محمد سناء الشلاه الأعرجي (ولد 1369 هـ / 1949 م)
قال من قصيدة (يوم الطفوف) وتبلغ (19) بيتاً:
كمْ فيهِ دستورُ الشريعةِ حرَّفوا وحديثهم عن (كربلاءَ) رياءُ
فـيـهِ الـجـريـمةُ كشَّرتْ أنيابَها وبـذبـحِـهـم يـتـفـاخـرُ اللعناءُ
فيهِ وريثُ الأنـبـيـاءِ جـمـيعُهم وله انتمى الأحرارُ والشهداءُ (1)
وقال من أخرى تبلغ (24) بيتاً في ولادات الأطهار (عليهم السلام) في شهر شعبان:
وبـ (كربلا) صولاتُه شهدتْ له كم جندلَ الأبطالَ في الميدانِ
وخـتـامُـهـا نـورٌ يـشـعُّ بـكـونِنا ولـه انـتـظـرنا حقبةَ الأزمانِ
فـمـحـمـدُ الـمـهـديِّ باتَ ملاذنا بـل إنَّ منه عـزَّتـي وكـيـاني (2)
الشاعر
السيد محمد سناء بن حميد بن جابر الشلاه الأعرجي، ولد في الحلة وهو حاصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية عام (1970)، ثم حصل على بكالوريوس من كلية الآداب الجامعة المستنصرية قسم اللغة الفرنسية (1976).
له من المؤلفات:
محطة الأنواء الجوية
طبقات الجو وتقلباته
العوامل المؤثرة في الأنواء الجوية
الراديوسون
ديوان شعر مخطوط. (3)
قال من قصيدته (يوم الطفوف):
يـومَ الـطـفوفِ مـلاحــــمٌ حـمـراءُ وبـظـلّـه قـد خُـلّـدتْ أسـمــــاءُ
ولوقـعـةٍ عـجزَ الأنـــامُ بوصـفِـهـا مِن أنَّـهـا هـيَ تـلكمُ الـخـيـلاءُ
ولكلِّ مَن خاضَ الـــمعاركَ قـصَّةٌ ولــفـعـلِـهـم ذي تـشهدُ الغبراءُ
وتوسَّدتْ أبــدانُـــهــم ذاكَ الـثـرى دونَ الـرؤوسِ فـكـلّـهـا أشلاءُ
وليومِ ذاكَ الـطــفِّ عزمٌ واضــحٌ وبـشـارةٌ بـعــدَ الدّجى أضـواءُ
وبلغزِهِ كلُّ الـــعــقــولِ تــعـطّلتْ والـسـرُّ قــد حـارتْ بهِ العقلاءُ
فيه دروسٌ والــمـــواعـظُ جمَّـــةٌ لذوي البصائرِ والخمولِ سواءُ
فـيـهِ لـقـرآنِ الإلــهِ حــــضـــورُه ولــكـلِّ مَـن أدّى الصلاةَ دعاءُ
كمْ فيهِ دستورُ الشريعةِ حـرَّفـــوا وحـديـثـهم عن (كربلاءَ) رياءُ
فـيـهِ الـجـريـمةُ كشَّرتْ أنيـــابَـها وبـذبـحِـهـم يـتـفـاخـرُ الـلـعـناءُ
فيهِ وريثُ الأنـبـيـاءِ جـمـيــعُــهم وله انتمى الأحرارُ والـشـهداءُ
خرجَ الحسينُ مـن المدينةِ خائـفاً كخروجِ موسى خلفَه الأعــداءُ
ما خـافَ مـن مــوتٍ لديهِ محقّقٍ فـالـمـوتُ آتٍ والـخـلـودُ بـقـاءُ
خـوفـاً عـلـى الإسـلامِ قـدَّمَ نفسَه فـالـديـنُ يـبـقـى والـنفوسُ فداءُ
وسعادةٌ في الموتِ دونَ عـقـيـدةٍ لا ذلّـة يـسـعـى لـهـا الـطـلـقـاءُ
ولـحـكـمـةٍ تـلـكَ الـعيالُ يقـودُهـا وطريقُ مسلكِهِ هوَ الـصـحراءُ
هذا الحسينُ أخو الزكيِّ المجتبى سـبـط الـنـبـيِّ وأمُّـه الــزهراءُ
وابـنُ الذي يسقي الأنامَ بحوضِهِ يـومَ الـورودِ وجـنَّــةٌ خـضراءُ
يا يومَ عـاشـوراءَ صـرتَ مُخلّداً فـي كـلِّ يـومٍ لـلـجـهـادِ نــــداءُ
وقال من الأخرى:
يـا كـلَّ حـزنـي لـن تعودَ مُجدَّدا فـلـقـد تـهـاوتْ كـفّـةُ الـميــزانِ
أطلقتُ ما يحوي العنانَ لفرحتي وعزفتُ ما أشدو من الألــحانِ
ولـشـهـرَ شـعــبـانٍ عشقتُ ليالياً قد ألهبتْ في وقعِها أشــجـــاني
فـيـهـا ولاداتٌ تـفـوحُ بـعـطرِها ورذاذها أبـهـى مـن الـريـحــانِ
وبها دروسٌ مذ عرفتُ فصولها أدركتُ ما تحوي عظيمَ مــعـانِ
فيها الـرجـولـةُ والـوفــاءُ تـعانقا فـنـقـاوةُ الإخـلاصِ لـلـوجـــدانِ
فبدايةٌ كانَ الـحـسـيــنُ ولـــيـدَها سادَ الشبابَ بروضةٍ وجـنــــانِ
مـنـه تـعـلّـمـنـا الــحـياةَ كـريمةً مـوتٌ بـعـزٍّ لا لـــذلِّ هـــــــوانِ
وولادةٌ كـانَ الـوفـاءُ يـســـودُها فـيـهـا فـداءُ الـنـفـسِ للإخــــوانِ
فلموقفِ العباسِ يومَ طـفــوفِـهـا والماءُ مطلوبٌ لدى الـظــــمـآنِ
وبـعـيـدِهـا أخـرى يـشعُّ بـريقُها أعـنـي بـه الـسـجَّـادَ لـلـــرحمنِ
صبرٌ وزهدٌ في الكريمِ تـجمَّعتْ مـنـه عـرفـنـا مـبــــدأ الإحسانِ
قـبـلَ الـخـتـامِ ولادةٌ لــعــلــيِّــها ذاكَ الـشـبـيـهُ بـسـيِّــــدِ الأكوانِ
وبـ (كربلا) صولاتُه شهدتْ لـه كم جندلَ الأبـطالَ فـــي الميدانِ
وخـتـامُـهـا نـورٌ يـشـعُّ بـكـونِـنا ولـه انـتـظــرنا حـــقبةَ الأزمانِ
فـمـحـمـدُ الـمـهـديِّ باتَ ملاذنـا بـل إنَّ منه عـــــزَّتـي وكـيـاني
فـالـيـومَ مــولــودٌ لآلِ مــحـمــدٍ وبزوغُه في النصفِ من شعبانِ
ليزيحَ من نشرِ الفسادِ بأرضِـنـا ويــحــطّمَ الأصنامَ في الأوطانِ
وبـسـيـفِـهِ ديني سيبزغُ مـشرقـاً ويُـثــبِّــتَ الأركــانَ لــلإيــمـانِ
وظهورُه عـدلٌ يـحـقّــقُ حـلمَـنا هوَ رحــمــةُ الــرحـمنِ للإنسانِ
ولـيـنـجـلـي ظـلــمٌ ألمَّ بأهـلِــنــا ليكونَ كلُّ العدلِ فـي الــعـنـوانِ
فبجدِّه خُتمتْ رســالاتُ الــسـما وبـشـخـصِـه سـيـخــتَّــمُ الثقلانِ
فـأئـمَّــةٌ أطــهــارُ كـانَ أخيرُهم ولـعـلـمِــه بــشـــراكــةِ الــقرآنِ
سـأقـرُّ عـهـداً بــالـولاءِ لـديـنِهم وأصـوغُ شـعـراً سـابغَ العرفان
......................................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 157
2 ــ موقع مركز الإعلام الدولي بتاريخ 25 / 3 / 2021
3 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 156
كما ترجم له:
الدكتور سعد الحداد:
تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 137
اترك تعليق