واهم من يتوقع ان الاعلام الاموي انتهى مع نهاية الدولة الاموية وان ادواته وأساليبه انقرضت مع مرور الزمن وأكثر وهما من يقتنع بأنه اعلام لمرحلة زمنية معينة ثم أفل نجمه. فالإعلام الاموي لم يبرز من فراغ بل انه كان وليد مدرسة انحرافية اسسها معاوية وامتدت جذورها لتنتج لنا وسائل إعلامية واكبت التطور العلمي والتكنولوجي على مر العصور، فعلى الرغم من تناوب تسعة ائمة معصومين بعد الامام الحسين عليه السلام لم نجد اعلاما يمثل الدولة العباسية بهذا الحجم ولم نجد مواجهة تعرض لها اي امام معصوم شبيهة بالهجمة الشرسة التي تعرض لها الامام الحسين عليه السلام والتي لازال لذلك الامتداد وجود في وقتنا الحاضر كإعلام عراقي او عربي او عالمي هدفه الوحيد استهداف مبادئ تلك الثورة العظيمة بشتى الطرق والأساليب. وعلى الرغم من ان تلك الوسائل التي بُح صوتها وهي تنفخ في الهواء لازالت تتعلق بخيط العنكبوت مكابرة بأملها المهزوم وهي ترى الملايين يتضاعفون عددا وعدة وحبا ولهفة وعشقا ومودة بسليل النبوة وبضعة الزهراء الامام الحسين عليه السلام، كونها اغفلت عن أن لذلك القائد ولتلك الثورة سر الهي خصه الله تعالى به عن غيره من ائمة اهل البيت عليهم السلام. فالإمام الحسين انفرد بكونه وريثا للأنبياء واختصت تربته بالشفاء وتحت قبته يستجاب الدعاء وغيرها من المختصات التي يطول المقام لسردها فضلا عن انفراده بالوجاهة عند الله كما ورد في زيارة عاشوراء (اللّهُمَّ اجْعَلْني وَجيهاً عِنْدَكَ بِالحُسَينِ في الدُّنيا وَالآخِرَة) اي ان هنالك كرامة للإمام الحسين ومنزلة سامية ومقاماً عظيماً تمكنه الشفاعة عند الله، فيشفع ويٌشفَّع ويكون مصداقاً لقوله تعالى {وابتغوا اليه الوسيلة}، وأما عن قضية التعلق بالإمام الحسين عليه السلام والتي يعدها البعض تعطيل للحياة اليومية فهذا امر ليس له اي علاقة بالمحب او الموالي او الشيعي كونها كذلك من المختصات التي اختص بها الامام الحسين عليه السلام، فلو مر احدنا بكتب الزيارة سيجد ان لكل معصوم زيارة واحدة او اكثر بقليل في حين نجد العشرات من الزيارات التي اختص بها الامام الحسين عليه السلام بل نجد ان بعض الائمة اختصوا بيوم محدد في حين ان زيارة الامام الحسين عليه السلام مستحبة في اي وقت وفي اي لحظة حتى ورد ان على شيعته زيارته في اليوم ثلاث مرات على اقل تقدير بل الذي يتركها يعد مجافيا بحق الامام. لذا ومن هذا المنبر نوجه رسالة الى كل من يحاول المساس بقضية الامام الحسين عليه السلام التي تعد قضية الهية سماوية فانه سيكون مصداق للآية الكريمة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، وليفهم الواهمون بان محاولاتهم لن تنال من تلك الثورة وان ذلك الولاء والعشق والتعلق سيستمر ولتتعطل الحياة فكلنا من الحسين وللحسين. ولاء الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق