مِن حُمرةِ الماء

إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)

إليك يامُلهِم الماء…

إلى قافلتك المحمّلة بوقار النبوّة…

إليك وأنا أراك وأنت تحلُّ إحرامك بأناملك…

إلى حجٍّ يتيمٍ لم تُكمِلْه سيّدي ،

ولِهِجرةٍ تقرؤها الدّهورُ ثورة ،

إليك يا ابن عليّ وأنت تنحتُ عيداً لايفقه صلاته مَن أكمَلَ المناسك وأنت ترحل…

سيدي أمَا أتوكَ (رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميق) ؟

أم لم تؤذّنْ في الناس بالحجّ ؟

أمْ في الحكايةِ سِرٌّ أنتَ تكتمُهُ ؟

منذُ عشرين سنة وأنا ما زلتُ سيدي أستمعُ لِصدى والدي وهو يبكيك من على المنبر بما نظمه الشاعر الشعبي :

تطلعْ خـــايف مْن البيتْ يابن الـ شَيّد أركانه

وْحجّكْ بالطفوف يْصِيرْ وانته البيتْ عنوانه…

وكنت لا أعرف سرّ بريقِ دموعي في تلك الليلة من ليالي جنوب العراق الدّامس

سيدي أنا يوماً ما حُبّاً ،

ودمعةً ،

ورغبةً ،

وهياما ،

سمحتُ لقلمي أن يرتكبَ جرأةَ القصيدة فيك ،

أجل أسميتُها قصيدة ؛

لأنها فيك أنت ،

في يومك هذا ،

في الحجّ الذي لم يكن موفّقاً لطوافك سيدي ،

أسميتُها (من طقوس المئزر)

مئزرك الذي لم يستطع للحجّ سبيلاً ياسبيلَ الله :

نِصْفٌ سيمضي ليبقى في العَرا نِصْفُ   ***   نعَمْ طوافٌ ، ولـكنّ المَدَى طَفُّ

بي فِتيةٌ ، تُؤمِنُ الصَّـــــحرَاءُ أنّ غَداً   ***   يزاورون لِكهفي ، والرّدى كَهْفُ…

وفي الختام : لي هنا طلَب ، أو للعراقِ استفهام أنتَ ألأولى بالإجابة عنه ،

سيدي يا حسين :

أصحيحٌ أنك كنتَ تقصد عراقاً سيأتي بعد مايزيد على ألف سنةٍ بقولك: (ولاتُرضِ الولاة عنهم أبداً) ؟!

وهل قلتَها أنت فعلاً يا صاحب المصيبة الراتبة ؟

فها هو العراق يستحي من ثراه ،

من فراته ،

من أطفاله ، مِن ،

و مِن…

يستحي ،

وعليه أن يستحي ،

يستحي أن يفرح بِعِيدٍ ،

وها هي كؤوس الولاة ،

وفؤوس الغُزَاة ،

تأكل ما تجد ،

وتطلب مالا تجد ،

وأنت…

نعم وأنت أنت

مازلتَ تحلُّ كلَّ سنةٍ مئزرَك…

سجاد الموسوي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: سجاد عبد الحميد عدنان الموسوي