725 ــ جبرائيل علاء السامر (ولد 1407 هـ / 1987 م)

جبرائيل علاء السامر (ولد 1407 هـ / 1987 م)

قال من قصيدة (مرايا الجرح) وهي إلى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)

فألقيتُ في (كربلاء) عصايَ    وأقررتُ أن الحسينَ رهاني

أيا نــشوةَ الله صحوي ذنوبٌ    وعشقُــكَ خمرٌ وقلبي دناني

ويا خبزَ جوعِ الضمائر جئنا    نعلِّلُ جـــوعاً بخبز الأماني (1)

وقال من قصيدة (نبوءة الخصب) وهي إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

ما جفَّ ثديكِ (كربلاءَ) ولم يزلْ    طفلُ الشهادةِ يستغيثُ فيأرقُ

لكأنَّ ربَكَ ما اصطفى أفقاً سوى    هذا العــراقِ له حسينٌ يُخلقُ

وكأنّه أوحــــــى إلى الطينِ اتّخذْ    بيتَ الـجراحِ بحزنِهِ تتخندقُ

الشاعر

جبرائيل علاء السامر، شاعر وكاتب ومسرحي، ولد في البصرة وهو رئيس نادي الشعر فيها، وحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة باشن في أمريكا، درس ‏الماجستير في اللسانيات وتحليل الخطاب / جامعة البصرة‏، ودرس ‏الاقتصاد السياسي‏ في ‏معهد الدراسات الاستراتيجية‏ ودرس ‏اللغة العربية‏ في ‏جامعة البصرة كلية الآداب.

أصدر مجموعة شعرية بعنوان: أحلام نصف وطن ــ 2020

شعره

قال من قصيدة (سنابل الرؤيا) وهي إلى سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله) في ذكرى مولد النبوي الشريف:

بمشانقِ الشـــــــرفِ المُزَمْجِرِ أحــرُفُ    عَلِقَتْ هـــــــوامسَ فالقـوافي خُوَّفُ

مدحُ الفـــــــــلاةِ سماءَها لَســذاجـــــــةٌ    فالمـــــــاءُ يَهمي منصَفاً أو يُنصِفُ

أنا حرفُ عشــقٍ غارقٌ بغـــــــــوايتي    أينَ الضفافُ وبحرُ أحمدَ مصحفُ؟

يَمٌّ مِن الأحزانِ يــحـــــــملُ صـــورتي    والقلبُ موجٌ للســــــــــواحلِ يقذِفُ

يقتاتُني ليلٌ كعشــــــــــــقيَ موغِـــــــلٌ    يا أينَ تسكابُ الصباحِ فـــــأرشفُ؟

شجراً غرسْتُ صدى انتحـــــــابيَ عَلَّهُ    يسمو لبعضٍ من رضاهُ فيُـــــقطَفُ

جزعي كمــــــوسى، والفـــــــؤادُ كأُمِّهِ    حُزني كيعقوبٍ وشــــــوقيَ يوسفُ

نبضي صلاةٌ، قِبــــلتي هي عـــــــشقُهُ    شـغفي دموعٌ عن سواهُ تُـــــــكفكَفُ

ماءُ الذنوبِ شربتُهُ مــــــــــــــــــن آدمٍ    وعلى ذنوبيَ من غراميَ أخـــصِفُ

كان الضبابُ، وكان دربــــــــيَ جانحاً    لكنَّ قلبـــــــــي في الهوى متصوِّفُ

لَمحمدٌ، جمعٌ بصيــــــــــــــــــغةِ مفردٍ   فردٌ بـــــــــــــه كلُّ الجـموعِ تُشرَّفُ

الأنبياءُ صدىً، وإنْ ركـبوا الزمـــــــا    نَ، مكـــــــانُهم في إثْـرهِ هو مُردِفُ

نورٌ من الصلصالِ، أم صــــــــلصالُهُ    نورٌ؟ بل التعظيـــــــــمُ ما لا يُعرَفُ

إذ قبلَ كونِ الكـــــــونِ، قبلَ النور شـ    ـيءٌ مطلقٌ مــــــن نورِ ربِّهِ يَرشفُ

ولِعِلَّةِ الأسبــــــــــــــابِ أشرقَ ممسياً    كالبدر في كفِّ الغيــــــــــابِ يُؤلَّفُ

صحــــــــراءُ مكةَ رملُها أربـــــــابُها    في كلِّ دربٍ كــــــــان ربٌّ يصدفُ

حدُّ الولادةِ برزخٌ ما بيــــــــــــن ربٍّ    واضــــــــــــــــــحٍ جِدَّاً وآخرَ زَيَّفوا

لطلوعهِ جُرحُ الرمــــــــــــــــالِ بمكةٍ    فعلى الوئيــــــــدةِ كلُّ صخرٍ ينزِفُ

لبزوغهِ صبـــــــحٌ تنــفسَ، جـاءَ وشَّـ    ـاءً عــــــــــلى وجهِ الحياةِ يُزخرِفُ

الفقرُ عـــــــاشَ هنا، هنا عــبدٌ صـمو    تٌ كان من عيـــــنِ الكرامةِ يـذرِفُ

لـــــــكنَّ في بالِ الإلهِ حســــــــــــابَهُ    صوتُ الذليـــلِ على المنائرِ يرعـفُ

هم هكذا، كل الذين تَعتّـــــــــــــــــقوا    في عشـــــــقِ أحمدَ، للسما قد أُزلِفوا

يا ســــــورةَ الرفضِ المؤيَّدِ، (لاؤكم)    في عصفِ مأكولِ الضمائرِ تعصِفُ

ولمن مشى – صحبَ اليقينِ - بظلِّكم    (نَعَمَاً) تجـــــــودُ، فغيمُكم كم يُسرِفُ

ما بين فلسفــــــــــــــةِ القبولِ وضدِّهِ    حدُّ الحياةِ – كمـــــا اشتهيتَهُ مُرهَفُ

كانت كبطنِ الحــــــوتِ، تبكي ظلمةً    لكنَّ (إقرأْ) كان بــــــــــــرقاً يخطفُ

مذْ باءِ (بسم الله) قد خَــــــــلَعَتْ جبا    لٌ صبرَها، لكنَّ صبرَكَ أعــــــــــنفُ

وإذا اليتـــــــــــــامى رُبَّ بردٍ مَرَّهم    لُحِـــــــــــفوا بقـلبِكَ، إنَّ قلبَكَ معطفُ

أثَّثتَ معنى أنْ تكـــــــــــــــونَ فكنتَهُ    يا قابَ قوسيــــنِ، السما لكَ مصحفُ

قلبي حقولُ إذ رؤاكَ سنـــــــــــــابلٌ    ولِسَطوةِ العشقِ المنــــــــــاجلُ خُوَّفُئ

وقال من قصيدة (سيد الصبح) وهي إلى سيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام):

من بُعدِ ألفٍ سنيــــــنٍ كحْلُها جرحُ    أبصرتُ طيفَك فيها بلسماً يصحو

(أبناءُ مَن هم؟) أرادوا الليلَ مملكةً    ومِزقُ ثوبِـــــك منهُ يبزغ الصبحُ

أنتَ اليتيمُ كبيتٍ شــــــــــحَّ مشبِهُهُ    والشحُّ – يا سيدي- في كفِّكم قمحُ

ربُّ اليتامى إذا ما الجوع أغـرقهم    لضفّة الخبز يـــسعى، إذ لهم لوحُ

يا سيدَ الصبحِ كم من ظلمةٍ هتكتْ    شمسَ العراقِ وصلّى تحتها الذبحُ

وألفُ صفّينَ قد عادتْ وذا جَــمَلٌ    ولا عليَّ لكي يســـــــــمو به الفتحُ

عدْ يا عليُّ فهذا التيــــــــــهُ يأكلنا    ذلاً شربنا، كفى، قد يخجل الشرحُ

وقال من قصيدة (مرايا الجرح):

دماكَ تخضِّبُ وجــــــهَ الزمانِ    فكلٌّ سيُفنى ولســــــــتَ بفانِ

جرحتَ القفارَ بسيف اخضرارٍ    فغرَّدَ فيها رفــــــــيفُ الجنانِ

وكانَ الخلودُ بــــضحكةِ جرحٍ    لساناً يُجيد ابتــــــكارَ المعاني

شفاهُ الجــــراح وأُخرى تلظَّتْ    نداها من الـــــــذكرِ ما تقرآنِ

فمذ باء أمِّ الكتــــــــابِ وجدتُ    الحسينَ مرايا بسحــــرِ البيانِ

فألقيتُ في كربلاء عــــــصايَ    وأقررتُ أن الـحسيـنَ رهاني

أيا نشوةَ الله صحــــوي ذنوبٌ    وعشقُكَ خــــمرٌ وقلـبي دناني

ويا خبزَ جوعِ الضمائر جــئنا    نعلِّلُ جـــــوعـاً بخبـز الأماني

فما كان إلَّاكَ يشدو ربيـــــــعاً    وتنبــــتُ في جرحـهِ زهرتانِ

وجدناك صبراً يـــــؤثثُ حقلاً    ويطبخ جرحاً بقِدر الـــــتفاني

فيا ألفَ جرحٍ بنحرِ العــــراقِ    (يزيدٌ) و(شمرٌ) هنا يرقـصانِ

هنا يبذرانِ بقمــــــحِ الحروبِ    ونحصدُ جهلاً لِما يبــــذرانِ

تعبنا احتراقاً نؤدي الطقـــوسَ    و(لاءاتُنا) اختنقتْ بالــــدخانِ

نمدُّ الأكفَّ نداعـــــــبُ رفضاً    فيرتدُّ كفٌّ قطيــــــــــعَ البنانِ

لأنَّ الحسينَ خـميـــــــــرةُ كلِّ    النبوّاتِ لــــــــم تحوِهِ جملتانِ

لأنَّ الحســينَ اختصارُ السماءِ    وإنَّ العــراقَ اختصارُ المكانِ

دعا يا صديقي حسيناً جرحتُ    كجرحكِ في الطفِّ هلَّا تراني 

وقال من قصيدة (نبوءة الخصب):

آياتُ خصبٍ من جــــراحِكَ تغدقُ    تُتلى على سمعِ التــــــرابِ فيعـبقُ

عشـقٌ له الثوراتُ ظـمأى سُجَّــــدٌ    في مقلتيها ألــــــفُ شمسٍ تشـرقُ

ما قُدَّ مـــن دُبــرٍ قميصُ شهــــادةٍ    لا كــــــــــــــاذباً لكن نبياً يصـدقُ

لم يستبقْ بــابُ الخنوعِ فصــــدرُه    وافى زليخا في الرصاصِ ليلـتقوا

فاخضرَّ في الآفاقِ وعدُ غمــــامةٍ    ونبوءةٌ الثوراتِ راحتْ تـــــــبرقُ

وأقامَ في قلقِ الضميرِ مــــــــؤذّناً    وعدَ السلامِ جميـــــــــــــلةٌ تـتفـتقُ

