كتاب (شوارع الأعلام في شرح شرائع الإسلام) للسيّد الأجلّ العلّامة الميرزا محمّد حسين الشهرستاني الحائري ت1315هـ، خرج منه إلى كتاب الحج حيث توفي رحمه الله وهو مشتغل بتأليفه، الكتاب تحقيق مركز إحياء التراث الثقافي والديني التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة.
قال في مقدّمته: "وبعدُ فإنّ عِلمَ الفقه لا يَخفى علوّ قدره وجلالة شأنه ونبالة مكانه، ولعمري يَنبغي صَرف العمر نحو إتقان مسائله، ويليق بذل الجُهدِ في تنقيحِ دلائلهِ، إذ به يَندَرجُ الإنسان في ورثةِ الأنبياءِ، ويفضلُ مِدادهُ على دماءِ الشُّهَداء، وقد صنَّفَ فيه العُلماء الراسخون والفقهاء الصالحون شَكَرَ الله سعيهم من الكتب والرسائل ما ملأ الأقطار واشتهر اشتهار النهار، وخُصَّ من بينها كتاب الشرائع بحُسن القبول؛ لرشاقة العبارة وجودة المحصول، وهو لشيخنا المحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي أعلى الله مقامه وأنار برهانه، فإنّه قد انطوى على لُبِّ الفتاوى بعبارات وجيزة مُتقَنة خاليةٍ عن الإسهابِ المُمِلّ والإيجاز المُخلّ، وقد أكثر الخلف الصالحون في توضيحه بالشروحِ المفصّلة والحواشي المطوّلة، فأراد العبد الحقير الجاني محمّد حسين ابن محمّد عليّ بن محمّد حسين ابن محمّد عليّ بن محمّد إسماعيل المرعشي الحائري الشهرستاني الاقتداء بهَديهم والاحتذاء بحذيهم، وإن لم يكن حقيقاً بالجلوس في حاشيتهم ولا بحمل غاشيتهم بل برعي ماشيتهم، ولكنّ الرحمة إذا نزلت عَمّت، فلعلّهُ سبحانه بفضلهِ ولطفهِ يرحمني بكرامتهم ويُدخلني في شَفاعتهم إنّهُ كريمٌ جَوادٌ.
فشرعت في هذا الكتاب مستعيناً بالمُتفضِّل الوهّاب أن يوفّقني للإتمام، ويَعصمني من الخطايا والآثام، وسمّيتهُ "شوارع الأعلام إلى شرائع الإسلام ".
اترك تعليق