670 ــ مضر علي خان (ولد 1378 هـ / 1958 م)

مضر علي خان (ولد 1378 هـ / 1958 م)

قال من قصيدته (عروس المدائن):

في (كربلاء)

هو ذا الحسينُ بوجهِهِ القدسيِّ

يطلعُ فوقَ مرصدِها هلالَ الكبرياء (1)

******************************

يا (كربلاء)

أدنيتُ طالعَكِ الحبيب

غسلتُ حرقةَ أمنياتي بالعناقِ

ودبيبُ لمسِ الروضةِ الغرَّاءِ يسري في دمي

للهِ ما أنداهُ حلوٌ

مثلَ كفِّ الأمِّ فوقَ وليدِها

تهديهِ دغدغةَ المهودِ المشتهاةِ

إنّي أحبُّكِ (كربلاء)

واشتهي فيكِ الحياةَ

وأرتجي فيكِ الممات

***********************************

المجدُ صفَّقَ (كربلاء) على رباكِ

وكلُّ ما في الكونِ مبهورٌ

بلى أنتِ التي

إن قلتِ آتٍ مطلعُ الحريةِ الحمراء

في البلدِ المُكبَّلِ فهوَ آت

***********************************

يا (كربلاء) المجدِ

يا بنتِ الهدى

ومحجَّةَ الشهداءِ يا حرماً مصون

يا كعبةَ الثوَّارِ

حجُّوا والدماءُ على الصدورِ

وبكوا على كفِّ الحسينِ وتمتموا

أوفيتُ واحدهمْ يقول ؟

*******************************

يا (كربلاء)

يا خيرَ مؤمنةٍ

ويا ديمومة العطفِ المرجَّى والحنين

يا أنتِ يا أغلى الصبايا

ترتقي أبهى الخيولِ

********************************

الشاعر

السيد مضر بن عبد الهادي بن محسن بن علي خان المدني الحسيني، ولد في النجف الأشرف، وهو حاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل، وهو الآن أمين عام مسجد السهلة المعظم.  

رافقه الشعر مع دراسته الأكاديمية وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية في الموصل والنجف ولقب بـ (شاعر كلية الهندسة)، نشر قصائده في الصحف والمجلات منها: العدل، والرابطة، والجامعة الموصلية، وله مؤلفات عدة منها: (الإمام المهدي بين مسجدين) إضافة إلى ديوان شعر (2)

شعره

قال من قصيدة (يا أبا الثائرين) وتبلغ (39) بيتاً:

هـذي جــراحُـــكَ أدوارٌ فــــأدوارُ      تـمـرُّ وهـيَ لـعـودِ المجـــدِ أوتارُ

غـدتْ تـقـاسـمُ بـعـضـاً مِـن تـألّقِها      في كلِّ حدبٍ رجاءَ الـــخلدِ أقمارُ

إن أطفأوا لكَ يومَ الطفِّ حـنـجـرةً      فإنَّ جرحَكَ في الـــتــاريــخِ نغّارُ

رضعتُ حبَّـكَ مـولـوداً بـفـطـرتِـهِ      حتى رعاني كــبيراً وهوَ زخَّــارُ

ففي سجودِ صلاتي كلّما حضـرتْ      لديَّ منكَ بطــولِ الـوقـتِ تــذكارُ

ضـمـمـتُه ملءَ صدري إنَّه وطني      حـاشـاكَ أنــــتَ لـكلِّ الناسِ ديَّارُ

أنتَ الحـسـينُ ويكفي ليسَ مِن لغةٍ      لتحتويكَ ولا عــــهــــــدٌ ولا دارُ

لو كنتَ أعـطيتَ في ذلٍّ لِمَا طلبوا      لـعـادَ يُـعـبــــدُ دونَ اللهِ أحــجــارُ

لـلآنَ يـومُـكَ نـديـانٌ وســورتُـــــه      بدت لها رغمَ طولِ العهدِ أسرارُ

وغضبةٌ ردَّدَ الأحـرارُ صــولــتها      فــأيـنـعتْ مِن دمِ الأحرارِ أزهارُ

تلكَ الوجوهُ التي صلّى على دمِـها      فجرُ الــرســالــةِ والإيمانُ والثارُ (3)

وقال من قصيدته (عروس المدائن):

الشوقُ يحملني إليكِ على مواويلِ العتابِ

متوسِّداً وجعي ويمتصُّ المشاويرَ العذابِ

يحبو على شوقِ الطريقِ تلهُّفي

فأحسُّ بالخدرِ اللذيذِ

بليلةٍ

سامرتُ وجهَكِ ظامئاً

وعرفتُ ما أبهى اللقاءِ

ينثّ في شفتيَّ كالعصفورِ مرتعشِ الجناحِ

نداوةُ المطرِ الربيعيِّ الصموتِ

كلُّ الثواني تستردُّ الذكريات

مبهورةً

في (كربلاء)

هو ذا الحسينُ بوجهِهِ القدسيِّ

يطلعُ فوقَ مرصدِها هلالَ الكبرياء

فوقَ القلوبِ تربَّعتْ جلساتُ قمرتِنا

غفونا عند هدهدةِ الوجيبِ

وكانَ بي همسُ الدموعِ مكابراً

كالصبحِ في بلدي العراق

يا (كربلاء)

أدنيتُ طالعَكِ الحبيب

غسلتُ حرقةَ أمنياتي بالعناقِ

ودبيبُ لمسِ الروضةِ الغرَّاءِ يسري في دمي

للهِ ما أنداهُ حلوٌ

مثلَ كفِّ الأمِّ فوقَ وليدِها

تهديهِ دغدغةَ المهودِ المشتهاةِ

إني أحبُّكِ (كربلاء)

واشتهي فيكِ الحياةَ

وأرتجي فيكِ المماتَ

دينٌ على كفي

تخضبُ كلَّ أبوابِ البيوت

بشارةَ الحنَّاءِ

إمَّا ضمَّنا كهفُ اللقاءِ

يا بزغةَ الإصرارِ

تشمسُ خضرةَ الأحلامِ

والموجَ الرهيبِ المُستثارْ

موجٌ تقادمَ حاملاً هديَ الحسينِ منارةً

تهدي الشراعَ التائهاتِ

يا موسمَ الرمقِ الأخيرِ

على الطريقِ رضعته

فتفجَّرتْ في عمقِه عينُ الحياة

المجدُ صفَّقَ (كربلاء) على رباكِ

وكلُّ ما في الكونِ مبهورٌ

بلى أنتِ التي

إن قلتِ آتٍ مطلعُ الحريَّةِ الحمراء

في البلدِ المكبَّلِ فهوَ آت

بوركتِ تُرتهنُ القيودُ بمعصميكِ

وتصرخينَ بملءِ فِيكِ بلا ولا

رُفضتْ برفضِكِ كلَّ أفئدةِ الحزانى

في مغارِ الظلمِ

فانهدمتْ على ضرباتِهم

أسوارُ سجنٍ

عاشهمْ حقباً طِوال

يا (كربلاء) المجدِ

يا بنتِ الهدى

ومحجَّةَ الشهداءِ يا حرماً مَصون

يا كعبةَ الثوَّارِ

حجُّوا والدماءُ على الصدورِ

وبكوا على كفِّ الحسينِ وتمتموا

أوفيتَ واحدهمْ يقول ؟

في كلِّ شبرٍ

أورقتْ حزمُ الشقائقِ

تنبئُ الآتينَ

أنَّ جراحَهمْ نزفتْ لترزقَهمْ

سماءً حلوةَ الأقمارِ في ليلِ الهمومِ

كمْ آنستْ طعَّانَها

خطواتُ أمجدَ قاهرٍ شهمٍ كريم

فمضى

تكوكبُه البنادقُ بالعنادِ المرِّ

بالإصرارِ، باللهبِ الدفين

بدريُ لو نُسبتْ مبادئه

لأنمته لحيدرَ والحسينِ

يا (كربلاء) يا خيرَ مؤمنةٍ

ويا ديمومةَ العطفِ المرجَّى والحنين

يا أنتِ يا أغلى الصبايا

ترتقي أبهى الخيولِ

يا أنتِ يا طعمَ الكرامةِ

والحفاظ المرِّ يا بحثَ السنين

إنِّي أمدُّ إلى طيوفِكِ

كلَّ أشواقي

جسوراً حالماتٍ بالعبورِ

فهلْ حبيبة تعبرين

لو تعلمينَ لظى ولوعي

يا عروسَ المهرجان

غفرتِ لي هذا الأنين

إنّي سأنظمُ عقدَ حبِّكِ

لو تدلّتْ لي الكواكبُ والنجومُ

بيني وبينكِ

ألفةُ السرِّ المقدَّسِ للقلوب

إذا يُصانُ فلا يُذاع

يشتاقُكِ السهرُ المعذّبُ

ظامئاً نحوَ اللقاء

تشتاقُكِ اللغةُ الحبيسةُ

والأناشيدُ التي ادَّخرتْ إليكِ

ما الليالي

والوريقاتُ التي في السرِّ تنمو

واليراع

زمنٌ مِن النطفِ الطهورةِ ترتجيكِ

تدعوكِ أبوابَ المساجدِ مقفلاتٍ

تساقطتْ شرفاتُها التعبى

كأعشاشِ الطيورِ

ترجوكِ قافلةُ الذينَ تشرَّبوا

حبَّ الحسين

لتنامَ في أمنٍ بتربتِه

وتشكو عندَه الظلمَ المباحَ

يا سيِّدَ الأحرارِ

حتى الطفلُ في أرضِ العراقِ

يبالغُ الألمُ الدنيءُ بمقلتيهِ

فتسقطانِ معَ البكاءِ

يا سيِّدَ الأحرارِ

في بلدي المنائرُ والحدائقُ تُستباحُ

والماءُ والأطفالُ والكتبُ القديمةُ والجراحُ

وتُساقُ أفواجاً رجالٌ للمنيَّةِ

دونما ذنبٍ

سوى صلةِ انتماء

صرعى بكأسِ الموتِ سمَّارُ الفراتِ

ودجلةٌ لبستْ لهمْ ثوبَ العزاء

فمتى يبشّرُنا النداء

ومتى يطلُّ الثائرُ الموعودُ بالأمرِ المطاعِ

إنَّا نحملقُ في السماءِ

عسى تجودُ بهِ السماءُ

..........................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 388 ــ 393 عن مجلة آفاق نجفية العدد (5) ص 157 ــ 162

2 ــ نفس المصدر ج 4 ص 313

3 ــ ــ نفس المصدر ج 2 ص 69 ــ 70

كما ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 3 ص 285

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 5 ص 408 ــ 409 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار