930 ــ أحمد الدر العاملي (ولد 1397 هـ / 1977 م)

الشيخ أحمد الدر العاملي، خطيب وأديب ومؤلف وشاعر، ولد في صيدا بلبنان، وحصل على البكالوريا المهنية، ودرس في الحوزة العلمية الشريفة في قم، وارتقى المنبر في العتبات المقدسة في العراق، ثم عاد إلى لبنان وأسس فيه المعهد العالي للخطابة الحسينية.

أحمد الدر العاملي (ولد 1397 هـ / 1977 م)

قال من قصيدة (لله أشكو):

أيُحزُّ رأسٌ للحسينِ بـ(كربلا)      ويظلُّ مـــــــنجدلاً بلا تكفينِ

وترضُّ خـيلُ بني أميةَ صدرَه     ثأراً لـحقدٍ في الصدورِ دفينِ

أيُشالُ فوقَ الـــسمهريةِ رأسُه     ونداءُ زينبَ يا أخي ومعيني (1)

وقال من قصيدة (فراق كربلاء):

أأخيَّ بـــــعدكَ لن أجودَ ببسمةٍ      فلقد دفنتُ بـ(كربلا) بسماتي

أَأُخـــــيَّ بعدَكَ لن يلذَّ الماءُ لي      وذُبــحتَ ظمآناً بجنبِ فراتِ

من لي إذا ما الليلُ أسدَلَ سترَهُ     وعــــلَتْ على ذكراكُمُ أنّاتي (2)

وقال مؤرخاً تجديد شباك ضريح أبي الفضل العباس (عليه السلام) بالتاريخ الميلادي وهو سنة (2016):

شبَّاكُ قبرٍ أنتَ أمْ كفُّ المســـيحْ     تشفي السَّقيمَ وتُبرِئُ القلبَ الجريحْ

أم أنتَ غَاليـَـةُ السعادةِ والهَنَــــا     إن شـمَّ عطركَ ذو عنـــاءٍ يستريحْ

ما كنتَ لو لم تنتسبْ لأبي الوفا     ساقي عطاشى (كربلا) وأخِ الذبيحْ

مهما تـــلا الشعراءُ فيكَ مدائحاً     معناكَ أســــمى من تلاواتِ المديحْ

واليومَ عُـدتَّ بحُـــــلَّةٍ برَّاقـــــةٍ     شعَّت ضياءً طــــبَّقَ الكونَ الفسيحْ

جفنُ العراق اليومَ أرِّخ: (أكحَلٌ     أيْــــدي العِراقيِّينَ جَدَّدَت الضَّريحْ) (3)

الشاعر

الشيخ أحمد بن محمود بن يوسف بن قاسم الدر العاملي، خطيب وأديب ومؤلف وشاعر، ولد في صيدا بلبنان، وحصل على البكالوريا المهنية، ودرس في الحوزة العلمية الشريفة في قم، وارتقى المنبر في العتبات المقدسة في العراق، ثم عاد إلى لبنان وأسس فيه المعهد العالي للخطابة الحسينية.

نشر مجموعة من أبحاثه في مجلتي (النجف الأشرف) و(العقيدة)

له من المؤلفات: (تنزيه الأخبار عن دسائس كعب الأحبار)، (مشروعية الاستغاثة على ضوء العقل والكتاب والسنة)، (إكحال النواظر في اشتقاق فاطمة من فاطر)، (تفسير سورة الفاتحة)، (ديوان شعر بعنوان: مرآة الشعور في أهل البيت عليهم السلام) (4)

شعره

قال من قصيدة (ربيع الشهادة) وقد ألقاها الشاعر في مهرجان ربيع الشهادة السادس الذي أقامته العتبة الحسينية المقدسة في السادس من شعبان عام (1433 هـ) بمناسبة مولد الإمام الحسين (عليه السلام):

سلامٌ.. من الــــــــدمعِ صاغَ مِدادَهْ     لِمنْ شادَ صرحَ الهُدى بالشَّهادَة

لِمَنْ سلَّ حدَّ الوريدِ مــــــــــــــبيداً     جيــــــــــوشَ الضَّلالةِ أيَّ إبادَة

تعالى عن الـــــــــــــندِّ عزَّ المثيلُ     فكانَ فريـــــــــداً بمعـنى الفرادَة

فـــــــــــــــريدَ الفداءِ فريدَ العطاءِ     فريدَ الإباءِ فريــــــــــــدَ الإرادَة

فريدَ الوجودِ وكلُّ الــــــــــــوجودِ     كما العبدُ ألقى إليهِ قيــــــــــــادَهْ

سلامٌ إلـــــــــــــــيهِ يناغي السماءَ      وأهلَ السماءِ عقـــــــيبَ الولادة

فــــــتصغي الملائكُ والحورُ طرَّاً      لتمتمةِ الطفلِ تبـــــــــغي الإفادة

يسودُ السكونُ تقرُّ الــــــــــــعيونُ      وفوقَ الشفاهِ تــــــــميسُ السعادة

وينزلُ جبـــــــــــــــريلُ وفدُ الإلهِ      يهزُّ له الـــــــــــمهدَ جَلّتْ وفادة

ولمْ يكُ مهدُ الطـــــــــــــــفولةِ إلّا     وســــــادةَ حكمٍ لـــعرشِ السيادَة

رأى الليلَ يـــــزحفُ نحوَ الضياءِ      وقد أظهرَ ابنُ الدعـــيِّ ارتـدادَه

رأى الحقَّ دارت عليهِ جيوشُ الـ     ـضلالِ فـــــــأعلنَ فــــيها جهادَه

رأى ديـــــــــنَ طـهَ يعاني الذبولَ      وبالنحرِ غـــــضَّاً طـــريَّاً أعاده

سقاهُ بفيضِ الـــــــــــدماءِ كأنَّ الـ     ـربيعَ أتاهُ علـــــــى غيـــرِ عادة

فكانَ الحسينُ ربيعَ الـــــــــــسلامِ      ربيعَ الجهادِ ربـــــــيعَ الـــشهادة (5)

وقال من قصيدة (الحسين لغز الله):

يا أيُّها الــــــــــــلُّغزُ الذي      حيَّرتَ ألــــــــــبابَ الأنامْ

يا أحـــــرفاً نَطَقَت بها الـ     ـعَليا فأخرَسَتِ الـــــــكلامْ

يا أيُّها الحربُ الـــــــــتي     عَزَفت تــــــــرانيمَ السَّلامْ

يا مَنْ بكَ انقــــــلبتْ مُعا     دلةُ الـــــــوريدِ معَ الحسامْ

يا أيُّها النــــــــــحرُ الذي     أحيا الضيا أردى الــظلامْ

يا مـــــــــــــأتماً تبكي له     عينُ الوجــــــودِ بكلِّ عامْ

مَن حارَ في معنـــــاكَ يا      سبـــــــــــطَ النبوَّةِ لا يُلامْ

فلقد رأيتُ الكـــــونَ حجَّ     إليكَ والــــــــــبيتُ الحرامْ

ورأيتُ أمـــــــــلاكَ الإلـ     ـهِ تؤمُّ قبرَكَ بــــــــانتظامْ

ورأيتُ كيفَ على ضريـ     ـحِكَ طافتِ الرسلُ الكرامْ

قـــــــد حرتُ فيكَ وقولة      للـــــطهرِ تكفي في الختامْ

مَن زارَ قــبرَكَ زارَ عر     شَ اللهِ نـــــــــصَّاً والسلامْ (6)

وقال من قصيدة (لله أشكو):

للهِ أشكو لـــــــــوعتي وشُجوني     أدميتَ يا شهرَ الحرامِ جفوني

يأبى هــــلالُكَ أن يلوحَ لناظري     إلَّا ويُــجري بالدموعِ عيوني

شـــــــــهرٌ به نزلتْ أجلُّ رزيةٍ     للهِ خطــــــــبٌ هدَّ ركنَ الـدينِ

أيُحزُّ رأسٌ للحسينِ بكـــــــربلا     ويظلُّ منجــــــــدلاً بلا تكـفينِ

وترضُّ خيلُ بني أمـــيةَ صدرَه     ثأراً لحقدٍ في الصــدورِ دفـينِ

أيُشالُ فوقَ الــــــسمهريةِ رأسُه     ونداءُ زينبَ يا أخي ومــعيني

والشمرُ يــــجلدُ بالسياطِ متونَها      فيسيلُ مـــــــــدمعُها دماً بأنينِ

حرَّمتَ يا شهرَ المحرَّمِ فرحتي      مُذ كنتَ شهرَ عزا بني ياسينِ

وســـــقيتني منذُ الطفولةِ حُرقَةً      ستظلُّ تشجيني لــــــيومِ الدينِ

وقال من قصيدة (فراق كربلاء):

نظرَتْ وكانت آخرَ النظــــــــراتِ     لتودعَ الأحبابَ في الفـــــــلواتِ

أجسادُهم قد عانقت وجــــهَ الثرى     ورؤوسُهم رُفعتْ بـــــرأسِ قناةِ

وإلى الحسينِ تـــــوجَّهتْ بخطابِها     وانسابَ سيلُ الدمعِ بــــالكلماتِ

قالتْ حـــــــــسينُ عليكَ ألفُ تحيةٍ     رغماً عليَّ أســــــــيرُ للشاماتِ

لولا عيالكَ كان عندي حــــــــاجةٌ      خُذني إليكَ فلا أريدُ حـــــــياتي

أأخيَّ بعدكَ لن يطيبَ الـــعيشُ لي      أيطيبُ وهـــــوَ بدونكم كمماتي

أأخيَّ بعدكَ لن أجودَ بـــــــــبسمةٍ      فلـــــــــقد دفنتُ بكربلا بسماتي

أَأُخيُّ بعدَك لن يـــــــــلذَّ الماءُ لي      وذبحتَ ظمآناً بـجنــــــبِ فراتِ

مَن لي إذا مــــا الليلُ أسدَلَ سترَهُ     وعلَتْ على ذكــــــــــراكُمُ أنّاتي

مَن لي إذا ما القيدُ أدمى مِعصمي     من ذا يكفكفُ إن هـمتْ عَبَراتي

مَــــــن لي إذا ما قيلَ هذي زينبٌ     وصَــبَتْ لخدريَ أعـينُ الشُّماتِ

قد كــــــــــــنتُ بينَكم أعيشُ بعزةٍ     واليومَ صِــرتُ أسيرةَ الـكُرُباتِ

وقال من قصيدة في السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام):

تاللهِ نـــــارُ الشوقِ مــــــــــا يُطفيها     إنْ لم يَـزَلْ جمرُ النَّوى يُذكيهـا

إنْ يسلِبِ الرُّوحَ الــــمهنَّدُ، فـالنَّـوى     في كــــــلِّ آنٍ حــــدُّهُ يَفريهـــا

جــــارت عــــــليها النَّائباتُ فشَتَّتَت     شـمْلَ الأحبَّــــةِ بعد قتلِ أبيهـــا

وتجرَّعَــــت غُصصَ الأسى لو أنَّها     صُبَّت على الأيَّـــــام لا تُبقيهـا

لولا الـــحنينُ لما نــــأتْ عن دارِها     دارٍ تَنَزَّلتِ المـــــلائـــــكُ فيها

رَحَـــــلَتْ ونــارُ الشوقِ تُلْهبُ قلبَها     لِلقا الرِّضا مولى الأنــامِ أخـيها

لكنَّ (ســــــــاوةَ) بَدَّدَت آمـــــالهـــا     غَدَرَت بإخوتِهَا وَمَــــنْ يَحمِيها

فَــــــــــمَشَت إلى (قمٍّ) تجودُ بنَفْسِها     تبكي الحنينَ وعينُـــهُ تبكيهــــا

وصلت وكان الـكلُّ يرقُبُ رَحْـــلَهَا     واستُقبلت بالرَّحْبِ مِــن أهلِيهــا

عاشتْ لأيـــــــــامٍ قلائـلَ تــــشتكي     شوقاً وسُقماً وافتِقَــــــــادَ ذَوِيها

لكنَّهـــــا كانـــت معـــــــزَّزةً فلــــم     تَرَ شـــــامِتاً بعيونِــــــهِ يرميها

وَمَضت ولكـنْ لـــــــــم يُسوَّدْ مَتْنُهَا     فَسِياطُ زَجْرٍ لم تكنْ تُؤذِيهــــــا

لمْ تُدِمِ مِعصَمَها الـــــقيودُ وما رَأَتْ     فوق الرِّمـاحِ يُشالُ رأسُ أخيها

لم تُسْبَ فوقَ العُجْفِ من نُوقِ العدا     كـــلا ولا حُدِيَت بِسبِّ أبيهـــــا (7)

وقال من قصيدة في السيدة أم البنين (عليه السلام):

دَعونِي والأسَى وَحدِي دَعُوني     ومَعْ دمعِي وأحزَاني اتـــركُونِي  

وخَلَّوا عَنـــــــكُمُ عَذْلي ولَومي     فلَستُ بِمُنتهٍ إنْ تــــــــــــعذِلوني 

أترقأُ أدمُعي ويَــــــزوُلُ حُزنِي     وتُورِقُ بعدَمَـــا يبسَتْ غُصوني 

أيُطــــــــرِبُ مَسمَعي وتَرٌ ولمَّا     تزلْ ذكـــــــراهُمُ تُذكِي شُجوني 

أأَنـسَى رُزءَ آلِ الـــــبيتِ حاشَا     وأنـــــــــــسَى مَا دَهَى أمَّ البنِينِ  

أأنسَاها وبِشْـرٌ راحَ يَــــــــرثي     غريبَ الـطَّفِّ بالصَّوتِ الحَزينِ  

تُناشِدُهُ وقد ســـــــــــمعتهُ ينعى     وتسألُهُ عَـنِ السِّبطِ الأمـــــــــينِ  

أجابَ بَنونَكِ الشُّبانُ مَـــــــاتوا     فقالتْ بشــرُ دعْني مِــــــنْ بَنيني  

وأخــــــــبرني أَظَلَّ السَّبطُ حيَّاً     فمُذ رحَلَ الكَرَى جَافَى عُــيوني  

بكى بشرٌ ونادى بافتــــــــجاعٍ     حُسينٌ مَاتَ يـــــــــــــا أمَّ الـبنينِ  

فصــــــاحتْ واحـبيباً واحسيناً     ونادَتْ: يا ابنةَ الهادي اعُذرِيـني  

لقدْ قدَّمـــــــــتُ أولادِي جميعاً     لِيَســـــــــــلَمَ إنَّما خابَتْ ظُنُونـي (8)

وقال:

كلَّمـــا هلَّ عليـنـــا     بالأسى شهرُ العزاءْ

ننزِعُ الأفراح ثوباً     نلبَسُ الحـــزن رداءْ

وتسيلُ العينُ دمعاً     عندما يُتلى الرِّثـــاءْ

إنَّــــه حبُّ حـسينٍ     آيــــةُ الحبِّ الوفــاءْ (9)

وقال:

ربَّاهُ وفِّـــــــــقْ للزيارةِ كلَّ مَنْ     يــــشتاقُها، واقررْ إلهي كلَّ عينْ

وارحم دموعاً عندَ ذِكرِ مصابِهِ     تجري أسىً رقراقةً في الوجنتينْ

ربَّاهْ وامحُ بهــــــا جـميعَ ذنوبِنا      واغسل بها أرواحنا في النَّشأتينْ

حبُّ الحسينِ إليكَ خـــيرُ وسيلةٍ     ربَّاهْ فــــــاملأ قلبَنَا حبَّ الحسينْ (10)

..........................................................

1 ــ كربلاء في الشعر اللبناني لعناية أخضر ص 153

2 ــ نفس المصدر ص 154

3 ــ نفس المصدر ص 157

4 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 4 ص 200 ــ 201 / كربلاء في الشعر اللبناني ص 150

5 ــ كربلاء في الشعر اللبناني ص 151

6 ــ نفس المصدر ص 152 ــ 152

7 ــ نفس المصدر ص 155

8 ــ نفس المصدر ص 156 ــ 157

9 ــ ساعي البريد، الشيخ احمد الدر العاملي ــ ثلاثة نصوص في محرم، منتدى الكفيل بتاريخ 17 / 11 / 2012

10 ــ نفس المصدر

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار