556 ــ عبد الأمير علي جاووش (ولد 1382 هـ / 1961 م)

عبد الأمير علي جاووش (ولد 1381 هـ / 1961 م)

قال من قصيدة (عهداً للطفوف) وتبلغ (32) بيتاً:

غـلـطـةٌ أن تـحـسـبَ الـطـفَّ بــمـيزانِ السياسة

أي صراعٍ حولَ عرشٍ ينتضي سـيفَ الشراسة

(كربلا) نـورٌ مـن الـتـوحـيـدِ يـمـتـازُ الـقــداسة

أو صـراعُ الـعـقـلِ ضـدَّ الـجـهلِ كانتْ ليس إلّا (1)

وقال من قصيدة (بدعة التكفير) وتبلغ (21) بيتاً وقد كتبها بعد فتوى تكفير إمام الحرم المكي للشيعة وجواز قتلهم

إنّي وما أبكي على فعل القضا      فالـحـكـمُ للهِ الـذي يـقضي الحكمْ

لكن بكائي للأولى في (كربلا)      سبطٌ على سيفٍ ورمـحٍ انـقـسـمْ

أبـكـي لـعـبـاسٍ ومـا مِـن بعدِه      قد أحكمتْ كفُّ على طيبِ الشيمْ

أبكي خياماً أحرقتْ قد ضُمِّنتْ      أو ضـمّـهـا جـعلَ السماءَ كالخيمْ

ومنها:

مـاذا أفـادتْ وقعةٌ في (كربلا)      هل غير تبكيتٍ لمن يرعى الذممْ

أودتْ على آلِ النبيِّ المصطفى      حـتى غدى طعماً لذي غلٍّ وسمْ

من شرَّفتْ أفـعـالُـه عـلـيـائـهـا      أضـحـى لـه وتـرٌ وحـقُّ مهتضمْ

وقال من قصيدة (سيد الأمل):

أولاء من عصفوا بـ (كربلا)      أكـرمْ بـهـمْ واعـلـو بـهـــمْ فخارا

اذكـرْ لـعـبـاسٍ عـلـى يـديـــهِ      شـرفٌ عـلـى قـيـمِ الـفـدا تـبارى

يا سـيـدَ الأمـلِ الـنـبـيلِ جوداً      ضربَ النوالَ على النوى شعارا

الشاعر

عبد الأمير بن علي بن طالب آل جاووش الخزعلي، شاعر وكاتب ولد في الكاظمية وتخرج من معهد التكنولوجيا، وقد نشأ نشأة دينية أدبية حيث أجواء موكب ومسجد (خمسة أهل الكساء) في مدينته، تأثر كثيراً بشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، وحفظ كثيراً من شعره، كتب القصيدة العمودية والموشّحات وشارك في كثير من الاحتفالات والمهرجانات الخاصة بالأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وله مجموعة شعرية مخطوطة.

شعره

قال من قصيدة في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) تبلغ (28) بيتاً:

ومصباحٌ علـى الدنيا     شفيعُ الموتِ والـحـشـرِ

فزدْ حـبّـاً تطبْ نفساً     ومُتْ إن كنتَ لا تدري 

أبـو الـزهراءِ إنسـانٌ     مِـن الـعـيـنـيــنِ والدهرِ

زماناً أطلسـاً أضحى     وأمسى صاحبَ العصرِ

ولولا أحـمـدٌ يـهــدي     لدامتْ شــرعـةُ الـنُــكرِ

أمـيـنُ اللهِ فـي خــلقٍ     على الإعــلانِ والـــسّرِ

وأبـهـى غـايـةِ الملكِ     وأنـدى صــفـــوةِ الـنذرِ

رسـولُ الله مـحـمـودٌ     فـزدْ بالحمدِ والــشـكــرِ

هوَ المعهودُ أوصـافاً     مـن التـوراةِ والــسِّـــفْرِ

هوَ المعنيُّ بالـبشرى     مِـن الإنجيلِ والـــزبــرِ

هوَ المقصـودُ تحميداً     مِـن الآيـات والــذكـــرِ

وسـاقي كوثرِ اليُمنى     وهادي الناسِ لـلـخـيـرِ

وأزكى هاشمٍ نــسـلاً     وجدّ الــســادةِ الــزهـرِ

أيا يـومـاً لـمـولــودٍ     ومــنـه لـيـلـــــةُ الـقـدرِ

لقد تـاهـتْ به الدنيـا     علـى الأكوانِ بـالـفـخـرِ

لقدْ أســرى بـمعراجٍ     وحـتى مُـنـتـهـى السدرِ

فأوحى الله ما يُوحىْ     بديـنِ الأمــنِ والــوفــرِ

بـنـهجِ الـحبِّ إيـماناً     علـى الإحـــسـانِ والبرِّ

عـليه (الله) قـد صلى     فــصـلـوا أمَّـة الــيـسرِ

وقال من أخرى في مدحه (صلى الله عليه وآله) أيضاً:

غلبَ الدمعُ المآقي      حيث في طهَ اشتياقي

******************************

قسماً بـالـبـيتِ إنّي      لا يزالُ الحبُّ ديني

كـلّـمـا أزدادُ شوقاً      زادَ بــاللهِ يــقـيـنــي

فأرى الأشياءَ كلاً      أنّــهـا وجــهُ الأمينِ

في رسولِ اللهِ حقاً      

كانَ ديني واعتناقي     حيث في طهَ اشتياقي  

******************************   

كـلُّ شــيءٍ قد تـراءى     أحمداً في الخافقين

كـان نـهـجـاً مـن عليٍّ     أو طـريقاً للحسين

صارَ في نفسي صلاةً     إذ هُما كـالـقـبـلتين

هـكذا الأرواحُ عاشت

في خلودِ الدهرِ باقي      حيث في طهَ اشتياقي

***************************

ما اعتنقتُ الدينَ لهواً      إنّـمـا أحـيـا كـيـاني

بـثّ فـي قـلـبـي حياةً      بدَّدتْ خوفَ الزمانِ

حيثُ كان الـحيُّ ديناً      فإذا الشوقُ اعتراني

فـأنـا والـحـبُّ صرنا

كـسـراجٍ واحـــتـراقِ     حيث في طاها اشتياقي

وقال من قصيدة (لأنصار وعد) وتبلغ (22) بيتاً وهي في الإمامين العسكريين (عليهما السلام):

سلامٌ على ذي القبابِ بـنــاءا     هـدى الأنـبـياءِ عــلــيـها تراءى

سلامٌ على العسكريينِ فـيــهم     قضـى اللهُ بالــحــبِّ أجراً وفاءا

سلامٌ على وارثِ الصـالحينَ     ومــهــدي الزمـانِ سـلاماً كفاءا

سلامٌ على آلِ يــاســيـنَ حتى     يقـــــومُ الزمانُ عـلـيـهـمْ ثـنـاءا

أيا صاحِ هذي مــعـاقلُ وحيٍّ     لمـنْ وحدّوا عـاقـــــدتـهـم لواءا

وهـذي مـنـارٌ لــعــهــدٍ كريمٍ     بــهــا يهتدي الدهرُ حتى أضاءا

همُ الشمسُ من مطلعٍ لا أفولٍ     فمـا تستوي الشمسُ فيهم سواءا

وقال من قصيدة (لم أكتب الشعر ملهاة) وتبلغ (22) بيتاً:

إني لمدحِ الـحـسـيــنِ عاشقٌ أبداً     والشعرُ عنديْ لموصولٌ بـه سببا

من بـيَّـنَ الـحـقَّ تـمـجــيداً لأمَّتِهِ     حـتـى وانْ خـانَ قـومٌ بـيـعـةً كذبا

إنّــي فـداءٌ لـنـعـلـيـــهِ ولا كـفـؤاً     لا يستوي السنديان الحّرُّ والحطبا

قـالـوا جـنـونٌ وأوهـامٌ على أملٍ     أنْ تـدّعـي خـادمـاً فـي حـبِّهم لقبا

قلتُ الذي جادَ بالخيراتِ أكرمَها     مـا كـانَ لـلـنـاسِ أمّـاً غـيــرُه وأبا

قـد أطعمَ الناسَ مِن علمٍ جواهرَه     يـمـشـي مـوازاةَ نـجمٍ ماله طـلـبـا

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الكاظم (عليه السلام) تبلغ (12) بيتاً:

طـــلـــعَ الــصــبــــاحُ من الغدِ      عجباً لـصـبحٍ أسـودِ

أزفــتْ بــيـــومِ الـــديــــــنِ أمْ      كـفـروا بـربِّ مـحمدِ

أمْ في الضحى موسى ابن جعـ     ـفرَ والمماتُ بموعدِ

مــن دونِ آلِ الــمــصــطــــفى      فالخلقُ لـمَّـا يـهتدي

مَــن يــعــــرفِ اللهَ الــــــــذي      لــولاهــمُ لــمْ يُـعـبـدِ

لـهـفـي عـلـى الـمـسـمـــومِ ما      قاسى بها من أثـمـــدِ

نزقُ الــطــغــاةِ كـــلالـــــــــة      كـلّـتْ بـسيفٍ من يدِ

واسـتـذأبــوا لـــكـــن عـــلـــى      فـتـكٍ بــآلِ مــحــمّـدِ

وقال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (18) بيتاً:

حـريـةُ الإنــســانِ لا الــقـدرُ      قلبُ اليتامى حينَ يُعتـصرُ

وجـهٌ أفـادَ الـطـفَّ لــوعـــته      وجـهٌ لـعـبـاسٍ هـوَ الـقـمرُ

هلْ علّمَ الكـفـيـنَ مِــن أثــــرٍ      أمْ تـشـهدُ الكفانِ ما الأثــرُ

مَن ذا يزيدُ السرَّ عن حجبٍ      غيرَ الذي بـالـنـورِ يـسـتترُ

يا روعـةَ الـتـنزيلِ في غُـررٍ      فاشهدْ لها تشهدْ لكَ السورُ

يـبـكـي أخـاهُ الـحـبَّ في ولهٍ      قـلـبٌ ويـدري أنـه بــشــرُ

وقال من قصيدة (سيد الأمل) وتبلغ (13) بيتاً:

لـو نـازلٌ تـركَ الـورى حـيارى     جـادَ الــزمــانُ بـفـتـيــةٍ غَـيـارى

عزموا فما هُزموا على الصمودِ     إلاّ وقـد كـتـبــوا لـهـا انـتـصـارا

شربوا السماحَ على الإبـاءِ حـتى     طعِموا الرَّدى بعدَ الهدى اقتدارا

وتـعـاهـدوا سُـنـنَ الـكـتابِ نهجاً     وتـجـالـسـوا فـلـكَ الـنــدى مدارا

الـواهـبـونَ نـــوازعَ الـضـمــيـرِ     وبـمـا يُـقـــسِّـــمُ جــنّـةً و نـــارا

والـوارثــونَ مــحــمــداً، عُـــلاهُ     والـمُـشـبِـهـونَ لــحــيــدرٍ قرارا

منْ حـوّطـوا بـحـرَ الـزمـانِ طفاً     مـنْ حـوّلـوا لـيـلَ الـدجـى نهارا

أولاءِ مـنْ عـصـفـوا بـكـربــلاءٍ     أكـرمْ بـهـم وأعـلـو بـهـم فـخـارا

اذكـــــرْ لـعـبـاسٍ عـلـى يــديــهِ     شـرفٌ عـلـى قـيـمِ الـفـدا تـبـارى

يا سـيـدَ الأمـلِ الـنـبـيـلِ جـــوداً     ضربَ النوالَ على النوى شعارا

رجلَ الطفوفِ يـريـدكَ الـعَــلاءُ     قـهـراً وأنـت تـريــدهُ اخــتـــيارا

يـهـنـيـكَ شـعـبانُ الرجاءِ شهراً     عـبـقُ الـمـبـاهـجِ أيـنعَ اخضرارا

شـهـرٌ ومـن نــــــفـحـاتـهِ إمـامٌ     يـلِـجُ الـبـحـارَ وَيــشــقـــها غِمارا

وقال من قصيدة (عهدا للطفوف) وتبلغ (32) بيتاً:

سـيِّـدي مـالي سواكمْ      في الورى شيخٌ ومولىْ

أهلُ بيتٍ يا ترى مَن      غـيـركـمْ بـالــدارِ أولـىْ

يـشـهـدُ الـقـرانُ فيكمْ      بـعـده أرضُ الــمُـصلىْ

آلُ طــه مــثــــلُ طه      في اعتقادي، لــيـسَ إلّا

***************************

اجعلِ الآهـاتِ دمـعـاً      بـلْ دمـاً مـن كـلِّ عـينِ

أمّـة الــتــوحــيـدِ كلٌّ      كـانَ أنــصـارَ الـحسينِ

وانـدبِ الاثـنينَ يوماً      غـالـهـا ظــلــمٌ ﺑ مــيــنِ

فـالـتـزامُ الدينِ عهداً      لـلـطـفـوفِ، لـيــــسَ إلّا

وقال من قصيدة (بدعة التكفير):

مـزّقــتُ أوراقــي وأسـكـتُّ الــقلمْ      أودعتُ أشعاري بصفـحاتِ العـدمْ

كي لا أرى موتَ النفوسِ بلـوعـة      مِـن حـرقـةٍ ماتتْ على كـفِّ النـدمْ

هـل تـعـلمُ الأيامُ عن ماذا جــرتْ      أم يعرفُ الـتـأويـلُ فـيها عن وهـمْ

تـبـدي جـراحـاً ثـم تـوري عــلـة      تـلـهـي حـيـاةً بالكرى بـعد الـسـقــمْ

أمْ مــحــنــةُ الأخـلاقِ فـي إنــيَّـةٍ      من عهدِ إبـلـيـسٍ ومُـذ ذاكَ الـــقِـدمْ

سَلْ عهدةَ الـتـاريـخِ كمْ مِن قصَّةٍ      قـربـانُــهـا الإنــســانُ يُـفدى للصنمْ

هل تـنـتهي الأيامُ عـمَّـا أحـرزتْ     ألـفٌ مـضـى عـامٌ عـلـى عــامٍ بدمْ

يا أمَّةَ الـقـرانِ يـكـفـيـكِ الـعـــدى      أمسى نزيفُ الجرحِ من يحكي بفمْ

أينَ الـضـمـيـرُ الـحـيُّ غـادرَ أمَّةً     سـادتْ بــأخـلاقٍ عـلـى كــلِّ الأممْ

أمـسـتْ ولا عـهـدٌ لـهـا في دينِها      مـثـلَ الأفـاعـي صـلّـها أعمى أصمْ

يا أمَّـتـي تـفـديــكِ نـفـسـي مهجةً      لـمْ أفـتـدي يوماً بهـا خـيــرَ الـنِّـعـمْ

إمَّا تـكـونـي خـادمـاً فـي كـعـبــةٍ      أو فـارسـاً يـزهو على رأسِ الهرمْ

.......................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 4 ص 159 ــ 174

كاتب : محمد طاهر الصفار