تناولنا في الحلقات السابقة التي نصت على بعض الآيات الدالة على تعيين الامامة في القرآن الكريم بنصوص اهل العامة، ونتابع تسلسل الحلقات في الإمامة.
الان نكمل دليل الامامة من السنة النبوية_ الاحاديث التي تدل على تعيين الامامة_ التي تكمل لنا الدلالة على الامامة.ذكرنا في الحلقات السابقة مع الآيات القرآنية احاديث تردف لنا دلالة الآيات على الامامة، وهنا نذكر بعض الروايات التي دلت على الامامة من مصادر اهل العامة.
الاول : ما رواه احمد بن حنبل (1) في مسنده , قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ((كنت انا وعلي بن ابي طالب نورا بين يدي الله قبل ان يخلق ادم بأربعة عشر الف عام, فلما خلق الله تعالى ادم قسم ذلك النور جزأين جزء أنا وجزء علي)) . وفي حديث اخر رواه ابن المغازلي الشافعي فلما خلق الله ادم وكتب ذلك النور في صلبه فلم يزل في نبي واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة . وفي خبر رواه ابن المغازلي عن جابر وفي اخره حتى قسمها جزأين جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب ابي طالب فأخرجني نبياً واخرج علياً وصياً .
الثاني : روى احمد بن حنبل (2) في مسنده أنه لما نزل قوله تعالى : {عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}(3). جمع النبي (صلى الله عليه وآله) من اهل بيته ثلاثين فأكلوا وشربوا ثلاثاً ثم قال لهم :من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون خليفتي ويكون معي في الجنة . فقال علي (عليه السلام) : أنا . فقال (صلى الله عليه وآله) : انت . ورواه الثعلبي في تفسيره بعد ثلاث مرات في كل مرة يسكت القوم غير علي ( عليه السلام) .
الثالث : ما رواه العلامة رحمه الله في نهج الحق واقره النصاب على ذلك(4) عن المسند اي مسند ابن حنبل عن سلمان رحمه الله انه قال : يا رسول الله ومن وصيتك . قال : يا سلمان من كان وصي أخي موسى , قال يوشع بن نون , قال : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) (5).
الرابع : ما رواه(6) ايضاً عن كتاب ابن المغازلي الشافعي واقره الناصب عليه بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال : ((لكل نبي وصي ووارث وان وصيي ووارثي علي بن ابي طالب ))(7) .
الخامس : ما رواه(8) عن مسند ابن حنبل وعن الجمع بين الصحاح الستة واقره الناصب ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث براءة مع ابي بكر الى اهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث اليه علياً (عليه السلام) فرده فرجع ابو بكر الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقا ل: يا رسول الله انزل في شيء , قال : ((لا ولكن جبرائيل جاءني , وقال : لا يؤدي عنك الا انت او رجل منك ))(9) .
السادس : ما رواه بطرق عديدة وهو مروي في صحيح مسلم وصحيح البخاري وصحيح الترمذي وغيرها حتى اعترف النواصب كابن حجر وغيره بصحته , وهو حديث المنزلة وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي(10) ولا يخفى ما فيه من الدلالة الفصيحة والمقالة الصريحة بعد قوله تعالى حكاية عن موسى : {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}(11) . على عموم المنزلة والا لما صح الاستثناء ومن منازل هارون انه لو عاش بعد موسى لكان خليفة له بقوله اخلفني في قومي فيكون كذلك بعد وفاته والا لكان معزولاً عن تلك الولاية وهو باطل , ولأنه كان مولى مفترض الطاعة فلو عاش وجبت عليهم اطاعته .
المصدر/حق اليقين في معرفة اصول الدين/للسيد عبد الله شبر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1):انظر شرح النهج ج2،ص450 فانه نقل ذلك عن مسند احمد وعن كتاب الفردوس، و انظر تذكرة الخواص ص28.(2):انظر مسند احمد ج1،ص111. وكنز العمال ج6،ص397، وتاريخ الطبري ج2،ص217. وكامل ابن الاثير ج2،ص24. وشرح النهج ج3،263. (3):سورة الشعراء، الآية 214.(4):هو ابن روزبهان.(5):احاديث الوصية كثيرة جدا بل هي متواترة عند القوم معنى وقد ذكر في الباب الخامس عشر وعيره من ينابيع المودة احاديث جمة منها عن مسند احمد وسطر ابن ابي الحديد ثلاث صحائف في اوائل الجزء الاول من الشعر المقول في صدر الاسلام الكثير من وجوههم يتضمن بيان الوصية لأمير المؤمنين(عليه السلام).(6):اي العلامة الحلي رحمه الله في نهج الحق.(7):رواه الذهبي غي ميزان الاعتدال بترجمة شريك بن عبد الله ونقله السيوطي في اللآلئ بطريقين ونقله في ينابيع المودة في الباب الخامس عشر و الباب السادس و الخمسين.(8):هو العلامة رحمه الله في نهج الحق.(9):انظر مسند احمد ج1 وص151 ، وج منه3،ص283 .وج4منه،ص164و165. وكنز العمال بتفسير سورة التوبة ،ج1،ص246،و247،و248،و249،و ج6،منه في فضائل علي(عليه السلام)ص153،وسنن الترمذي في فضائل علي وفي تفسير سورة التوبة، ومستدرك الحاكم في كتاب المغازي ج2،ص 51 ومنه في تفسير سورة التوبة ص331، وابن حجر في صواعقه في الشبهة الثانية ص19،وخصائص النسائي ،ص4،و الاصابة لابن بترجمة علي(عليه السلام) ج2،ص509.(10):انظر صحيح البخاري ج2 ،ص185 في مناقب علي (عليه السلام)و ج3 منه ص 54 في باب غزوة تبوك من كتاب المغازي ،وصحيح مسلم ج2 ،ص236و237 . ومسند احمد في وجه تسمية الحسنين بالحسنين ج1،ص98و118و119.والصواعق لابن حجر ص30،و74،ونور الابصار للشبلنجي ص68.وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص65.والعقد الفريد ج2 ،ص194..وخصائص النساء ص7و23.والاستيعاب بترجمة علي (عليه السلام)ج2،ص473. وكنز العمال ج6،ص152 و153.(11):سورة طه،الآية:30.
اترك تعليق