يُعتبر الكرم والسّخاء من محاسن الصفات ومعالي الأخلاق، لأنَّ الكرم أصلٌ من أصول النجاة، وأشهر أوصاف النبيين وأعرف أخلاق المرسلين، وقد حَضَّ الإسلام الناس على السخاء والكرم ليكونوا مثلاً عالياً في تعاطفهم وتراحمهم، فعن الإمام الصادق -عليه السلام- : (إنَّ أحبّ الناس الى الله أسخاهم كفَّاً )، فقد جمع أهل البيت (عليهم السلام) بين غُرر الفضائل والمناقِب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخِصال الكرم، وقد ضرب الإمام الحسين (عليه السلام) أروع مثلٍ في البذل العظيم والسخاء المثالي الجسيم الذي قدمه على صعيد التضحية والفداء في سبيل نُصرة الحق والدفاع عنه فجادَ بنفسه النفيسة وأولاده الأحبّاء وإخوانه الأعزاء وأصحابه الأوفياء ، وإكمالاً لهذا النهج وإيماناً بهذه الرسالة أخذت الأمانة العامّة للعَتبة الحُسينية المقدَّسة هذه المهمّة في إكمال مسيرة البذل والعطاء فكان مضيف الإمام الحسين (عليه السلام) باسطاً أكف الجود والكرم أمام الملايين من زائري سيّد الشهُداء الحُسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام). وللتعرّف على الخدمات التي يُقدّمها هذا القِسم كانت لنا وقفة مع رئيس القِسم الأستاذ (مصطفى أبو دكه) الذي حدثنا قائلاً " تأسّس مضيف الإمام الحُسين( عليه السلام) مُتزامناً مع الذكرى العطرة للمولد النبوي الشريف عام 2005 م والموافق يوم الإثنين 17/ ربيع الأول/ 1426 هـ . حيث تحاول من خلاله الأمانة العامّة للعَتبة الحُسينية المُقدَّسة توفير أعلى درجات الضيافة للزائرين الكرام ولتعكس الوجه الوضّاء لسِيرة الإمام وقداسة مرقده ، يستقبل مضيف الإمام الحُسين(عليه السلام) الزائرين الكرام خلال الأيام الإعتيادية والزيارات المليونية كما يقوم بإستقبال الوفود الكريمة التي تزور العَتبةالحُسينية المُقدَّسة , حيث يُقدّم وجبات الطعام لما يقارب الـ(7000-8000) شخص بين زائرٍ ومنتسبٍ في الأيام الإعتيادية ،أمّا في الزيارات المليونية فيقوم القِسم بفتح مضيف خارجي بالإضافة الى المضيف الموجود داخل الصحن الحُسيني الشريف لكي يحتوي الأعداد المليونية وذلك للتبرّك بسُفرة أبي عبد الله الحُسين ( عليه السلام) إذ إنَّ مُضيف الإمام الحُسين (عليه السلام) مفتوحٌ أمام الجميع لأنَّه ينظر إليهم بذات الأفق سواءً كانوا من داخل العراق أو خارجه ، ويتألَّف قِسم المُضيف من أربع شُعبٍ هي: 1)الشُــعبة الإداريــة و المــالية : تقوم بتنظيم شؤون مُضيف الإمام الحُسين (عليه السلام) وشؤون التمويل الخاصّة به ،وتنظيم الأمور المالية كالمشتريات والتجهيز بالمستلزمات , من خلال رصد الأموال , وتمويل الشراء , ومحاولة توفير كل ما يحتاجه المضيف لإستمرار خدماته بإستخدام نظام مُحاسبي دقيق حِرصاً على أموال العَتبة المُقدَّسة وحُسن التصرّف بها وتدقيق شؤونها المالية وفق رؤىً شرعية . 2 ) شُــعبة التــغذيــة : وتتكوَّن من : أ- وحـدة المطبخ : تقوم الوحدة بإعداد الطعام وبأصنافه المتنوّعة وتقديمه للضيوف بإسلوب يعكس حسن الضيافة والكرم الأصيل حيث يحاول منتسبو المضيف ان يترجموا حبهم للإمام الحسين وولائهم لمنهجه القويم من خلال خدمة زائريه الكرام , وهم يقدمون زاد الحسين المبارك ويحاولون العمل بروح التسامح والإيثار والعطاء , بنفوس طافحة بالطيبة والسخاء والكرم , ومن هذا المنطلق حرصت ادارة المضيف على اختيار الأنسب لهذه المهمة من ذوي الكفاءة وتنسيبهم طهاة في مضيف الامام الحسين , ثلة لهم باع طويل في ممارسة العمل والخبرة الكافية في إعداد الوجبات الجيدة بما يتناسب بقدسية صاحب المضيف . ب-وحدة القِصابة : إستلام الهدايا والنذور المُهداة الى المضيف ، حيث أُدخل الكادر دورات فقهية بالإضافة إلى مايحمله من مقوّمات أهّلته ليكون جزاراً . ت- وحدة المَخبز : تمَّ تهيئة مخبز خاص بالمُضيف ملائم لمايقدّمه المطبخ من طعامٍ , تبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من( 8000) رغيف خبز وكذلك أكثر من(4000)صمُّونه كهربائية في الأيام الإعتيادية أمَّا في أثناء الزيارات المليونية الكبيرة فإنَّ أعداد وكميات الخبز المقدّم للزائرين تزداد أضعافاً مُضاعفة لايمكن حصرها بالأرقام والعمل جارٍ على إستحداث الأفران الآلية. 3- شعبة الخدمات :- وتتكون من الوحدات التالية : أ- وحدة التشريفات : ومنتسبوها هم واجهة العَتبة والمضيف لما يتحلَّون به من فيض الأخلاق وسِعة الصدر ومعانِ الترحيب والتنظيم فكان للدورات المُختصَّة وللمتابعة الدائمة والثقافة الدينية المُستمرّة أثرها في رسم إنطباعٍ خلّاق لدى الجميع لمن يحمل راية الترحيب والإستقبال لضيوف العَتبة الحُسينية المُقدَّسة . ب-وحدة النظافة : لعمق الإحساس بكرامة المكان المُقدَّس الطاهر كان لهذه الوحدة دورها الكبير وترجمتها الحصينة لأحكام الإسلام وتعاليم أهل البيت التي حثَّت على النظافة والطهارة فأوليت هذه الوحدة ومنتسبيها في كافَّة شُعب ووحدات المضيف أهمية خاصَّة ورعاية كاملة وأولوية شاملة للظهور بمصداق كوننا في روضةٍ من رياض الجنَّة . وأضاف رئيس قِسم المضيف مُصطفى أبو دكه " يقوم القِسم خلال فترة الزيارات المليونية والمتمثّلة بـ :- أ-زيارة العاشر من محرّم الحَرام (زيارة عاشوراء ). ب-الزيارة الأربعينية لسيّد الشُهداء . ت-زيارة النصف من شَعبان المبارك. بتوزيع مختلف وجبات الطعام خلال هذه الزيارات لتصل إلى ما يقارب ( 100,000) وجبة في اليوم الواحد توزع على الزائرين والمنتسبين والإخوة المتطوّعين من كافّة المحافظات, وتابع" يتم كذلك توسيع نشاط المضيف خلال هذه الزيارات ليتركز في ثلاث مناطق وهي :- 1-مضيف الإمام الحسين(عليه السلام) الرئيسي في العَتبة الحُسينية المقدَّسة . 2-مضيف مجمّع سيّد الشُهداء (عليه السلام) . 3-مضيف الإمام الحسين(عليه السلام) طريق كربلاء - النجف . 4-مضيف الإمام الحسين(عليه السلام) طريق كربلاء – بابل. 5-تقديم الخدمة في مراكز الإيواء والإستراحة ومراكز المفقودين والمراكز الطبيّة وغيرها. تقرير:علي عبد النبي جبر
3 تعليقات
يا ابى الفضل
تقبل الله منكم صالح الاعمال يارب العالمين
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد