تعرّف على قصة المرأة التي تمنت ان تقتدي بأم البنين (ع)... كيف حقق الله لها جزءً من أمنيتها؟!

من طوعة العصر ... أم قصي التي انقذت طلاب قاعدة سبايكر من عصابات داعش، الى (خنساء آمرلي) التي قدمت زوجها وأولادها الذين قاتلوا مسلحي التنظيم الإرهابي لمدة خمس ساعات متواصلة، وغيرهن من النساء اللواتي عرفن بصمودهن وقدمن الغالي والنفيس لحماية ارض الوطن ومقدساته، وصولاً - وليس انتهاءً - إلى "أم مختار" المرأة التي قدمت أولادها الخمسة قرباناَ لأرض الوطن ومقدساته أسوة بأم البنين (فاطمة الكلابية).. أم مختار تزف حتى الأن ثلاثة من أبنائها شهداء للعراق، وتأمل أن يلتحق ولداها سعيد وحسين الجريحين بعد شفائهما ليلتحقا بإخوتهم، ولتتحقق بذلك أمنية التأسي بأم البنين عليها السلام لدى أم مختار.

الاولاد الخمسة لأم مختار لبوا نداء المرجعية وانطووا تحت أمرة فصائل الحشد الشعبي المقدس، ليسجلوا انتصاراتهم بمنطقة (مكيشيفة) في صلاح الدين، بعد ان سيطر تنظيم داعش على المنطقة، إذ فُجعت أم مختار بنبأ استشهاد ابنها "محمد عبد الله سالم" من مواليد (1997) وبعد مضي شهراَ واحداً فجعت مرة أخرى بولدها (احمد) من مواليد (1988) وبعد مرور عشرة ايام فقط على فاجعتها بولديها؛ يزف لها نبأ استشهاد ولدها سيف من مواليد (1995).

والدة الشهداء الثلاث أم مختار 60 عاما من سكنة قضاء (خانقين) التابعة لمحافظة ديالى بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية. هذه الام المؤمنة الصابرة أخذت على عاتقها تربية وتعليم أولادها الخمسة "سعيد واحمد وسيف ومحمد وحسين" بعد وفاة زوجها. أما بخصوص تسميتها بـ "أم مختار" فتعود إلى أهالي الحي الذي تسكن فيه، إذ يفضلون مناداتها بهذه الكنية، بعد استشهاد ولدها الاكبر "احمد" الذي كان يكنى بأبي مختار.

تقول أم مختار "بشموخ واعتزاز أفتخر بأولادي الشهداء لأنهم رفعوا راسي أمام اهلي وجيراني، ولم يستسلموا لهذا التنظيم القذر بعد أن سيطر على ارض العراق وقتل من عارضهم وشرد الكثير منهم".

وتضيف "أولادي أعطوا حق المواطنة، وفدوا أنفسهم للوطن والمقدسات ولبوا نداء المرجعية على أكمل وجه، وأنا قدمتهم قربانا اسوة بأم البنين وان شاء الله سيلتحق ولداي "سعيد وحسين" بأقرانهم منن استشهد دفاعا عن الارض والوطن والعرض والمقدسات".

وتضيف أم مختار في حديثها "لقد تحققت أمنيتي عندما قدمت أولادي قرابين لله أسوة بأم البنين عليها السلام فنالوا شرف الشهادة لتكون أسمائهم في سجل الخالدين".

لكنها أكدت "لن أنساهم أبداً فهم باقون في ذاكرتي وقلبي فكيف انسى عطفهم وحنانهم اذ اني احترمهم كثيراً لشهامتهم ".

على درب إخوتي الشهداء... إما النصر أو شهادة

أما أخو الشهداء "سعيد" فيقول "إخوتي الشهداء (احمد ومحمد وسيف) كانوا قدوة في الأخلاق الحسنة واجتمعت في شخصياتهم كل المزايا والصفات الحميدة... لقد خدموا وطنهم بشرف وإخلاص، وكانوا جنودا اوفياء لبوا نداء المرجعية واختاروا درب الشهادة".

ويضيف سعيد "رحم الله الشهداء الابرار.... أما أنا فاقسم اني سأقاتل الدواعش النواصب حتى النصر او الشهادة كما فعل أخوتي الثلاث".

وفد العتبة الحسينية: إنها حقاً مدعاة للفخر والاعتزاز

العتبة الحسينية المقدسة أرسلت وفداً لزيارة "أم مختار" في محاولة منها لمواساة هذه المرأة المفجوعة بأبنائها، ولتقديم ما تمكن من الدعم المادي والمعنوي فضلاً عن إقامة مجلس عزاء لأرواح الشهداء الثلاثة.

يقول رئيس وفد العتبة الحسينية إلى عائلة أم مختار الشيخ فاهم الابراهيمي "أدهشتنا شجاعة هذه المرأة الصابرة... إنها حقاً مدعاة للفخر والاعتزاز، لقد أظهرت بتضحياتها بأولادها الشهداء الثلاث حرصها على المذهب والوطن".

وأضاف الإبراهيمي أن "الموقف البطولي لهؤلاء الشهداء الثلاث واخويهما الذين ينتظرون دورهما بنيل الشهادة؛ لم يكن لطلب منصب أو ترقية لرتبة ما، إنما هم من الرجال الذين يرخصون دماءهم وأرواحهم من أجل الله والوطن والمقدسات".

أحمد القاضي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات