في مدينة تعرف بتحدياتها الصحية، وبين آلاف القصص التي تبدأ بالوجع، برزت قصة مختلفة تماما، إنها قصة كتبت بالتضحيات، ووقعت باسم الإنسانية، إنها حكاية مستشفى الثقلين لعلاج الأورام في البصرة، التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، والذي احتفل بمرور عام على انطلاقه، عام غير حياة الآلاف وفتح أبواب الرجاء مجانا.
لم يكن هذا العام مجرد أرقام في سجل إداري، بل كان سلسلة من الانتصارات الصامتة على السرطان، تروى بلسان مدير المستشفى الدكتور علي سمير، حيث يقول "منذ الافتتاح ومن تاريخ 20 أيار/ مايو 2024 ولغاية اليوم، حققنا نجاحات كبيرة على صعيد علاج المرضى، حيث استقبلنا أكثر من (8.000) مراجع، وبلغ عدد زياراتهم أكثر من (20.000)ألف زيارة.”
ويضيف "خلال هذه الفترة قدمنا خدمات نوعية بجودة عالية، وأجرينا أكثر من (300) عملية جراحية تخصصية، جميعها مجانا، وعلى نفقة العتبة الحسينية المقدسة".
لا يتوقف الأمر عند الأرقام، بل يتعداها إلى ما هو أعمق، إنقاذ حياة، وبناء ثقة، وزرع أمل في وجوه ذوتها الكلفة العالية للعلاج في أماكن أخرى.
لقد تحول مستشفى الثقلين لعلاج الأورام في البصرة، التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، خلال عام واحد إلى نقطة ضوء في عتمة المعاناة، وإلى منارة طبية تفيض بالعطاء في قلب الجنوب العراقي، فبين جدرانه لم يكن يعالج الورم فقط، بل كان يعالج النفوس المرهقة من رحلة الألم الطويلة.
هنا، لا يطلب من المريض إلا أن يثق، فالدواء متوفر، والرعاية مستمرة، والرحلة نحو الشفاء مدعومة بالإيمان والتكافل، وليكتب على بوابة مستشفى (هنا ينتصر الأمل، لا على يد الأطباء فقط، بل على يد قلوب نبضت بالعطاء حتى المجانية).
اترك تعليق