هل الاستغاثة وطلب الحوائج من الأموات شرك ؟ - الرد للشيخ نجم الدين الطبسي

الشبهة :قال ابن تيمية : إن قول أدركني أو أغثني أو أشفع لي أو انصرني على عدوي ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله إذا طلب في أيام البرزخ كان من أقسام الشرك [الهداية السنية / ص40] .وقال أيضا : " من يأتي إلى قبر نبي أو صالح .. ويسأله حاجته ويستنجده مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو يقضي دينه أو نحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شريك صريح يجب أن يستتاب صاحبه , فإن تاب وإلا قتل " . [زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور/ ص18]وقال محمد بن عبد الوهاب : إنٌ دعاء غير الله والاستغاثة بغير الله موجب للارتداد عن الدين والدخول في عداد المشركين وعبدة الأصنام واستحلال المال والدم إلا مع التوبة [أﻧﻈﺮ كشف اﻻرﺗﻴﺎب : ٢١٤]... ــــــــــــــــــــــــــــالـــــرد : قال الشيخ نجم الدين الطبسي : إن الدعاء والاستغاثة بغير الله يكونان على وجوه ثلاثة :

1ـ أن يهتف باسمه مجرداً مثل أن يقول : يا محمد , يا عبد القادر , يا أهل البيت .

2ـ أن يقول : يا فلان كن شفيعي, أو ادع الله أن يقضي حاجتي .

3ـ أن يقول : اقض ديني, إشف مريضي, يا محمد أغنني من فضلك .

ولا مانع في هذه الوجوه, فضلاً عن أنها ليست شركاً بالله , لأن المسلم الموحٌد يعتقد بإن سوى الله لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً بالاستقلالية, وإذا رجا من أحد نفعاً أو كشفاً لضر فيما منحه الله تعالى من ذلك, وبلا انفكاك عن مشيئة الله, فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ... فهو لا يقصد من التوجه إلى من ارتضاه الله واجتباه وفضله على خلقه إلا الشفاعة في قضاء الحاجة والدعاء لتيسير وتعجيل وتحقيق قضائها. فلا بد من حمل فعله على الصحيح, وعدم التهجم على الدماء والأموال والأعراض بغير يقين .

وعليه فلو قال : يا محمد ادع الله أن يقضي حاجتي, يكون المقصود هو الله تعالى . وأما لو قال : يا محمد اقض حاجتي : فمن باب إسناد الفعل إلى السبب مثل : انبت الربيع البقل .

وفيما يلي تذكرة ببعض الآيات التي ظاهرها صدور الفعل من العبد :

1ـ {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهمُ اللَّه وَرَسُولُه} [التوبة/74]

2ـ {وَارْزُقُوهمْ فِيها وَاكْسُوهمْ} [النساء/5]

3ـ {وَلَوْ أَنَّهمْ رَضُوا مَا آَتَاهمُ اللَّه وَرَسُولُه وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّه سَيُؤْتِينَا اللَّه مِنْ فَضْلِه وَرَسُولُه} [التوبة/59]

فالإغناء لا يكون إلا من الله فكيف جعل الرسول {صلى الله عليه واله وسلم } شريكاً في الرزق ؟ والوهابية جعلت قول : ارزقني شركاً وكفراً .

4ـ أضف إلى ذلك أن الله تعالى نسب إلى عيسى الخلق وإبراء الأكمه والأبرص . { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيه فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه وَأُبْرِئُ الْأَكْمَه وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّه ..} [آل عمران/49] فكيف لا يكون هذا شركاً وكفراً, وتكون نسبة شفاء المريض وقضاء الدين والرزق إلى النبي, أو الولي بإذن الله شركاً ؟

* * *

كلام السمهودي الشافعي :

قد يكون التوسل به صلى الله عليه وأله وسلم} بطلب ذلك الأمر منه أنه {صلى الله عليه وأله وسلم } قادر على التسبيب فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربه فيعود إلى طلب دعائه وإن اختلفت العبارة . ومنه قول القائل له : أسألك مرافقتك في الجنة , ولا يقصد به إلا كونه { صلى الله عليه وأله وسلم } سبباً وشافعاً [وفاء الوفاء: 2/421].

أﻗﻮل : إن اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨّﺔ ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﷲ ،ﻣﺜﻞ ﻏﻔﺮان اﻟﺬﻧﺐ وﺷﻔﺎء اﻟﻤﺮﻳﺾ. ﻧﻌﻢ ﻟﻮ ﻗﺼﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺛﻴﺮ، ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪﻩ أﺣﺪٌُ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

إذن ﻓﺎﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ واﻟﺪﻋﺎء. وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻪ ﻋﻘﻼً وﻧﻘﻼً. واﻟﻮهاﺑﻴﺔ ﻗﺪ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺠﻮاز اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﻲ .

ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ : ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻨﻪ (صلى الله عليه وآله) ﻣﺎ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ أﺧﻮﻩ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ دﻋﻮة إﻻ وكل ﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻠﻜﺎً كلما دﻋﺎ ﻷﺧﻴﻪ دﻋﻮة، ﻗﺎل اﻟﻤﻠﻚ وﻟﻚ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ [رﺳﺎﻟﺔ زﻳﺎرة اﻟﻘﺒﻮر : ١٥٥] .

وﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء إﺟﺎﺑﺔ ﻏﺎﺋﺐ ﻟﻐﺎﺋﺐ، وﻟﻬﺬا أﻣﺮ (صلى الله عليه وآله) ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ، وﻃﻠﺐ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻪ. ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ : إذا ﺳﻤﻌﺘﻢ المؤذّن ، ﻓﻘﻮﻟﻮا ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل، ﺛﻢ صلوا ﻋﻠﻲّ ﻓﺈنّ ﻣﻦ صلّى ﻋﻠﻲّ ﻣﺮة ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮاً ﺛﻢ اﺳﺄﻟﻮا ﷲ ﻷي اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، ﻓﺈﻧّﻬﺎ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن إﻻ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎد الله وأرﺟﻮ أن أكون ذﻟﻚ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻤﻦ ﺳﺄل ﷲ ﻟﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ حلت ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ [كشف اﻻرﺗﻴﺎب : ٢٢٣].

كما ﻳﺸﺮع ﻃﻠﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻤّﻦ هو ﻓﻮﻗﻪ ودوﻧﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ : أﻧّﻪ (صلى الله عليه وآله) ذكر أوﻳﺲ اﻟﻘﺮﻧﻲ وﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ : إن اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﻓﺎﻓﻌﻞ [كشف اﻻرﺗﻴﺎب : ٤٢١ / ٢].

وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ : إن اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺎ أﺟﺪﺑﻮا ﺳﺄﻟﻮا اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) أن ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﻓﺪﻋﺎ الله ﻟﻪ ﻓﺴﻘﻮا[ﻣﺴﻨﺪ اﺣﻤﺪ : ٢٤٥ / ٣ وو٢٦١ و٣٨١].

إذن : ﻋﺮﻓﻨﺎ أن اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ هي ﻃﻠﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻐﺎث ﺑﻪ وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻪ ﺳﻮاء أكان دوﻧﻪ أو ﻣﺴﺎوﻳﺎً ﻟﻪ .

* * *

اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴّﺖ : أﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺖ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻮّزﻩ الوهابيون واستدلوا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺎﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ : {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّه أَحَداً}[الجن/18] واﻟﺠﻮاب ﻋﻦ ذﻟﻚ : إن ﻟﻠﺪﻋﺎء ﻣﻌﻨّﻰ ﻟﻐﻮﻳﺎً وﻣﻌﻨﻰ اﺻﻄﻼﺣﻴﺎً . أﻣّﺎ اﻟﻠﻐﻮي : ١ـ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ : هو اﻟﻨﺪاء : ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً}[النور/63]٢ـ وﻳﻄﻠﻖ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺆال الله ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻃﻠﺐ ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻨﻪ. وهذا اﻻﻃﻼق إﻣّﺎ ﻷﻧّﻪ أﺣﺪُ أﻓﺮاد اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮي، أو ﻟﺼﻴﺮورﺗﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ، أو ﻣﺠﺎزاً ﻣﺸﻬﻮراً. واﻟﺪﻋﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺴﻤّﻰ ﻋﺒﺎدة، وإﻟﻰ هذا ﺗﺸﻴﺮ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر/60]ﺛﻢ أن ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺪﻋﺎء، وﻧﺪاء اﻟﻐﻴﺮ وﻃﻠﺐ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﷲ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﺒﺎدة وﻻ ﻣﻤﻨﻮﻋﺎً ﻓﻤﻦ دﻋﺎ رﺟﻼً ﻟﻴﺄﺗﻲ إﻟﻴﻪ، أو ﻟﻴﻌﻴﻨﻪ وﻳﻨﺼﺮﻩ، أو ﻟﻴﻨﺎوﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎً، أو ﻳﻘﻀﻲ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﺑﺪاً ﻟﻪ وﻻ ﺁﺛﻤﺎً.اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ : ١ـ ﻗﺪ ﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺨﺎص وهو اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺴﺎوي ﻟﺪﻋﺎء الله ﺑﺎﻋﺘﻘﺎد أنّ اﻟﻤﺪﻋﻮ ﻗﺎدرٌ ﻣﺨﺘﺎر ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ الله ﻓﻲ ذﻟﻚ، كما كانت اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎرى ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻬﺎ وكنائسها. ٢ـ وﻗﺪ ﻳﺮاد ﺑﻪ دﻋﺎء ﻣﻦ ﻧﻬﻰ الله ﻋﻦ دﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم واﻷوﺛﺎن اﻟﺘﻲ هي أﺣﺠﺎر وأﺷﺠﺎر، كما ﻓﻲ دﻋﺎء المشركين . ٣ـ وﻗﺪ ﻳﺮاد دﻋﺎء اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺠﻦ اﻟﺬﻳﻦ كانوا ﻳﻌﺒﺪوﻧﻬﻢ وﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮاً ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ﻣﻊ الله ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ . وﻋﻠﻰ هذا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺪل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّه عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف/194] و{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِه لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهمْ يَنْصُرُونَ} [الأعراف/197]واﻟﺤﺎﺻﻞ : إن دﻋﺎ نبيّاً واﺳﺘﻐﺎث ﺑﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ. وذﻟﻚ ﻷن هذا اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ هذه اﻟﺼﻮر اﻟﺜﻼث ـ اﻷﺧﻴﺮة ـ ﺑﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ : اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ أن ﻳﺪﻋﻮ الله أو ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ، ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎد انّ اﻷﻣﺮ ﷲ إن ﺷﺎء ﻗﺒﻠﻪ ، وإن ﺷﺎء ردّﻩ . وﻻ ﻳﻜﻮن هذا ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ كل دﻋﺎء ﻣﻨﻬﻴﺎً ﻋﻨﻪ، ﺑﻞ دﻋﺎء اﻟﻐﻴﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎد اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ هو اﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ .اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎء اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻷﺣﻴﺎء :ﻗﺪ ﻳﻘﺎل : إن اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ، ﻷﻧﻬﻢ أﻣﻮات، واﻟﻤﻴّﺖ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻷن ﻳﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل الله أﻏﺜﻨﻲ، أو أﺗﻮﺟّﻪ ﺑﻚ إﻟﻰ الله ﻟﻴﻘﻀﻲ ﻟﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ . واﻟﺠﻮاب : ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮّﺿﻨﺎ ﻓﻲ بحث اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ وأﺛﺒﺘﻨﺎ ﺣﻴﺎة اﻷﻧﺒﻴﺎء ـ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ـ ﻓﻨﻌﻴﺪ هنا ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر أﻧﻪ : ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﺷﺮﻋﺎً وﻻ ﻋﻘﻼ ﻣﻦ أن ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ أو اﻟﻮﻟﻲ كلام ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ وهو ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ ، أﻣّﺎ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﻓﻸﻧﻪ ﺣﻲّ أﺣﻴﺎﻩ الله ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ كما ﺛﺒﺖ :1- ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ أﻧﺲ ﻋﻦ رﺳﻮل الله (صلى الله عليه وآله) أﻧﻪ ﻗﺎل : اﻷﻧﺒﻴﺎء أﺣﻴﺎء ﻓﻲ قبورهم ﻳﺼﻠّﻮن [1].2- وﻷﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﺣﺪﻳﺚ : ﻣﺎ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻤﺮّ ﺑﻘﺒﺮ أﺧﻴﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ كان ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﺴﻠﱢﻢ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﻋﺮﻓﻪ وردّﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم [2]. 3- وﻗﺎل اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ : وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﻋﻦ أﺑﻲ هريرة، ﺁﻧّﻪ (صلى الله عليه وآله) ﻟﻘﻴﻬﻢ ﺑﺒﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻓﺤﻀﺮت اﻟﺼﻼة ﻓﺄﻣّﻬﻢ ﻧﺒﻴّﻨﺎ (صلى الله عليه وآله) ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس . وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ ذر وﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻹﺳﺮاء أﻧّﻪ ﻟﻘﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎوات. وﻃﺮق ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺔ. ﻓﻴﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ رأى ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻳﺼﻠّﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﺛﻢ ﻋﺮج ﺑﻪ هو وﻣﻦ ذكر ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎوات ﻓﻠﻘﻴﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻓﺤﻀﺮت اﻟﺼﻼة ﻓﺄﻣّﻬﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ . ﻗﺎل : وﺻﻼﺗﻬﻢ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻓﻲ أماكن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ يردها اﻟﻌﻘﻞ ، وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﻪ اﻟﻨﻘﻞ ﻓﺪلّ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ [3].إذن : ﺛﺒﺖ أﻧّﻬﻢ أﺣﻴﺎء وﻳﺴﻤﻌﻮن ﻣﻦ ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ : "ﻣﻦ ﺻﻠّﻰ ﻋﻠﻲﱠ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮي ﺳﻤﻌﺘﻪُ" وﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻼة ﻣﻦ ﻳﺼﻠّﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ : " أكثروا ﻋﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺈن ﺻﻼﺗﻜﻢ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻲّ " . وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺤﻲ وﻃﻠﺐ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻣﻨﻪ . . . {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف/97]، {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً} [يوسف/93]

* * *

الإستغاثة بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)1- اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ اﻟﻀﺮﻳﺮ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ :وﻣﻤّﺎ ﻳﺪل ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻠﻰ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) كان أﻣﺮاً دارﺟﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺼﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣُﻨﻴﻒ ، اﻟﺘﻲ أوردها اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ أن رﺟﻼً كان ﻳﺨﺘﻠﻒ إﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ، ﻓﻜﺎن ﻋﺜﻤﺎن ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻓﻠﻘﻲ اﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﻰ ذﻟﻚ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : اﺋﺖِ اﻟﻤﻴﻀﺎة ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ اﺋﺖ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞﱢ ﻓﻴﻪ ركعتين ﺛﻢ ﻗﻞ : اﻟﻠﻬﻢ إﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ وأﺗﻮﺟّﻪ إﻟﻴﻚ ﺑﻨﻴّﻨﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻧﺒﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻳﺎ ﻣﺤﻤّﺪ إﻧﻲ أﺗﻮﺟّﻪ ﺑﻚ إﻟﻰ رﺑّﻲ ﻓﺘﻘﻀﻲ ﻟﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ، وتذكر ﺣﺎﺟﺘﻚ ورُح ﺣﺘﻰ أروح ﻣﻌﻚ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ، ﺛﻢ أﺗﻰ ﺑﺎب ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔّﺎن ، ﻓﺠﺎء اﻟﺒﻮّاب ﺣﺘﻰ أﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺄﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎن، ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ﻓﻘﺎل : ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟ فذكر ﺣﺎﺟﺘﻪ، وقضاها ﻟﻪ . ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ : ﻣﺎ ذكرت ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺣﺘﻰ كان اﻟﺴﺎﻋﺔ وﻗﺎل : ﻣﺎ كانت ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ، فاذكرها، ﺛﻢ أن اﻟﺮﺟﻞ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ﺟﺰاك الله ﺧﻴﺮاً، ﻣﺎ كان ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻲّ ﺣﺘﻰ كلمته ﻓﻲّ . ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : والله ﻣﺎ كلمته وﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪتُ رﺳﻮل الله (صلى الله عليه وآله) وأﺗﺎﻩ ﺿﺮﻳﺮ [4]، ﻓﺸﻜﻰ إﻟﻴﻪ ذهاب ﺑﺼﺮﻩ ، ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) : "ﻓﺘﺼﺒﺮ" ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل الله ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻗﺎﺋﺪ وﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ، ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) إﺋﺖِ اﻟﻤﻴﻀﺎة ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ ﺻﻞﱢ ركعتين ﺛﻢ ادعُ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮات ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : ﻓﻮالله ﻣﺎ ﺗﻔﺮّﻗﻨﺎ، وﻃﺎل ﺑﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺮﺟﻞ كأنه ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮّ ﻗﻂ [5] . 2ـ [عائشة تحث الناس على] اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) : ـ ﻋﻦ اﻟﺪارﻣﻲ : . . . ﻗﺤﻂ أهل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻄﺤﺎً ﺷﺪﻳﺪاً ﻓﺸﻜﻮا إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ، ﻓﻘﺎل: اﻧﻈﺮوا ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه [وآله] وسلم) ﻓﺎﺟﻌﻠﻮا ﻣﻨﻪ كوا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﻻﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺳﻘﻒ . ﻗﺎل : ﻓﻔﻌﻠﻮا ﻓﻤﻄﺮﻧﺎ ﻣﻄﺮاً ﺣﺘﻰ ﻧَﺒَﺖَ اﻟﻌﺸﺐ وﺳَﻤَﻨﺖ اﻹﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺤﻢ ﻓَﺴُﻤّﻲ ﻋﺎم اﻟﻔﺘﻖ [6] . 3ـ الإستغاثة بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)في زمن عمر روى اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ، ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ رواﻳﺔ أﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺴﻤﺎن ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺪار ـ وكان ﺧﺎزن ﻋﻤﺮ ـ ﻗﺎل : أﺻﺎب اﻟﻨﺎس ﻗﺤﻂ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﺠﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل الله اﺳﺘﺴﻖ ﻷُﻣﺘﻚ ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻗﺪ هلكوا، ﻓﺄﺗﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎم ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : اﺋﺖِ ﻋﻤﺮ . . [7].[وبهذا أفتى مجموعة من علماء السنة بجواز التوسل والإستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله)].

١ـ ﻗﺎل اﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ [الشافعي]: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺰاﺋﺮ أن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻀﺮع واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﺸﻔﻊ واﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ (صلى الله عليه وآله) ﻓﺠﺪﻳﺮ ﺑﻤﻦ اﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ أن ﻳﺸﻔﻌﻪ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ . . . ﺛﻢ أن كلاً ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﻮﺳﻞ واﻟﺘﺸﻔﻊ واﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ـ كما ذكره ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﺮة وﻣﺼﺒﺎح اﻟﻈﻼم ـ واﻗﻊ ﻓﻲ كل ﺣﺎل ، ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ وﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ، ﻓﻲ ﻣﺪة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺒﺮزخ وﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺚ . . . [8]

٢ـ ﻗﺎل اﻟﻤﺮاﻏﻲ [الشافعي]ـ ت ٨١٦ هـ ـ : إنّ اﻟﺘﻮﺳّﻞ واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) واﻗﻊ ﻓﻲ كل ﺣﺎل ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ وﻓﻲ ﻣﺪة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ، ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺒﺮزخ ، وﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺚ ، وﻋﺮﺻﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ [9]

المصدر : ينظر : رواﻓﺪ اﻹﻳﻤﺎن إﻟﻰ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼم / اﻟﺸﻴﺦ ﻧﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻄﺒﺴﻲ

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] ﺻﺤﺤﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺟﺰء ﺣﻴﺎة اﻷﻧﺒﻴﺎء وأوردﻩ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ، وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ اﻟﺘﺰﻣﻪ أن ﻣﺎ يذكره ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺷﺮﺣﺎً أو ﺗﺘﻤّﺔ ﻟﺤﺪﻳﺚٍ ﻓﻲ ﻣﺘﻦ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ أو ﺣﺴﻦ . واﻧﻈﺮ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺴﻨﻴﺔ : ١١٤ .

[2] رواﻩ اﻟﻤﻨﺎوي ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻻﺻﻐﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ عساكر، وأﻓﺎد اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﺄن اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ﺧﺮّﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ والإستذكار ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس وﻗﺪ صححه أﻳﻀﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ . واﻧﻈﺮ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺴﻨﻴﺔ : ١١٤ .

[3]- [أﻧﻈﺮ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺴﻨﻴﺔ / ص ١١٤]

[4]- إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺎ أوردﻩ أﺣﻤﺪ : ١٣٨ / ٤ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ . وهو ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻋﻤﻰ اﻟﺬي ردّ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻪ إﻳّﺎﻩ [النبي صلى الله عليه وآله] . وأﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي : ٥٦٩ / ٥ ح ٣٥٧٨ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ١/ ٤٤١. والحاكم : 1/٣١٣

[5] ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ : ٣٠ / ٩ اﻟﺮﻗﻢ ٨٣١١ ، اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮ : ١٨٣ / ١ ، وﻗﺎل الطبراني : اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ .

[6] سنن الدارمي - / ص 56/ ح 92 . قال الشيخ حسين سليم أسد : رجاله ثقات وهو موقوف على عائشة .

[7]ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري : ٥٧٧ / ٢.

[8]- [المواهب اﻟﻠﺪاﻧﻴﺔ : ٤١٧ / ٣]

[9]- ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻀﺮة ﺑﺘﺨﻠﻴﺺ ﻣﻌﺎﻟﻢ دار اﻟﻬﺠﺮة : ١١٣