باب السيدة الزهراء (عليها السلام).. صرخة الطهارة في لهيب الظلم

باب السيدة الزهراء (عليها السلام).. صرخة الطهارة في لهيب الظلم

في ظلام تلك اللحظات التي أعقبت رحيل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، كانت المدينة تختنق بالفتنة، فلم يكن بيت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بيتاً عادياً، إنّه بيت الوحي، بيتُ النبوّة الذي ما عرف إلا الطهر والنور، ومع ذلك، تقدّمت الأيدي القاسية إليه بالنار، وأُضرمت على بابه شعلة الظلم.

هناك، عند خشبة الباب، وقفت السيدة الزهراء (عليها السلام) وحيدةً إلّا من الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، طفلين صغيرين التصقا بردائها، وقد أرعبتهما صرخات القوم ولهيب النار المتأجّج. 

لم تكن السيدة الزهراء (عليها السلام) تقف لتدافع عن جدارٍ من طين، بل كانت تحرس بآخر ما بقي لها من قوّة حُرمة بيتٍ عظّمه الله ورسوله، بيتٍ ما دخله سوى جبريل بالوحي.

لكنّ القسوة لم تعرف حرمة، فاندفعوا بالباب حتى كُسر ضلعها، وسقط جنينها، وانطفأت أنفاسها في أيامٍ معدودة، فهذه اللحظة لم تكن كأيّ لحظة، إذ لم تُحرق خشبة الباب وحدها، بل أُحرقت كرامة الأمة، وسُلبت العدالة من أصلها.

ومن خلف الدموع، ظلّت صورتها خالدة، أمٌّ تتلقى نار الظالمين بصبرٍ لا يُضاهى، وطفلان بريئان يلوذان بها، يشهدان أولَ مشهدٍ من سلسلة مظلوميّاتٍ ستتكرّر في كربلاء وسواها، فكان باب السيدة فاطمة (عليها السلام) بداية المأساة، وكانت دموع الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) بذرة حزنٍ لا ينتهي.

ملاحظة: هذا النص تم توليده عبر الذكاء الاصطناعي

تصميم : اسامة الشمري إعداد : علي رحال