ناقش نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (أفضل عباس مهدي الشامي ) في جامعة كربلاء رسالته في الماجستير الموسومة بعنوان (الطرق العلمية والاقتصادية لتوظيف روحانية مكان العمل وسلوك المواطنة وجاذبية الهوية التنظيمية ، لتعزيز السلوك الإيجابي للعاملين لتحسين أدائهم في مكان العمل) مبيناً فيها العلاقة بين المتغير المستقل (روحانية مكان العمل) وبيان كيفية توظيف هذه الخصوصية في بعض أماكن العمل (لتعزيز سلوك المواطنة) لدى العاملين، وذلك عبر متغير ثالث وسيط هو (جاذبية الهوية التنظيمية) للوصول إلى قياس علاقات التأثير والارتباط بين مختلف المتغيرات واختبارها. وجرت المناقشة في قسم إدارة الأعمال- كلية الإدارة والاقتصاد - جامعة كربلاء يوم الأحد الموافق 9/11/2014م وتألفت لجنة المناقشة من السادة (أ.د. سعد علي حمود العنزي)و( أ.فؤاد حمودي العطار)و( أ .م.د.عامر علي حسين العطوي)و(أ.د. علاء فرحان طالب) علماً أن المقوم العلمي (أ.د. مؤيد يوسف الساعدي).ولتسليط الضوء على أهمية هذه الأطروحة المهمة والفريدة من نوعها في رسائل الماجستير،التقى مراسل موقع العتبة الحسينية المقدسة بالسيد الشامي لمعرفة العمق العملي في رسالته وهل ستطبق قواعتها الإدارية مستقبلاً على منتسبي العتبة الحسينية المقدسة؟ فأجاب: إن الرسالة التي قدمت تناولت السلوك التنظيمي للعاملين في العتبة الحسينية المقدسة والغرض منها هو السعي في خدمة زوار أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال تحسين أداء المنتسبين في العتبة المقدسة وتم الخوض في هذا الموضوع الجديد في عالم إدارة الأعمال ومايطلق عليه في عالم الإدارة (روحانية مكان العمل) ويعني من الناحية التعريفية هو قوة مؤثرة في داخل نفس الإنسان ناجمة عن ثقافته وقيمه ومعتقداته التي تتلائم مع قيم المنظمة التي يعمل فيها وتشعره بأهمية العمل الذي يقوم به وتحفزه على الارتباط والتفاعل إيجابياً مع المجموعة المنتمية للمنظمة،مضيفاً أن هذا المفهوم الجديد للإدارة هو مااهتمت به المدارس الغربية أكثر من المدارس الشرقية لأن عالم الماديات قد طغى بين الناس و بين المنظمات وظهرت حالات القلق وحالات عدم التاكد وذلك للمنافسة الشديدة بين منظمات الأعمال ولذلك بدأوا يبحثون عن جوهريات جديدة وما هي الخيارات للعامل أو الموظف في المؤسسة التي يعمل بها ويندمج كلياً مع منظمته ومن هذه المتغيرات هي روحانية مكان العمل ‘هذا المفهوم فيه أبعاد ثلاثة بحسب بعض الدراسات الأجنبية والتي اعتمدت من قبل الباحث ومن هذه الأبعاد هو بعد العمل الهادف وبعد الإحساس بالجماعة وبعد الملائمة بين قيم المنظمة وقيم الفرد العام.أما ما يخص العمل في العتبة الحسينية المقدسة وفق منظور الرسالة فقال: إن الرسالة كانت تستهدف سلوك المواطنة التنظيمية التي تعرف بأنها سلوك تطوعي يقوم بها الفرد دون أن يكون هذا السلوك من الوظيفة الخاصة به ولاينتظر هذا الفرد مكافئة إذا قام به أو يتوقع عقوبة إذا لم ينفذ العمل من خلال هذا السلوك المرغوب ‘ نريد أن نرى هل أن روحانية مكان العمل تؤثر فيه أم لم يتأثر من خلال متغير ثالث بسيط هو جاذبية الهوية التنظيمية وهذه المتغيرات الثلاثة عادة تكتب في أطاريح الدكتوراه ويتابع الشامي حديثه من مميزات هذه الرسالة هي أول رسالة تتناول السلوك التنظيمي للعاملين في العتبات المقدسة في العراق حيث لاتوجد دراسة أكاديمية تناولت هذا الموضوع من قبل‘ الميزة الثانية أخذت هذه المتغيرات الثلاثة وهي روحانية مكان العمل وجاذبية الهوية التنظيمية وسلوك المواطنة وهذا لا يوجد في داخل العراق ولا في خارجه من حيث أخذ دراستها دراسة موحدة والميزة الثالثة والمهمة أن هذه الدراسة استطاعت قياس جاذبية الهوية التنظيمية و في الدراسات العربية لم يطلع الباحث ولا المشرف بأن هناك دراسة عربية قاست الجاذبية التنظيمية."موضحاً" أن حصيلة البحث التي توصل إليها الباحث والتي تبين له من خلال الاستنتاج الذي جرى تبين أن المجتمع العراقي لديه مواطنة جداً عالية وتجد سلوكاً تطوعياً كثيراً لدى المجتمع في كل النواحي وعلى سبيل المثال عندما يحدث حدث في مكان ما ترى الجميع يبادر دون أن يطلب منه يد العون وهذا هو بحد ذاته يعتبر سلوك مواطنة أيضاً نرى في الزيارت الأربعينية الكل يبادر في خدمة الزائرين ولكن هذا لانراه بسلوك المبادرة في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية فهي غير موجودة وهذه مشكلة تم التوصل إليها وطرحها من خلال البحث فلا بد أن تدرس ويوضع لها الحلول أما إذا لاحظنا المجتمع الأوروبي فهو يختلف وبشكل معكوس نرى العامل يؤدي العمل بإخلاص دون أي رقابة ويبادر بشكل جيد ويحاول أن يرفع من شأن المؤسسة التي يعمل بها وتراه لديه سلوكاً تنظيمياً عالياً في داخل المنظمة التي يعمل بها ولكن عندما يخرج عن المنظمة والمؤسسة لايبادر في مساعدة أحد مثلا إذا وقع حادث لايتدخل أبداً وتراه غير مهتم بالآخرين سوى نفسه وهذا عكس المجتمع العراقي تماماً وهذه النظرية التناقضية حقيقة تستحق الدراسة والبحث عن أسبابها وإن أحد الأسباب والدراسات التي تم التوصل إليها هو أن المجتمع الأوروبي يتميز بالعزلة الفردية بحيث إن كل شحص معتمد على نفسه في حين نلاحظ أن المجتمع في اليابان هو سلوك مشابه إلى سلوك الدائرة والمجتمع الكل متعاون لديه سلوك تطوعي عالٍ في المؤسسة وفي المجتمع هذا بالنسبة إلى المتغير الثاني...أما متغير الجاذبية الهوية التنظيمية فقد تمت دراسته من خلال توزيع الاستمارت على بعض العاملين في العتبة المقدسة وتم طرح أكثر من ثمان وعشرين خاصية ضمن هذا الموضوع تم أخذ ثلاث وعشرين منها من بحث أجنبي معتمد وخمس أضيفت من قبل الباحث يعتقد بأنها مهمة في العتبة الحسينية وللعاملين بالعتبة ‘ونتائج الدراسة فتبينت من خلال الإجابات على شكل تدريجي حيث حصل الأكثر نسبة القانون الخاص بإدارة العتبة والخاصية الثانية التي يعتقدون بوجودها هي استقامة الإدارة العليا وعندما تم طرح بعض الأسئلة عن الأكثر أهمية بالنسبة للعاملين لم يذكروا عن بعض الفوائد وإنما الفوائد تم تدريجها بالأهمية الثانية ولكن يتمنون أن يكون هناك استقامة ونزاهة في الإدارة العليا وهذا يحل لنا الإشكال على أن المجتمع لديه رغبة تطوعية ولكن يفتقد إلى وجود القدوة في الدائرة أو المؤسسة وبالتالي نجد أن المواطن لدية رغبة عالية في التطوع للمجتمع،ويؤكد أن هذه الاستنتاجات والخصوصيات تخص العتبة المقدسة والتي ستساهم في تطور العتبة الحسينية المقدسة نحو الأفضل.والجدير بالذكر أن الرسالة الموسومة بـ ( توظيف روحانية العمل لتعزيز سلوك الموطنة التنظيمية من خلال جاذبية الهوية التنظيمية للسيد( أفضل عباس الشامي) نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة اعتمدت على ما يقارب (300) عينة منفردة من أعضاء الإدارة العليا والوسطى والدنيا في العتبة الحسينية المقدسة من خلال (استمارة استبانة) جرى تصميمها اعتماداً على عدد من المقاييس العالمية الخاصة بمتغيرات الدراسة والمتمثلة بروحانية مكان العمل وسلوك المواطنة التنظيمية وجاذبية الهوية التنظيمية، بعد تكييف هذه المقاييس بما يتناسب ومتطلبات العينة وتحليل البيانات الناتجة باستعمال عدد من الأدوات الإحصائية ومن أهمها (الوسط الحسابي ، الانحراف المعياري، واختبار T ومعامل الارتباط وتحليل الانحدار)إبراهيم العوينيالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق