ما هي ملامح العلاقة بين القضيّة الحسينيّة والإرهاب التكفيري؟

السؤال: ما هي ملامح العلاقة بين القضيّة الحسينيّة والإرهاب التكفيري، والتي من خلال دراستها قد نتمكّن من الوصول إلى رؤية حسينيّة متكاملة تواجه الإرهاب وتعالج آثاره الخطيرة؟

الجواب: لا شكّ في أنّ تحديد المراد من المفردات الأساسية في السؤال من أهمّ مفاتيح البصيرة في الجواب؛ ولهذا لا بأس بتبيان المراد من (القضيّة الحسينيّة) و(الإرهاب التكفيري).

نقصد بالقضيّة الحسينيّة: الصراع الذي حصل بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وبين الحكم الأُموي المتمثّل بيزيد بن معاوية بن أبي سفيان، والذي أدّى إلى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه وأهل بيته، وسبي نسائه، وكلّ الخلفيات الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية التي كانت أسباباً ودوافع في الصراع، وكلّ الآثار التي ترتّبت على ذلك.

ونقصد بالإرهاب التكفيري: الممارسات العنيفة التي تصدر من الجماعات المسلَّحة على أساس ادّعاء تمثيل الإسلام، وتكفير وتصفية مَن يخالفها بالموقف، والخلفيات التي تقف وراءها، والآثار التي تترتّب عليها.

وعليه نقول: إنّ أهمّ ملامح العلاقة بين القضيّة الحسينيّة والإرهاب التكفيري هو كونه (عليه السلام) ضحية عظمى للإرهاب التكفيري، ولكن هناك ملامح أُخرى أيضاً:

أوّلاً: الإمام الحسين (عليه السلام) يُمثّل الإسلام على مستوى المرجعية التي نزل بها القرآن في آية التطهير وغيرها، وصدع بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حديث الثقلين وغيره، فهو من العترة الطاهرة، والمُعبِّر عن الإسلام تعبيراً تامّاً، والناطق الرسمي الشرعي باسمه.

ثانياً: هو إمام المسلمين؛ بما ورد عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) من أدلّة إمامته التي لا تُحصى في هذه العجالة، وبحسب وثيقة الاتّفاق بين مؤسِّس الدولة الأُموية وبين الإمام الحسن (عليه السلام)، والتي نصَّت على أنّ الخلافة بعد معاوية للإمام الحسن (عليه السلام)، فإن مات فإنّها لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام).

ثالثاً: إنّ الإرهاب الذي قتل الحسين (عليه السلام) يدّعي تمثيل الإسلام فكرياً وقيادياً، كما هو الإرهاب التكفيري اليوم، وقد تبلور أخيراً بشكل رسمي وتام عندما ادّعت «داعش» الخلافة لأبي بكر البغدادي، ودعت النّاس إلى بيعته والنزول على حكمه.

رابعاً: الممارسات الوحشية الفظيعة التي مارسها الإرهاب الأُموي ضد الحسين (عليه السلام)، ويمارسها الإرهاب التكفيري المعاصر من قطع الرؤوس بغير حقٍّ، وقتل الأطفال، وحرق البيوت على أهلها الآمنين فيها من الرجال والنّساء والأطفال، والأصحّاء والمرضى، وقطع الماء عن المدنيّين المسالمين، وسبي النّساء، وقتل الأسرى، والإبادة الجماعية على قاعدة «لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية»، وإلى آخر ما حفلت به قائمة الجرائم الكبرى التي ترتكبها قوى الإرهاب التكفيري المتعدّدة الأسماء، والتي يتحمَّل جريرتها أوّل ظالم ظلم محمداً وآل محمّد ممَّن سنَّ لهم ذلك، أي: جعله لهم سنّة، وشرَّعه لهم تشريعاً.

خامساً: المواقف الحسينيّة الدفاعية التي اتّخذها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الكرام.. بشجاعة منقطعة النظير، واستعدادهم الكامل للتّضحية بكلّ ما يملكون في مواجهة الإرهاب الأُموي.

..................................................................................

*مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية