إمام الشيعة يتجرّع ضياع الحضارة الإسلامية وتقسيم البلاد إلى دويلات صغيرة

في الثاني من شهر رجب، عام 212 للهجرة، ولد الإمام علي بن محمد الهادي، عليه السلام، عاشر أئمة الشيعة الإثني عشر.

أبوه هو الإمام محمد بن علي الجواد، المدفون في بغداد، وأمه السيدة سُمانة المغربية.

في الثامنة من عمره الشريف، تقلّد الإمام الهادي عليه السلام منصب الإمامة لما ظهر عليه من النبوغ والذكاء.

وأمضى الإمام الهادي عليه السلام، القسم الأول من حياته مع والده الجواد عليه السلام، وكانت قرابة العقد الواحد.

فيما أمضى القسم الثاني منها، ويزيد عن ثلاثة عقود، مع ستة ملوك من الدولة العباسية وكان قد عانى منهم الكثير من الظلم.

وعلى الرغم من أنه كان يعيش في عزلة جراء سياسية الدولة العباسية، إلا أنه مارس دوره المطلوب ونشاطه الديني بدقة وحذر.

وتشير مصادر تاريخية إلى أنه كان يستعين بمجموعة من الوكلاء الذين رباهم الإمام الصادق عليه السلام، ليوفر لشيعته الاستقلال الكامل.

في عام 220 هـ، مارس الإمام الهادي عليه السلام مهامه الرسالية والقيادية في حكم المعتصم العباسي.

"انهيار الدولة وتحولها إلى كيانات متفرقة"

وكان، عليه السلام، شاهداً على سوء وتردي الأوضاع السياسية وضعف الدولة ونشأة دويلات صغيرة وكيانات متفرقة أسهمت بتراجع الحضارة الإسلامية.

وعلى المستوى الثقافي والفكري للمجتمع آنذاك، فقد شهد الإمام انتشار حركة ترجمة الكتب اليونانية والهندية والفارسية، والتي كان أغلبها لا ينسجم مع الثقافة الإسلامية.

وكان أبرزها "محنة خلق القرآن" والتوتر والجدل الذي أثير آنذاك على مدار ثلاثة عقود من الزمن بناءً على الأفكار الفلسفية التي دخلت عبر الكتب اليونانية والهندية.

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد عاصر الإمام انهيار الدولة العباسية اقتصادياً وحدوث المجاعات وارتفاع الأسعار.

ما أدى إلى اضطراب الوضع الأمني وفقدان السيطرة على الدولة لتنتقل قيادتها بعد ذلك إلى الأتراك.

حسين الخشيمي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات