485 ــ محيي الدين خريف (1351 ــ 1432 هـ / 1932 ــ 2011 م)

محيي الدين خريف (1351 ــ 1432 هـ / 1932 ــ 2011 م)

قال من قصيدة (كل أرض كربلاء) وتبلغ (27) بيتاً:

كـلُّ أرضٍ تـقـلّـنـا (كــربــــــلاءُ)      كـلُّ يومٍ نعيشُه عاشوراءُ

يـا زمـانـاً أشـقـى زمـانٍ عـرفـنــا      هُ ومِن قبلُ غالنا الأشقياءُ

ردْ حياضَ الأحزانِ تلقى الحزانى      وتربَّصْ يأتي إليكَ البكاءُ (1)

وقال من قصيدة (الحزن الحسيني) وتبلغ (12) بيتاً:

صـادفتُه في (كربلاء) وكم ار     تاح إذا آويـهِ فـي الـحـضــنِ

وجاءني في موطنِ النخلِ حيـ     ـثُ الصمتِ يُغنيكَ عن الظنِّ

سقى لـيـالي الأسى واعتراني      مـنـه مـا يُـصـمي وما يُضني (2)

وقال من قصيدة (وقفة في مشهد الحسين) وتبلغ (36) بيتاً:

و(كربلاءُ) بـقلـبي      قـط لـمْ تـــحــدِ

ظلماً يخالط ظـلماً      زادَ فـي الـعـددِ

وضمَّةٌ من جراحٍ      أثخنتْ عضدي (3)

وقال من قصيدة (هاتف منك) وتبلغ (24) بيتاً:

وجهتي (كربلاءُ) والمهمهُ القفـ     ـرُ طوى صفحةَ اللقا وطواني

مـذهـبـي أنـتـمُ وودِّي اخـتـيـارٌ      وهـوَ وجـدٌ يـرقـى بـه ميزاني

سـائـلِ الطفَّ عن دموعٍ أرقنا     ها وعن نـائـبـاتِ هـذا الـزمـانِ (4)

وقال من قصيدة (سيد الشهداء) وتبلغ (34) بيتاً:

وبـدتْ لـعيني (كربلاء)      وتـراً عـلـى شـفـتي ربابِ

ودخلتُ والأشجانُ موجٌ      قـد تـلاطـمَ فـي اضطرابِ

ووقفتُ ألـتـحـفُ السوادَ      وقد عجزتُ على الخطابِ (5)

وقال من قصيدة (في موكب الحسين) وتبلغ (26) بيتاً:

وأنـتَ بـ (كربلاءٍ) لا      تجيبُ نداءَ من صمدا

ذكرتُكَ حيثُ راح الثأ     رُ فـي سـاحاتِها وغدا

ولـمْ تـسـمـعـه سامعةٌ      ولمْ يـرجعْ إليهِ صدى (6)

وقال من قصيدة (تضرع وابتهال) وتبلغ (19) بيتاً:

وأنا (كــربلاء) أمــشـي بها رد     حاً وتلوي خُطايَ في كلِّ حينِ

كـنـتُ شفعاً وها أنا الـيـومَ وتـرٌ      بـعـدمـا ألـوتِ الـريـاحُ سـفيني

جئتُ أمشي إليكَ مِن بعدِ ما شتَّـ     ـتَ سـربـي ودافـعتني سنوني (7)

وقال من قصيدة (تباريح) وتبلغ (16) بيتاً:

وانـكـأ جـراحاً لم تنمْ وأقمْ      فـي (كربلاءَ) وهيَ كرُّ البلا

وقِف بأعتابٍ رعينا بها الـ     ـحبَّ وعظّمنا بها المصطفى

هناكَ نـجـمٌ بـاهـرٌ ضـوؤهُ     هـنـاكَ والـيـنـا وكهفُ الرجا (8)

وقال من قصيدة (زمان بثقل الحجر) وتبلغ (19) بيتاً:

(كربلاء) الهمومِ      مـثـوى الـقـمـرْ

حيثُ بدرُ الدجى      طـالــعٌ مزدهرْ

عــمــرُه مــالـــه      في الحياةِ عمرْ (9)

وقال من قصيدة (الحب الأبيد) وتبلغ (16) بيتاً:

يا سـاكـناً في (كربلا)      أيَّـانَ خـيَّـمـتِ الوفودُ

أدعوكَ والألمُ الممضُّ      مـن فـؤادي لا يـحـيدٌ

أدعـــوكَ والأيــامُ ريـ     ـحٌ ساقها البردُ الشديدُ (10)

وقال من قصيدة (تحية) وتبلغ (15) بيتاً:

هـنـاكَ فـي (كربلاءَ) كنَّا     نـقـرأ فـي بـيتِهِ الوصيّة

ونستشيـرُ الأشجانَ وجداً     ما زالَ يصبو إلى البقيّة

أسىً بأن كنتُ في خيالي     ولــمْ أرَ روعـةَ الـبـلـيّـة (11)

الشاعر

محي الدين بن محمد الناصر خريف، شاعر، وقاص، وباحث، وكاتب، وصحفي، ومسرحي، ومحقق، ولد في مدينة (نفطة) في تونس، ويعد من أعلام الأدب التونسي، كتب الشعر العمودي، والحر، والشعر الشعبي، والمسرحية، وأدب الأطفال ــ شعراً وقصة ــ، والدراسة الأدبية، وعمل على تحقيق التراث، وعرف بغزارة إنتاجه الأدبي وتنوّعه.

ينتمي خريف إلى عرش المواعدة المنتسبين إلى جدهم الولي الصالح سيدي أحمد معاد المنحدر من أصل جزائري والمستقر بنفطة بداية من سنة 93 هـ وقد هاجر من تلمسان بالغرب الجزائري إلى مدينة نفظة واستقر بها أثناء ثورة الأخوين.

درس محي الدين خريف في مدينته وحفظ القرآن الكريم، ثم في مدينة تونس وفيها اتصل بالنوادي الأدبية والتجمعات الطلابية، وطالع كتب التاريخ والأدب، وكان لاتصاله بعمه الشاعر مصطفى خريف في تونس أكبر الأثر في نمو طاقاته الأدبية وصقل مواهبه، حيث دعمه مادياً ومعنوياً ووقف سنداً له في غربته، فاطلع عنده على كنوز التراث الأدبية وتهيّأ له مطالعتها ودراستها، كما شجعه على كتابة الشعر، فنشر أول قصيدة له بعنوان (باكورة) عام 1949

ولم ينس خريف هذا الفضل لعمه فكتب فيه: (صور وذكريات مع مصطفى خريف)، و(مصطفى خريف: دموع القمر وقصص أخرى)، و(مصطفى خريف من خلال شعره، نشر في مجلة الحياة الثقافية).

حصل خريف على الشهادة الأهلية من مدينة قفصة عام 1956 بعد أن انقطع عن الدراسة بسبب مرضه، وواصل دراسته فحصل على شهادة التحصيل الزيتونية من تونس عام 1965، وعيِّن معلماً بمسقط رأسه في (نفطة) حتى عام 1967 ثم عمل مرشداً بيداغوجياً في تونس حتى عام 1978، ثم التحق بوزارة الشؤون الثقافية وأشرف على مصلحة الأدب الشعبي حتى أحيل على التقاعد عام 1992

عمل بعد تقاعده مشرفاً على مجلة (الحياة الثقافية) كما خاض تجربة صحفية وتلفزيونية من خلال إعداده لعدد من البرامج في الأدب والتاريخ والشعر، والمسرحيات والابتهالات وبرامج الأطفال، كما نشر قصائده ومقالاته ودراساته الأدبية في العديد الصحف التونسية والعربية، وقد أضفت أسفاره إلى دول عدة تجربة ذاتية انعكست على أدبه حيث اطلع على تراث وطابع حياة دول كثيرة منها: الكويت وليبيا وسوريا والعراق واليمن ويوغوسلافيا وفرنسا وغيرها.

حصل خريف خلال مسيرته الإبداعية على العديد من الجوائز منها:

جائزة ساقية سيدي يوسف 1960

جائزة بلدية تونس لشعر الطفولة 1983

جائزة البنك التونسي للشعر 1988

الجائزة التقديرية في الفنون والأدب للجمهورية التونسية 1991

جائزة الإبداع الشعري لمؤسسة البابطين 1992.

له من الدواوين الشعرية المطبوعة في تونس والعراق منها:

كلمات للغرباء، تونس ــ 1970

حامل المصابيح، تونس ــ 1973

السجن داخل الكلمات ــ 1976

مدن معبد، تونس ــ 1980

الفصول، بغداد ــ 1981

رباعيات، تونس ــ 1985

طلع النخيل، تونس ــ 1987

البدايات والنهايات، تونس ــ 1987

سباعيات، تونس ــ 1996

كما طبعت المجموعة الكاملة له في تونس عام 2003 مع إضافة مجموعتين شعريتين جديدتين هما: (أشواق رابعة العدوية) و(ورقات بحرية)

أما في مجال الدراسة الأدبية والتحقيق فله:

صور وذكريات مع مصطفى خريف ــ 1997

العروض المختصر 1986

مختارات من الشعر العربي التونسي

مختارات من شعر العربي النجار

أبو تمام: دراسات ومنتخبات ــ 1988

ابن حمديس الصقلي، دراسة ومنتخبات ــ 1989

مختارات من شعر أحمد بن موسى ــ 1989

الشعر الشعبي في تونس: أوزانه وأنواعه ــ 1991

مختارات من شعر قاسم شقرون ــ 1992

حدّي شاعرة الصحراء الجزائرية ــ 1993

ديوان الشاعر أحمد بن موسى ــ تحقيق ــ 1984

مصطفى خريف، دموع القمر وقصص أخرى ــ 1998

وفي المسرح كتب خريف من المسرحيات:

التائه ــ 1982

السهروردي ــ مسرحية شعرية ــ 1982

ومن مسرحيات الأطفال:

النظارات

الأمير العجوز

فاتح إفريقيا

عصابة الموت

كاتب الوحي

وله في أدب الأطفال:

محفوظات للأطفال ــ 1973

العصفور الأبيض ــ 1973

أناشيد وأغان ومحاورات للأطفال ــ 1976

الطفل والفراشة الذهبية ــ 1976

محاورات للأطفال ــ 1978

أغاني الطفولة ــ أناشيد ــ 1979

سلسلة القصص العالمي ــ الإوزة الذهبية- بائعة أعواد الثقاب- علي بابا والأربعين لصاً- عروس البحر- سندريلا- ذات القلنسوة الحمراء- القزمة الصغيرة- الحسناء والوحش- الجميلة النائمة ــ 1997

سلسلة القصص العالمي ــ 1998

إضافة إلى الكثير المقالات الأدبية والتراثية نشرت في مجلات: الحياة الثقافية التونسية، والإذاعة والتلفزة التونسية، ودائرة المعارف التونسية، والتراث الشعبي العراقية

ولخريف مجموعة من الأعمال الأدبية لا يزال مخطوطا ففي الشعر: (نبع العطاش)، (أسماء الله الحسنى)، (نفحات الإيمان)، (خوفاً من عيون الأمير)، (أوليات)، (ريش الأيام)، (كن سعيد لأنهم نسوك)، (شاعرات عربيات) وهي مختارات شعرية لمائة وخمسين شاعرة عربية من الجاهلية إلى العصر الحديث

أما في القصة فله (الصباح الطالع) (قصص الشتاء) (قصص أبو دلامة)

وفي الدراسات الأدبية:

الغزل في الشعر الشعبي

مختارات من الشعر العربي الشعبي

كتاب الأمثال الشعبية التونسية، يتضمن حوالي 1700 مثلا قام المؤلف بترتيبها حسب المواضيع التي تناولتها

فحول الشعراء الشعبيين

الحكايات الشعبية في تونس

ألوان شعبية

محل شاهد: مختارات

الألغاز الشعبية

عيون الشعر الشعبي: مختارات

الهلالية ــ عبارة عن روايات مختلفة للسيرة الهلالية

بيبلوغرافيا الشعر الشعبي

ملكة قرطاج (12)

قال عنه الأستاذ محمد صالح بن عمر: (موقع مشارف بتاريخ 31 ديسمبر,2017 : (يُعَدّ محيي الدّين خريف من أطول الشّعراء التونسيين المعاصرين مسيرة و أغزرهم إنتاجا. فقد امتدّت مسيرته الشّعرية على اثنتين وستّين سنة 

وجاء في موقع الموسوعة التونسية المفتوحة في ترجمته: (الشعر هو همّه الأول متأثراً بالبيئة التي نشأ فيها حيث كان جدّه الشيخ إبراهيم خريف شاعراً ومؤرخاً. له كتاب "المنهج السديد في تاريخ الجريد" وكان أبوه الناصر خريف شاعراً ومتصوفاً. وكان عمّه مصطفى خريف شاعراً بسط ظله على الساحة الأدبية إبان الثلاثينات والأربعينات ومن ثمة فإن علاقة محيطه العائلي بالأدب شكلت عاملاً مهماً في تكوين ميولاته الشعرية وهو ما جعله ينظم الشعر وهو في سن الثالثة عشرة. نشر قصائده في بواكير حياته في "الأسبوع" و"جريدة النهضة" و"الجهاد" و"الثريا". وفي أوائل الخمسينات عندما وصلت إلى تونس طلائع الشعر الحر عن طريق مجلتي "الآداب" و"الأديب" ودواوين السياب والبياتي ونزار قباني ونازك الملائكة. ترك نهج عمه مصطفى خريف في كيفية كتابة الشعر لينخرط في خيار جمالي مغاير يمثله تيار الشعر الحر فنشر أول قصيدة في الشعر الحر بعنوان "قيود" بمجلة الندوة لصاحبها حمادي النيفر 1953.

وكانت المطالعة همّه الذي لا يحيد عنه. فتجوّل في كل مدارس الشعر من الجاهلي إلى الأموي إلى العباسي إلى الأندلسي إلى الشعر الحديث والمدرسة الكلاسيكية الحديثة والرومانسية العربية كما كان له ميل خاص إلى الآداب الأجنبية والمترجمة. يعدّ محيي الدين خريف من أكثر الشعراء التونسيين غزارة في الانتاج. كما كانت تحولاته في المنهج والأسلوب محيّرة لكل من يقرأ شعره. يقول عنه الدكتور حمادي صمود في مقدمة معجم البابطين: "محيي الدين خريف غزير الإنتاج متواصله يمثل قول الشعر عنده "محنة" لا فكاك منها. متعدد التجارب ويطوف ممالك الشعر مسائلاً أسراراً. يقد صوره من معدن الكآبة. ويلقيها بالحزن الفاجع، شأنه شأن أصحاب المقامات والطرق، يستهويه التصوف فينزع عن الغربة ويحتمي بالحضرة في شعر يقطر وجداً ويشف عن نفس أضناها التجوال والبحث، فحطت الرحال عساها تسترد نفسها، وتهرب من سجنها بالفناء في المطلق النوراني" (معجم البابطين، المجلس السادس - ص132).

 

وإن شكل الشعر مدار الاهتمام الأوّل والرئيس في شواغل محيي الدين خريف الأدبيّة والثقافيّة، فإنه لم يتوان عن الكتابة والبحث في مجالات الدراسات الأدبية (اهتم في دراساته بعدة علامات شعرية نذكر منها الشاعرين أبي تمام وابن حمديس الصقلي...) فضلا عن التحقيق والكتابة المسرحية والكتابة للأطفال والاسهام بمقالات معمقة في دوريات تونسية وعربية. والدارس لتجربة محيي الدين خريف لا يستطيع أن يغفل عن العناية المخصوصة التي أولاها للثقافة الشعبية حيث تناول بعض مكوناتها مثل: الأمثال الشعبية والحكايات الشعبية (نشير إلى كتابه الذي يحمل عنوان:الأمثال الشعبية التونسية، دار المعارف للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، سوسة، 2003) (14)

وقد صدر كتاب يتحدث عن حياته وتجربته الشعرية والأدبية بعنوان: محيي الدين خريف إنساناً وشاعراً (15)

شعره

خصص ديوان (عبق الشعر الحسيني) للإمام الحسين (عليه السلام) وهو يحتوي على (21) قصيدة في (399) بيتاً وقد طبع في مطبعة (دار العلم للنابهين) في بيروت (1423 ــ 2002).

وقال خريف في مقدمة الديوان: (عندما أكتب الشعر عن الحسين، أشعر أني وضعت على رأس الشعر إكليل الفخر، وأني رفعت به قلادة التاريخ، لم يكن يوما يغيب عن ذاكرتي منذ بدأت أكتب الشعر، حرقة هوى وتصاعد زفرات وبرد دموع وجنوح عواطف، عرفت الحزن في صوت أبي وهو يقرأ الشعر في آل البيت، شعر الفرزدق، والكميت بن زيد، والسيد الحميري، وديك الجن، وابن الرومي، وسمعته في صوت الجدات عندما يبرحهن فقد الأحبة وفي آهات الغرباء عندما يشتعل الحنين في قلوبهم وعندما جاء حزن الحسين أصبح شيئا آخر.

طائرا أسود يرفرف بجناحيه ليملأ الدنيا شدوا ونواحا، إنه الساقي الذي يطوف بكأسه، وهو يعرف أن كأسه بلسم جراحنا، لم يرتجف مثل أحزان الآخرين ويمضي، بل بقي عالقا بالقلب يعزف على أعشاره ويتسلق كتفه، مثلما يتسلق الطفل كتف أمه، ولم يكن حزنا مرا بل كان حزنا حلوا في مذاقه نشوة للشاربين

يقلبنا على جمر الانتظار، ويهدي إلى ليالينا الأرق، كان بعضنا الذي لم يدع بعضنا، فنحمله ونغنيه، إنه حزن يليق بنا ونليق به، وما أجمل قول معروف الكرخي وهو يرد السلام على أحد أصحابه: (حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم في الدنيا بالأحزان) (16)

وكانت عناوين قصائد خريف هي: (كل أرض كربلاء)، (الحزن الحسيني)، (رهين الحب)، (وقفة في مشهد الحسين)، (يوم الطف)، (هاتف منك)، (سيد الشهداء)، (في موكب الحسين)، (صحبة الله)، (تحية)، (تضرع وابتهال)، (شمس وابتهال)، (شمس البطاح)، (تباريح)، (زمان بثقل الحجر)، (ليس في حبّه ما يريب)، (حب .. وولاء)، (قرب .. وبعد)، (ذكرى)، (رمز الشهادة)، (الحب الأبيد)، (الدائرة الحسينية).

وهذه مقتطفات من بعض قصائده:

قال من قصيدة (كل أرض كربلاء)  وقد قدمناها

يا حسينَ الفؤادِ يا حـزنَ أيا     مي دعاني إليكَ حاءٌ وبـــاءُ

فأجرني فإنني الـوترُ المغرِّ     دُ أنـاتُـه جـوىً وابـتـــــــلاءُ

بكَ نـاديـتُ والـليالي طوالٌ     ومرامي أن لا يطولَ الــنداءُ

أنـتـمُ عـترتي وفيكمْ ولائي     وإليكمْ في السرِّ يرقى الدعاءُ

أنزلُ الطفَّ وهوَ منِّي بعيدٌ     وحروفي قد لطّختها الدمــاءُ

وقال من قصيدة (رهين الحب) وتبلغ (14) بيتاً

أجِـرنــي إنني وحدي     غريبٌ بــين أعدائي

أيا ســبطَ الرسول ويا     ابـنَ سـيِّــدةِ الأجلاءِ

هـــوايَ فـيـكــمُ ما زا     لَ مني المبعدُ النائي

خصصتُ به وخلّاني     رهـيـنَ الـحاءِ والباءِ (17)

وقال من قصيدة (وقفة في مشهد الحسين) وقد قدمناها

أدعو الـحـسـينَ فيهـ     ـتـزّ لـه جـســـدي

أدعو الـحـســين فلا     أدري بما في يدي

أدعـو الـحـسيـن أيا     ذخري ويا سـنـدي

أراهُ فــي هـــــيـجـا     نِ الـبـحـرِ كـالزبدِ

وفي الصباحِ المدمّـ     ـى صـرخـةِ الأبـدِ

وجـدتُ فيـكَ الأسى     مِـن سـالـفِ الأبـدِ

وعشتُ أسـيـانَ مِن     أشـجـانِـكَ الــبـــددِ

وقال من قصيدة (يوم الطف) وتبلغ (18) بيتاً:

عد لـتـلـقـى الـشهيدَ ثم تردّى     لا جباناً ألـقـى السلاحَ وولّى

ضمَّ فيهِ عطشاناً والنهرُ بالقر     بِ لـمـيعٌ والماءُ أهنا وأحلى

يـومُـه ظامئٌ وأيـامُـنـا ظـمـا     ءٌ دوامـاً والـكـلُّ يـنـدبُ كـلّا

قـرِّبـوه فـإنّـه دوحــةُ الـمــجـ     ـدِ ولـيـث الـشرى علينا أهلّا

واحـمـلـوهُ فـإنـه الــجبلُ الرا     سي وسيفٌ من غمدِه قد سلّا (18)

وقال من قصيدة (هاتف منك) وقد قدمناها

أنا نـايُ الأحـزانِ إن غــامَ لـيـلٌ     وهيَ شدو الأطيارِ في بُستاني

وهوَ ما دمتُ في الحياةِ حـسـيـناً     وحـسـبـي بـهِ إذا مــا شـجـاني

أنا عطشانٌ مُذ عطشتُ إلى الما     ءِ وظـمـآنٌ فـي خُـطـى ظـمـآنِ

دُلّـنـي بـعـدمـا أرقـتُ جِـــراري     وكـسـرتُ الـدنـانَ بـعـد الـدنانِ

إن نـكـنْ بـعـدهـا ادَّخـرنـا بُـكانا     ومشى الحقدُ في شعابِ المكانِ

فـلأنَّ الـخـطـبَ الـجـلـيــلَ تــعدَّ     انـا وفـاقَ الـخـيالَ في الحسبانِ

وقال من قصيدة (يا سيد الشهداء) وقد قدناها

يـا سـيِّـدَ الـشهداءِ جِـئـ     ـتـكَ بـعـدمـا تـعـبتْ ركابي

أمشي إلـيـكَ وفـي يدي     قيدي وفي وجهي اغترابي

وأرى عـذابَكَ فـي لـيـا     لي الحزنِ يـنـبـيـني عذابي

أنا في رحابِـكَ يا حسيـ     ـنَ وأينَ من عـيني رحابي

وأراكَ فـي قــلـبي وأقـ     ـرأ ما جرى لكَ فـي كتابي

وقال من قصيدة (في موكب الحسين) وقد قدمناها:

أراهُ عـلـى مـدى ومدى     يحملُ كاهلي الأبدا

أرانـي مـن عـشـيـرِتِــه     شـقـيَّـاً قطّ ما سعدا

أصبُّ الحزنَ في كاسي     أذوِّبُـه إذا جـــمــدا

أنـادي يـا حـسـيـنَ أيـــا     أواراً قط ما خَـمدا

أجـِرني من زمانٍ ضيَّـ     ـعَ الأموالَ والـبـلدا

أجِـرني فـالـعــراقُ غدا     كبحرٍ ينفثُ الزبـدا

وقال من قصيدة (صحبة الله) وتبلغ (18) بيتاً

ذكرُ الحسينِ أثارَ الشجوَ في كبدي     وزادَ من حرقتي في الصاخبِ العاتي

أبانَ مـا كـانَ مـخـفـيَّاً وما سـجعتْ     بـهِ بـأغـصـانِـهـا كـلُّ الـحـمـامـــــاتِ

هنا الـزمانُ له مـعـنـى وخـاطــرةٌ     رمـزُ الـشـهـادةِ أدرى بـالــشــــهاداتِ

هـنـا كـتـابٌ فـتـحـنـاهُ فـأبــهــــرنا     بـمـعـجـزاتٍ وإرهـــــاصٍ وآيــــــاتِ

تلكَ الـمـصـابيحُ ما زالتْ تشعُّ لـنا     ونــقـتـدي بــســنــاهــا فـي الـدجـنَّاتِ (19)

وقال من قصيدة (تحية) وقد قدمناها

تبكي عـلـى فـقـدِكَ البرايا     وأنتَ من أشرفِ البرية

رمـزٌ سـتبقى مدى الليالي     تـحـمـلُ فـي كفِّكَ الهوية

جئناكَ والحزنُ ليسَ يَبلى     وكـلُّ حـزنٍ دعــــا ولـيَّه

يا ساكناً في القلوبِ مـهلاً     واحكمْ لنا اليومَ بـالسوية

علّمتنا الصبرَ مِـن قـديــمٍ     والـصـبـرُ ألــوانُــه جلية

وقال من قصيدة (تضرع وابتهال) وقد قدناها

يـا شـهـيـداً ثـوى بـقلبي وعيني     وحَّـدتْ بينكَ الخطوبُ وبيني

جنح الحزن بي وعاودني الدمـ     ـعُ وأربى على الحنينِ حنيني

وتـضـرَّعتُ هاتفاً فـي خـشـوعٍ     وابـتـهـالٍ أثـارَ كـلَّ شـجوني

سيِّدي أطـلقِ الأسـيـرَ مـن القيـ     ـدِ وكُـنْ للغريبِ خيرَ مـعـيـنِ

وقال من قصيدة (شمس البطاح) وتبلغ (13) بيتاً:

أندى صفاءً من دمـاءِ الجراحْ     دمعُكَ من وقتِ المسا للصباحْ

إنْ جـئـتَـه فـامـسـحْ على بابِهِ     فإنَّ خلفَ البابِ شـمسُ البطاحْ

ابنُ البتولِ البرَّةِ الـمـسـتـجابْ     الـبـحـرُ مـن يـقـصدُه لا يُجاحْ

حـسـيـنُ مـا إن يـنـتـهي ذكرُه     فـي كـلِّ حـيـنٍ مـنـبـعٌ للسماحْ

هو حرقةٌ في القلبِ ما إن لها     ما يطفئ الحرقةَ كي يـسـتراحْ (20)

وقال من قصيدة (تباريح) وقد قدمناها

سبط النبيِّ الهاشميِّ الذي     حـقَّــقَ للناسِ بها الـمـبـتـغـى

حسينُ مَن أشعلَ في قلبِنا     ناراً فــلـمْ تـطـفـئ لــيومِ اللقا

شهيدُ هــذا الكونِ ما مثله     شخـصٌ تردّى ودهـاهُ الردى

ثـوى كــريماً ثـوبُه طاهرٌ     أعظمْ به من راقدٍ في الثرى

ذكراهُ في أعـماقِنا ننتشي     بـهـا إذا هـبَّ نـسـيــمُ الـصبا

وقال من قصيدة (زمان بثقل الحجر) وقد قدمناها:

أسـفـي كـمْ تـلـقـا     هُ ظـلـمُ البشرْ

وهوَ سبط الرسو     لِ النبيِّ الأبرْ

يا شـهـيـداً لـــــه     كلُّ يـومٍ أثـــرْ

نـحـنُ مـن شيعةٍ     لمْ تزلْ تـعتبرْ

بالذي قـد جـرى     في زمانٍ غبرْ

عـهـدُنـا دائـــــمٌ     حبُّنا مُـسـتـقــرْ

......................................................................

1 ــ ديوان عبق الشعر الحسيني للشاعر والمطبوع في دار العلم للنابهين / بيروت 1423 هـ / 2002 م ص 11 ــ 14

2 ــ نفس المصدر ص 15 ــ 16

3 ــ نفس المصدر ص 19 ــ 21

4 ــ نفس المصدر ص 27 ــ 29

5 ــ نفس المصدر ص 31 ــ 34

6 ــ نفس المصدر ص 35 ــ 38

7 ــ نفس المصدر ص 45 ــ 47

8 ــ نفس المصدر ص 51 ــ 52

9 ــ نفس المصدر ص 53 ــ 54

10 ــ نفس المصدر ص 67 ــ 68

11 ــ نفس المصدر ص 43 ــ 44

12 ــ موقع ويكيبيديا / صحيفة الحدث بتاريخ 14 / 6 / 2022

13 ــ في سؤال تجربة محيي الدّين خريّف (1932 – 2011 ) الشّعريّة ــ موقع مشارف بتاريخ 31 / 12 / 2017

14 ــ بتاريخ 21 / 2 / 2017

15 ــ عن أعمال بيت الشعر، تونس 1998، تأليف: محمود طرشونة - منصف الوهايبي - محمد صالح بن عمر - فوزيّة الصّفار الزّاوق - بوشوشة بن جمعة.

16 ــ ديوان عبق الشعر الحسيني ص 8 ــ 9

17 ــ نفس المصدر ص 17

18 ــ نفس المصدر ص 23 ــ 25

19 ــ نفس المصدر ص 39 ــ 41

20 ــ نفس المصدر ص 49 ــ 50

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار