صراط الدموع

قـدري يُـلـوِّحُ لـلـحُـسينِ لوائي *** مـستـفهماً عن نـصـرةٍ وفـداءِ

هـل كـان شـعـري ناصراً بحدائِه *** وهوَ الخليُّ إذا علا بحداءِ؟

أم كان خيلاً لم يجدْ من صاحبٍ * هـوَ ذلكَ المُهدى من استخلاء؟

نصرُ الحسينِ دمٌ فهل من نصرةٍ أجلى وأوضح من فيوضِ دماء؟

ماذا سأعطي سـيِّـدي ونـداؤكـم *** دومـاً يُلِحُّ .. وفيه كَسرُ ندائي

أنا ذلكَ الريَّان ممتـلئُ الهوى *** كيفَ الوصولُ لظامئٍ بروائي؟

بالضدِّ منكَ أنا وأطلبُ أن أُرى *** لكَ مـشبهاً وتكون أنتَ بدائي

ترفي بحُبِّكَ ليس يُحرقُ سِحنتي ** لا لـيسَ يُلقيني على الرمضاءِ

ولأنتَ ذيَّاكَ الـعـفـيرُ مُرمَّلا *** وأنا ابنُ عشقِ وسادتي ورخائي

قُل لي .. لوائي .. هل أنكِّس سعيه؟ * أم لـي بحيلتكمْ لواءُ رجاءِ؟

أنا لستُ أبحث عن مكافئةِ الهوى ** فالحـبُّ أنتَ وليسَ من أكفاءِ

يكفي لـكـي تـمـتـازَ عـنّـا دمـعـة الـمـخـتــارِ يـوم ولـدتَ باستدعاءِ

يـكـفـيـكَ لثمةُ منحرٍ من فاههِ الـمـسـكـونِ وحـيـاً فـيـكَ قـبلَ حِراءِ

يكفيكَ ظهرُ المصطفى للمرتقى *** لـلـعـرشِ مـنـه بـقـابكمْ لعلاءِ

يكفيكَ محضنُ فاطمٍ يا سـيِّـدي *** لـنـكـونَ أحـضـاناً إلى الأنواءِ

لنظلَّ نبعدُ والمسافةُ جـسـرُها *** يـبـقى ضريحُكَ باسط البطحاءِ

يا سـيِّـدي .. الـضدُّ منكَ يحيلنا *** لـفـوارقٌ تـعـصـى بـأيِّ لـقـاءِ

أنتَ الـفـدائـيُّ الـذي عـتَّـقـتـنـا *** ونخبتَ منَّا صرخةَ الضوضاءِ

ما كُلُّنا كان الشهيدَ إذا سـعـى *** ولـنـا مـن الـدنـيا هوى الأُجراءِ

لكن بنا حـبُّ يـعـالـقُ نـطـفـة *** فـيـنـا .. ويـعـجـنُها بطهرِ الماءِ

وبنا سوية عاشقٍ هل يستوِي؟ * مـثلَ الصراط .. وعاشَ بالإحناءِ

لكن تـعـلّـق بـالـحـسينِ عقيدةً *** مـتـعـلِّـقـاً بـالـحـبـلِ في الضراءِ

قال الـسـوِّيـة أن أفـراحـاً بـهـا *** ذكـرُ الحسينِ تزيدُ في إغرائي

عرفَ الدموعَ على طريقِ مودَّةٍ *** واخـتـارَهـا لـتـنـيـرَ لـلدهماءِ

واستسهلَ الأفراحَ كي يقوى على ** عـسرٍ يعيشُ نشاط ذي إقواءِ

واخـتـارَ أفياءَ الـمـديـنـةِ مـرتـعٌ الـفـرحِ الـمـقـلِّ كـواحـةٍ خـضـراءِ

إذ كربلاء تكاثـرتْ بـجـراحِـهـا *** وتـغـوَّلـتْ بـالـشـارةِ الـحمراءِ

اليومَ مولدُ من سـيـبكي أحمداً *** أنعيشُ في الميلادِ فرضَ بكـاءِ؟

أم كي نعادلَ في الهوى فرصُ الهوى نختارُ جبرائيلَ في الأرجاءِ؟

في ملعبٍ باسمِ الحسينِ مراكضاً *** ومـلاعـبـاً في غبطةِ الأمراءِ

ولنا بــمـلـعـبـهم مـلاعبُ أشبهتْ *** أحـوالـنـا .. لـعـبـاً بلا إغواءِ

لـعـبـاً لإدخـالِ الـسـرورِ مشيَّعاً *** لـفـؤادِ فاطمَ .. مـطمـعاً بكساءِ

كي يدخلَ الأحبابُ وسط كسائِها *برضا الحسينِ وفرحةِ استرضاءِ

هذا مـقـامُ الـعـاجـزيـنَ بـعـشـقِهم *** إذ يطـلبونَ الوصلَ بالجوزاءِ

سلمان عبد الحسين

المرفقات

: سلمان عبد الحسين