253 ــ صالح التميمي: (1218 ــ 1261هـ / 1805 ــ 1845 م)

صالح التميمي: (1218 ــ 1261هـ / 1805 ــ 1845 م)

قال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (133) بيت:

ثـــمَّ كــرَّ الــبــلا وأيِّ بــلاءٍ      مستطيلٍ أتتْ بهِ (كربلاءُ)

يومَ باتتْ تبكي السماءُ عليهمْ      بـدمـاءٍ وهـلْ يـفـيـدُ البكاءُ

أيُّـهـا الـراكبُ المُهجَّر يحدو      يعملاتٍ ما مسَّها الإنضاءُ

يـمِّـمِ الـركـبَ لـلـغريِّ فـفـيهِ      بـحـرُ جودٍ وروضةٌ غنَّاءُ (1)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (16) بيتاً:

لكن مصارعَ فتيةٍ في (كربـلا)      سلبتْ بسيفِ الحزنِ طيبَ رقادِهِ

قتلى وفـيـهـمْ مـن ذؤابةِ هـاشمٍ      أسـدٌ سـعـى لـلــمـوتِ فـي آسـادِه

يا للرجالِ لطودِ أحمدَ مُذ ثوى      قـدمـاً وريـعُ الـديـنِ فـي أطــوادِه (2)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (21) بيتاً:

رأوا في (كربلا) يوماً مشوماً      فـفـازوا مـنه فـي يـومٍ سـعـيدِ

وكدَّرَ عـيـشـهمْ حربٌ فجادتْ      لهمْ عـقـبـاهُ فـي عـيـشٍ رغيدِ

ألا يا سـادتـي حـزنـي عـليكم      نفي عن ناظري طيبَ الهجودِ (3)

الشاعر

الشيخ صالح بن درويش بن علي بن محمد حسين بن زين العابدين الكاظمي النجفي الحلي المعروف بالشيخ صالح التميمي، شاعر وأديب ولد في الكاظمية في أسرة علمية ونشأ برعاية جده الشيخ علي زيني الذي كان من العلماء فأخذه معه إلى النجف ومنها هاجر التميمي إلى الحلة وسكن بها لفترة، ثم رجع إلى بغداد وتولى ديوان الإنشاء (4)، حتى وفاته بها فدفن في مسقط رأسه الكاظمية المقدسة (5)

قال السيد الأمين في ترجمته: (كان من بيت أدب وكمال رُبّي في حجر جده الشيخ علي الزيني الشهير في مطارحاته مع السيد بحر العلوم وغيره في النجف، انتقل مع جده من الكاظمية إلى النجف فأقام برهة ثم سكن الحلة وبقي بها مدة حتى استقدمه والي بغداد داود باشا فسكنها وكان سبب طلبه له أن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان مقيماً في الحلة ثم رحل عنها إلى النجف سنة 1241، وذلك أنه في هذه السنة ثار الحليون ثورة كبرى على داود باشا والي العراق المشهور وقتلوا جنوده ونصبوا عليهم عميداً حليّاً منهم فجهز داود باشا على الحليين جيشاً كبيراً وتطوّع معه بعض العرب لأخذ الحلة ومنهم أمير ربيعة درويش ففارق الشيخ موسى بلد الحلة حيث أنشأ التميمي هذين البيتين معرضا بسليمان الأربلي الذي ولاه داود باشا امر الحلة:

بمَن تفخرُ الفيحاءُ والفخرُ دأبُها     قديماً وعنها سارَ موسى باهلِه

وخـــــــلّفها من بعدِ عزٍ ومنعةٍ     تــــــكابدُ كيدَ السامريِّ وعجلِه

واما جيش داود فقد تغلب على الحلة .... ولما وصل سليمان الأربلي إلى الحلة استدعى الشيخ صالح التميمي وسأله عن السامري وعجله واستنشده البيتين السابقين فتخلص بارتجاله هذين البيتين الآخرين:

زهت بأبي داود حـــــــلّة بابلٍ     وألبســها بالأمن حلةَ عدلِه

وكانتْ قديماً قبلَ موسى وقبله     تكابدُ كيد السامريِّ وعجله

فعلم أنه ارتجلهما فعجب من بديهيته ورضي عنه ومن هنا اتصل خبره بداود باشا فاستدعاه إليه واستبقاه لما عرف من حسن أدبه وجعله كاتب انشاء العربية وبقي كذلك بعده في عهد علي باشا حتى توفي) (6)

امتاز التميمي بشاعرية كبيرة ففاق شعراء عصره، قال عنه الشيخ محمد رضا الشبيبي: (هو في عصره كأبي تمام في عصره) (7)

وقال عنه الدكتور محمد مهدي البصير: (أما صفاته فإنها من أجمل وأفضل ما يتحلى به إنسان كان ــ رحمه‌ الله ــ خفيف الطبع عذب الروح حلو المعاشرة حاضر النكتة غزير الحفظ واسع الرواية قيل له: كم تحفظ من بدائع الشعر وروائعه فأجاب: لو لا أن شيخي أبا تمام جمع محاسن الجاهليين والإسلاميين في حماسته المشهورة لجمعت أنا لكم من حفظي هذه الحماسة). (8)

وقال عنه الخاقاني: (لقد امتاز التميمي بأخلاق عالية وطبع كريم وذات نبيلة مكنته من الإتصال بكثير من الشخصيات البارزة في عصره وحببته إليهم..) (9)

وقال عنه عبد الباقي العمري: (إمام أئمة الأدب، ومالك أزمة لسان العرب...) (10)

وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (أشعر شعراء عصره، وكان خفيف الطبع، حسن المعاشرة، حاضر النكتة، جميل المحاورة، أبيَّ النفس، طاهر القلب، شديد الورع والتقوى‏، لذلك أَحبّه مختلف الطَبَقات والفِئات، وكانت له لديهم مكانة مرموقة واحترام موفور) (11)

وقال الطهراني أيضاً: (ولم تقتصر معلوماته على‏ نظم الشعر، وإن نبغ فيه وأصبحَ من شيوخه، بل كان واسع الاطّلاع في الأنساب، والتاريخ، وغيرهما، وكان واسعَ الرواية، يحفظُ الكثير من الشعر على‏ اختلاف الشعراء وعصورهم). (12)

وقال السيّد الأمين: (له ديوان شعر كبير رأيته في بغداد مخطوطا وهو شاعر عصره غير مدافع) (13)

وقال الشيخ عبد الحسين شبستري: (من أدباء وشعراء العراق، وكان شاعر عصره بلا منازع، جيد الشعر، حسن الأسلوب) (14)

وذكره السماوي في أجوزته فقال:

وكالأديبِ الصالحِ التميمي      زاكي الـولا في قلبهِ السليمِ

أقـــــــــامَ إذ أقامَ في بغدادِ      ســــوقَ الثنا لواجبي الودادِ

فغيَّبَ الـــــقبرُ به المدائحا      أرّخه قد غيَّبَ وجهاً صالحا (15)

ترك التميمي عدة مؤلفات إضافة إلى ديوان شعره الذي جمعه ولده كاظم ومن مؤلفاته:

1 ــ شرك العقول وغرائب النقول

2ــ وشاح الرود والجواهر والعقود 

3ــ الأخبار المستفادة

4 ــ الروضة التميمية

5 ــ ديوان شعر (16)

توفي التميمي في بغداد ودفن في الكاظمية وقد رثاه الشاعر العديد من الشعراء منهم: الشيخ إبراهيم صادق العاملي، والشيخ عبد الحسين محي الدين والشاعر عبد الباقي العمري الذي قال في رثائه:

رحمَ اللهُ صالحاٌ كان لي في     الله دونَ الـــــــورى وليَاً حميما

ولقد كــانَ ينثرُ الدرَّ مِن فيـ     ـه فيغدو في الطرسِ عقداً نظيما

وغدا بعــــــد موتِه كلُّ لفظٍ     مـــــــنه في جيدِ المجدِ درَّاً يتيما (17)

شعره

قال السماوي: (وللمترجم شعر كثير في الأئمة عليهم السلام من مدائح ومراث) (18) وقال الأستاذ عبد الكريم الدباغ: (له ديوان شعر ضاع معظمه، وقد جمع ولده ما تيسر منه، بإشارة من الشاعر عبد الباقي العمري فلما جمعه وعرضه على العمري كتب عليه هذين البيتين:

نعم ربّ هذا الشعر قد كان صاحبي      يــــــــــــــــــلائمني في فنِّه وألائمه

وقفـــــــــــتُ على ديوانِه بعدَ موتهِ      وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التربِ خاتمه

وقد طبع ديوانه سنة 1367 هـ باعتناء وتحقيق الأستاذ السيد محمد رضا السيد سلمان المحامي، والبحاثة علي الخاقاني) (19)

قال في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) تبلغ (40) بيتاً:

