سـفـرُه يـوقـظ الـتـراتـيـل

 

إلـى الإمـام عـلـي الـهـادي (عـلـيـه الـسـلام)

 

أتـاهُ غـريـبـاً والـعــــــــــــــراقُ عـراقُــــــــه   ***   وكـلُّ نـخـيـلِ الـشـاطـئـيـــــــــــــــــنِ رفـاقُـه

وكـلُّ الـمـنـافـي مـن خُـطـاهُ تـبـرعـمــــــــتْ   ***   حـنـيـنـاً ونـدَّى فـي الـغـيــــــــــابِ اشـتـيـاقُـه

أتـى يـنـزعُ الأربـاقَ عـن حـــلـمِ غـيـمـــــــةٍ   ***   بـكـوثـرِ كـفٍّ مـن دعـــــــــــــــــــــاءٍ مـذاقُـه

تُـوشّـي رؤاهُ الـشـمـسُ قـدسَ إمـــــــــــــامـةٍ   ***   إلـى سـفـرِ جـبـرائـيــــــــلَ يُـــنــمــى خَـلاقُـه

يُـريـقُ أسـاريـرَ الـصـبـاحـــــاتِ وجـهُـــــــه   ***   وتـنـثـرُ أنــــــــــــــــــــداءَ الـزهـــورِ حـداقُـه

تـوضَّـأ نـهـرٌ مـن رفـيــــــــــــــفِ أكـــــــفِّـهِ   ***   لـتـورقَ أحـلامَ الـضـفــــــــــــــــــافِ عـذاقُـه

تـودِّعُ شـمـــــــــــــــسـاً يـثـربٌ بـــــــوداعِـهِ   ***   فـشـبَّ قـنـاديـلَ الـدمـوعِ فـــــــــــــــــــــراقُـه

سَـمِـيُّ عـلـيٍّ ظـلّـــــــــــــه حـلــــــــمُ نـخـلـةٍ   ***   يُـفـتِّـحُ أشـذاءَ الـنـبـيِّ نِـطــــــــــــــــــــــــاقُـه

مُـنـاجَـاةُ أرواحِ الـكـســــــــــــــــــاءِ بـروحِـهِ   ***   اسـتـظـلَّ بـهـا كـونٌ فـضـــــــــــاءتْ طِـبـاقُـه

سَـجَـايـاهُ بَـثّـتْ فـي الـنـفـــــــــــوسِ مُـحـمَّـداً   ***   ويَـهـمـسُ وحـيـاً فـي الـقـلـوبِ اعــتـنـــــــاقُـه

تـبـرعـمَ سـفـرٌ مـن عـلــــــــــــــــــيٍّ بـقـلـبِـهِ   ***   بـكـوفـتـهِ الـعـصـمـــــــــــــاء فــاحَ انـطـلاقُـه

إلـى الـطـفِّ لا زالـتْ مـزامـيــــــــرُ دمـــعِـهِ   ***   يـرتِّـلُـهـا فـي الـخـافـقـيــــــــــــــــــنِ ائـتـلاقُـه

وتـشـرقُ فـي بـغـدادَ مـنـهُ مـنـــــــــــــــــائـرٌ   ***   يـظـلّـلُـهـا فـي الـكـاظـمـيـــــــــــــــــنِ بُـراقُــه

لـتـنـشـقَ سـامـراء واحــــــــــــــاتِ نـــــورِهِ   ***   وفـي شُـرفـةِ الأحـداقِ شَـبَّ انــبــثـــــــــــــاقُـه

يُـكـبِّـلُ لـيـلٌ بـالـسـبـــــــــــــــــاتِ مـديـــــنـةً   ***   ويَـسـدلُ أحـلامَ الـصـبــــــــــــــــــايـا وثـــاقُـه

فـعـربَـدَ قـصـرٌ والـقـيـــــــــــــــانُ تَـحـــــثّـه   ***   وتـرقـصُ فـي كـفِّ الـمـجـــــــــــــونِ دِهــاقُـه

وتـوقِـظـه نـشـوى اصـطـبــــــــــاحٍ بــــــلـذةٍ   ***   فـيـغـرقُ حـدَّ الإصـطـبـــــــــــــاحِ اغـتـبـــاقُـه

عـلـى الـعـودِ غـنّـى حـكـمَـه مـتــــــــــــوكـلٌ   ***   ويـتـلـو مـديـحَ الـبُـحـتــــــــــــــــريِّ نـفــــاقُـه

ويـنـبـضُ فـي بـيـتٍ حـنـيـنُ تـهــــــــــــــجُّـدٍ   ***   يـلـوذُ بـه قـلـبٌ يـفـوحُ اعــــتـــــــــــــــــــلاقُـه

حـصـيـرٌ.., وقـرآنٌ.., ونـشـوةُ سَـبْـــــــــحَـةٍ   ***   ووجـهٌ بـه فـي الـلـيـلِ ضــــاءَ مَـحــــــــــــاقُـه

تـسـلـسـلَ فـي أعــــــــــــــــراقِـهِ زُهـدُ جــدِّهِ   ***   فَـزُفَّ إلـى الـدنـيــــــــــــــــا ثــــــلاثـاً طَـلاقُـه

عـلـيٌّ رفـيـفُ الـوحـي مُـصـحـفُ اسـمِــــــه   ***   ومـعـنـاهُ سـرٌّ فـي الـسـمـــــــــــــــاءِ انـعـتـاقُـه

سـتـبـقـى صـبـابـاتُ الـحَـمَـــــــــامِ بـمـــرقـدٍ   ***   تـرفُّ ويـسـري مـن نَـداهُ انـــــــدفـــــــــــــاقُـه

تـراودُ أنـسـامَ الـضـريـحِ مــــــــــــــــــلائـكٌ   ***   يـظـلّـلـهـا بـالإبـتـهـــــــــــــــــــــــــــالِ رواقُـه

 

مـحـمـد طـاهـر الـصـفّـار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار