خاض الطفل (عمر) من الموصل، الذي لا يتجاوز عمره عاما وشهرين، معركة شديدة ضد التشوهات الدموية الخطيرة التي كانت تهدد حياته، حيث كانت التشوهات الوعائية في دماغه بمثابة قنبلة موقوتة تهدد مستقبله، ورغم خطورة الجراحة، كان مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة بمثابة شعاع الأمل في نفق مظلم، هناك، تم تشخيص حالته بدقة، وبدأت رحلة العلاج المتقدمة التي غيرت مجرى حياته بشكل كامل.
عمر ذو العام وشهرين من محافظة الموصل، وصل إلى مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، وهو يعاني من تشوهات دموية خطيرة في شرايين الدماغ، بما في ذلك تمدد شرياني أو ما يعرف بـ(أم الدم) وناسور شرياني وريدي، هذه التشوهات تتسبب في أعراض خطيرة تهدد حياته وتؤثر عليه بشكل كبير.
قنبلة موقوتة، هكذا وصف الطبيب حالة رأس عمر، حيث الجراحة محفوفة بالمخاطر ولا ضمان لأي نجاح، وعلى الرغم من أن الطفل في فترات عمره الأولى كان طبيعيا ولم تلاحظ الأم أي مشاكل أو عقبات، بيد أنه بمرور الوقت ومع تقدم نموه لاحظت الأم قلة حركة الطفل وعدم قدرته على رؤية الأشياء التي أمامه أو الجلوس.
مرت سبعة أشهر ولم يبدأ في الحركة مثل بقية الأطفال، فنصح الطبيب الأم بإجراء الأشعة التي كشفت عن إصابته بعدة تشوهات دموية في شرايين الدماغ منها أم الدم و ناسور شرياني وريدي.
والتمدد الشرياني الدماغي هو توسع غير طبيعي في جدار الشريان في الدماغ، ويحدث عندما يكون جدار الشريان ضعيفا في منطقة معينة، مما يؤدي إلى تشكل توسع يشبه البالون، هذا التوسع يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر انفجار الشريان ونزيف دماغي خطير.
قصدت الأسرة مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة بمدينة كربلاء، حيث تم الاعتناء بالطفل وتشخيصه وتحديد كل الشرايين التي تحتاج إلى تدخل، وأجري له القسطرة الدماغية على مرحلتين.
بعد التقييم الدقيق والتحليل الشامل للحالة، استطاع الأطباء الخبراء في مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ تقديم العلاج اللازم لعمر، عبر استخدام تقنية القسطرة الدماغية المتقدمة للتدخل بشكل دقيق وفعال، والتي تعتبر إجراء غير جراحي يقوم بإصلاح التشوهات الدموية بواسطة إدخال أنابيب رفيعة عبر الأوعية الدموية المصابة.
وبفضل التقدم التكنولوجي والمهارات الاستثنائية لأطباء المركز، تمكنوا من إغلاق الناسور الشرياني الوريدي بنجاح باستخدام القسطرة الدماغية للوصول إلى الناسور الشرياني الوريدي وإغلاقه بشكل دقيق وفعال في التدخل الأول، مما أدى إلى تحسن كبير في حالة الطفل.
كان التدخل الثاني موجها نحو أم الدم أو التمدد الشرياني، الذي تم علاجه بزراعة لفائف حلزونية بداخله لغلقه، لوجود احتمالية انفجار لهذا التمدد، فاغلق هذا التمدد بنجاح.
وتعتبر القسطرة الدماغية طريقة فعالة للتعامل مع الناسور الشرياني وأم الدم في الدماغ، حيث يتضمن الإجراء إدخال قسطرة رفيعة ومرنة من خلال الشرايين في الجسم، عادة من الشريان الفخذي في الساق، وتوجيهها حتى تصل إلى شرايين الدماغ، ثم تستخدم الأشعة لتصوير الأوعية الدموية وتحديد موقع التشوه لتنفيذ أحد الإجراءات الطبية، كاللفائف الحلزونية أو الدعامات الوعائية.
بعد العلاج، لاحظت الأم تحسنا ملحوظا في الأعراض التي كان يعاني منها عمر، فاستطاع الطفل تحريك يديه ورجليه وتمكن من الجلوس، وحركة عينيه أصبحت طبيعية.
قصة النجاح هذه واحدة بين العدين من قصص النجاح الطبي الذي تحققه المؤسسات الصحية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، بفضل استخدام احدث الاجهزة واستقدام افضل الخبرات بتوجيه من ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، حيث يتم توفير افضل رعاية صحية للمرضى العراقيين داخل وطنهم.
اترك تعليق