كربلاء تتسع للقلوب قبل الزائرين… مشاريع توسعة العتبة الحسينية بين همة البناء ورضا الناس

في كل صباح كربلائي، تختلط أصوات العصافير بصوت الحفارات في صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، ويتقاطع هدير المكائن في مشروع صحن الإمام الحسن (عليه السلام) مع دعوات الزائرين المتلهفين لفسحة راحة أو موطئ قدم. 

هنا في كربلاء، لا يبنى الطابوق لأجل الجدران فقط، بل ليصبح جسورا من الحب والخدمة بين المدينة والآتين إليها من كل فج عمق.

“أصبحت كربلاء أوسع وأحن”، يقول الحاج أبو حسين، وهو يمر يوميا بمحاذاة أعمال مشروع صحن الإمام الحسن (ع)، مضيفا بابتسامة تعبق برائحة القدم والحنين "نرى المشروع يكبر والناس تشعر بالراحة، فليس مهم التعب، المهم نرى الإمام الحسين (عليه السلام) محاط بخدمة تليق بيه وزائريه".

بين الطموح والإنجاز… أرقام تحاكي العيون

قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة أعلن عن إنجاز (95%) من بناء الجدار الحائل في مشروع صحن الإمام الحسن (عليه السلام)، وهو أحد أبرز محاور التوسعة الجديدة، مشيرا إلى رفع أكثر من (50) ألف متر مكعب من التربة، في مشروع تبلغ مساحته البنائية (100) ألف م²، ليكون بمثابة استجابة ميدانية لحاجات ملايين الزائرين.

وفي الاتجاه الجنوبي من الحرم، تتسارع وتيرة العمل في مشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، حيث بلغت نسبة الإنجاز العامة (65%)، وشملت المساحة الكلية أكثر من (160) ألف م²، موزعة على أربعة طوابق، حيث تشهد أبرز مرافقة مثل مقام التل الزينبي وسرداب الإمام الحسين (عليه السلام) وقاعة علي الأكبر (عليه السلام) نسب تقدم مختلفة، بعضها بلغ عتبة الإنجاز النهائي.

الناس… نبض المشاريع

في منطقة المخيم، تقف أم مصطفى يوميا على سطح منزلها، تراقب حركة البناء وكأنها تتابع نشوء حياة جديدة، وتقول "أنهم يحفرون، يبنون، يشتغلون ليل نهار، نحس ببركة المكان تدخل لبيوتنا، فهي ليست فقط توسعة للزوار، بل كأنها توسعة للرحمة".

أما أبو محمد، صاحب محل في شارع الإمام علي، فيقول وهو يشير إلى الجدار الحائل في صحن الإمام الحسن (عليه السلام)، "نرى المشروع كل يوم يتقدم، الزائر يتعب ويمشي، ويستحق أن يرى صحن واسع، وراحة وخدمة، هذا واجب، وليس تفضل".

حسين، طالب جامعي، من أبناء كربلاء، اختار توثيق كل لحظة من مشروع التل الزينبي بهاتفه:

“أعيش مع المشروع يوميا، هذا ليس مجرد مبنى، هذا تراث يتجدد وسيصبح شاهد على حضارة دينية تبنيها كربلاء بعرق أبنائها".

مشاريع تتنفس قدسية المكان

في حديثه لـ(الموقع الرسمي)، يؤكد المهندس حيدر عبد المنعم أن "نسبة إنجاز الجدار الحائل قاربت الاكتمال".

ويشير إلى أن "المشروع لن يكون مجرد توسعة، بل بيئة متكاملة تحتضن العبادات والخدمات والتنظيم الحضري".

فيما يبين المهندس علي عدنان، مدير مشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، إلى أن "التقدم الحاصل يشمل مختلف مفاصل المشروع".

ويتابع "بتوجيه مباشر من ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، يتم العمل على ضمان الانسيابية والراحة للزائرين، لاسيما في مواسم الزيارات المليونية.

بين طابوق يوضع في صحن الإمام الحسن (عليه السلام)، وسرداب يحفر في صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، وبين عين مواطن يترقب، ودعاء زائر يهمس، تتشكل كربلاء الجديدة، فليست كربلاء البنيان فقط، بل كربلاء الناس الذين يشعرون أن ما ينجز في محيط الصحن الحسيني الشريف هو امتداد لحياتهم، وتعبير عن هويتهم.

المرفقات

تحرير : فارس الشريفي تصوير : رحيم السيلاوي تصوير : قسم المشاريع الهندسية.