(174) في كربلاء.. رقم صغير تطلقه العتبة الحسينية لاحتواء مليونيات لا تهدأ

في لحظة يتداخل فيها الإيمان مع الزخم البشري، وتتقاطع فيها مشاعر الحزن العاشورائي مع تحديات التنظيم الميداني، أعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن إطلاق الرقم الموحد (174)، كواحد من أبرز أدواتها التقنية في إدارة مشهد قل نظيره في العالم الإسلامي.

فمع بداية شهر محرم الحرام، وبدء توافد جموع الزائرين من مختلف المحافظات، تتجه الأنظار مجددا إلى كربلاء، حيث تختبر المدينة، كما في كل عام، قدرتها على احتضان ملايين العاشقين، وإدارة واحدة من اكبر مواسم الحشود الدينية، مدعومة بمنظومة خدمات لا تهدأ على مدار اللحظة

 

منظومة خدمية على مدار الساعة

 

ويقول رئيس قسم الاتصالات في العتبة الحسينية المقدسة المهندس مصطفى علي الشمري، إن "إطلاق الرقم الموحد (174) يأتي تزامنا مع حلول شهر محرم الحرام، وضمن استعدادات العتبة لاستقبال حشود الزائرين، وتوفير خدمات ميدانية فاعلة تواكب الزخم البشري الكبير الذي تشهده محافظة كربلاء المقدسة".

 

ويوضح أن "الرقم يعمل على مدار الساعة، ويوفر خدمات متعددة، منها الاستغاثة السريعة للحالات الطارئة، وإرشاد التائهين، وتقديم التوجيهات الدينية، فضلا عن تسهيل التواصل مع مختلف أقسام العتبة الحسينية المقدسة".

 

في الميدان.. قصص من الزائرين

 

وعلى أرض الواقع، تروي المواطنة "أم حسين" من منطقة المعملجي تجربتها، حيث تقول "ابني الصغير ضاع بين الجموع، فاتصلنا بالرقم 174، وخلال أقل من عشر دقائق تم إيصالنا إليه بسلام، الخدمة كانت سريعة جدا وتعاملهم إنساني لأبعد الحدود".

 

أما الحاج "كاظم الشبلي" القادم من حي السلام، فقد أكد أن الرقم سهل عليه التنسيق مع مركز المفقودين، "استفدت من الرقم في معرفة مواقع الخدمات، وحتى الاستفسار عن مفقودات أحد أقاربي، كانت تجربة مريحة رغم الزخم".

 

استنفار شامل لإدارة الحشود

 

يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة، ومن خلال أقسامها الخدمية والصحية والأمنية، تبذل قصارى جهدها في إدارة الحشود وتنظيم حركة الزائرين، عبر خطط ميدانية تتكامل فيها التقنية مع العنصر البشري، خاصة خلال الزيارات المليونية التي تشهدها كربلاء في عاشوراء.

 

وتؤكد إدارات الأقسام المعنية أن الرقم الموحد ليس مجرد وسيلة اتصال، بل يمثل حلقة وصل بين الزائر والمنظومة الخدمية للعتبة، بما يحقق أعلى درجات الأمان والانسيابية في حركة الملايين.

 

: مصطفى احمد باهض : فلاح حسن غالي