الأثار السلبية للألعاب الالكترونية فئة المراهقين نموذجاً

 إن استخدام هذه البرامج من قبل فئة المراهقين والشباب تسبب في قفزة نوعية لم يشهدها العالم من قبل، وذلك بسبب تزايد مستخدمو هذه الخدع الالكترونية وكل حسب مسماه ، والتي جعلت الفئات العمرية الأخرى كلها منجذبة نحو هذه الألعاب ، وقد نشرت المؤسسات المختصة تقريرا مفصلا حول ما شهده عام (2025م)، طفرة غير مسبوقة في تقنيات الألعاب الإلكترونية، يُقدر عدد اللاعبين حول العالم بحوالي 3.3 مليار لاعب ، بزيادة قدرها 4.4% عن العام السابق ، حيث أصبحت أكثر واقعية وجذباً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، ورغم ما قد تقدمه هذه الشركات من ترفيه أو مهارات تقنية من خلال الألعاب الالكترونية، إلا أن الإفراط في ممارستها أدى إلى بروز واضطراب ألعاب الإنترنت (IGD) كمشكلة صحية عقلية حقيقية تتزايد بين جيل المراهقين و الشباب، ومن اللافت للنظر أن ما جاء به الإسلام ومن خلال الرسالة المحمدية وبخصوص التربية الاسرية وهي أساس النهوض بالمجتمع النافع الصحيح المصحح لغيره ببركة التزام القواعد المحمدية والمنهج الصحيح وقد وردت أحاديث وروايات حول التربية والبيئة الصحية ويجب تعليم الأولاد على معرفة الإسلام وحب ومعرفة أهل البيت (عليهم السلام وهذا ما ورد في الرواية المباركة التركيز على حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) وروي عن الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن)[1].

وقال الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام): "... شر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق)[2].

مخاطر الألعاب الالكترونية على المراهقين

هنالك مخاطر عديدة تصيب فئة المراهقين بسبب تواصلهم واستمرارهم المتواصل على اللعب في أخطر الألعاب والفيديوهات وغيرها من البرامج الحديثة المؤثر، ذات المخاطر الحقيقية، وبالنسبة لهذه الألعاب الإلكترونية، تعتبر لدى فئة المراهقين هي للتسلية فقط، بل الواقع أنها تتحول من طريقة التسلية والترفيه عندهم الى سلوك قهري لا يمكنه التحكم به، حيث يشعر بالقلق إذا لم يتم مهمة معينة في اللعبة، وقد يشعر بالتوتر إذا لم يتمكن من اللعب لسبب ما، فتصبح ألعاب الفيديو جزء لا يمكن السيطرة عليه من تفكيره حتى وهو داخل البيت او في المدرسة أو في زيارة اصدقاءه وأي مكان يقصده، وعندما تتحول ألعاب الفيديو عند المراهق لإدمان فإنها سوف تشغل الجزء الأكبر من تفكيره ووقته، وكثيراً ما تأخذ من الوقت والتركيز الذي يجب أن يخصص للدراسة، وبالتالي ينعكس ذلك على أدائه الدراسي بشكل ملحوظ، وعادةً ما يخرج المراهقون مع بعضهم للتنزه والتسلية، أو يزورون بعضهم في المنازل للجلوس والاجتماع أو حتى الدراسة، ولكن إدمان المراهقين على الألعاب الإلكترونية يجعله لا يفضل هذه الأنشطة ويشعر دائما بالملل، ويروم دائماَ بالعود الى المنزل لممارسة الألعاب وهذا هو احد الأسباب التي يجب على المراهقين أن يتجنبوها، ويجب على الأولاد تعليم القران الكريم ومعرفة تلك الآيات القرآنية التي تهتم بأمور الأولاد والاباء وقد ورد في قوله (جل شانه):

﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[3] ، وعن الرسول الأكرم صلى الله عله وآله وسلم: "...ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنَّ).[4]

وعنه صلى الله عله وآله وسلم: "(اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)[5]، وفي حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "مودَّة الآباء قرابة بين الأبناء والقرابة إلى المودَّة أحوج من المودَّة إلى القرابة).[6]

الإهمال الاسري والمدرسي لدى المراهقين

مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيس في أبعاد الطلبة المراهقين عن دراستهم وانشطتهم الاجتماعية وتكثر عندهم المشاكل التربوية وبالخصوص بين الاخوة وهذا سببه التقصير في التربية، لكن الذي يتعامل بالأحاديث النبوية وروايات أهل البيت (عليهم السلام) في تربية الأولاد وقد ورد عنه قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (رحم الله من أعان ولده على بره... يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه ولا يخرق به... [7]).

هذه هي التوصيات التي وردت عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم )، في التربية ، لكن ما يقدمه الغرب للأولاد من ألآجل الابتعاد عن هذه الرسالة المحمدية ومن خلال ، هذه الألعاب والمواقع الغير مسموح لهؤلاء الفئة الدخول اليها والاشتراك بها، بل هي تعمل على تغيير الواقع الاجتماعي على وجه العموم والتربية العائلية على وجه الخصوص، وكذلك تأثير الألعاب الإلكترونية ويمكن أن يكون أخطر عليهم تأثيرا، وهذا التأثير ملحوظًا وبشكل خاص عند المراهقين، وعندما تتحول الألعاب إلى إحدى العادات اليومية بل من واجباته الأساسية التي لم يبتعد عنها لأي سبب كان (عائلي – مدرسي – اجتماعي-عمل خاص ...الخ) ولا يعلم ، ما تسببه من عوامل ومؤثرات وأهمها:

فقدان التركيز: بعض الأسباب التي تؤثر على مستخدمي الألعاب الإلكترونية وقد تسبب بفقدان وقلة النوم وعدم التركيز في الواجبات الاسرية والمدرسية .

إهمال الواجبات: قد يضطر المراهقون إلى إهمال واجباتهم وأنشطتهم الاسرية والمدرسية الاجتماعية والرياضية، وهذا مما يؤثر سلبًا على أدائهم بكل صورة. 

تقليل الوقت المخصص للدراسة: ممارسة الألعاب الإلكترونية من قبل فئة المراهقين، تسبب بإبعاد هم عن تخصيص وقت الدراسة وتقلل التركيز في اداء الامتحانات. 

تقليل الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية: مستخدمو هذه الألعاب الالكترونية والبرامج الأخرى التي كانت سبب رئيسي في انطواء المراهقين وغيرهم من الفئات حول أنفسهم واتخاذ شريحة من قبلهم بل من يتواصل معهم فقط عن طريق هذه الألعاب هم يكونوا لهم مقربين ومن يتواصلون معهم لأغير وهذا جعلهم منطون على أنفسهم داخل منازلهم يفضل 

تأثير على الصحة النفسية: قد تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق مما يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي. 

لذا، من المهم للوالدين والآباء أن يراقبوا تصرفات المراهقين في اللعب، ويتأكدوا من أنهم لا يضطرون إلى إهمال واجباتهم الاسرية و المدرسية والاجتماعية بسبب الألعاب الإلكترونية والبرامج السمعية والمرئية وغيرها من البرامج .

الألعاب الالكترونية واثارها الصحية على المراهقين

هنالك عوامل جانبيه مؤثرة بسبب على الصحة البدنية لمستخدمين الألعاب الإلكترونية ومن تلك المشاكل الصحيَّة كالسمنة، والكسل، والانطواء، والأمراض الاجتماعية، كما تؤثر أيضاً على الصحة البدنية والعقلية، والتي تحصل بسبب كثرة استخدام هذه الألعاب ، كما يُمكن أن تُسبب الألعاب الإلكترونية آلام في مفاصل اللاعب نظراً لفترات اللعبة المتواصلة التي يُمضيها اللاعب دون استراحة، وقد تكون آلام في مفاصل الرقبة، أو مفاصل اليد، أو مفاصل الرسغ، أو مفاصل الساعد، كما يُمكن أن يؤدي لعب هذه الألعاب إلى نقص في فيتامين د، نظراً لعدم تعرض اللاعب لأشعة الشمس مما يجعله أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكُساح الذي يُسبب ضعف في العظام، وبالتالي يؤدي إلى انثناء العمود الفقري والساقين، وقد اجرت الصحة النفسية بعض الدراسات على مجموعة من طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية ، وقد كانت نتيجة هذه الدراسة أنَّ الطلبة الذين يعانون من إدمان للألعاب الإلكترونية يُعانون من مشاكل نفسيَّة مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي، كما أنها تؤدي إلى تدنِّي الدرجات الدراسية لهؤلاء الطلبة، وتأثيرها على النوم أيضا وتُشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى جَعل الجسم في حالة توتر، مما يزيد من ضغط الدم وعدد نبضات القلب، إذ إنَّ الألعاب الإلكترونية حتى إن لم تَكُن ألعاب عنيفة أو ألعاب حركة تؤدي إلى زيادة مُستوى التحفيز البصري والمعرفي مما يضع الدماغ والجسم في حالة التوتر هذه، وبالتالي حصول مشاكل في النوم، ومن الجدير بالذِّكر أن نوم الطفل لِمُدة (8) إلى( 10) ساعات لا يعني عدم مُعاناته من اضطرابات النوم، حيث قد يؤدي لعب الألعاب الإلكترونية إلى التأثير على الدماغ مباشرة ، وكل ما ورد في الوصايا التربوية نجدها وردت في احاديثهم ووصاياهم (عليهم السلام)، في الإحسان إلى الطفل وتكريمه الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى المحبة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى الاعتراف به وبمكانته في الأسرة وفي المجتمع، وان تسلط الأضواء عليه، وكلما أحس بأنه محبوب، وأن والديه أو المجتمع يشعر بمكانته وذاته فإنه سينمو (متكيفا تكيفا حسنا وكينونته راشدا صالحا يتوقف على ما إذا كان الطفل محبوبا مقبولا شاعرا بالاطمئنان في البيت)[8] والحب والتقدير الذي يحس به الطفل له تأثير كبير على جميع جوانب حياته، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي، والطفل يقلد من يحبه، ويتقبل التعليمات والأوامر والنصائح ممن يحبه، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما.

