أكد ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، على ضرورة أن يمتلك قارئ القرآن الكريم مجموعة من الصفات حتى يكون قارئا وحافظا وتاليا يحمل الشخصية الحقيقية التي رسمها القرآن الكريم، جاء ذلك خلال كلمة له في حفل تخرج الدفعة الثانية من مشروع التحفيظ الوطني، الذي أقامه قسم دار القرآن الكريم التابع للعتبة الحسينية المقدسة في الصحن الحسيني الشريف، بمشاركة حفظة من أغلب محافظات البلاد.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كلمته، إن "هنالك صفات يجب أن يتمتع بها الحافظ والقارئ والتالي، والتي أرادها القرآن وارادتها الأحاديث الشريفة ومنها أن يتفاعل القلب واللسان، وأن يتدبر العقل ما يقرأ اللسان، وما يحفظ الحافظ والقارئ والتالي، فإذا اشترك اللسان والعقل والقلب في حفظ آيات القرآن الكريم وقراءتها كانت هذه القراءة وهذا الحفظ لكتاب الله تعالى يصل به إلى كنوز المعرفة، والأفكار والمفاهيم والثقافة القرآنية، أما التلاوة التي لا تنفذ إلى القلب ولا يشارك بها العقل فهذه قراءة وحفظ الغافلين، فيجب الانتباه إلى ذلك".
وأوضح أن "من الصفات الأخرى التي يجب أن يتمتع بها الحافظ والقارئ والتالي هي أن يكونوا تحت تأثير دائرة نفوذ القرآن، وأن يكون القرآن نافذا في ساحة الحياة وفي جميع المجالات، وفي حياة القارئ والحافظ والتالي (العملية والسلوكية)، وعاطفيا ونفسيا، وأن يكون نسخة متحركة للقرآن الكريم".
وأضاف أن "الصفة الثالثة ومن الصفات المهمة هذا الحفظ وهذه القراءة وهذا التجويد، هو مقدمة لأمور وغايات اسمى طلبها القرآن والأحاديث الشريفة، ومنها تحكيم القرآن في الحياة، وأن يحكم الحافظ والقارئ والتالي القرآن الكريم على نفسه فيتخذه مقياسا للحق والباطل ويجعله ميزان ومعيار لفهم الأشياء والأشخاص ولفهم معترك الحياة، ودستورا لإيجاد الحلول لمشاكل الحياة، فكلما التبس عليه أمر استوضح القرآن الكريم فيه، وكلما غشيه على نفسه استنصح القرآن الكريم في نفسه، وكلما رأى في نفسه ميلا ورغبة إلى غير ما يميل إليه القرآن الكريم اتهم نفسه وصدق القرآن الكريم، فإذا اعتمد القرآن معيارا وميزانا لهذه الأمور فكان حافظا وقارئا حقيقيا ومصداقا لما أراده القرآن الكريم".
وتابع أن "الصفة الرابعة هي أن يكون قارئ القرآن الكريم والتالي والحافظ حاملا لهموم الأمة ولهموم المجتمع، وأن يسعى إلى تحمل أعباء هذه الرسالة ورسالة القرآن الكريم مهما لاقى من مصاعب وتحديات، فإذا حمل هموم الأمة وسعى إلى حل مشاكلها ولم يقتصر على العناية بنفسه فقط حينها يكون حافظا حقيقيا وقارئا حقيقيا".
وبين "كلما كان الحافظ والقارئ واعيا ومدركا لمستلزمات العبودية وحقيقة الارتباط بينه وبين الله تعالى وعاملا بمستلزمات العبودية حينها يكون حافظا وقارئا وتاليا حقيقيا".
وأكد على أن "هذا التتويج من حقنا أن نحتفل به ولكن أقول إننا مازلنا في المرحلة الأولى، ومازلنا في الخطوة الأولى، فإذا تقدمنا في هذا الاتجاه الذي رسمه القرآن الكريم ويبقى معنا إلى آخر حياتنا حينها نقول نسعى في الاتجاه الصحيح حيث لا نكتفي بهذا المقدار بل نسعى أن نصنع المواصفات القرآنية التي أرادها القرآن من حفظ القرآن، ومن قراءة القرآن الكريم وتلاوته، وهنا يمكننا أن نقول نحن في الاتجاه الصحيح".
وأشار "نرجو من الإخوة في دار القرآن الكريم والمؤسسات التي تهتم بالقرآن الكريم العمل على تحقيق هذه المواصفات، وصنع شخصية القارئ والحافظ والتالي الحقيقة التي رسمها القرآن الكريم".
وحضر الحفل الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، ونائب الأمين العام الدكتور علاء ضياء الدين، ومحافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف الخطابي، ومجموعة من الشخصيات العلمائية ورجال الدين.
اترك تعليق