في إنجاز تقني نادر وسط أجواء تجاوزت (50) درجة مئوية، نجحت العتبة الحسينية المقدسة في خفض درجات الحرارة في محيط الحرم الحسيني الشريف بحدود (9) درجات مئوية، عبر منظومة تبريد متكاملة هي الأولى من نوعها على مستوى العتبات والمواقع الدينية المفتوحة في العراق.
وقال مسؤول شعبة التبريد في قسم المشاريع الهندسية بالعتبة الحسينية المقدسة المهندس صفاء الحسين في حديث لـ(الموقع الرسمي)، إن "العتبة الحسينية المقدسة تعاملت مع حرارة الصيف اللاهبة بوصفها (تحديا هندسيا) لا يقل أهمية عن التحديات الأمنية والتنظيمية"، لافتا "كنا أمام معركة حقيقية مع درجات الحرارة، خاصة بعد نقل مراسيم تبديل الراية إلى خارج الصحن، واستعدادا لعزاء (ركضة طويريج)، كان لا بد من حلول جذرية، وليست مؤقتة".
وكشف أن "الفضاءات الخارجية المحيطة بالحرم الحسيني الشريف، والتي تحتضن مسارات الزائرين و(ركضة طويريج) تم تبريدها فعليا بخمس منظومات مختلفة، شملت (64) مروحة رذاذ ذات تقنية تبخير عالية، و(420) مبردة هواء مطورة موزعة استراتيجيا، و(26) مدفع ضباب (Fog Cannons) تعمل على نشر بخار الماء بدقة مدروسة، و(منظومات تظليل هوائية مبتكرة مزودة بأعمدة ديكورية مبردة، ومبردات هواء مزدوجة بتقنية تدفق محسوب".
وأضاف "تمكنا علميا من خفض درجات الحرارة في الشوارع القريبة من الحرم بما يصل إلى (9) درجات مئوية، وهو رقم غير مسبوق في فضاء مفتوح بهذا الحجم، وفي هذا التوقيت من السنة".
وأشار إلى أن "جميع هذه المنظومات من تصنيع مصنع الوارث للصناعات الهندسية التابع للعتبة الحسينية المقدسة"، مؤكدا أن "المشروع لم يكن مجرد استيراد أجهزة، بل نهجا صناعيا خالصا يجمع بين الخبرة المحلية والحلول الذكية".
واختتم قائلا إن "خدمة زوار الحسين (عليه السلام) لا تتوقف عند الماء والطعام، بل تمتد إلى كل ما يشعر الزائر بالكرامة والراحة، حتى الهواء ودرجة الحرارة وحتى لحظة العرق نحن نرعاها".
وبينما تلهب الشمس شوارع كربلاء، تتنفس المدينة، حيث تحول العتبة الحسينية المقدسة حرارة تموز إلى نسائم رحمة، وتؤكد من جديد الخدمة الحسينية لا تعرف المستحيل.
اترك تعليق