575 ــ عباس آل أسعد الكاظمي (1275 ــ 1345 هـ 1857 ــ 1926 م)

عباس آل أسعد الكاظمي (1275 ــ 1345 هـ / 1857 ــ 1927 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (59) بيتاً:

ولـئـن غـدا شـلـواً بـعـرصةِ (كربلا)      بالـتـربِ مُـنـعفِراً خضيباً بالدمِ

فالموتُ تحتَ شبا الصفاحِ بحومةِ الـ     ـهـيجاءِ من شِيمِ الشجاعِ المُقدِمِ

عـجـبـاً لـمَـن قد كانَ نـوراً سـاطـعـاً      في العرشِ يصدعُ كلَّ ليلٍ أظلمِ (1)

الشاعر

الشيخ عباس بن محمد بن أسعد بن قاسم بن صالح بن عبد الحسين بن حجيجي الچلبي الطائي الكاظمي، عالم وشاعر، ولد في الكاظمية، ودرس فيها على يد كبار العلماء منهم: الشيخ أسد الله بن محمد علي الخالصي، والشيخ علي بن محمد تقي آل أسد الله، والشيخ مهدي الخالصي، والسيد مهدي الحيدري، والشيخ محمد جواد محفوظ وغيرهم.

قال عنه الشيخ أغا بزرك الطهراني: (كان من علماء الكاظمية الأفاضل، وأئمة الجماعة الموثقين. وهو من أهل الفقه والورع والفضل والصالح، قد عرفته عندما ذهب إلى الجهاد في سنة (1333 هـ)، وقد خدم دينه وأمته في ساحة الحرب مع حجج الإسلام الأعلام، حتى انكسر الجيش وتراجع ودخل الإنكليز. وقد عاد إلى الكاظمية مشتغلاً بالتدريس والإفادة والوعظ والإرشاد ...) (2)

وقال عنه أيضاً: (كان في الأواخر في سامراء ثلاث سنين من الطلاب والمشتغلين عند الشيخ باقر حيدر وغيره). (3) ووصفه أيضاً بـ (الفاضل المجاهد) وذكر أن (له ديوان شعر). (4)

توفي آل أسعد في الكاظمية.

شعره

قال من قصيدته:

فـئـةٌ أبـتْ إلّا الــتــقــحُّــمَ في الوغى      حـفـظـاً لـذاكَ الـسـؤددِ الـمُـتـقدِّمِ

ورثـوا الـشـجـاعـةَ بـاسلاً عن باسلٍ      عن كلِّ عبلِ الساعدينِ غَـشـمشمِ

ما أومـضـتْ مـنـهـمْ بـروقُ صوارمٍ      إلّا وأمـطـرتْ الـطـلا عـلـقَ الدمِ

وإذا همُ اخترقوا الصـفوفَ فلا تـخلْ      إلّا صواعقَ من شواظي مضرمِ

حـتـى إذا رأوا الــحــيـــاةَ ذمــيـــمةً     والـمـوتُ فـي الهيجاءِ أكبرُ مغنمِ

وردوا حياضَ الموتِ عندَ شبا الظبا      فـكـأنّـه وردَ الــفـراتَ الــمُـفــعـمِ

وثووا على الرمضا تلفُّ جـسـومَهم      أطـمـارَ مُـشـتـجـرِ القنا المُتـحطّمِ

ومـضـوا بـجـنـبِ الـعـلقميِّ ظما فيا      لا سـاغَ لـلـورَّادِ نـهـرُ الـعـلــقمي

درجـوا ولـكـن بـعـدهـا غدتِ الظبا      والـسـمـرُ بـيـنَ مُـثــلّــمٍ ومُـحــطّمِ

وأقـامَ فــردُ الـمـجـدِ فـرداً لا يَـرى      غـيـرَ الـحـسـامِ نـصـيـرَه والـلهذمِ

فانـصـاعَ كـالـلـيـثِ الهِزبرِ مُدمدِماً      يـحـمـي عـريـنـتَـه بـحـدِّ مُـصــمَّمِ

وغـدا يـفـي ديـنَ الـنـبـيِّ بـمـهـجـةٍ      مـشـبـوبـةٍ بلظى الوشيجِ المُضـرمِ

يـروي الـسـيـوفَ من الدماءِ وقلبُه      ظـامٍ تـفـتَّـتَ مـن ظـمـا وتـضـــرُّمِ

 حـتـى أتـاهُ مــن الـدعــيِّ مُـحــدَّدٌ      لـم يـعـد حـوزةَ قـلـبـهِ الـمُـتـضـرِّمِ

سـهـمٌ أصـابَ مــحــمـداً ووصـيَّه      والـديـنَ والـطـهـرَ الـبتولةَ إذ رُمي

فـهـوى بـمـشـتـبكِ الـنزالِ لوجهِهِ      نـهـبَ الـقـواضـبِ والـقـنا المتحطّمِ

وغدتْ تُهشّمُ جسـمَـه خـيـلُ الـعدا      والـهـفـتـاهُ لـجـسـمِـهِ الـمُـتـهـشّــــمِ

....................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 4 ص 71 ــ 74

2 ــ طبقات أعلام الشيعة ج 3 ص 1015

3 ــ هدية الرازي ص 109

4 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 ص 681

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار