لا لستُ أنسى زينباً

لا لستُ أنسى زينباً في الأربعينْ     تبكي لمذبوحٍ ومنحورٍ طعينْ

في كربلا ويلاهُ محزوزَ الوتينْ     من غيرِ جُرمٍ طاوياً عطشانا

ما إنْ أتَتْ لهفاهُ قرَّةَ كُلِّ عَينْ     صَرَخَتْ ونادتْ يا حبيبي يا حسينْ

فلرزئكَ الحوراءُ تلطمُ باليدَينْ     فوقَ الخدودِ وتنثرُ العُقيانا

لم أنْسَها وافَتْ إلى أرضِ الطُّفوفْ     وعلى القبورِ بلوعةٍ حسرى تطوفْ

تبكي وتسألُ أينَ مقطوعُ الكفوفْ      مَنْ أقرحتْ أرزاؤهُ الأجفانا

ولحالها العبَّاسُ يَنشجُ عاليا     حُسمَتْ يَدايَ وباتَ جفنيَ داميا

حتّى وإنْ هَدَّ الحسينَ مُصابيا     يبقى مُصابُكِ في الحشا نيرانا

قالتْ فداؤكَ يا دلاليَ زينبُ     أبكي وهل يُجدِي البُكا والمعتَبُ

يا ليتَ كأسَ الموتِ بعدَك أشربُ     ليضمَّ قلبُكَ قلبيَ الولهانا

 

شاعر : جعفر رشيد العاملي