ولا ذخـرَ إلّا عــفــوُ ربِّــي تــمــدُّه     شفاعةُ خيرِ الـمـرسـلـينَ مـحـمدِ

أبو الـقـاسـمِ الـنـورِ المبينِ ومَنْ به     تـشـرَّفَ عـدنـانٌ بأشـرفِ مـولـدِ

نبيُّ الـهُـدى لولاهُ لم يُعرفِ الهُدى     ولا لفظُ توحـيـدٍ بـدا مِـن مُـوحِّـدِ

بـراهُ إلـهُ الـعـرشِ مـن نـورِ قدسِه     وأودعَه في صـلـبِ بـدرٍ وفرقــدِ

فـكـانَ خِـيـاراً مـن خِـيارٍ فصاعداً     إلـى آدمٍ مِـن ســيــدٍ بـعـدَ سـيـــدِ

إذا أنـتَ شـارفـتَ الـمـدينة فأبلغنْ     تـحـيـةَ مـلـهـوفٍ لأكـرمِ مُـنـجــدِ

وقـلْ يـا شـفـيـعَ المـذنبينَ استغاثة     وشكوى أتتْ من عبدِ رقٍّ لـسـيـدِ

ألا يا رسولَ اللهِ دعــوةُ صــارخٍ     ونـدبـةُ عـانٍ بـالــذنـــوبِ مُــقـيَّــدِ

ألا يا رسـولَ اللهِ دعــوةُ خـائــفٍ     صروفَ الردى فانظرْ لشملٍ مُبدّدِ

يلوذُ فهلْ يخشى من الدهرِ غارةً     ويحذرُ من خطبٍ من الدهـرِ أنـكدِ (20)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدته التي تبلغ (133) بيتاً ــ وقد قدمناها ــ وفيها يستعرض فضائله وشجاعته وعلمه ومواقفه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال عنها السماوي بعد أن ذكرها كاملة:  نجزت بتمامها ولم أطل بذكرها إلا لقلة وجودها، حتى أن عبد الباقي العمري لم يعثر عليها تامة فخمس ما حصله من أوائلها:

غـايـةُ الـمـدحِ فـي عُـلاكَ ابــتـــداءُ     ليتَ شعري ما تصنعُ الشعـراءُ

يا أخا الـمـصـطـفى وخيرَ ابنِ عـمٍّ     وأمـــيــراً إنْ عُـــدَّتِ الأمـــراءُ

مـا نـرى مـا اسـتـطـالَ إلا تـنـاهى     ومـعـالـيـكَ مـــا لـهـنَّ انــتــهـاءُ

فـــلـــكٌ دائـــرٌ إذا غــــابَ جـــزءٌ     مـن نـواحــيـهِ أشـرقـتْ أجــزاءُ

أو كـبـدرٍ مـا يـعـــتــــريـهِ خـفــاءٌ     مـن غـمـامٍ إلا عــراهُ انــجــلاءُ

يـحـذرُ الـبـحـرُ حـوله الجزرَ لكنْ     غـارةَ الــمــدِّ غــارةٌ شــعــــواءُ

ربُّـمـا عـالـجٌ مـن الـرملِ يُحـصى     لـمْ يـضقْ في رمالِهِ الإحـصـاءُ

يا صراطاً إلى الـهدى مـسـتـقــيماً      وبـه جـاءَ لـلـصـدورِ الــشــفـاءُ

بُـنـيَ الـديـنُ فـاســـتـــقـامُ ولـــولا     ضربُ ماضيكَ ما استقامَ البناءُ

أنـتَ لـلـــحـــقِّ ســـلّـمٌ مــا لـراقٍ     يــتــأتّـى بــغـيـــرهِ الارتــقــــاءُ

مـعـدنُ الـنـاسِ كلّـها الأرضُ لكن     أنـتَ مِـن جـوهـرٍ وهمْ حصـباءُ

شبه الشكلِ ليسَ يقـضي التساوي     إنَّـمـا فـي الـحـقـائـقِ الاســتـواءُ

شـرَّفَ اللهُ فـيـكَ صُـلـبـاً فـصُـلـباً      أزكــيــاءٌ نــمــتــهــمٌ أزكــيـــاءُ

فـكـأنَّ الأصـلابَ كـانتْ بـروجـاً     ومِـنَ الـشـمـسِ عـمَّهـنَّ الـبـهـاءُ

لـم تـلـدْ هـاشــمــيــةٌ هـاشـمـيـــاً      كـعـلـيٍّ وكــلّــهـــمْ نُــجـــبـــــاءُ

