عبد مسلم الجنابي (ولد 1380 هـ / 1960 م)
قال من قصيدته (قرى العاشقين) وتبلغ (27) بيتاً:
غزلتْ خيوطُ الـشمسِ أسورةً وقـلائـداً لـقـصائدِ الشعرا
سَـلـنـي أجـيـبُـكَ إنـنـا وطـــنٌ يسعى إليهِ الكونُ مُعتمرا
وادي السلامِ و(كربلا) وهبتْ لـلـزائـرينَ الذنبَ مُغتفَرا (1)
الشاعر
عبد بن مسلم بن كتاب آل نشمي الجنابي، المعروف بـ (أبو يعرب الجنابي) ولد في مدينة القاسم / الحلة، وكتب الشعر منذ بواكير حياته ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية، وشارك في العديد من المسابقات الشعرية وحصل على المركز الأول في مسابقة النور العالمية، والمركز الثاني في مسابقة الغدير ومسابقة شاعر الحسين، وله مجموعتان شعريتان مخطوطتان. (2)
شعره:
قال من قصيدته (قرى العاشقين):
لـلـعـاشـقـيـنَ مـدائــنٌ وقُـــرى نـقـشـتْ عـلـى أعتابِها السَّــفرا
مـن كـوكـبِ الـمـرِّيـخِ زاحـفـةٌ فتدلهمتْ فوقَ الطفوفِ عُــرى
شـجَّـتْ جـبينَ الشمسِ صاعقةٌ وضـحـاهُ ظامٍ يعصرُ الحَــجَرا
والليلُ مطرقةُ الـسـيـوفِ غــدا فجراً بأهـدابِ الـضُّحى نـحـرا
هــذي حـقـولُ الـقـمـحِ دانــيــةٌ لـلقطفِ رأسٌ غازلَ الـــقـمـرا
صـوتٌ تـجـلـجـلَ بـالــنـداءِ ألا مِـن نـاصـرٍ فـيـه الفــؤادُ يُرى
وجــهُ الإلــهِ بــكــلِّ نــازلـــــةٍ مَن مالَ عنه الـوجـهَ قــد كفرا
ولــراكــبِ الـعـلـيـاءِ مــنـقــبـةٌ لمْ يخشَ مَن في درعِـهِ استترا
ويـنـامُ فـي عينِ الـردى جــلـداً والـخـوفُ بـين جـفونِهِ انتحرا
ويـخـيـطُ مـن قرعِ السيـوفِ له ثـوبـاً وفـيـه يــنــازلُ الخطرا
بـاتَ الـذي فـي رزئِــهِ ثــمــلاً والـنـارُ تـأكــلُ وجـهـه الأشرا
أوجـاعُـنـا مـلءَ الـسـنـيـنِ وما عـزفـتْ لـغيـرِكَ بالجوى وترا
شـهـدتْ لـنـا الـدنـيا بما رمقتْ لله بُـنّــا لــلـــتّــقــــى أمَــــــرَا
وعلى الحسينِ دموعُنا بسطـتْ كـفَّــاً طــهـــوراً يـرفـعُ القدرا
وبـهـا اسـتجابَ الله في زمنــي مِـن بـعـدِ جـدبٍ أنزلَ المطرا
وكأنّها الـفـرقـانُ فـي مُـقـلــــي وعـلـى الـخدودِ تعاقبتْ سُوَرَا
من ذا يلمني والحسينُ رقـــــى عـرشَ الـرمـاحِ لـيـنقذَ البشرا
قطعوا لأمِّهِ أيـكـةً مــــنـــحـتْ لـلآهِ فـي فـقـدِ الــنـبـيْ ثــمـرا
والعينُ يا زهراءُ قـد غــرسـتْ لـلـنـوحِ فـي كلّ الفضا شجرا
مُدّتْ عيونُ العشقِ في وجــلي وعـلـى الـخـدودِ نـديُّها انهمرا
سـعـرتْ بـقـلـبِ الـحـقدِ قــنبلةٌ وتزمجرتْ في وجهِ من نكـرا
ذاكَ الذي عادى الـحـسيـــنَ له لـحـدٌ بــنـارِ جـهـنـمَ اسـتــعرا
أصِـغْ إلــيَّ فــإنــنــا وطــــــنٌ بـدمِ الـشـهـادةِ عاشَ وانتصرا
بــدرٌ يـلـوحُ بـكـلِّ شـاهــقــــةٍ أنـوارُ تـبـرٍ تـخـطـفُ التبصرا
غزلتْ خيوطُ الـشمسِ أسورةً وقـلائـداً لـقـصـــائــــدِ الـشعرا
سَـلـنـي أجـيـبُـكَ إنـنـا وطـــنٌ يـسـعـى إلـيـهِ الـكـونُ مُـعتمرا
وادي السلامِ و(كربلا) وهبتْ لـلـزائـرينَ الــذنــبَ مُـغـتـفَـرا
وقال من قصيدة (ليل القرائح)
لـيـلُ الــــقـرائـحِ ضـجَّ فــيـكَ نـيـــاحُ يا ليتَ جفنَكَ مـا تـلاهُ صــبـــاحُ
الـشـمـسُ تـكـسـفُ والــــبدورُ أوافـلٌ مـوتـاً عـلـى رئتي تهبُّ ريــــاحُ
أمشي على خطوِ الـــضحـى متبـاطئاً كي لا تفزَّ على خُطايَ جـــراحُ
لـيـلُ الـقـرائـحِ مــا تقولُ لـما جــرى عن أيِّ شيءٍ والـمـنونُ وشـــاحُ
عـن أيِّ ديـــنٍ مـا جـرى أو ســـنَــةٍ ولأيِّ أمـــــرٍ والدمـاءُ تُـــــسـاحُ
هلْ جــاءَ في أجرِ الـرسـالةِ هـــكـذا الــقتلُ في آلِ الـنـبـيِّ مُــبـــــاحُ؟
يـا لـيـتَ ذاكَ الـيومَ غارَ صـباحُــــه وضـحـاهُ مـكـلومٌ وفيهِ ضـــبـاحُ
والبدرُ فوقَ الماءِ خـطّ مـنـاهـــــجـاً لـلـثـائـريـنَ مدارسٌ ونـــــــجـاحُ
لـولاهُ سـاخَ الـكـونُ ضـلَّ مـــــدارُهُ تاهَ الـمـجـيءَ وفـيهِ تـــــاهَ رواحُ
وشبكتُ عشري فوقَ أزمنةِ الـورى والـجورُ يحكمُ حـلَّ فــيـه سـلاحُ
يـا مـنـقـذاً لـلـديـنِ نـشـكـو هــمَّــنــا قد غارَ من ماءِ الفراتِ قـــــراحُ
لـكـنَّ حـفـظَ اللهِ لــمــلــمَ شــعـثــنــا بـالـصـابرينَ العاملينَ صـــــلاحُ
الـحـمـدُ للهِ الــذي أعــطـــى الـــلوا بـيـدِ الـغـريِّ ولــلأنــامِ فـــــلاحُ
أطـلـقـتُ أشـرعتـي وبـحري هائجٌ وأنـا كـطـيـرٍ والـزمـانُ جـنــــاحُ
والصبرُ يبكي حيثُ طالَ به النوى فـإلـى مـتـى والـنفسُ مـنه تـراحُ؟
طـالَ انـتظاري والعيونُ شواخصٌ لترى العروشَ على الطغاةِ تُطاحُ
وكـأنـني مـا عـشـتُ بـعـدكَ لحظةً زمـنـي سـرابٌ والـحـيـاةُ مــزاحُ
وجـلي أعـاصـيـرٌ بـلـهـفـةِ عـاشقٍ ويـثـورُ كـالـبـركـانِ حـيـنَ يُـزاحُ (3)
وقال من قصيدة (سفر الطفوف):
مِن أيِّ حرفٍ، اقرأوا سفرَ الطـفوفْ ونـرى إبـاءَه حـولـهـا بـاكٍ يــطـوفْ
ومـداركُ الـقـرآنِ فــيـهـا جُـسِّــــدتْ في كلِّ مـا يـعـنـيـهِ تـأويـلُ الـحروفْ
وغدا يجولُ بخاطري شـبحُ الــرَّدى ويـطـيرُ في جنحينِ من هولٍ وخـوفْ
وأرى عـلـى خـطِ الـنهايةِ مُـرعــبـاً بـحـرَ الـمـنـيَّـةِ بـيـن جـرفيِ الـحـتوفْ
وتغوصُ في أعماقِهِ الـحـوتُ الــتي فـيـهـا الأنـيـنُ بـظـلـمـتي بحرٌ وجوفْ
ذا الـنــونِ إذ نـادى وإنِّـي ظـــالـمـاً نـفـسـي، فـنـالَ شـفاعةَ الربِّ الرؤوفْ
وكأنَّ غـربـيـلاً يـغـربـلُ بــالـــورى يـومَ الـقـيـامـةِ قـائـمٌ بـيـن الـصـفـوفْ
وسـمـعـتُ جـبـريـلاً يـنــادي بالسما يـا حـرُّ أنـتَ الـحـرُّ مـن بـيـنِ الألوفْ
يـا أشـجـعَ الـفـرسـانِ، أقـبــلْ هاهنا أنـزلـتُ فـرقـانـاً عـلـى قـلـبٍ عـطوفْ
صـدرٌ بـكـى لـمّـا رأى جـمـعَ الملا سـاقـتـهـمُ الـبـغـضـاءُ لـلـنـارِ الـعـنوفْ
هـذا الـحـسـيـنُ ولـلـنـجـاةِ ســفـيـنـةٌ سـارتْ عـلـى مـوجِ الأسـنَّـةِ والسيوفْ
أسـرعْ ولا تـخـشـى مـلـومــةَ لائـمٍ عمياءَ في شمسِ الضحى أفعى الكهوفْ
وكـأنـنـي سـعـفٌ يـلـوكُ بــه الـهوا خـجِـلٌ يـهـزُّ مـفـاصـلـي ريـحٌ عصوفْ
لـمَّـا سـقـونـي الـمـاءَ حــين منعتهمْ أحسستُ أنَّ الأرضَ تحتي في خـسوفْ
أوتادُ هذي الأرضِ وا عجبي غدوا فـي هـذهِ الـدنـيـا أراهـمْ كـالـضـيـــوفْ
ووكـزتُ قلبي قبلَ جنبِ مـطـيَّـتـي وجـعـلـتُ رأسَ الـكـفـرِ نعـلي والألوفْ
من بـعـدِهـمْ نـفـسـي وكلُّ غرائزي أمـستْ لذي الدنيا على جـنـفٍ عـزوفْ
ورأيتُ حورَ العينِ تـنـشـدُ بـالوغى مَن لـلـشـهـادةِ يـحـمـلُ الـقلبَ الشغوفْ
ويـنـالُ مـنّـا فـي رضـا الباري وقد كـانـتْ لـه الـدنـيـا وأخــراها الـزفـوفْ (4)
..........................................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 288 ــ 289
2 ــ نفس المصدر ص 287
3 ــ موقع أنا شيعي بتاريخ 3 / 12 / 2011
4 ــ نفس المصدر بتاريخ 14 / 12 /2011
اترك تعليق