وقد وردت عدة روايات تؤكد على ضرورة محبة الطفل وتكريمه؛

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم )[9]

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " رحم الله عبدا أعان ولده على بره بالإحسان إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه ).[10]

الخاتمة واهم التوصيات:

لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن مستخدمي هذه الألعاب الالكترونية والبرامج الأخرى هم من مختلف الفئات والا يختصر مستخدمو الألعاب على فئة دون أخرى وهذا كما بينا بأن هذا العام (2025م) هو من أعلى المستويات من دون الأعوام الأخرى وهذا يدق جرس الخطورة التي تسبب ارباك كبير وخطير جدا وقد تكون الأعوام القادمة محملة ومملؤة بمخاطر اكبر وهذا ما نلفت عناية الاسر الكريمة والاهتمام بهذا الجانب وعدم ترك الحال كما هو عليه ، بل يجب على كل المؤسسات الراعية والمهتمة والمختصة بهذا الجانب أن تضع حلا جذريا وتحجب الكثير من المواقع والألعاب والمسموعات والمرئيات والبرامج من مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه اصبح ، العامل الأساس في هدم الاسر وتعطيل ما ذكرناه من الجوانب والأنشطة المدرسية والاسرية والاجتماعية عند هذه الفئات ، لاسيما وأن فئة المراهقين تكون أشد خطورة ،وهنا نلزم  الاسر الكريمة بالمراعاة والاهتمام بالأمور الدينية  ولم يمنع من ذلك ويكون بالاتفاق مع المراهق بتخصيص له وقت معين لممارسة الألعاب الالكترونية، مثل أن يلعب ساعة واحدة يومياً، ويمكن إطالة المدة في بعض الأوقات الاستثنائية مثل شعور المراهق بالملل وعدم متعلقات أسرية كالواجب البيتي أي وقت الأسرة والجلوس معهم في الأوقات المناسبة، وعند تناول وجبات الطعام وغيرها، من الأوقات التي يكون الوالدان حاضران ، وتقديم كافة الخدمات الاسرية لهم واستشارتهم والاهتمام بهم ومن ثم السماح بالوقت الذي يناسب الجميع ، هذا ما يؤدي الى النجاح الاسري والتربية الصالحة وعدم مخالفة الوالدين ، وهذا ما جاء به الإسلام وصرح به القران الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾[11].

التوصيات:

أولا: أهم خطوات علاج المراهقين المدمنين على الألعاب، ضع قواعد وحدودا واضحة حول وقت اللعب.

ثانيا: شجع ابنك المراهق على موازنة أنشطة الألعاب الخاصة به مع المسؤوليات الأخرى، مثل العمل المنزلي والمدرسي والأعمال الأخرى، والتفاعلات الاجتماعية.

ثالثا: تقليل من مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة الألعاب كل يوم وتأكد من حصولهم على فترات راحة منتظمة.

رابعا: يجب تعزز بيئة داعمة ومتفهمة حيث يشعر ابنك المراهق بالراحة فيتطلب منع ومعالجة إدمان الألعاب عبر الإنترنت لدى المراهقين نهجا استباقيا من الآباء ومقدمي الرعاية، من خلال تنفيذ الاستراتيجيات التالية، يمكنك مساعدة ابنك المراهق على تطوير علاقة صحية مع الألعاب وتقليل خطر الإدمان، مساعدته على تطوير علاقة صحية مع الألعاب وتقليل مخاطر الإدمان، والمراد من الاسر هو، وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على الطاعة والانقياد للوالدين.[12]

الهوامش:-----

[1] - كنز العمال ١٦: ٤٥٦ ، ،45409 ، تربية الطفل في الإسلام ، مركز الرسالة ص 56.

[2] - تاريخ اليعقوبي ٢: ٣٢٠، تربية الطفل في الإسلام، مركز الرسالة ص 57.

[3] -سورة لقمان :أية 13.

[4] - لكافي ـــ الشيخ الكليني ج 6 ص 49.

[5] - محمدي الريشهري، ميزان الحكمة، ج 4 ص 3673.

[6] - نهج البلاغة ـــ خطب الامام علي عليه السلام ـــ ج 4 ص 73.

[7] - الكافي ٦: ٥٠ 6 بر الأولاد.

[8] - الدكتور فاخر عاقل ِِِِعلم النفس التربوي،: ١١١ - دار العلم للملايين ١٩٨٥ ط ١.

[9] - مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٥.

[10] - مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٦.

[11] -سورة لقمان: أية 14.

[12] - قاموس الطفل الطبي: 328، تربية الطفل في الإسلام، مركز الرسالة ص 62.

: الشيخ غالب عبد الحسين نعيمة