سار الحسين

الى سيد الشهداء أبي الاحرار الإمام الحسين ( عليه السلام ) :

ســـارَ الحُسَيـنُ لِخَيـــرِ أرضٍ

قـاطِـعًـا خَـيـــــرَ الـمَـسـالِك

في خَيـــرِ ظعـــنٍ عَنــهُ لَـــوْ

كُشِفَ الحِجابُ عَنِ المَدارِك

لـــرأَيــــتَ رَمـــــلَ الأرضِ إذْ

يَخضَـرُّ مِـن تَـحـتِ السّنـابِك

وَسَمِعـتَ مـن خَلفِ الغـطاءِ

رَفـيــفَ أَجـنِـحــةِ الـمَــلائِك 

حَدِّثينا ..

وَحَرِيٌّ  بِكِ  إنْ  فاخَرتِ  دُرَّ  المَشرِقَينْ

حَدِّثينا ..

أنتِ  يا حَبَّةَ رَملٍ  سَكَنَت جُرحَ الحُسَينْ

عَنْ  رِكابٍ  راحَ  يجتازُ الدّهور

وَعَليهِ  المَجدُ  لِلحَشرِ  يَدور .. 

حَدّثينا

ذاكَ فُلكٌ راحَ يَرقىٰ فُلكَ نوح

فيهِ  سرُّ  العالمِ  الأعلىٰ يَلوح ..

 حدّثينا

جاءَ  مِنْ مكّةَ  يَسعىٰ بالحَياةْ

أورَقَ الجَدبُ بهِ بَعدَ المماتْ

ذَاكَ ظَعنُ الباقياتِ الصالحاتْ

راحَ يسري واستوىٰ فوقَ الفُراتْ

سَبَّحَ   الرَّملُ   مَعَهْ

هاتِفًا   ما   أضوَعَه

حَدِّثينا ..

عَنْ سُرىٰ  قافِلةِ  النُّورِ  وظَعنِ الفَرقَدَينْ

حَدِّثينا ..

أنتِ  يا حَبَّةَ رَملٍ  سَكَنَت جُرحَ الحُسَينْ

كَيفَ في الطَّفِّ قناديلُ الجِراح

قَد أفَضنَ النُّورَ من بينِ الرّماح ..

نَبِّئينا

زِدنَ حُسنًا كُلّما زاد  النَّجيعْ

سَجَدَت  فيهُنَّ أحداقُ الربيعْ .. 

نَبِّئينا

نَبِّئينا  عَن  عجيباتِ  الدّماءْ

صِرنَ  للإسلامِ  إكسيرَ  البقاءْ

أَيكُونُ  المَوتُ  مِرآةَ  الشّفاءْ

ويكونُ  النَزفُ  للأرضِ  سَماءْ

كَيفَ أمسىٰ في العَرا

كُلُّ   جُرحٍ   مِنبَرا

حَدِّثينا ..

عَنْ  محاريبَ بها  صَلَّتْ  عُيونُ القِبلَتَينْ

حَدِّثينا ..

أنتِ  يا حَبَّةَ رَملٍ  سَكَنَت جُرحَ الحُسَينْ 

عَن جسومٍ صُرِعَت فَوقَ الثّرىٰ

هيَ قَلبُ  المُصطَفىٰ قَد نُثِرا .. 

خَبّرينا

تحتها تَلهَبُ  رَمضاءُ الطُّفوفْ

غيرَ شَمسٍ، عَطشٍ، حَرِّ سيوفْ .. 

خَبّرينا

تلكمُ  الأجسادُ  بالنَّشرِ  تَفوحْ

عِندَها  الأملاكُ بالنَّوحِ  تَبوحْ

وعَليها  الرّيحُ  تَغدو  وَتروحْ

وتدلّت فوقها الشمسُ  تَنوحْ

وتنادي    فاسمعيْ

ليتني   لَم   أطلَعِ

حَدِّثينا ..

خاطبتكِ الشّمسُ عَن نَحرِ الهُدىٰ والوَدجينْ

حَدِّثينا ..

أنتِ  يا حَبَّةَ رَملٍ  سَكَنَت جُرحَ الحُسَينْ

لَكِ  من  أرواحِنا  أزكىٰ  سلام

وَدموعٌ   هي   للعَينِ   كَلام .. 

فاسمَعينا

مُذْ رأَتْ مَأواكِ في كَهفِ الجَلال

وَدّتِ  الأعيُنُ  لو  كانَتْ رِمال .. 

فاسمعينا

نَرتَضي  أعمارَنا   لو   تَفتَدي

لَحَظاتٍ  عِندَ  ذاكَ  المَرقَدِ

مِثلَنا  الفَرقَدُ   تِلوَ   الفَرقَدِ

راحَ   بالقُبَّةِ   قِدمًا  يَهتَدي

وَينــــــــــــــادي إنَّما

لَيسَ  تَرقاكِ  السَّما

حَدِّثينا ..

كَيفَ  للفَرقَدِ أضحىٰ  القَبرُ  نُورَ الحَدَقَينْ

حَدِّثينا 

أنتِ  يا حَبَّةَ رَملٍ  سَكَنَت جُرحَ الحسين

المرفقات

شاعر : مثيل جبار الزيدي