حين سار الإمام الحسين وكان العباس ظلّه
(صورة تُجسّد مقاماً، وكلمة تختصر وفاءً قلّ نظيره)
في هذه اللوحة الرمزية الملحمية، نرى الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) يمتطي جواده متقدّماً نحو مصيره، وإلى جانبه فارس الهيبة والوفاء، أبو الفضل العباس (عليه السلام)، راكباً إلى جانبه، يحمل الراية، ويشدّ أزر الحسين بجسده وروحه، حتى لُقّب بـ"قمر بني هاشم" و"باب الحوائج" و"حامل اللواء".
"اركب بنفسي أنت يا أخي" – كلمة الخلود
ورد في روايات معتبرة، ومنها ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد، والشيخ عباس القمي في نفس المهموم، أن الإمام الحسين (عليه السلام) خاطب العباس بكلمة قلّ أن تُقال في مثلها: "اركب بنفسي أنت يا أخي".
هذه العبارة النادرة تعبّر عن مكانة العباس التي لا يدانيها أحد، إذ لم يُنقل أن الحسين (عليه السلام) قالها لأحدٍ غيره، ومعناها أن الإمام الحسين يُفديه بنفسه، وهذا أعلى مراتب التقدير والحب والمقام.
العباس.. ظل الحسين
العباس لم يكن مجرّد أخ، بل كان ظِلّ الحسين وحصنه، ففي كربلاء، كان حامل رايته وعيونه على العيال، ويده على السيف، وقلبه لا ينبض إلّا باسم الحسين.
وحين طلب منه الإمام الحسين أن يستسقي للأطفال، قال: "يا ابن أمير المؤمنين، اذهب واطلب لهؤلاء الأطفال ماءً"، فانطلق العباس يَشقّ صفوف الأعداء، وسجّل أروع ملحمة للشجاعة والإيثار، حتى قُطعت يداه وهو لا يزال متمسّكًا بالقربة.
راية الطف في يده
كان العباس هو حامل راية الحسين في كربلاء، وهي مهمة لا تُعطى إلّا لمن يثبت في الخطوط الأولى ولا يفرّ، وقد اختاره الإمام لهذه المهمة لما كان معروفاً به من الشجاعة والبصيرة والطاعة.
وحتى بعد استشهاد جميع إخوته وأصحابه، بقي العباس السند والعضد، حتى قال الإمام الحسين بعد استشهاده:
"الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوّي".
الصورة.. بين الرمز والخلود
اللوحة التي نراها لا تسرد حدثاً معيناً بدقة زمنية، بل هي استحضار رمزي للحظة الرفقة بين الأخوين، حين سار الحسين نحو الطف وكان العباس ظله الممدود، ورايته المرفوعة، وعينيه على الدرب والعيال.
نرى في الصورة الغيوم الملبدة، والرايات الحمراء، وجيشاً ينتظر المواجهة، وهذا الجو يُحاكي ما نقله الرواة عن يوم عاشوراء، حيث وقف الجيش الأموي يحاصر الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، في مشهدٍ لا يتكرّر في التاريخ.
لم يكن مجرد أخ
لم يكن العباس مجرد أخ في كربلاء، بل كان ملحمةً تمشي على الأرض، تُجسّد المعنى الأعلى للوفاء، وحين قال له الحسين: "بنفسي أنت يا أخي"، قال التاريخ: نعم، إنك لا تقولها إلا لقمرٍ يُضيء آخر ما تبقّى من ظلمة الأرض قبل أن تشرق بدمه شمسُ الطف.
ملاحظة: تم توليد هذا النص عبر الذكاء الاصطناعي
اترك تعليق