبودِ

محبُّوهُ أخـــــــفُوا فضلَهُ خيفةَ العدى     وبـغـضـاً عـداهُ قــابــلُــوا بـــجــحودِ

وشـاعَ لـهُ مـن بـــــــيــنِ ذينِ مناقبٌ     أبت أن تُضاهى في الحسابِ لمعدودِ

عـــــليكَ صلاة اللهِ يا خيرَ مَن مشى     وماســــــت به في بيدِها قلصُ القودِ (20)

..........................................................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 1 ص 197 ــ 202 / أدب الطف ج 6 ص 12 عن كشكول البحراني ج 2 ص 378

2 ــ ترجمته كاملة نقلاً عن: مقدمة كتاب الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ــ الشيخ يوسف البحراني، الناشر الشيخ علي الآخوندي ــ مؤسسة النشر الإسلامي (التابعة) لجماعة المدرسين. بقم المشرفة (إيران) 1377 هـ تقديم وترجمة المؤلف للسيد عبد العزيز الطباطبائي ج 1 ص 7 ــ 37 / مقدمة كتاب الدرر النجفية ــ الشيخ يوسف البحراني ــ تحقيق ونشر شركة دار المصطفى لإحياء التراث ــ لبنان 1423 هـ ج 1 ص 14 ــ 32

3 ــ منتهى المقال المشهور ب‍ـ (رجال أبي علي) ج ٧ ص ٧٥ رقم ٣٢٨٦

4 ــ مقدمة الحدائق الناضرة ج 1 ص 20 عن منتخب لؤلؤة البحرين

5 ــ مقابس الأنوار ونفائس الأسرار ص 18

6 ــ روضات الجنات ج ٨ ص ٢٠٣ رقم ٧٥٠

7 ــ مقدمة الحدائق الناضرة ج 1 ص 20 عن رجال النيسابوري

8 ــ مقدمة الحدائق الناضرة ج 1 ص 20 عن نجوم السماء في تراجم العلماء للكشميري

9 ــ نفس المصدر والصفحة عن الروضة البهية، في الاجازات الشفيعية للجابلقي

10 ــ خاتمة المستدرك ج 2 ص 104

11 ــ أنوار البدرين في تراجم علماء الاحساء والقطيف والبحرين رقم 88 ص 193

12 ــ نفس المصدر ص 200

13 ــ مقدمة الحدائق الناضرة ج 1 ص 22 عن الفوائد الرضوية للقمي

14 ــ نفس المصدر والصفحة عن هدية الأحباب للقمي

15 ــ شهداء الفضيلة ص 316

16 ــ أدب الطف ج 6 ص 16

17 ــ أعيان الشيعة ج 10 ص 317

18 ــ الأعلام ج 8 ص 215

19 ــ مقدمة الحدائق الناضرة ج 1 ص 22

20 ــ الكشكول للشيخ يوسف البحراني ج 2 ص 256 ــ 257

كاتب : محمد طاهر الصفار