قـدري يُـلـوِّحُ لـلـحُـسينِ لوائي *** مـستـفهماً عن نـصـرةٍ وفـداءِ
هـل كـان شـعـري ناصراً بحدائِه *** وهوَ الخليُّ إذا علا بحداءِ؟
أم كان خيلاً لم يجدْ من صاحبٍ * هـوَ ذلكَ المُهدى من استخلاء؟
نصرُ الحسينِ دمٌ فهل من نصرةٍ أجلى وأوضح من فيوضِ دماء؟
ماذا سأعطي سـيِّـدي ونـداؤكـم *** دومـاً يُلِحُّ .. وفيه كَسرُ ندائي
أنا ذلكَ الريَّان ممتـلئُ الهوى *** كيفَ الوصولُ لظامئٍ بروائي؟
بالضدِّ منكَ أنا وأطلبُ أن أُرى *** لكَ مـشبهاً وتكون أنتَ بدائي
ترفي بحُبِّكَ ليس يُحرقُ سِحنتي ** لا لـيسَ يُلقيني على الرمضاءِ
ولأنتَ ذيَّاكَ الـعـفـيرُ مُرمَّلا *** وأنا ابنُ عشقِ وسادتي ورخائي
قُل لي .. لوائي .. هل أنكِّس سعيه؟ * أم لـي بحيلتكمْ لواءُ رجاءِ؟
أنا لستُ أبحث عن مكافئةِ الهوى ** فالحـبُّ أنتَ وليسَ من أكفاءِ
يكفي لـكـي تـمـتـازَ عـنّـا دمـعـة الـمـخـتــارِ يـوم ولـدتَ باستدعاءِ
يـكـفـيـكَ لثمةُ منحرٍ من فاههِ الـمـسـكـونِ وحـيـاً فـيـكَ قـبلَ حِراءِ
يكفيكَ ظهرُ المصطفى للمرتقى *** لـلـعـرشِ مـنـه بـقـابكمْ لعلاءِ
يكفيكَ محضنُ فاطمٍ يا سـيِّـدي *** لـنـكـونَ أحـضـاناً إلى الأنواءِ
لنظلَّ نبعدُ والمسافةُ جـسـرُها *** يـبـقى ضريحُكَ باسط البطحاءِ
يا سـيِّـدي .. الـضدُّ منكَ يحيلنا *** لـفـوارقٌ تـعـصـى بـأيِّ لـقـاءِ
أنتَ الـفـدائـيُّ الـذي عـتَّـقـتـنـا *** ونخبتَ منَّا صرخةَ الضوضاءِ
ما كُلُّنا كان الشهيدَ إذا سـعـى *** ولـنـا مـن الـدنـيا هوى الأُجراءِ
لكن بنا حـبُّ يـعـالـقُ نـطـفـة *** فـيـنـا .. ويـعـجـنُها بطهرِ الماءِ
وبنا سوية عاشقٍ هل يستوِي؟ * مـثلَ الصراط .. وعاشَ بالإحناءِ
لكن تـعـلّـق بـالـحـسينِ عقيدةً *** مـتـعـلِّـقـاً بـالـحـبـلِ في الضراءِ
قال الـسـوِّيـة أن أفـراحـاً بـهـا *** ذكـرُ الحسينِ تزيدُ في إغرائي
عرفَ الدموعَ على طريقِ مودَّةٍ *** واخـتـارَهـا لـتـنـيـرَ لـلدهماءِ
واستسهلَ الأفراحَ كي يقوى على ** عـسرٍ يعيشُ نشاط ذي إقواءِ
واخـتـارَ أفياءَ الـمـديـنـةِ مـرتـعٌ الـفـرحِ الـمـقـلِّ كـواحـةٍ خـضـراءِ
إذ كربلاء تكاثـرتْ بـجـراحِـهـا *** وتـغـوَّلـتْ بـالـشـارةِ الـحمراءِ
اليومَ مولدُ من سـيـبكي أحمداً *** أنعيشُ في الميلادِ فرضَ بكـاءِ؟
أم كي نعادلَ في الهوى فرصُ الهوى نختارُ جبرائيلَ في الأرجاءِ؟
في ملعبٍ باسمِ الحسينِ مراكضاً *** ومـلاعـبـاً في غبطةِ الأمراءِ
ولنا بــمـلـعـبـهم مـلاعبُ أشبهتْ *** أحـوالـنـا .. لـعـبـاً بلا إغواءِ
لـعـبـاً لإدخـالِ الـسـرورِ مشيَّعاً *** لـفـؤادِ فاطمَ .. مـطمـعاً بكساءِ
كي يدخلَ الأحبابُ وسط كسائِها *برضا الحسينِ وفرحةِ استرضاءِ
هذا مـقـامُ الـعـاجـزيـنَ بـعـشـقِهم *** إذ يطـلبونَ الوصلَ بالجوزاءِ
سلمان عبد الحسين
اترك تعليق