وضـعـتـهُ بـبـطـنِ أوَّلِ بــيـــــتٍ     ذاكَ بـيـتٌ بــفــخــرِهِ الاكـتـفـاءُ

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته التي قدمناها وتبلغ (16) بيتاً:

يا لـلـرجـالِ لـنـكـبـةِ الـزهـراءِ في      أبـنـائِـهـا والـطـهـرِ في أولادِه

أبكي الـقـتـيـلَ أمِ الـنـسـاءَ حواسراً      يـنـدبـنَـه ويـلـذنَ فــي سـجَّـادِه

أم أنـدبُ الـعـبـاسَ لـمّـا أن مـضى      والبرُّ قدْ غصَّ الفضا بصعادِه

يبغي الوصولَ إلى الفُراتِ ودونها      بـيـضٌ كـسـاهـا فـيـلقٌ بسوادِه

فـأتـى دويـنَ الـماءِ فاعتاقَ الردى      هِـمـمٌ سمتْ للمجدِ فوقَ مرادِه

أبكي لمقطوعِ الـيـديـنِ وقد قضى      ظـمـأ ونـارُ الوجـدِ ملءَ فؤادِه

ألذاكَ أبـكي أم سـكـيـنـة إذ دعـتْ      يـا عـمَّـتـا كـهفي هوى بعمادِه

وقال من حسينيته التي تبلغ (21) بيتاً وقد قدمناها:

دعـاهـمْ نـجلُ فـاطـمـةٍ بـيـومٍ      يـشـيـبُ لـذكـرِهِ رأسُ الوليدِ

دعاهمْ دعـوةً والـحربُ شبَّتْ      لظىً من دونِـها ذاتُ الوقودِ

أسـودٌ بـالـهـيـاجِ إذا الـمـنـايـا      رمتْ ظـفـراً ونابـاً بالأسودِ

كأنّ رمـاحَـهـمْ تـتـلـو إلـيـهـمْ      لصدقِ الطعنِ أوفوا بالعقودِ

إذا ما هُـزَّ عـسَّـالٌ تـصـابـوا      كما يُصبى إلـى هـزِّ الـقدودِ

بنفسي والورى أفـدي كرامـاً      تجنّبَ حزمُهم نقضَ العهودِ

بنفسي والورى أفدي جسوماً      مُـجـزَّرةً عـلى حرِّ الصعيدِ

بنفسي والورى أفدي رؤوساً      تُشالُ على الرماحِ إلى يزيد

وقال من قصيدة تضمّنت قصة مقتل الحسين (عليه ‌السلام):

قــتــيـلٌ تـــعـــفّـــــى كـلُّ رزءٍ ورزؤه      جديدٌ على الأيـامِ سـامـي الـمـعالمِ

قـتـيـلٌ بـكـاهُ الـمـصـطـفـى وابـنُ عـمِّهِ      عليٌّ وأجرى مـن دمٍ دمـعَ فـاطــمِ

وقُـلْ بـقـتـيـلٍ قـد بـكـتـه الــســمــا دمـاً      عبيطاً فما قدرُ الـدمـوعِ الـسواجمِ

ونـاحـتْ عـلـيـهِ الـجـنُّ حـتـى بـدا لـهـا      حـنـيـنٌ تـحـاكـيـهِ رعـودُ الـغمائمِ

إذا مـا سـقـى اللهُ الــبــلادَ فــلا ســقـــى      مـعـاهـدَ كـوفـانٍ بـنـوءِ الـمـرازمِ

أتـتْ كـتـبـهـمْ فــي طـيِّــهــنَّ كــتــائـبٌ      ومـا رُقِّـمـتْ إلا بــســمِّ الأراقـــمِ

لـخـيـرِ إمـامٍ قـامَ فـي الأمـرِ فـانـبــرتْ      لـه نـكـبـاتٌ أقــعـــدتْ كـلَّ قـائـمِ

إذا ذٌكـرتْ لـلــطــفـــلِ حـلَّ بـــرأسِـــهِ      بـيـاضُ مـشـيـبٍ قـبـلَ شدِّ التمائمِ

أن أقـدمْ إلـيـنا يا ابـنَ أكـرمِ مـن مـشى      عـلـى قـدمٍ مـنْ عـربِها والأعاجمِ

فـكـمْ لـكَ أنـصـارٌ لـديــنــا وشــيــعـــةٌ      رجالاً كـرامـاً فـوقَ خـيـلٍ كـرائمِ

فـودَّع مــأمــونُ الــرســالـةِ وامـتـطـى      متونَ الـمراسيلِ الهجانِ الرواسمِ

وجـشّـمَــهــا نـجـــدَ الـعـراقِ تــحـــفُّـه      مـصـاليتُ حربٍ من ذؤابةِ هاشم

قـسـاورةٌ يــومَ الـقـراعِ رمــاحُــــهــــم      تـكـفَّـلـنَ أرزاقَ الـنسورِ القشاعمِ

أشـدُّ نـزالاً مــن لــيــوثٍ ضــراغـــــمٍ      وأجرى نوالاً من بحورٍ خضارمِ

وأزهـى وجـوهـاً مـن بـدورٍ كــوامـــلٍ      وأوفـى ذِمـامـاً مـن وفـيِّ الذمائمِ

يـلـبُّـونَ مـن لـلـحـربِ غـيـرَ مـحـاربٍ      كـمـا أنّـه لـلـســلـمِ غـيـرُ مُـسـالمِ

كـمـيٌّ يـنـحـيـهِ عـن الـضـيمِ مـعـطـسٌ      عـلـيـهِ إبـاءُ الـضيمِ ضربةَ لازمِ

كـأنّـهـمُ يـومَ الـطـفـوفِ ولــلــظــبـــــا      هـنـالـكَ شـغـلٌ شـاغـلٌ بالجماجمِ

أجـادلُ عـاثـتْ بـالــبــغــاثِ وإنّـــهـــا      أشدُّ انقضاضاً من نجـومٍ رواجـمِ

لقد صبروا صبـرَ الكرامِ وقـد قـضـوا      على رغبةٍ مـنـهم حقوقَ المكارمِ

فـلـهـفـي لـمـولايَ الـحـسـيـنِ وقد غدا      فريداً وحيداً فـي وطيسِ الملاحمِ

يـرى قـومَـه صـرعـى ويـنـظرُ نسوةً      تـجـلببنَ جلبابَ الـبُـكـا والـمـآتـمِ

هناكَ انتضى عضباً من الحزمِ قاطعاً      وتلكَ خطوبٌ لم تدعْ حزمَ حازمِ

أبـوهُ عـلـيٌّ أثـبـتَ الـنـاسِ فـي الـلـقـا      وأشجعُ مِّمَن جاءَ مـن صلبِ آدمِ

يـكـرُّ عـلـيـهـمْ مـثــلـمـا كـرَّ حــيـــدرٌ      على أهـلِ بـدرٍ والنفيرِ المزاحمِ (21)

................................................................

1 ــ الطليعة ج 1 ص 96 ــ 99 / أعيان الشيعة ج ٧ ص 370 ــ ٣٧١ ذكر منها (101) بيت / أدب الطف ج 7 ص 27 ــ 29 ذكر منها (35) بيتاً / موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 252 ــ 254 ذكر منها (52) بيتاً.

2 ــ أدب الطف ج 7 ص 24 ــ 25

3 ــ أدب الطف ج 7 ص 25 ــ 26 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٧٢ ذكر منها (18) بيتاً

4 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٦٩

5 ــ الطليعة ج 1 ص 100

6 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٦٩

7 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٦٩

8 ــ أدب الطف ص 26 ــ 27 عن نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر للبصير

9 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 143

10 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 251

11 ــ الكرام البررة ج 2 ص 653

12 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 ص 587

13 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٦٩

14 ــ مشاهير شعراء الشيعة بالرقم 455

15 ــ صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم والجواد ص 70

16 ــ شعره الغري ج 3 ص 154

17 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 375

18 ــ الطليعة ج 1 ص 99

19 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 252

20 ــ الطليعة ج 1 ص 96

21 ــ ذكر منها في: أدب الطف ج 7 ص 21 ــ 24 (53) بيتاً / وفي أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٧١ (17) بيتاً / وفي الطليعة ج 1 ص 99 (42) بيتاً وقال: وهي طويلة

كما ترجم له:

جعفر صادق حمودي / معجم الشعراء العراقيين ص 165 

السيد حسن الصدر / تكملة أمل الآمل ج 3 ص 171

جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 327 ــ 330

محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 1 ص 378 ــ 481

كوركيس عواد / معجم المؤلفين ج 5 ص 7

عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين ج 1 ص 202 ــ 205

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 313

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 3 ص 191 

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 5 ص 7 

جعفر صادق حمودي التميمي / معجم الشعراء العراقيين ص 165 

محمود شكري الآلوسي / المسك الأذفر ص 154

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار كاتب : محمد طاهر الصفار