ان لابي عبد الله الحسين منزلة خاصه في الاسلام فمن يتطلع الى سيرته يجد اهتماما كبيرا به من قبل النبي الاكرم والامام علي والصحابة وقد ملئت الكتب الاسلاميه بفضائله كثيرا ولم ينل الحسين المنزلة الرفيعه فقط لنسبه الشريف وامامته الالهيه بل لما قدمه للانسانية جمعاء من تضحيات لا حدود لها.
ولا يسعنا ان نذكر جميع فضائله ومنزلته العظيمه في مقال واحد ولذا سنتطرق لبعضها عند اهل البيت وعظيم تضحيته ومكانته برأي العلماء الغربيين.
الحسين خازن وحي الله:
ذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله)ان الله جل جلاله قال: ( جعلت حسينا خازن وحيي واكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة فهو افضل من استشهد وارفع الشهداء درجةجعلت كلمتي التامة معه , والحجة البالغة عنده , بعترته اثيب واعاقب ) .بحار الانوار
الحسين سيد وامام:
عن سلمان رضي الله عنه أنّ الحسين(عليه السلام) كان على فخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان يقبّله ويقول : أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة ، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة ، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج تسعة من صلبك ، وتاسعهم قائمهم .منتهى الامال مقتل الحسين للخوارزمي ـ ينابيع المودة
الجنة بحب الحسين والنار ببغضه:
عن الرسول الأعظم(من احب الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله خلَّده في النار .بحار الانوار
عن سلمان قال: قال رسول الله للحسن والحسين: من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم. تاريخ ابن عساكر و مستدرك الصحيحين
الحسين ورث شجاعة رسول الله:
عندما علمت الزهراء(عليه السلام) لقاء ابيها بربه عز وجلّ قريب أتت بابنيها الحسن والحسين فقالت : يارسول الله ، هذان إبناك فورّثهما شيئاً ، فقال(صلى الله عليه وآله): أمّا الحسن فإنّله هيبتي وسؤوددي ، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي. بحار الأنوار ومناقب آل أبي طالب
الحسين زين السماوات والارض:
عن الحسين(عليه السلام) قال : دخلت على رسول الله وعنده اُبيّ بن كعب ، فقال رسول الله: مرحباً بك يا أبا عبد الله ، يازين السماوات والأرضين ، فقال اُبيّ : وكيف يكون يارسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟ فقال : يا اُبيّ ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين في السماء اكبر منه في الأرض ن وإنهُ لمكتوبٌ عن يمين عرش الله حسين مصباح هدى وسفينة نجاة . عيون اخبار الرضا
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله: لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال:فماست الجنة ميساً كما تميس العروس. تاريخ ابن عساكر ج3ـ مجمع الزوائد ج9 ـ تاريخ بغداد
الحسين باب من ابواب الجنه:
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ألا وإنّ الحسين عليه السلام باب من ابواب الجنّة ، من عانده حرم الله عليه ريح الجنّة . مائة منقبه من مناقب النبي
الحسين ثمرة فؤاد النبي:
عن الصادق (عليه السلام) : كان الحسين بن علي عليهما السلام ذات يوم في حجر النبي(صلى الله عليه وآله) يلاعبه ويضاحكه ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما اشد إعجابك بهذا الصبي فقال لها ويلك ، وكيف لا احبه ولا اعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني .منتهى الامال
الحسين من رسول الله:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (حسين منّي وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً).بحار الانوار
وعن يعلى بن مرة قال: كنا مع رسول الله فدعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه، فقبله، ثم قال:حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط. سنن ابن ماجه والمعجم والبداية والنهاية
الحسين سيد شباب اهل الجنه:
عن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله السرور يوماً من الأيام فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال:وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة . ذخائر العقبى . المستدرك على الصحيحين
الحسين صفوة الله:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله. تاريخ ابن عساكر . تاريخ بغداد. فرائد السمطين
والان نتطرق الى اقوال بعض العلماء الغربيين عن منزلة وتضحية الامام الحسين عليه السلام.
المفكر المسيحي انطوان بارا:
لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
عالم الاثار الإنكليزي وليم لوفتس:
لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.
الباحث الإنكليزي ـ جون أشر:
إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.
المستشرق الألماني ماربين:
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر:
قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً.
المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس:
حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
وقال ايضا: إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.
المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان
وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.
ونستنتج مما ورد اعلاه ان الامام الحسين عليه السلام لم يكن حكراً على المسلمين بل هو للجميع لكل انسان اتخذ لنفسه مبادئ الانسانية ولو جزء من هذه المبادئ سيجد ان الامام الحسين عليه السلام يمثلها ومصداق لها، فالحسين عليه السلام هو مصداق الرحمة والتسامح و الحق و رفض الباطل .
الكاتبة : نور المياحي
اترك تعليق