118 ــ جعفر زوين: (1266 ــ 1307 هـ / 1849 ــ 1889 م)

جعفر زوين: (1266 ــ 1307 هـ / 1849 ــ 1889 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (16) بيتاً:

أما سمعتَ بيومِ (الطفِّ) إذ فخرتْ    به بنو هاشمِ البطحا علــــى العربِ

لـمـا أبـوا أن يـحـلَّ الضيمُ ساحتهمْ    تنَّمروا للقاءِ المـــــــــــوتِ والنوبِ

كمْ لمَّة للمنايا شـابَ مِـفـرقُــــــــهـا    قـد خضّبوها دماً لا بالدمِ الكـــــذبِ (1)

وقال من حسينية أخرى:

خباؤكمُ في عِراصِ الطفوف    به أسـعـــرتْ آلُ سفيانَ نارا

ونسوتكمْ فوقَ عـجفِ المطا    تـؤمُّ ديـاراً وتــــطـوي قـفارا

وتدعـوكـمُ حـيـثُ لا سـامعٌ    يـجـيبُ نداءَ النســاءِ الحيارى (2)

الشاعر:

السيد جعفر بن حسين بن حسن بن حبيب بن أجمد الحسيني النجفي المعروف بـ (زوين) نسبة إلى الأسرة النجفية العلمية العلوية المعروفة في النجف والحيرة، (3)

يقول السيد محسن الأمين عن هذه الأسرة: (وآل زوين من أشهر السلالات العلوية ينتهي نسبهم إلى عبد الله الأعرج بن الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام). وأول من انتقل منهم إلى الحيرة وشرع في عمارتها وغرسها: السيد حسن، انتقل إليها من الرماحية سنة 1217). (4)

ولد السيد جعفر زوين في النجف الأشرف وتلقى تعليمه الأول على يد أبيه ثم درس الشعر عند الشيخ عبد الحسين الأعسم، والشيخ عباس الأعسم وصحب شعراء ذلك العصر فنمت قريحته واتقن اللغة الفارسية وله فيها مراسلات إضافة إلى مراسلاته في العربية وله ديوان شعر، توفي في الحيرة (5) لكن السيد الأمين يذكر أنه توفي في حضرة العباس بن علي (عليه السلام) بكربلا فجأة بعد فراغه من أداء مراسيم الزيارة، ودفن في النجف. (6)

قال عنه السيد الأمين: (كان شاعراً أديباً كريم النفس) (7) أما عن شعره فيقول الأمين: (وكان مقلاً في نظم الشعر، توجد من شعره مجموعة متوسطة الحجم عند حفيده السيد علي، وفيها طائفة من قصائده ومقاطيعه ومفرداته وجلها في أهل البيت (عليهم السلام) (8)

وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان سيداَ شهماً هماماً سخياً مقدماً حسن الأخلاق، حلو الشمائل، هشّاً بشّاً، أديباً كاملاً شاعراً ماهراً جيد النظم) (9)

شعره

قال في التوسل بأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الله وعظمة مكانه عنده (عز وجل) في دفع الطاعون من قصيدة تبلغ (28) بيتاً:

كيفَ يرضى بالحمى حامي الحمى    أن يلاقي أهــــــــله وقعَ الحـمامْ

وهوَ جاثٍ بين ظـهرانيــــــــــــــهمُ    يدفعُ الجلّى لدى الخطبِ الـزؤامْ

ليس يغضي الطـــــرفَ عنهم وهمُ    عـــــنده فـي ظلِّ حصنٍ لا يُرامْ

كـلُّ آنٍ حـولَ مـثـــــــــــــواهُ لـهـمْ    صـرخـــــةٌ تـوقـظ أشـلاءً رِمامْ

أعجيــــــــــــــــبٌ دفـعه عنهم غداً    من له في الكونِ مولىً لا يُضامْ

بل عجيبٌ كيفَ يــــــرضى بالوبا    وهوَ عنهم يتّقي رشـــــقَ السهامْ

كلُّ مَن والى عليَّ المــــــــرتضى    بالحمى منه وإنْ شط الـــــــمُقامْ

أنتَ لو تلقى سبيلاً طوَّحــــــــــتْ    منكَ خوفاً خفّةً سربُ الحــــــمامْ (10)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته التي قدمناها:

شمِّر لنيلِ العلا عــــــــــن هـمَّةٍ شمختْ     وعزمةٍ جازَ أدنـــاها ذرى الشهبِ

لا تسأمِ الــــــــــعضبَ الممـدوحَ عاقبةً     قد جاءَ أنَّ لذيــــــذَ العيشِ بالنصبِ

خُــــــضْ لجَّةَ الحربِ لا تحجمْ فإنَّ بها     مجدٌ لكــــــلِّ شريفٍ واضحِ النسبِ

واصبرْ على السيفِ إنَّ الـعمرَ مُنصرمٌ     والفــــــخرُ باقٍ بقاءَ الدهرِ والكتبِ

أمــــــا سمعتَ بيومِ الطفِّ إذ فـخـــرتْ    به بنو هاشمِ البطحا عـلــــى العربِ

لـمّـا أبـــــــوا أن يـحـلَّ الضيمُ ساحتهمْ    تنَّمروا للقاءِ المــــــــــــوتِ والنوبِ

كمْ لـــــــمَّة للمنايا شـابَ مِـفـرقُـــــــهـا    قـد خضّبوها دماً لا بالـدمِ الكـــــذبِ

وغمرةٌ أحـــــــجمتْ من دونِـــــها أسدٌ    جثوا بلجَّتِها غضبى علـى الــــركبِ

حتى حَموا بمواضـــــــــيهم رواقَ علا    قد ضمَّ بنتَ نبيٍّ أو وصـــــــيَّ نبي

سلْ عنهمُ الطفَّ هل زلّت لهـــــــمْ قدمٌ    عـندَ الطعانِ بخــــــطيِّ الـقنا السلبِ

فاستقبلوا المــــــــوتَ زحفاً لم يكنْ لهمُ    إلّا المنيـــــــــــــةُ والعلياءُ مـن أربِ

للهِ تلكَ الوجـــــــوهُ الــــــــمسفراتُ بها    يُستدفعُ الخطبُ قد باتتْ علـى التربِ

لم أنـــــــسَ مذعورةً كانوا الحجابَ لها     مـــــــا بينَ أعدائها مهتوكةَ الحجبِ

نــــــــــــادتْ ويا ليتَ إذ نادتهمُ سمعوا     مِن عتبِها ما رمى الأحشاءَ بالعطبِ

ايا حماةَ رواقِ الــــــــــــــــعزِّ نسوتُكم     تطوي الـسباسبَ فوقَ الهزَّلِ النجبِ

عتبتُ لو أنَّ غيرَ الموتِ خـــــــانَ بكمْ     لكنما ليسَ بـــــــعدَ الموتِ مِن عتبِ

وقال من حسينيته الأخرى التي قدمناها:

حماةُ الـحِـمـى يا بني هــاشمٍ    إذا الخيـلُ شنَّتْ عليه المغارا

وأسْدُ الكريهةِ إن أضـــرمتْ    بها شفراتُ المواضي شرارا

خباؤكمُ في عِراصِ الطفوف    به أسـعـــرتْ آلُ سفيانَ نارا

ونسوتكمْ فوقَ عـجفِ المطا    تـؤمُّ ديـاراً وتــــطـوي قـفارا

وتدعـوكـمُ حـيـثُ لا سـامعٌ    يـجـيبُ نداءَ النســاءِ الحيارى

وقال من قصيدة في رثاء الميرزا جعفر القزويني تبلغ (27) بيتاً:

وأعاد وقعةَ (كربلا) بمـحرَّمٍ    للناظرينَ سماعَـها وعيانَها

كــانتْ حديثاً فالزمانُ بطولِه    لم يوفِ حقاً نوحُنا أشجانَها

واليوم أبدتْ للنواظرِ خطبَها    أفهل تطيقُ قلوبُنا حملانَها؟ (11)

..............................................

1 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٩٤ ــ 95

2 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٩٥

3 ــ شعراء الغري ص 35

4 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٩٥

5 ــ شعراء الغري ج 2 ص 35

6 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٩4

7 ــ نفس المصدر والصفحة

8 ــ نفس المصدر والصفحة

9 ــ الحصون المنيعة ج 2 ص 5

10 ــ شعراء الغري ج 2 ص 37 ــ 38

11 ــ شعراء الغري ص 38 ــ 39

كما ترجم له:

أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 ص 195

محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 1 ص 169

أغا بزرك الطهراني / الكرام البررة ج 1 ص 384

المرفقات

: محمد طاهر الصفار