حسين الصحاف (1303 ــ 1343 هـ / 1885 ــ 1925 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (37) بيتاً:
وفي يدِه ذاتُ الفقارِ فـ (كربلا) بها لم تجـــــدْ إلّا دماءً وعَثيَرا
ولمَّا بها أحـيــــا شـريـعةَ جدِّه وكان لـها نوراً وفخراً ومظهرا
فناجاهُ في طورِ الجـــلالةِ ربُّه فخرَّ كما خرَّ الكليمُ على الثرى (1)
الشاعر
الشيخ حسين بن علي بن محمد بن حسين بن ناصر بن موسى بن حسين بن محمد الصحاف الإحسائي الكويتي، (2) عالم وأديب وشاعر، ولد في الكويت من عائلة علمية أدبية عريقة أفرزت كثيراً من أعلام الفقه والأدب.
قال الشيخ جعفر الهلالي عن هذه الأسرة: (أسرة آل الصحاف من الأسر العلمية والأدبية في مدينة الأحساء توطن بعض أفرادها في العراق في كل من البصرة وسوق الشيوخ. كما توطن قسم منها الكويت، ولا يزال هذا القسم من هذه الأسرة هناك، وتقطن غالبية هذه الأسرة في الأحساء وطنهم الأصلي) (3)
نشأ الصحاف في هذه الأجواء العلمية السامية لدى أسرته وتعلم ــ بداية ــ على يد أبيه الشيخ علي وأخيه الأكبر الشيخ أحمد.
بعد وفاة والده هاجر إلى النجف الأشرف وهو لم يكمل العقد الثاني من عمره وهناك درس على يد كبار العلماء الأعلام منهم:
1 ــ الشيخ موسى أبو خمسين الإحسائي.
2 ــ السيد ناصر بن السيد هاشم الإحسائي.
3 ــ الشيخ موسى الحائري.
وبقي مواظباً على حضور الدروس العلمية في النجف لمدة عشرين عاماً، ولم يزل مثابرا على تحصيله حتى حصل على درجة الاجتهاد.
وقد تخللت إقامته في النجف زيارات إلى مسقط رأسه الكويت، توفي المترجم له في مدينة سوق الشيوخ في العراق أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك عند عودته إلى الكويت ماراً بسوق الشيوخ، وقد نقل جثمانه إلى النجف الأشرف (4)
عدّه أخوه الشيخ كاظم الصحاف من العلماء المجتهدين وقال في ترجمته: (بدأ يدرس على السيد ناصر الإحسائي وغيره من العلماء حتى أدرك الاجتهاد ثم درس علم الحكمة حتى صار فيه بحراً مواجاً وسراجاً وهاج وبلغ في فن الأدب مبلغاً عظيماً ومقاماً كريماً وأقرت له به أدباء عصره وعظماء دهره) (5)
وقال عنه إسماعيل الحاج عبد الرحيم الخفاف (علّامة فقيه واديب وشاعر آباؤه جلهم من العلماء والشعراء وبيتهم بيت علم وشرف) (6)
ألف الصحّاف العديد من المؤلفات في الفقه والأصول والحكمة والعقائد
شعره
قال الشيخ الهلالي: (كان المترجم له يقرض الشعر على عادة كثير من علماء أسرته إلا أنه كان مقلاً فيه، وشعره متوسط المستوى نظم في بعض المناسبات الدينية وخصوصاً في مدح ورثاء آل الرسول - صلى الله عليه وآله - إلا أن شعره ضاع كغيره ممن ضاع شعره من سائر علماء وأدباء منطقته ولم نعثر له إلا على قصيدة واحدة نظمها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام) (7)
يقول من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
ولكن دعــــــــاهم من براهم فأسرعوا مُـلـبّـيـن لـلـداعـي ويا نـعـم معبرا
وساروا ولكن في ثرى الطفِّ عرّسوا بأسدٍ وعــنهم قصّرتْ أسدُ الشرى
بيومِ سُــــــــكارى تحسبُ الناسَ عنده وما هم سكارى لكنِ الحربَ حيَّرا
وما رعبوا بلْ أرعبوا الموتَ والعدى وما ضعفوا والكـلّ للحربِ شـمّرا
ويقول في تخميس قصيدة لملا عابدين الكويتي في مدح الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):
سـيـدٌ ســــــــــــادَ بـالإمـامـةِ والـجَدْ ولـه فــــــــوق هـامـةِ الـمـجدِ فرقَدْ
جوهـــــــــــرٌ جنسه يجلّ عـن الحدْ ذاك موسى بن جعفرِ الطهرُ من قدْ
حاز أكرومة أبتْ أن تـضــــــــاهى
خـصّـه اللّه بالـمـــــكــــــــــارمِ حُبّاً وبـراهُ لــــــــــــــــدارةِ الـكونِ قطبا
وله في انتسابِه خــــــــيـــــرُ قربى هو نجلُ الوصـيِّ وابـــــــــن المُنبّى
من به الرســــــــلُ أوضحتْ أنباها
ملكاً كان في الوجودِ وحـــــــــــبرا لا تحيـــــــــــط الورى بمعناهُ خُبرا
هوَ رمزٌ وفي العـــــــــــــوالمِ طرّا آيـة اللّه والـمـعــــــــــــــــــظـمُ قدرا
شنفَ عرشَ الجليلِ شمسُ ضحاها (8)
...............................................
1 ــ من التراث الأدبي المنسي في الأحساء للشيخ جعفر الهلالي / مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ج ١٢ ص ٧٠ ــ 72 / ذكر منها (18) بيتاً في كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 134 ــ 135 وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م
2 ــ الامام الكاظم وذراريه ص 321
3 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ج ١١ ص ١٠٧ في ترجمة الشيخ علي الصحاف
4 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ ص 69 ــ ٧٠
5 ــ تذكرة الأشراف في ترجمة آل الصحاف ص 30 ــ 31
6 ــ الامام الكاظم وذراريه ص 321
7 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ج ١٢ ص ٧٠
8 ــ الامام الكاظم وذراريه ص 322 ــ 326
اترك تعليق