محمد حسين السعبري (1322 ــ 1412 هـ / 1905 ــ 1991 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (52) بيتاً:
إلى أن أتوا أرضَ (الطفوفِ) وطافتِ الـ ـكؤوسُ عليهم بالردى ممقراً طعما
إليـــــــــــــــــها اشتياقاً لا الحميا تسابقوا شــــيوخـاً وشبَّاناً ولم يبلغوا الحلما
بيومٍ به طيرُ الــــــــــــــــــــــــمنيَّةِ حائمٌ على قــــــممٍ مِن دونِها القممُ الشما (1)
ومنها:
أحالوا أديـــــــمَ (الطفِّ) بحرَ دمٍ بهِ جرتْ خــــــيلهم فلكاً حوتْ أجبلاً شمّا
فـســـــبحانَ مجريها إلى الغايةِ التي تعالتْ علوَّ الشمسِ في الفضلِ إذ عمَّا
مجاديفُها السمرُ اللدانُ، شراعُها الـ ـســـــــواعدُ والبيضُ الرقاقُ إذا انظمّا
الشاعر
السيد محمد حسين بن علي بن حمد السعبري الحسني النجفي، عالم وأديب وشاعر، ولد في الكوفة، (2) ولقب بالسعبري نسبة إلى السيد سعبر بن دخينة بن خليفة والذي يرجع نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وآل سعبر يسكنون في النجف وبغداد والكوفة وكربلاء وبابل والقادسية والحمزة الشّرقي. (3)
انتقل السعبري مع والده إلى النجف وهو طفل فنشأ في النجف، ولما بلغ الرابعة عشر من عمره مات والده، ورغم معاناته لفقد والده إلا أنه واصل دراسته الحوزوية بعزيمة وإصرار فدرس النحو والمنطق وعلوم البلاغة لدى الشيخ ناجي خميس الحلي والشيخ محمد علي الدمشقي، ودرس الفقه والأصول على يد أساتذة الحوزة العلمية، ولازم في الأدب والشعر الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، والشيخ محمد طه الحويزي، وتضلع في علم المنطق فكان من أساتذته وكان يدرس في الصحن الحيدري الشريف وجامع الهندي. (4)
توفي في النجف الأشرف جراء قذيفة سقطت عليه عند قيام نظام صدام بقصف مدينة النجف الأشرف بالمدفعية ابان الانتفاضة الشعبانية المباركة عام (1991) (5)
شعره
قال من قصيدته الحسينية:
غداةَ أميّ ســـــامتِ الحربَ هاشماً أو الــــذلَّ فاختارتْ أحيلاهما وســما
وســــــــــاقتْ له جيشاً لهاماً يقودُه مِن الجهلِ والـعدوانِ قائدُها الأعــمى
فجاءتْ بها دهياءَ شوهاءَ تقذفُ الـ ـسمامَ بقـــــــلبِ الدينِ تحسبُـها الأيما
فويلُ أمِّها مما جنته أكـــــــــــــفُّها على صرحِ مجدٍ فرعُه زاحـمَ النجما
نزتْ نزوانَ القردِ مِن حولِ عرشهِ لتطفئ نوراً فيــــــــــــــــهِ للهِ قد تمَّا
فآبتْ بخسرانِ الأكــفِّ وصكَّتِ الـ ـجبينَ كذا مَن ناطحَ الصخرةَ الصمَّا
كرامٌ مِن العاليــــنَ حلّوا بجبهةِ الـ ـزمانِ حـــلولَ البدرِ في الليلةِ الظلما
ضيوفٌ دعتــــهم للإمارةِ كوفةُ الـ ـجنودِ ولكــــــــــن بعدما مُلئتْ ظُلما
وسامَ ابنُ حربِ الدينَ رغمَ أنوفِها جهاراً وأنفُ الحـــــرِّ يأبى الدنا شمَّا
وباعَ بـــــسوقِ النقصِ كلَّ فضيلةٍ بمورثةٍ للحشرِ شائنـــــــــــــها الذمَّا
هناكَ استفزَّتْ بأسَهم أريـــــــحيةٌ مِن الشممِ الباقي بــــــــــــآنافِهم قدما
فخطوا ولكنَّ الرقـــــيمَ حظوظهم وأقلامُهم رقمٌ بها تنفثُ الـــــــــــسمَّا
أن اقدمْ إلينا يا ابنَ أكرمِ مَن وطا صماخَ الثريا والثرى نــــعله الأسمى
فـقد أينعتْ منّا الثمارُ وأعشبَ الـ جنابُ وملّتْ خيلُنا علكُــــــــها اللجما
ورامَ يزيدُ النقصِ بيعةَ مَن له الـ ـولاياتُ طرَّاً تـــــــــــنتهي وله تُنمى
وخيَّرَ مــــا بينَ المقامِ على الشقا أو الموتَ نفساً قد أبـى شأوها الظيما
وهيهاتَ أن تــــختارَ نفسُ محمدٍ فِرارا من الموتِ الــــزؤامِ لها السلما
.............................................................
1 ــ شعراء الغري ج 8 ص 250 ــ 252 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 449 ــ 451
2 ــ شعراء الغري ص 228
3 ــ سلسلة القبائل العربية في العراق للشيخ علي الكوراني العاملي ص 84
4 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 448 / شعراء الغري ص 228
5 ــ موقع خزانة الفوائد مركز النجف الاشرف للتأليف والتوثيق والنشر بتاريخ 8 / 10 / 2022
كما ترجم له وكتب عنه:
كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 151
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 674
كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 3 ص 399
كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 5 ص 251
القاص الأديب محمد مشعل ــ السعبري (رواية)
الدكتور.عبد العظيم السلطاني ــ خطاب الرفض - قراءة في سيرة السعبري وشعره ــ 2019
اترك تعليق