إليكَ وحدكَ يا سيدَ الحبِّ ... تُصلِّي المواسمُ بثوبِها الأخضر
أكما الحفاةِ القادمينَ منَ الرُّؤى *** في سُمـرةِ الحزنِ الشهيِّ أُبدَّدُ
فخطايَ حُـلـمٌ والمسافةُ سلَّمٌ *** والنهرُ فـي لغةِ العَطاشى مُوصَدُ
قلبيْ عـلى بابِ الحريرِ مُؤجَّلٌ *** وصــلاتُـهُ الـعـذراءُ لا تتجسَّدُ
فأنا انتـماءٌ هـاطـلٌ مـن غـربـةٍ *** أبــديّـةٍ والـعـشـقُ فـيَّ مـؤبَّـدُ
من أين أدخلُ؟! والغيابُ حقيقةٌ ** وسـؤالُ أشرعةِ الوصولِ مقيَّدُ
لا سيفَ في لغتي يصولُ على دَمي ** لا جمرَ في صبواتهِ أتوقَّدُ
غيمُ الـحـكـايـةِ هـل يـبلِّلُ وحدَتي *** إذ كـلّـمـا يـدنو سحابُكَ أبْعُدُ
لكنَّني ما زلـتُ أرسـمُ حنطَتي *** فأراكَ من معـنى المواسمِ تُولَدُ
وأراكَ في شهدِ المرايا لم يزلْ *** بـحنـاجرِ الأنهارِ صوتُكَ يُجلَدُ
بـريـاءِ سـهـمٍ فـي كـنـانـةِ نبتةٍ *** لن يـرتـويِ، فـفحيـحُهُ لا يبردُ
وأنا أطوفُ فلا جهات لقِبلتي *** لا نجمةً في الأفـقِ يرسمُها الغدُ
لي رحلةُ الوردِ الخجولِ، مطارَدٌ * بين السـهولِ، وبالقطافِ مُهدَّدُ
تتوسَّعُ الـصـحـراءُ ضـدَّ إرادتي *** فـكـأنَّـني عـن كربلاءَ مُشرَّدُ
والظلُّ تحتَ عَصايَ أَوْرَقَ مِحنةً *** ليلَ انتظـاراتٍ وما مُدّتْ يدُ
باقٍ هنا وحدي بريدُ قصائدي * أضـحى ضريراً والعـيونُ الهُدهدُ
صَخَبُ الرياحِ مآذنيْ، وملاذيَ الرَّملُ المخضّبُ، والوجـودُ المَعبدُ
مِيقاتُ ذاكرتي أتاكَ مؤجَّلاً ** خِضْراً ، وما عندَ السـواحلِ موعدُ
خذْنِي فقد تَعِبَ المجازُ من الهوى *** فـأنـا بـتيهِ اللاقـوافلِ أُوجَدُ
إذ أنتَ نـهرُ المتعبينَ وفيؤُهُمْ *** صـافَحْتَ رقّةَ حزنِهِمْ فتوحَّدُوا
فرسائلُ الأمواجِ تلثمُ صبرَهُمْ *** وهمُ العطاشى والولاءُ المورِدُ
وأنا هنا عـيـنايَ تبتَكِرُ اللِّقَا *** وخيـولُ قلبيْ نحو أرضِكَ تَصْعَدُ
نحو الحسينِ أَمِدُّ جُنحيَ خافقاً *** وحَمـامُ روحـيْ في ثَراهُ مُوسَّدُ
هَـبْني أراكَ على شموعِ تَبتُّلِي *** نــوراً عـلـى أســرارِهِ أتـجـدَّدُ
هَبْني أَطِلُّ على طفوفِكَ لحظةً *** لا وقـتَ يُـجْـرِيـها ولا تَتـحَدَّدُ
سفريْ إليكَ حقيقةُ الوعيِ القديمِ، يـسيرُ بي نحوي وأنـتَ المقصَدُ
هاجرتُ أختطفُ الضفافَ أسيرةً ** وقـوافلُ التأويلِ مـعنىً أوْحدُ
ظَمِأَ الـبـكـاءُ مُـطَـارَدَاً بـيـن الـقـلـوبِ كـدمـعـةٍ أسـرارُها لا تَـنفَدُ
وحديْ ونبضِي والمكانَ وكربلا *** أنـسـلُّ من بُـدَعيْ فلا أتعدَّدُ
أحمد الخيال
اترك تعليق