شيطانُها يغوي الصـــــراخَ لقــبلةٍ    بشفاهِ صمتٍ كالفجيعةِ يطبــــــــقُ

لكنما آختْ عذوقُ صــــــلاتِــــــنا    نخلَ اليقينِ فلا ظـــــــلالٌ تُـهـرقُ

شعبٌ بصيرتُه بقايا سنبـــــــــــــلٍ    ودماكَ موعدُها لفجرٍ يــــــــورقُ

يا من نجوتَ من الحيــــــاةِ بموتةٍ    عظمى ومُتنا في الحيــــــاةِ نحدقُ

وتركتَ حزناً عــــابقاً فـي لجَّةٍ الـ    ـحربِ المقيتةِ إذ رجوتُــــه يغرقُ

إمّا شربتُ الماءَ حشرجَ في فـمي    طيفُ احتضاراتِ الحسينِ فأشرقُ

طعمُ الفراتِ دمٌ يبيحُ مواســـــمَ الـ    ـنسيــــــانِ فالجرحُ القديمُ سينطقُ

ما جفَّ ثديكِ كربلاءَ ولم يــــــزلْ    طفلُ الشهـــــــادةِ يستغيثُ فيأرقُ

لكأنَّ ربَكَ ما اصطفى أفـــقاً سوى    هـــــــــذا العراقِ له حسينٌ يخلقُ

وكأنّه أوحى إلى الطيــــــــنِ اتّخذْ    بيتَ الجـــــــــراحِ بحزنِهِ تتخندقُ

فردوسُ يا وطني أضاعكَ خمرُها    أسفي ستـــــــركضُ بالدماءِ تعتّقُ

يا جنّة أطيــــــــــابُها غسقُ سوى    تفــــــــــــــاحةٍ للهمِّ راحتْ تشرقُ

يا موطناً ضحكَ البــــــكاءُ به ولا    حتْ بسـمــــــــةٌ بشفاهِ جرحٍ تعلقُ

غالى دمي ظمأ الفــــــداءِ وليْ يدٌ    مقطــــــــوعةُ بابَ الشهادةِ تطرقُ

وقال من قصيدة (الدمُ أصدق) وهي إلى الإمام الحسين (عليه السلام)

مازال غيمُكَ شرشف الصــــحراءِ    فاهطلْ فما ماءُ الفــــــراتِ بـماءِ

فالنهرُ خانَ سجيّةَ الأنــــــــهارِ مُذْ    صارتْ مياهُهُ عبــــــدةَ السـفهاءِ

ولَأنتَ نهرٌ ضفَّتاهُ تواضـــــــــعتْ    للوارديــــــــــنَ بحسـرةِ الفقـراءِ

ولَأنتَ سرٌّ والجميعُ يحــــــــــوزهُ    ولَأنتَ في الإعلانِ محضُ خـفاءِ

لكَ يا حسينُ نداوةُ التذكـــــــارِ في    قلبِ الغريــــــــبِ ونجمةٌ للنائـي

يا ليسَ يوصفُ يـــــا قمـيصَ نبوَّةٍ    يُلقي الضياءَ بأعيـــــــنِ الأشـياءِ

نخلٌ سمـــــــــــاويٌّ ونـرجسُ ظِلِّهِ    وهجُ الشموسِ ورقَّةُ الأفـيــــــاءِ

جسدٌ نبيٌّ والجراحُ رســــــــــــالةٌ    والوحيُ: إنَّ الـمــــــوتَ آيُ بقاءِ

جرحٌ عليٌّ لا يزال هطـــــــــــولهُ    نزفُ النجـومِ لدمعها الـــــــلألاءِ

جارَ الزمـــــانُ ومن سِواهُ غريمهُ    فارتدَّ مصـفوعاً بأجمـــــل (لاءِ)

(هيهاتَ) ما زالتْ مضارعَ نبضِنا    سَقَطَ المـضيُّ بنبضِ عــاشوراءِ

لكأنَّ عاشــــــــــــــوراءَ طفلةُ آنِنا    وكـــأنَّ بِـنْتَ الوقتِ محضُ هباءِ

وكأنني بالخنصرِ المبتــــــــورِ يو    مئُ أينني وبقيّة الأشـــــــــــلاءِ؟

والرأسُ أجوبةٌ لأطفــــــــــالٍ تسا    ءلَ دمعُــــــــهم عـن عودةِ الآباءِ

والرأسُ أسئلةُ الذيـــــــن توحَّشوا    هل كُنْــــــهُهُ مـن لؤلؤ الجوزاءِ؟

هيا ارفعوه فقد غــــــدتْ سَوءاتُنا    لبزوغهِ مكشــــــــــــــوفةً للرائي

والرأسُ آخرَ نظــــــرةٍ يُلقي على    حَرَمِ العيـــــــــــالِ بدمعةٍ حمراءِ

الجسم يظمأُ عندَ مـــــــــوجٍ هادرٍ    والنهرُ يظمأُ قـــــــربَ نهرِ دماءِ

والنارُ تشبهُ ضارميـــــــها سطوةً    هل تستحي من خيمة (الحوراءِ)؟

والنار تلهــبُ في ظهورَ الآلِ تُشـ    ـعِلُــــــــها سياطٌ في يد (الطُلَقاءِ)

ولأنَّ عاشـــــــــــوراءَ ألفٌ شامخٌ    تمضي بــــــنا، لا ثَمَّ حرف الياءِ

هي سيرةُ الرفضِ الـــذي يجتاحُنا    ووصيةُ الآبـــــــــــــــــاء للأبناءِ

وهْي القصيدةُ حين تكــتبُ مجدَها    بحروفها، لا ضجّةَ الشـــــــعراءِ

آياتُ رفضٍ، مُحكمُ الثـوراتِ، سِفْـ    ـرٌ خالدٌ، هي مــــــعجمُ العُظَماءِ

سقطتْ سيوفٌ والجراحُ تــشرَّفتْ    إنَّ الدماءَ لَأَصدقُ الأنــــــــــــباءِ

وقال من قصيدة (إلى فتية القمح) وهي إلى أبطال الحشد الشعبي

خلُّوا المصاحفَ طُعماً في فمِ الرمحِ    ففتيةُ الله لايمضــــــــــــــون للصلحِ

هم فتيةٌ آمنــــــوا بالحـرب برزخهم    إذ إنهم نضجوا فـي موســــــمِ القمحِ

وهم حُداةُ ليالٍ ضـــــــــــلَّ موعدها    فكلما أسرفتْ يــــــــــــأتون بالصبحِ

ووارثونَ لأرضٍ طـينُـها شــــــرفٌ    لذا تراهـــــــــم ندامى خمرة الجرحِ

للأرضِ منهم نبــــــــــــوَّاتٌ مؤجَّلةٌ    مــــــــــنها لهم مالإسماعيلَ من ذبحِ

يهمهمون فراتاً حين تـــــــــــــندبهم    ليزرعوا الأغنياتِ الخضرَ في الملحِ

من فرط مارشفوا من دجــلةٍ هطلوا    ماءً ضحوكاً على أيـــــــــقونةِ الشُّحِّ

هـم أولُ الماء هم في الغيث أوسطُهُ    وفي كتـــــــــابِ الليالي آخرُ الشرحِ

يــــــــراودون إناثَ الغيم عن مطرٍ    ويطرقون حبـــــــالى النبعِ عن سَيحِ

ويرجـــــــــمون شتاءً مرَّ عن خطأٍ    في دوحة النصر إذ يــــرمون باللفحِ

من أدمنوا نــشوةَ الجوزاء خمرتهم    هل يأبهون لكأسِ الـــموتِ في السفحِ

أبي العراق بـــــنوكَ السامقونَ أتوا    كي يرفعوا الهامَ رغماً عن يدِ الرمحِ

الكادحون أديمَ الصـــــــخرِ يا أبتي    من أوقدوا الماءَ من إيمــــــاءة القدحِ

الحاشدون نبوَّاتٍ بســــــــــــاحتِهم    والواعدون بما في سـورةِ الـــــــــفتحِ

مروا خِفافاً وكان الجرحُ مُحتـــدماً    فأمطروهُ سمــــــــــــــاواتٍ من النفحِ

هبّوا سفيناً ودمعُ الأمَّهــــــاتِ شرا    عُهُ ودعْواتهنَّ الآيُ في الـــــــــــلوحِ

معتَّقون ونخبُ الأرض يشــــربهم    وعاشقــــون كما الصوفيِّ في الشطحِ

لم يرتقوا صُرُحاً إذ قاعُـــهم سَبَبٌ    فكلما هبطـــــــــوا بانوا على الصرحِ

دماؤهـــــم في وجوهِ الزهرِ غافيةٌ    تحكي ربيعيـــــــــنِ ما جفّا عن المنحِ

يستشهدونَ وتبـــــقى روحهم قُبَلاً    على فمِ الوطنِ المصــــــــلوبِ بالنوحِ

.....................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

كاتب : محمد طاهر الصفار