محمد حسين الصغير (1358 ــ 1444 هـ / 1939 ــ 2023 م)
قال من قصيدة (فاجعة الطف الأليمة) وتبلغ (75) بيتاً:
فهلّا حـمـوا آلَ الـنـبـيَّ ورهـــطَـه وفي (كربلا) طلّتْ دمـــاؤهــمُ هدرا
وقـد أبـرِزتْ تلكَ الحصانُ بمجلسٍ يـتـيـهُ يــزيــدُ الــمــوبــقاتِ بهِ كِبرا
مصابٌ لديهِ السمعُ يستعذبُ الوقرا وصوتٌ من الأهوالِ قد أثقلَ الدهرا (1)
وقال من قصيدة (قف في ربى الطف) وتبلغ (82) بيتاً:
حـتـى إذا نــزلـوا في (كربلاءَ) سرتْ لـلـحـربِ مـنـهـمْ مـغـاويرٌ وفرسانُ
تـدرَّعـوا الـصـبـرَ فــــالأبدانُ أضحيةٌ واستشعروا الموتَ فالأرواحُ قربانُ
بيضُ الوجوهِ فما انحازوا ولا انتكسوا شـمُّ الــعـرانــينَ ما هانوا وما لانوا (2)
وقال من قصيدة (وقفة في طفوف كربلاء) وتبلغ (31) بيتاً:
حيثُ الحسينُ بـ (كربلا) يختطّ بيضاءَ الصحائفْ
مُـتـسـلّـــقــاً قــمَـمَ الجها دِ بـتـالـدٍ مــنــه وطارفْ
ومــجـسِّـدُ الأمـجـادَ ملـ ـحمةً بها التاريــخُ هاتفْ (3)
وقال من قصيدة في السيد محمد نجل الإمام علي الهادي (عليهما السلام) تبلغ (41) بيتاً:
سَل (كربلاءَ) عن الضحايا جمّة واسألْ بســـــــامراءَ أو بغدادِ
أمّـــــــا البقيعُ فلستُ أعرفُ فتنةً هدمُ القبورِ شعارُها الإلحادي
مِن نظــــــرةِ الدنيا إلى عظمائها نُصــــــــبتْ تماثيلٌ بكلِّ بلادِ (4)
الشاعر
الدكتور محمد حسين بن علي بن حسين بن علي الخاقاني الصغير، عالم وأديب وباحث ومحقق وشاعر، ولد في النجف الأشرف وفيها درس مقدمات العلوم الدينية والعربية على يد الشيخ هادي القرشي، كما واصل دراسته الرسمية وتخرج من كلية أصول الدين في بغداد 1388 هـ، ثم حصل على الماجستير من كلية الآداب / جامعة بغداد 1395 هـ، فالدكتوراه من نفس الكلية والجامعة 1399 هـ.
عمل أستاذا للدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية في كلية الفقه بالنجف الأشرف ثم رئيس قسم أصول الدين، ثم شغل منصب رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية / جامعة الكوفة، ومنح لقب أستاذ متمرس في حفل تكريمي أقيم في كلية التربية / جامعة الكوفة.
ولم ينقطع الصغير عن دراسته الحوزوية فكان يحضر أبحاث السيد الخوئي في الفقه والأصول، كما كان له نشاط سياسي ومواقف وطنية وقف فيها مع مبادئ الإسلام وحقوق الشعب فتعرض للاضطهاد والسجن.
شارك في العديد من المؤتمرات العلمية منها: المؤتمر العلمي الأول لكلية الفقه تحت شعار: موقف المستشرقين من التراث العربي والإسلامي، والمؤتمر الخاص بالشريف الرضي. وهو عضو اتحاد الكتاب والمؤلفين العراقيين وله العديد من المؤلفات منها:
المجاز القرآني
الصورة الفنية في المثل القرآني
فلسطين في الشعر النجفي المعاصر
في رثاء الحمامي
إنسانية الدعوة الإسلامية
تاريخ القرآن
أصول البيان العربي
المبادئ العامة لتفسير القرآن
المستشرقون والدراسات القرآنية
تطور البحث الدلالي
علم المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي
نحو التجديد في دراسات الدكتور الجواري
نظرية النقد الأدبي
دلالة الألفاظ في القرآن الكريم
موسوعة الدراسات القرآنية ــ 10 أجزاء
موسوعة أهل البيت الحضارية ــ 13 جزء
هكذا رأيتهم
ديوان شعر ــ ثلاثة أجزاء (5)
شعره
قال من قصيدته (فاجعة الطف الأليمة) وتبلغ (75) بيتاً:
سما عظماً تاريخُكَ الأنجمَ الزهرا وفاضَ بهــاءً تـسـتضيءُ به الذكرى
وسـارَ مـع الأجـيـالِ في نهضاتِها لغاياتِها الــقــصوى فتابعتِ الـمسرى
وخطّ على التاريـخِ بالنورِ صفحةً بــلألائِـــهـــا شــعَّــتْ بطولتُكَ الغرَّا
وأملى على الأحـرارِ درساً مُخلَّداً فــأرهــفـــها ذهناً وحــرَّرَها فــكــرا
وفاضَ جهاداً ضمَّخَ الأفقَ فـجـرُه دمــاءً بــهــا الإسلامُ قد أدركَ الثأرا
وشـقَّ طـريـقَ الـقـائدينَ إلى العُلا صراطاً سويَّاً طاولَ الشمسَ والبدرا
نـسـيـرُ بـه نـحـوَ الكرامـةِ والإبـا لـنـبـلـغَ فـيـهِ الــفـتــحَ مهما علا قدرا
وقــدَّســتُ عزمَ الـثـائـريــنَ وإنّه لعزمٌ حوى الفتحَ الــمــؤبَّـدَ والـنصرا
تعالى مثالاً عـبـقـريـــاً مُــقـــدَّساً على الكونِ قد خطَّتْ روائــعُه سطرا
وفـاحَ بنشرِ الطيبِ منهجُه عطرا وأشـرقَ بــالأبــرارِ مـطـلـعُـه فــجرا
وقال من قصيدة (وقفة في طفوف كربلاء) وتبلغ (31) بيتاً:
قِفْ بالطفوفِ وقوفَ عاكفْ وأسِـلْ مِن الدمعِ المذارفْ
وابـكِ الـغـطـارفَ لــلـــجـــا جحِ والـجحاجحَ للغطارفْ
كــبـكـاءِ والــهــةِ الــفـــــؤادِ عـلى بنيها الموتُ خاطفْ
وانــعَ الأبــاةَ الــمــخــلـصيـ ـنَ وأنتَ ملتهبُ العواطفْ
الــســائــريــنَ إلــــى الــخلو دِ مسيرَ مـنـطلقٍ وزاحفْ
والـمـشـرقــيــنَ عــلى الزما نِ كواكباً تـجـلـو السدائفْ
والــقـائــديـنَ مـــواكـــبَ الـ أجيالِ مِن تلكَ الـمـشـارفْ
حيثُ الـحـسـيــنُ بـ (كربلا) يختطّ بيضاءَ الـصـحــائفْ
مُـتـسـلّـــقــاً قــمَـمَ الــجــــها دِ بـتـالـدٍ مــنــه وطـــارفْ
ومــجـسِّـدُ الأمـجـادَ مـــــــلـ ـحمـةً بـها التاريــخُ هاتفْ
تُـتـلـى بــطــولــتُــه مــع الـ ـدنــيا كما تُتلى المصاحفْ
وأعـــادَ لــلأذهـــــــانِ عهـ ـدَ أبــيــهِ فـي تلكَ المواقفْ
إنَّ الــحــســيــنَ نــضــــالُه بـمـعـاقلِ الطغيانِ عاصفْ
وقال من قصيدة (قف في ربى الطف) وتبلغ (82) بيتاً:
قِفْ بي على الطفِّ واسألْ عن مواكبِهِ أنّــى اسـتـبدَّتْ بها نؤيٌ وكــثبانُ
مُـجــزَّريــنَ عـلـى وجــهِ الصـعيدِ لقىً في كلِّ داجـيـةٍ بـــدرٌ وكــيــوانُ
تـهـابُـهـا مِـن وحـوشِ الـبـيـــدِ عسلانُ رعباً وتحرسُها في الجوِّ عــقبانُ
في ذمَّــةِ اللهِ أشـــــلاءٌ مـــمــــزَّقــــــةٌ وفي ذرى الخلدِ أرواحٌ وأبـــدانُ
في كــلِّ ثــغـرةِ جــرحٍ مِـــن دمـــائهمُ أشـــعَّـــةٌ وتـــرانـــيـــمٌ وألــحانُ
لاحَ الــصــبــاحُ عــليها فازدهى غرداً وجادها الغيثُ غضَّاً وهو نشوانُ
فيا رُبى الطفِّ لا جــافــاكِ مــنــهـمراً مِــن رحـمـةِ اللهِ بالأنــواءِ هــتَّانُ
وقد احتوى ديوانه على قصائد في المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) منها:
(في مهرجان المبعث) النبوي تبلغ (126) بيتاً مطلعها:
سيَّرتَ كوكبةً من اللألاءِ وسكبتَ فجرَ البعثِ والإسراءِ (6)
في المولد النبوي الشريف تبلغ (86) بيتاً مطلعها:
وِلدَ النبي فقيلَ يا نار اخمدي وأفض شعاعَكَ يا جبينَ محمدِ (7)
(ذكرى المولد النبوي) وتبلغ (60) بيتاً مطلعها:
غمرَ البطاحَ شعاعُكَ اللمّاحُ فانجابَ ليلٌ واستقرَّ صباحُ (8)
(مولد النور) في المولد النبوي الشريف وتبلغ (71) بيتاً مطلعها:
غمرَ الفضا بالنورِ وازدهرَ الندي في يومِ ميلادِ النبيِّ محمدٍ (9)
(في مواكبة بردة البوصيري النبوية) وتبلغ (44) بيتاً مطلعها:
لي في مديحِكَ آياتٌ مِن الكلمِ ردَّدتُها بفمي حتى جرى قلمي (10)
(من وحي الميلاد) في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (60) بيتاً مطلعها:
حييتُ ذكراكَ والذكرى تحيينا فالحمدُ للهِ نحييها فتحيينا (11)
(يا رائد الخير للإنسان) في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (89) بيتاً مطلعها:
نوَّرتَ في رشدِكَ الأجيالَ والحقبا وصنتَ في مجدِكَ التاريخَ والكتبا (12)
(من ينابيع الإيمان) في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (43) بيتاً مطلعها:
هُداكَ في صفحاتِ الفتحِ قرآنُ وأنتَ في جبهاتِ الدهرِ عنوانُ (13)
(فجر من الحق) في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (86) بيتاً مطلعها:
فجرٌ من الحقِّ حيّانا فأحيانا تباركَ الفتحُ قرآناً وفرقانا (14)
(المهرجان الأكبر) في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (56) بيتاً مطلعها:
مولايَ هذا المهرجانُ الأكبرُ ولأنتَ أعظمُ والمكانةُ أوقرُ (15)
.........................................................
1 ــ محمد حسين الصغير، المجموعة الشعرية الكاملة ــ المكتبة الأدبية المختصة ــ النجف الأشرف الطبعة الأولى 1441 هـ ج 1 ديوان أهل البيت ص 267 ــ 275 / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 88 ــ 92
2 ــ ديوان أهل البيت ص 279 ــ 288 / / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 261
3 ــ ديوان أهل البيت ص 291 ــ 292 / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 169 ــ 173
4 ــ ديوان أهل البيت ص 489 ــ 493
5 ــ ترجمته عن: الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 257 ــ 258
6 ــ ديوان أهل البيت ص 25 ــ 39
7 ــ نفس المصدر ص 43 ــ 52
8 ــ نفس المصدر ص 55 ــ 61
9 ــ نفس المصدر ص 65 ــ 73
10 ــ نفس المصدر ص 77 ــ 82
11 ــ نفس المصدر ص 85 ــ 91
12 ــ نفس المصدر ص 95 ــ 105
13 ــ نفس المصدر ص 109 ــ 114
14 ــ نفس المصدر ص 117 ــ 126
15 ــ 129 ــ 135
كما ترجم له:
حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 188
محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ص 465
كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 152
كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 4 ص 421 ــ 422
كما كتب عنه العديد من الكتاب منهم: جعفر الخليلي، الدكتور أحمد مطلوب، راضي مهدي السعيد.
اترك تعليق