635 ــ راجح الخزاعي (1373 ــ 1428 هـ / 1953 ــ 2007 م)

راجح الخزاعي (1373 ــ 1428 هـ / 1953 ــ 2007 م)

قال من قصيدة (الشهادة والقيادة) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (23) بيتاً:

هـذي الـبـطـولةُ والفدا     ءُ و(كربلاء)، تـقدّموا

جمعوا الكلامَ ولـملموا      كلَّ الحروفِ وأقسموا

هيهاتَ ما طالَ الردى      مُــهــجـاً لــه تـتـبــسَّمُ (1)

ومنها:

ولـدَ الـحسينُ بـ (كربلا)      المجدُ يشهدُ لا الفمُ

يا صولةَ الحقِّ اصرخي      فـالـحقُّ ليسَ يتمتمُ

واسـتـنـفري هذا الصرا     خَ على ثمودَ يُدمدمُ

ومنها:

في كلِّ يومٍ (كربلا)      وبكلِّ نــاحيةٍ دمُ

يـا قـائـمَ الآلِ الـذي      لا بدَّ فجرُكَ يقدمُ

لا بدَّ آتٍ عــن غــدٍ      خـضـلٍ به نتنسَّمُ

وقال من قصيدة (المظلوم المنتصر) وهي فيه (عليه السلام) أيضاً تبلغ (24) بيتاً:

لكأنَّ صرحَكَ يا حسينُ بـ (كربلا)      يختالُ فـيـه الـفـخرُ وهوَ بيانُ

والـخـلـقُ حـولــكَ يــلهجونَ كأنَّهمْ      زمـرُ الحجيجِ وذكـرُكَ القرآنُ

في إرثِكَ الحيِّ المقيـمِ على المدى      في مثلِ مجدِكَ تفخرُ الأوطانُ (2)

وقال من قصيدة (الذكرى والجراح) وتبلغ (24) بيتاً:

والعينُ ترنو (كربلاءَ) وزهوَها      فترى الحسينَ بها رفيعَ الشانِ

والأذنُ تـسـمـعُ فـصلَه وخـطابَه      وبـيـانَــه يــومَ التـقى الجمعانِ

ولقد تذوَّقَ للعقيدةِ طـعـمَـهـا الـ     ـحلوَ اللذيذَ الـمـسـتـساغَ الساني (3)

وقال من قصيدة تبلغ (29) بيتاً في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بعنوان (لتراب مقدمك الفداء):

وتـشعُّ في نـفـسي هوىً      لابـنِ الإمامةِ والهُدى

لابـنِ الـنـبيِّ المصطفى      وابنِ الوصيِّ المُقتدى

وابنِ الشهيدِ بـ (كربلا)      رمزِ الـكرامةِ والنَدى

الشاعر

راجح بن سوادي بن نبهار الخزاعي، شاعر وباحث، ولد في النجف الأشرف، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من قسم اللغة العربية في كلية الآداب / جامعة بغداد، عام (1975) وعمل مدرِّساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس النجف منذ عام 1975 حتى وفاته.

والخزاعي هو عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين، ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية وله بحوث ودراسات أدبية ومن مؤلفاته:

(من الفضل إلى قحطان ــ دراسة في نسب قبيلة خزاعة)، (سدرة المجد ــ في نسبه)، (إشراقات نور)، (دراسة حول القرآن)،

أما في الشعر فله ديوان بعنوان: (الأمل)، وله أيضاً: (الألفية الإيمانية ــ وهي مجموعة شعرية تحتوي 28 قصيدة على حروف الهجاء) (5)

قال عنه عبد العزيز البابطين: (ما أتيح من شعره تغلفه نزعة دينية إيمانية، فقد كتبه فيما يشبه التوسلات والتضرعات إلى الله تعالى، وكتب عن الإيمان معنى مجردًا وقيمة تملأ على الإنسان قلبه وروحه، وتسعى به حثيثًا في سبل الرشاد. بدا تأثره بثقافته الإسلامية خصوصًا آيات القرآن الكريم التي حلت مادتها في أنساقه وتراكيبه، وما ساقه من معان، وله شعر في الشكوى إلى جانب شعر له يعبر فيه عن هموم وطنه العربي خصوصًا فلسطين.

اتسمت لغته باليسر مع قوة في العبارة، ونشاط في الخيال. التزم الوزن والقافية فيما أتيح لنا من شعره). (6)

شعره

قال من قصيدته (الشهادة والقيادة):

مـاذا أقـولُ وأنــظـمُ      حـيـنَ الــدِّما تتكلمُ

حينَ الشهادةُ أومأتْ      ببنانِها ومـــحـــرَّمُ

هذا الحسينُ وفـجرُه      هـذا الإمـامُ الملهمُ

هذا بكته ملائــــــكٌ      وبكتْ عليهِ الأنجمُ

وقال من قصيدة (المظلوم المنتصر):

يا سيِّدي ولأنتَ شــمـــــسٌ للورى      لا لن تغيبَ وحولها الـدورانُ

بسطتْ على الكونِ الفسيحِ شعاعَها      مــا دارتِ الأفلاكُ والأزمـانُ

وغــدا بــفــضـــلِ اللهِ أجرُ جهادِكمْ      أنــعــامُــه الــحـورُ والـولدانُ

وغدا بفضلِ اللهِ عــقــبـــى دارِكــمْ      دارُ الخلودِ مراتــبٌ وجــنـانُ

في جنَّةِ الــجــنَّــــاتِ فردوسٌ دنتْ      فيها القطوفُ وتحتها النهرانُ

وقال من قصيدة (الذكرى والجراح):

إيهٍ أبا الشهداءِ شــمــسُكَ أشرقتْ      أبداً تبثّ النورَ في الأكــوانِ

لتظلَّ فجراً ليسَ يـحـجـبُــه دجـىً      وتشعُّ نـبـراسـاً بــكـلِّ مكانِ

إيهٍ أبا الـشـهـداءِ عــنـــوانُ الإبـا      سـبـطُ الرسولِ وسيِّدُ الشبَّانِ

ذكراكَ مُلهمتي على طولِ المدى      لهجاً بها في السرِّ والإعلانِ

لـتـشـعَّ فـي نفسي رؤاكَ مشاعراً      تـهوى الفخارَ ويستقيمُ بياني

وقال من قصيدة (لتراب مقدمك الفداء):

نـبـضـاتُ قــلـبٍ أنــشدا      كـالـعـنـدلـيـبِ مــغــــرّدا

ومضاتُ شعرٍ أشـرقـتْ     تشدو: لـمـقـدمِـكَ الــفــدا

فـكـأنّــهــا صُــبــــحٌ بدا      مـنـه الـظـلامُ مُــبــــــدَّدا

وتـشعُّ في نـفـسي هوىً     لابـنِ الإمــامـةِ والـهُـدى

لابـنِ الـنـبيِّ المصطفى     وابنِ الوصيِّ الـمُـقـتــدى

وابنِ الشهيدِ بـ (كربلا)     رمـزِ الـــكـرامـةِ والنَدى

نبراسِ كلِّ مــجــاهــــدٍ      سادَ الــكــرامَ الــشُــهَـــدا

ركبَ الحتوفَ وجــالها      حُرَّاً كــريــمـــــاً ســيِّــدا

حزّ الصوارمَ والــمُدى      ما أســلــمــوهُ إلى الرّدى

ومضى لواءً خــافـــقــاً      أبــدَ الــزمــانِ مــمـــجَّدا

لترابِ مــقــدمِــكَ الـفِدا      يا بن الأُلى شادوا الهُدى

الــفــائــضــينَ سـماحةً      والصابريـنَ على الرَّدى

صاروا لــكــلِّ كــريمةٍ      ولــكــــــلِّ رائـــعــةٍ يدا

ولكلِّ ما يهبُ الــكـــرا     مُ وكــلِّ عــذبٍ مـــوردا

هامَ الــفــؤادُ بــحــبّــهمْ      ولصوتِهمْ نبضي صـدى

همْ فكرتي، ولــحــبّــهمْ      راحَ الــنــظــيــمُ مـجـدِّدَا

يا ربِّ زدني حـــبَّــهـمْ      فهمْ الولاءُ على الــمــدى

يا ربِّ زدني حــــبَّـهـمْ      كيما أمــوتَ فـــأولــــــدا

إنّ العظيمَ إذا انـــتـهى      لا ينتهي، فــقــد ابــــتــدا

يا أيُّها الـــنـــورُ الـذي      لــمّــا يـــزلْ لن يَخــمــدا

يهـبُ الحـياةَ تــــوهُّجاً      وينيرُ دربَ مَن اهــتــدى

يا أيُّــهـا الـسـيفُ الذي      لــمّــا يــزلْ لــن يُــغــمدا

يُعلـي الفضائلَ والنهى      ويَـقـرُ عـينَ من اقــتــدى

هــذا أوانُــكَ ســيـــدي      أنجز ـ فــديــتُكُ ـ موعدا

لتضيءَ فيه ســمـــاءنا      والأرضُ تضحي مسجدا

تحدو بنا في جــحــفـلٍ      يبني الــعُــلا والــســؤدَدَا

مولايَ قد بــلــغَ الزّبى      سيلُ الــظــلامِ وأزبـــــدا

والفجرُ في إطـــلالــــةٍ      يــأتــي عــلــى ليلِ العِدا

.........................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 40 ــ 41 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 30 ــ 31

2 ــ نفس المصدر ص 175 ــ 176 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 29 ــ 30

3 ــ نفس المصدر ص 219 ــ 220 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 31 ــ 32

4 ــ موقع مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي ــ الأدب المهدوي العدد 9 بتاريخ 23 / 9 / 2013

5 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 144

6 ــ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين ص 2426

ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ض 153

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 229

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار