918 ــ علي نقي الإحسائي (توفي 1246 هـ / 1830 م)

علي نقي الإحسائي (توفي 1246 هـ / 1830 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (58) بيتاً:

أردوهُ في (كربلا) لم يحوهِ جدثٌ     مُلــقىً فها هوَ في قيعانِها هملُ

بقي ثـــــــــــــلاثةَ أيامٍ على عفرٍ     بالطفِّ لا كفنٌ لهفي ولا غسلُ

مزمّلاً بدماءٍ لـــــــــيتَ عينَكَ يا     جــداهُ تنظرُهُ في التربِ مُنجدلُ (1)

الشاعر

الشيخ علي نقي بن أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن رمضان بن دهيم بن شمروخ بن صولة آل صقر المهاشير القرشي المطيرفي الإحسائي (2) ولد في قرية المطيرفي بالاحساء بالسعودية، وتتلمذ على يد أبيه، ورافقه في بلده وأسفاره، وإضافة إلى أبيه فقد درس الإحسائي في قزوين على يد الشيخ علي بن محمد البرغاني القزويني، ودرس الفقه والأصول على يد الشيخ محمد صالح البرغاني، والفلسفة والحكمة على يد الملا أغا حكيمي.

كما ألف في مختلف العلوم ومن مؤلفاته: نهج المحجة في اثبات إمامة الأئمة الإثني عشر عليهم ‌السلام ــ مجلدان

منهاج السالكين في السلوك والأخلاق

مشرق الأنوار في الحكمة

رسالة في تفسير قاب قوسين

كشكول ــ مجلدان

شرح رسالة الإمام الهادي

رسالة في قاب قوسين

رسالة في المعاد

رسالة في رد بعض ما قاله الشيخ عبد الكريم الجيلاوي

قصة نبي الله موسى والخضر عليهما السلام

واضح المنار في علم الأسرار

رسالة في العلم الذاتي والفعلي والإنفعالي

شرح رسالة التوحيد

ديوان شعر

الحواشي الأخلاقية

أجوبة المسائل الفقهية (3)

تنقل الإحسائي مع أبيه في العتبات المقدسة في العراق وزار عدداً من المدن الإيرانية حتى استقر في كرمنشاه، وقد شغف الإحسائي بالعلوم العقلية والنقلية منذ صغره وخاصة علم الحديث فكان يقول: (إني أحفظ أثني عشر ألّف حديث بأسانيدها) (4)

وقال عنه الميرزا محمد تقي الشريف المامقاني: (الشيخ الأعظم والطود الأفخم بقية الأوائل ومجمع فنون العلوم والفضائل... كان من أعظم تلاميذ أبيه جامعاً لجل العلوم العقلية والنقلية حائزاً للكمالات الصورية والمعنوية حاملاً للأسرار وحافظاً للأخبار حتى سمعت جماعة ينقلون عنه أنه كان يقول أحفظ اثني عشر ألف حديث بأسانيدها وله في كل من علمي المعقول والمنقول مصنفات أنيقة متقنة تشهد لصاحبها الغوص في تيار علم لا يساحل والبلوغ إلى ذروة فضل لا سحاول.....) (5)

وقال عنه تلميذ أبيه السيد كاظم الحسيني الرشتي: (الشيخ التقي الصالح العلي... وكان من العلماء المبرزين والفضلاء المتبحرين وكان من حملة الأسرار..) (6)

وقال عنه الشيخ علي البلادي البحراني: (كان فاضلاً محققاً مدققاً) (7)

وقال عنه السيد هاشم بن محمد الشخص: (من كبار علمائنا وأجلائهم (8)

وقد نقل الميرزا علي الحائري جملة من أقوال العلبماء في الثناء عليه (9)

توفي الإحسائي في كرمنشاه ــ إيران ــ ودفن في خارج البلدة في طريق الزائرين الذين يقصدون كربلاء، وكان ذلك بوصية منه) (10)

شعره وشاعريته

له ديوان شعر جمعه في حياته تضمن مختلف الأغراض الشعرية.

قال عبد العزيز البابطين: (احتفى شعره بعدد من الأغراض منها الرثاء، وله شعر في الغزل مزج فيه بين العفة والمصارحة. يميل إلى استخلاص الحكم وإسداء النصح والاعتبار، وكتب في المدح، كما كتب التخميس والتشطير الشعريين، إلى جانب شعر له في التوسل والتضرع إلى الله تعالى، وكتب المطارحات الشعرية ذات المنزع الملغز، وله شعر في شكوى الزمن وتجافي الخلان. تتسم لغته باليسر، وخياله بالحيوية والنشاط)

وقد طبع ديوانه بتحقيق الشيخ محمد كاظم الطريحي، وتصدير الدكتور حسين علي محفوظ، وله غير الديوان أكثر من عشرة آلاف بيت شعر في شتى المعارف ضمنها في كتابه (الكشكول)

شعره

قال من قصيدة في الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):

فيا وارثـــــــــاً علمَ النـبؤةِ مُــــظهراً     شعائرَ ديــــــــــــنِ اللهِ بعدَ استتارِها

ويـــا نــاصرَ الإسلامَ بـــــعدَ خمولِه     ومخمــــــدَ نارَ الشركِ بعدَ انتشارِها

ويا قاهــرَ العمرينِ عـــــمرواً تقودُه     ذليــــلاً وعـمراً بالردى تحتَ عارِها

ويا قاتــلَ الأبـــــــــــطـالِ لا متنهنهٍ     إذا استعرتْ في الحربِ حومةُ نارِها

ويا مــلكاً تلقي المــــــلوكُ قيــــادَها     إليه وتأوي الـذلَّ خـــــــــوفَ قهارِها

ملكــتَ قريشاً بعد عــــزِّ مـــــنارِها     وأركستَها في الـذلِّ قبلَ بـــــــــوارِها

وبــادرتها في يومِ بدرٍ فأصــــبحتْ     مـــــــــــجاورةً لــلتربِ بعدَ افتخارِها

وقلّبــتها وسطَ القليبِ شـــــــــواحباً     تناهبها العــــــــــــــقبانُ وسطَ قفارِها

وعــارضتها بالمشرفيةِ والــــــــقنا     بأحدٍ فذلّتْ بعدَ عـــــــــــــــزِّ جوارِها

ويــومَ حنينٍ حـــانَ حينِ حــــماتِها     فأوردتها لـــــــــــلحــتفِ بعدَ شنارِها

فــحينَ أرادَ اللهُ إظـــــــــــهارَ دينِه     وليتَ بحكمٍ منه فتـــــــــــــــحَ ديارِها

وأشعرتَها قطعَ الأكــــفِّ بما جـنتْ     وأبطلتَ ما أبدتْ به مـــــــن شعارِها

فـــــما برحتْ والغلُّ حشرَ حشائها     فـــــــــحينَ ولتْ قامت بأمرِ شرارِها

وقامـــتْ لحملِ الثقلِ وهيَ ضعيفةٌ     وما عقـــــــــــــــدتْ إلا لحلِّ إزارِها

أتتْ بنـــــــــــفاقٍ والنفاقُ شعارُها     وأردتْ مواليها بـحــــــــــــدِّ غرارِها

أما علمت تيـــــــمٌ إذا جـلَّ خطبُها     بأنكَ مـــــــــــــولاها وحامي ذمارِها

لأذللتِ يا تيمَ الهـــــــدى بعد عزةٍ     وأغنيتِ أيدي الشـــــركِ بعد افتقارِها

وعادتْ عديٌّ بالعداوةِ فانــــــثنتْ     لتأسيسِ أحكامٍ بها أخـــــــــــــذُ ثارِها

أقامتْ ببــــــــــغي مـنكراً بفعالِها     ومــــــــالتْ عن الهادين خيرِ خيارِها

وأوصتْ بما أوصــــتْ لآلِ أميةٍ     فخائنها يـــــــــــــــــنحو لنحوِ قرارِها

وقال من قصيدته الحسينية التي قدمناها وتبلغ (58) بيتاً:

بلى رمـــــــــــــــــاني البلا منه بقارعةٍ     فـــمهجتي بلظى الأحزانِ تشتعلُ

ومـــــــقلتي لم تزل تذري الدموعَ على     ربعِ الذين بأرضِ الطفِّ قد قُتلوا

ما إن جرى ذكرُ رزءِ السبطِ في خَلدي     إلا وشـــــبَّ بقلبي النارُ والشعلُ

أردوهُ في (كربلا) لـــــــــم يحوهِ جدثٌ     مُلــقىً فها هـــوَ في قيعانِها هملُ

بقي ثـــــــــــــلاثةَ أيامٍ علـــــــــى عفرٍ     بالطفِّ لا كفنٌ لـــهفي ولا غسلُ

مزمّلاً بدماءٍ لــــــــــــــــــيتَ عينَكَ يا     جــداهُ تنظرُهُ في الـــتربِ مُنجدلُ

لهفي له تربُ الخدّينِ مُنــــــــــــــعفراً     يحنو عليه الربى والسهلُ والجبلُ

وصحبُه حـــــــوله صرعى بلا جدثٍ     يحوي جسومَهمُ من بــعدِ ما قتلوا

وقال من حسينية أخرى:

أدارٌ تدانى بالمــصائبِ جورُها     وأظلمَ مِن وقــــعِ الرزايا سفورُها

لقد كنتُ أيــــــــامَ الشبيبةِ آنساً     بحوراءَ تــحكي جنةَ الخلدِ حورُها

إذا أســـفرتْ بالليلِ والبدرُ آفلٌ     أضــــــاءَ دجناتِ الدياجي بدورُها

لعمركَ ما أدري إذا هيَ أقبلتْ     أنــــورٌ بدى للشمسِ أمْ هوَ نورُها

سرتْ للمنايا رحـلةً بعد رحلةٍ     إلى أن ثوتْ أرضَ العراقِ قبورُها

تضمَّنَها بالطفِّ قـــــبرٌ وليتهُ     حـــوى جسدي تربٌ علته مخورُها

...............................................................

1 ــ قصائده عن: موقع بوابة الشعراء / موقع ديوان

2 ــ الرسالة العلمية في العلم الذاتي والفعلي والانفعالي للشيخ علي نقي الإحسائي ــ تحقيق صالح أحمد الدباب ــ مؤسسة شمس هجر ــ بيروت ــ لبنان الطبعة الثانية 1428 هـ / 2007 ج 1 ص 7

3 ــ نفس المصدر ص 9

 4 ــ عقيدة الشيعة ــ الميرزا علي الحائري ص 80 / أدب الطف ج 6 ص 277

 5 ــ صحيفة الأبرار ج 2 ص 456

6 ــ شرح قصيدة عبد الباقي أفندي ص 283

7 ــ أنوار البدرين ومطلع النيرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ص 407

8 ــ أعلام هجر ج 2 ص 424

9 ــ عقيدة الشيعة ص 70 ــ 85

10 ــ الرسالة العلمية في العلم الذاتي والفعلي والانفعالي ج 1 ص 10

كما ترجم له:

السيد حسن الأمين / دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج 3 ص 98

السيد محمد شفيع الموسوي الجابلقي البروجردي / الروضة البهية في الاجازة الشفيعية ج 1 ص 59

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 1 ص 141 / ح 9 ص 763 / ج 10 ص 197 و258 / ج 11 ص 116 / ج 15 ص 216 / ج 21 ص 173 / ج 25 ص 11

الميرزا علي الحائري / عقيدة الشيعة ص 70 ــ 85

الميرزا علي الحائري / مقدمة كتاب نهج المحجة للإحسائي

حبیب ‌الله الشریف الكاشاني / لباب الألقاب في ألقاب الأطیاب ص 85

السيد حسن الأمين / مستدركات أعيان الشيعة ج 3 ص 138

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 7 ص 254 ــ 255

الشيخ محمد كاظم الطريحي / مقدمة ديوان الشيخ علي نقي الإحسائي

معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

الشیخ محمد صادق محمّد الكرباسي / معجم الشّعراء النّاظمين في الحسين ج 3 ص 82

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الشعراء ج 4 ص 62

أحمد عبد الرسول جبر الشجيري / أعلام الخليج ج 1 ص 122

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار