جعفر رشيد العاملي (ولد 1386 هـ / 1967 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
لَكأنَّها جاءت لعرصةِ (كربلا) مكسورةَ الأضلاعِ كمْ تتوجَّعُ؟
طـوراً لـهـا يَـبكي النَّبيُّ وتارةً لهفي لها يبكي البَطينُ الأنزَعُ
وتَحلَّقَوا حولَ الحسينِ وعينُها تَهمي على رزءِ الذبيحِ وتَدمَعُ (1)
وقال من أخرى في رثائه (عليه السلام) أيضاً:
فـعـلـى الـذبـيـحِ بـ (كربلاءَ) تزفُّري وتـفـجّـعـي وتـلـوّعي وبُكائيا
ولـقـبـرهِ جـاءت تُـكـفـكـفُ دمـعَــهـا ولدَاهُ أورثني المُصابُ مآسِيا
ونسيتُ كسرَ الضّلعِ من جَورِ العدى وعليك يَتشِحُ السّوادَ صباحيا
وقال من أخرى في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام):
صَرحُ الشَّـريعَةِ كادَ أن يَـتـقـوَّضــا لـمَّـا دعـاهُ للفِدَا أمرُ القضا
مِثلَ الحُسينِ بِـ (كربلا) ظمَأً قضى عجباً وحدُّ حُسامهِ مَصقولُ
ومنها:
مَـسـحَ الـحُـسـيـنُ بـرأسِـها وتنهّدا أَبُنيَّتي صبراً على حُكمِ الرَّدى
فـ (بِكربلا) أُردى ويَسلِبُني العِدى وعـلـيَّ خـيـلُ الـظّالمينَ تَجولُ
ومن أخرى في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام):
هي زينبٌ أُمُّ الـمصائبِ رزؤها أدمى العيونَ وفَتَّ في الأحشاءِ
كـم لـوعـةٍ وَرِثَـت وحسبيَ أنَّها وَرِثَـت مَـصـائبَ أُمِّها الزَّهراءِ
وتَفرَّدَت عنها بِعرصَةِ (كربلا) رأتِ الحسينَ مُـوَزَّعَ الأعـضاءِ
ومنها:
وبـ (كربلا) أضحَت أسِيرةَ خدرِها لَـكـأَنَّها أَمَـةً عـلـى الـعـجـفـاءِ
ولَـكـم تـضـافـرَتِ الـلِّـئامُ لهضمِها وَبـهـا لَكم عَصَفَت يَدُ الطُّلقاءِ
لـهـفـي لـهـا لـو أنَّ فـاطـمــةً رأتْ في الأسرِ ما قد حلَّ بالحوراءِ
وقال من قصيدة في فاجعة هدمِ قبور آل الله (عليهم السلام) في البقيع:
وقبُورُكُمْ إن هـدَّموا لا تَعجبُوا فـلِـفـاطـمٍ رضّ اللئامُ الأضلُعا
وبِـلَـيـلَـةِ الـقَدرِ اسْتَفَى أشقَاهُمُ وبِسَيْفِهِ قَـتَـلَ الـبَـطِـينَ الأنزَعا
وبِكربلا للسِّبطِ ما فَعَلَ العِدَى ولِمَتنِ زينَبَ سَوطُهُمْ كم أوجَعَا
وقال من قصيدة في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) وتعداد مراقدهم الشريفة:
شـتّـى مـصـارعُـهـم فـمـنـهـم سامقٌ ثـاوٍ بـكـوفــانٍ وذاكَ بـــغــــرقـــــدِ
بـغـدادُ ضـمّـت لـلـحـوائـجِ بـــابَــها مـوسـى وبـابـاً لــلــمُــرادِ مـحـمّــــدِ
وبـأرضِ طــوسٍ لـلـرّضـا قـبـرٌ بهِ أمـنٌ يُــحـيـطُ الـعـاكـفـيـنَ بــمـشــهدِ
للهِ سـامـرّاءُ ضـمّــت أَنــجُــــمـــــاً فـغـدت مـلاذَ الـخـائـفِ الــمــتــنّـــهدِ
وبـ (كربلا) يثوي الحسينُ ولم يزل يجري الفراتُ وقلبُهُ الظّامي الصّدي
تـبـكـي لـه عـيـنُ الـوصـيِّ وزيـنبٌ والـمـصـطـفـى حـزنـاً وبـضعةُ أحمد
الشاعر
الشيخ جعفر رشيد العاملي، خطيب وشاعر، ولد في (مجدل زون) وهي قرية من قرى جبل عامل في لبنان، ونشأ في أسرة تعمل بزراعة الأرض تعلم في مدرستها إلى مرحلة الثانوي ومن ثمّ توجه لدراسة العلوم الدينية في مدينة صور لخلو قريته من العلماء فعمل منذ السنوات الأولى على قراءة العزاء في البلدة ثم الجوار ثم الخارج في عدة بلدان في إفريقيا وأوروبا بعد إتقان فنّ الخطابة.
وللعاملي ديوان مخطوط تحت عنوان (المدح والرثاء لأهل البيت عليهم السلام) في مجلدين.
شعره
قال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):
هو ذا عـلـيٌ مَـن تَـمَـجَّـدَ ذكـــرُهُ كم يستطيبُ مديحَهُ النَّاسوتُ
لــــــولاهُ فَـيـضـاً مَـا تَـلَـقَّــى آدَمٌ كـلماتُهُ وعَرَا السَّماءَ سُكـوتُ
أو كـانَ دُرٌّ يَـزَدَهــي بِـصَـفَـائــهِ أو جـوهَـرٌ يـاقـوتـه اليـاقوتُ
بل كُلُّ مَن في الأرض إكرَاماً لـهُ يَـلِـجُ الـجـنـانَ بـحبِّهِ ويَفوتُ
ولِـمَـن قَـلـى صِـنـوَ الــنَّـبـيِّ فأُمُّهُ نارٌ بِحَرِّ سَـعـيرِهـا مَـلـتُوتُ
كُتِبَت بِسَاقِ العَرشِ أحرُفُ إسمِهِ وبِقلبِ كُلِّ مُـوَلَّـهٍ مَـنـحــوتُ
(حُبُّ الوصيِّ عِبادَةٌ) طوبى لِمَن يَـحـيـا لأجـلِ وَلائهِ ويَموتُ
وقال من قصيدة في فاجعة هدمِ قبور آل الله (عليهم السلام) في البقيع:
هَدَمَت لـئـامُ الـقَومِ أضرِحَةَ الأُلى أذِنَ الإلـهُ بـأن تُـقــامَ وتُـرفَـعـا
هـدَمـوا بُـيوتَ اللهِ إذ لولا القضا لأَقـامَ فَـوقَـهُـمُ مَـقـامـــاً أرفَــعـا
وَكمِثلِ أهلِ الكهفِ مَوضِعُهُمْ غدا حِصناً لِمَن وَالى حَصِيناً أمـنَـعا
هذي المُصيبةُ أضـلُـعـي كَم آلمَت ولَكَمْ أسَالَت من عُيونِي الأدمُعا
صَبراً نَقولُ على الفجيعةِ حَسبُكُمْ مـن قَـبـلِـهـا قَـبـرُ الـزّكيِّةِ ضُيِّعا
وقبُورُكُـمْ إن هدَّمـوا لا تَـعـجـبُـوا فـلِـفـاطمٍ رضّ اللئامُ الأضـلُـعـا
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
حُبُّ الحُسينِ وَسِيلةٌ حَكمَ القـدَرْ وأبَـانَ أحـمـدُ حُـكمَهُ في ذا الخبرْ
إذ إنَّـهُ مـن فـوقِ عـاتِـقِـهِ بَـــدا نَـجـماً تَـلالا فـوقَ أبـرَاجِ الــقـمَـرْ
مِـنِّـي حُـسـيـنٌ والـنُّـبوَّةُ أصـلُهُ وعلى أطايِبِ أصـلِـهِ يَـزكو الـثَّمَرْ
طُوبى لِمَن مَنَحَ الحُسينَ مَحـبَّةً فـبِـحـبِّـهِ قـيـدُ الـهـوانِ قـد انـكـسرْ
ويـكـونُ لـلـعـبدِ المُحبِّ مَنـارَةً حينَ الرُّجوعِ وحينَ تَحويهِ الـحُـفَرْ
وبِحبِّهِ الأوزارُ تَـسـقُـطُ مـثـلما تتَساقَطُ الأورَاقُ عن غُصنِ الشَّجرْ
ولدَى الحِسابُ تَبينُ حِكمَةُ حُبِّهِ ولـمـا إلـيـهِ قـد دَعــــا رَبُّ الــقـدَرْ
فـهـنـاكَ تَظهرُ للحُسينِ وَجاهَةٌ تُنجي المُحبَّ مِنَ الجحيمِ ومن سَقرْ
وقال من قصيدة (صلاة في محراب الحسين):
مدَدُ البُكاءِ عـلـى الحُسينِ ثوابُهُ مَحوُ الذُنوبِ وشَـملـةِ الأوزارِ
ويَجيرُ من غـضبِ الإلهِ ولومِهِ يومَ الورودِ على شـفيرِ النَّارِ
فلقد بكاهُ الـمُـصـطفى في مشهدٍ يا حرَّ قلبي ساعةَ الإحـضـارِ
ويـشـمّهُ ويـقـولُ فـي تـوديـعــهِ صـبـراً بُـنـيَّ لـحـكـمةِ الجبَّارِ
ستموتُ عطشاناً وتُتـرَكُ عارياً مُـلـقىً بـلا غـســلٍ ولا إقـبـارِ
مُـلـقـىً ثـلاثـاً والـنِّسـاءُ حواسرٌ تُـسـبى بلا خدرٍ على الأكوارِ
نحو الشآم وزينبٌ تُـبدي الأسى تَروي النحورَ بدمعِها المِدرارِ
قد فارقت جسدَ الحسينِ ورأسهُ كالبدرِ مرفوعاً عـلـى الـخطَّارِ
وبـبـيـتـهِ نصبَ الأمينُ عـزاءَهُ وعليهِ ناحت بضعةُ الـمُـخـتـارِ
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
هلَّ الـمُـحـرَّمُ مـا لـنـا لا نَـجزَعُ أم كـيـفَ لا نَـبـكـي ولا نَـتــلوَّعُ
أولـيـسَ قد أضحى النَّبيُّ بِعَشْرِهِ جَـزِعـاً وبـنـتُ مـحـمـدٍ تـتــفجَّعُ
ما مرَّ خطبٌ في الورى مِثْلاً لهُ ألَـماً على الزَّهراءِ لا بل أفـظَـعُ
لَـكـأنَّـهـا جـاءت لـعرصةِ كربلا مكسورةَ الأضـلاعِ كـم تتوجَّعُ ؟
طـوراً لـها يَبكي الـنَّـبـيُّ وتـارةً لـهـفـي لـهـا يبكي البَطينُ الأنزَعُ
وتَحلَّقَوا حولَ الـحـسـينِ وعينُها تَهمي على رزءِ الذبـيـحِ وتَـدمَـعُ
شَـغـفـاً تُـقـبِّلُ نَحرَهُ جَزَعـاً لـهـا لولا القضا خرَّ الـسِّـمــاكُ الأرفعُ
صبراً يَقولُ الـمـصطفى فُتُجيبُهُ كيفُ اصطباري والحسينُ مُوزَّعُ
كيفَ اصطباري والعقيلةُ زينبٌ تُسبى وتُضـربُ بالسِّياطِ وتُـلـسَـعُ
وتـعـايـنُ الـشِّـمـرَ اللّعينَ بسيفِه يَـحـتَـزُّ أوداجَ الـحــسـيـنِ ويَـقطعُ
وقال فيه (عليه السلام) أيضاً:
ومُـوَلَّـعٌ باللومِ أصـمَـى مَسمعي حتّى متَى حَـزَنَـاً تَـنـوحُ وتَجزَعُ
فأجبتُهُ هـجـرَ الكرَى جَفنِي لرُز ءِ الـمُـجـتَـبى ولِـمَـوتِـهِ أتَـفَـجَّــعُ
حُزنِي على الكَبِدِ المُقَطَّعةِ التي بـالـطَّـشـتِ يقذِفُها الحِمَامُ الأفظَعُ
وَلِـهـاً يُـفَـدِّيـهِ الـحـسـيـنُ بأهـلِـهِ يا ليتَ رُوحي قبلَ رُوحِكَ تَسطَعُ
فـالـيـومَ فارَقَنا الرَّسولُ وفـاطـمٌ الـيـومَ فـارَقَـنـا الـبَـطـيـنُ الأنزَعُ
اليوم يَـبـكيكَ الـكـتـابُ وعِـدلُــهُ الـيـوم يَـبـكـيـكَ الـمَـقـامُ الأرفَــعُ
اليوم يَـبـكـيـكَ الـحطيمُ وزمزَمٌ الـيـوم تَـبـكـيـكَ الـنَّـواحـي الأربَعُ
الـيـوم تَـبـكـيـكَ الـعـقـيلةُ عينُها حُـمْـرَ الـدِّمـا إن قـلَّ مـنها المَدمَعُ
تَبكيكَ والثَّكلى يُبَرِّحُها الـجَـوى مُـلـقـىً على أيدِي الأحـبـةِ تُـرفَـعُ
لـهـفـي لـهـا مـا حالُها لمّا ترَى جسَدي بـأطـرافِ الأسـنَّـةِ يُـوزَعُ
يَبقى ثلاثاً فوقَ لاهِـبَـةِ الـثّـرى لا مَـنْ يُـشَـيِّـعُـهُ ولا مَـنْ يُـضجِعُ
وقال:
وقـائـلـةٍ تـقـولُ الـوجـدُ أمسى لَـعـمـرُكَ مـسرحَ الموتِ الوبيلِ
أَلـمْ تُـلـبِـسـكَ مـاضـيـةُ الليالي رداءَ الصّبرِ عن طلبِ الذّحولِ
أأصبِرُ وابنُ حربٍ راحَ يَفري بِـحـدِّ حُـسـامِهِ نـحـرَ الـرّسـولِ
غداةَ حُسينُ قد أمـسـى جـديلاً ومـرمـىً لـلـسّـهـامِ ولـلـنُّـصولِ
ثـلاثـاً جـسـمُـهُ الـمـسلوبُ ثاوٍ تَـسِـفُّ عـلـيـهِ لاهِــبَــةُ الرّمولِ
على حرِ الثّرى يا لهفَ نفسي تـجـولُ عـلـيـه عـادِيَـةُ الـخُيُولِ
أأصـبـرُ والـعـقـيـلـةُ حرَّ قلبي على الأقتابِ تضرَعُ لـلـكـفـيــلِ
على الغبراءِ جنبَ الـنَّهرِ ظامٍ يُـصّـدِعُ حـالُـهـا قـلـبَ الـعــليلِ
وتـرقُـبُ والـعـواتِـكُ بَــدرَ تَمِّ ينادي الثّارَ للخطبِ الــجــلــيلِ
لِـيَـدفـعَ عـنـهـمُ وجــعَ الـليالي ويَشفي صدرَ فـاطـمـةَ الـبـتولِ
وقال:
بـأبـي قـتـيـلاً قـد بكاهُ المصطفى ونـعـاهُ مـفـطـورَ الـحشا جبريلُ
لهفي لهُ السّـبعُ الـطِّباقُ تصدّعت كـادت تـذوبُ لـرزئـهِ وتــزولُ
فـبـقـتلهِ أمُّ الــكـتــابِ أصــابَــهـا سـهـمُ الـرَّدى وتـعـطَّـلَ التَّـهليلُ
ثـــــاوٍ ثــلاثـاً لــو رأتــهُ فــاطـمٌ مُلقىً على الرّمضاءِ وهو قــتيلُ
لَغدت على الوجنَاتِ تلطمُ حسرةً وعلا لها عـنـد الـفـراتِ عــويلُ
وتقولُ يا ولدي مُـصـابُـكَ حَــرُّهُ يـجـري بـقلبي ما جرى التّنـزيلُ
ولداهُ تـبـقـى عـاريـاً فوق الثّرى لا دفـنَ لا تـكـفـيـنَ لا تـغـسـيــلُ
إن قيلَ بالصّبرِ الـجـميلِ تجـمّلي يُجزيكِ مَن يَجزي الرّضا ويُنيلُ
سأقولُ يا ولداَهُ حُزنـيَ سَـرمَـــدٌ وعـلـيكَ ما الصّبرُ الجميلُ جميلُ
وقال:
وإذا أُصِبـتَ بِـعِـلَّـةٍ فـاقـصِـدْ لـهـا قبرَ الحُسينِ فتَنجَلي بِرِحَابِهِ
فهوَ الوَسِـيـلةُ فـالْـتَـجـئْ لِـمَـقـامِـهِ وأنِـخْ رِكابَكَ عِندَ حَلْقَةِ بَابِهِ
إذ تَحتَ قُبَّتِهِ الـدُّعـاءُ ٱلْـمُـسـتَـجـا بُ كرَامَةً قُرِنَ الشِّفَا بِتُرَابِهِ
زُرهُ عـلـى عَـجَـلٍ يُـجِركَ اللهُ شـ -رَّ عذَابِهِ لا بـل شَدِيدَ عِقَابِهِ
مَـن جـاءَهُ يَـسـعـى إلـــيـهِ فـرَبُّـهُ رَحِـمٌ بـهِ بـِذَهــابِـــهِ وإيـابِـهِ
يَرِدُ الحياضَ إذِ الوفودُ على ظما يسقِيهِ أحمَدُ سَلـسَـبِـيلَ عِذَابِهِ
وٱلْـلـؤلـؤ الـمـكنونُ حورُ حِسَانِهِ عُـقـبَـى كِرَاءُ جَزَائه وثَـوَابِـه
وقال:
لِخَطبِ السِّبطِ تُسرِجُ مُـقــلَتَيَّا دُمُـوعُ مُـوَلَّـهٍ يَـبـكـي الـوَلـِيَّـا
سَأبكي فَقدَهُ ما رَفَّ جَـــفـني وأنـدِبُ رُزءَهُ مـا دُمـتُ حَــيَّا
تُؤرِّقُـنـي مَـصـائِـبُهُ فــتَرمي سِـهَـامُ نِـبَـالِـهَـا حِـمَـمَـاً عَـلَـيَّا
فَـكـيفَ يُلامُ مَن يَبكــي قَتِيلاً بِـدَمـعٍ مـن دِمَـا أبـكـى الـنَّـبيَّا
وَكيفَ يُلامُ مَن يَبكــي شَهِيداً لـهُ الأفـلاكُ قـد خَــرَّت بُـكِـيَّا
وَكيفَ يُلامُ مَن يَبكــي ذَبِيحاً على شاطي الفراتِ لُقىً سَجيّا
أيُـذبَـحُ والأُلـى مـــن آلِ طه بأرضِ الـطَّـفِ عَـطشَاناً ظَمِيَّا
وَيُـتـرَكُ عارِياً يـا حَـرَّ قلبي عـلـى كُـثـبَـانِـهـا بَــدرَاً سَـنــيَّا
كأنِّي بالـعَـقـيـلـةِ لهفَ نفسي تُعَايِنُ بالأسـى الـشِّــمـرَ الشَّقيَّا
يَدُوسُ بخيلِهِ المَولى وطوراً يَـهُـزُّ بـرأسِــهِ ذا الــسَّـمـهَـرِيَّـا
فـفـرَّتْ والــعـواتكُ لاطماتٌ عـلـى وَجَـنَـاتِـهـا تَــشـكو النّبيّا
كأنَّ بذبحِهِ يا جَـدُّ ظُـلـمــــــاً بأرضِ الطَّفِ قد ذَبحوا (عليَّا)
وقال:
وقـائـلـةٍ عـلامَ الــخـطبُ أدمى فؤادَك بـالـمـواجـعِ والــنُّــدوبِ
كأنَّكَ للمواضـي البيضِ مَرمىً ولـلأرزاءِ عـمـرُكَ والخطـوبِ
كـأنَّ بـكـأسِــهـا وَجـعُ الـلـيالي سقَتكَ مَريرَها مَسرى الهُــدوبِ
فـقـلـتُ لــها ذريني إنّ جرحي يُـداوَى بـالـبُـكـاءِ وبـالـنَّـحــيـبِ
نَـحـيـبــي لـلـذي حُـزنـاً بـكـاهُ رسولُ الله ذو الـحـسـبِ النَّجيبِ
فـمـالـيَ لا أُضـامُ وعـيــنُ طه تـصـوبُ الـدّمـعَ للخدِّ الـتّـريـبِ
ومـالـيَ لا أُضـامُ وقـلــبُ طه يَذوبُ لِرَقدَةِ الـجـسـمِ الـسّـلـيــبِ
ومـالـيَ لا أُضــامُ وأَبصـرَتْـهُ عـقـيـلـةُ حـيـدرٍ قـبـلَ الـمَــغـيب
على التّربانِ ملقىً لا يُـوارَى ويَـصـهَـرُ جـسـمَـهُ حـرُّ الـلّـهيبِ
ومـالـيَ لا أُضـامُ وأبـصـرَتْهُ يُـقـرِّعُ ثـغـرَهُ وَكـزُ الـقـضـيـــبِ
هـنـاك تـمـثَّلت للصّبرِ صبراً وأضـنـى قـلـبَـهـا فـقـدُ الـحـبـيبِ
وقال من قصيدة (سجين بغداد):
يا ابنَ الأُلى سادوا الورى وتفرَّدوا بـمـنـاقبٍ زادتْ على الأعدادِ
مـن آلِ أحـمـدَ لـلـبـتـولِ سـلـيـلُــها موسى بنُ جعفرَ سلوةُ الزّهّادِ
كـم جـرّعـوهُ غُـصاصَةً في سجنهِ دامـت رزيـتُـهـا مـدى الآمَـادِ
لـم يـرقـبـوا فـيـه قــرابــةَ أحــمـدٍ فـخـرِ الأنــامِ وخـيـرةِ الأجدادِ
ألـقـوه فـي جـسـرِ الـرّصـافةِ جثّةً نادتْ عـليهِ عُـصـابـةُ الأوغادِ
هذا إمـامُ الـرّافـضـيّــةِ حــســـبُـه قد ماتَ حـتـفـاً فـي رُبى بغدادِ
لـهفي على زينِ العبادِ وقد قضى في السّجنِ ظلماً مُثقلَ الأصفادِ
قـتـلـوهُ مـسـمـومـاً بـلـوثةِ حقدِهِمْ وهـو الأمـانُ لـديـنـهِمْ والهادي
ولـقـتـلِـه نـاحَ الـحـطـيـمُ وزمزمٌ وكـذا الـمـلائـكُ جُـلـبِبتْ بسوادِ
وقال من قصيدة (يا مهجة الزهراء يا صاحب الزمان):
مـتـى يا مهجةَ الزّهــراءِ تبدو كما يبدو النَّهارُ مِنَ الـــــظّلامِ
متى يا ابنَ الكرامِ نـــراكَ فينا لِـنـنـعـمَ بـالـسّـلامِ وبالــــــوئَامِ
أما آن الـظـهـورُ فـدتــكَ نفسٌ ألا بـاللهِ يـا غـوثَ الأَنـــــــــامِ
ألا عـجّـل لأمـرٍ نـــــرتـجـيـهِ ونـادِ الـثّـأرَ لـلـغـرِ الـكـــــرامِ
فيا أملي لقد أضـنـــى فـؤآدي غيابُك نارُهُ أظـمـى أُوَامــــــي
أتنسى جدَّكَ المذبـــوحَ ظـلـماً تريـبـاً ظـامـئـاً فوقَ الــرُّغــامِ
تُـخـاطـبُـهُ الـعـقـيـلـةُ يا هلالاً عرَاهُ الخسفُ من بعدِ الـتّـمـامِ
ويا غوثَ الأيامى يا ابنَ أُمّي فـبعدَك مَن يُجيرُ مِنَ الطـغــامِ
أَتـنـسى زينباً في البيدِ حيرى بِـلا عَـضُـدٍ تُـضـامُ بِـلا مُـحامِ
أتـنـسـى زيـنـبـاً لـلشّامِ تُسبى على عُجُفٍ وتُضرَبُ باهتضامِ
أَتـنـسـاهـا وقـد فـقدَت حِماها وأضـنـى قـلـبَـهـا جـورُ الـلّـئامِ
ولو أنّ الــمــنــايـا بالـتّـمـنّـي لَـوَدَّتْ بـعـدَهـم مُـرَّ الــــزؤآمِ
سأَندِبُكمْ كما الخَـنـسـا وأبـكي كما يبكي الكرامُ على الكـرامِ
وقال في التوسّل بأهل البيت (عليهم السلام)
إصـبِـرْ فـإنّ اللهَ بـــالــغُ أمـــــرِهِ والأجـرُ فيضُ اللهِ يُـمنَحُ مَن صبَرْ
أيّـوبُ نــاداهُ بـأنّــيَ مُـتـعـــــــبٌ وأصابَني سَهمُ الـمَواجِعِ والضّـررْ
عـنـهُ كـشَـفـنـا الضّرَ قال إلاهُـهُ وأزَالَ عـنـهُ كُــلَّ ضُـرٍّ إذ شَــــكرْ
وكذاكَ ذو النّونِ الذي في حـوتِهِ أنـجـاهُ مـن بــعـدِ الـتِـقـامٍ قـد قُــدرْ
ولهُ شَـكـا نوحٌ جـهَـالـةَ قــومِــهِ وبـذاتِ ألـواحٍ ودُسْــرٍ فـانـتَـصـــرْ
فـلـهُ الـتَـجـئ بـمـحـمّـدٍ متوسِّلاً وبـآلـهِ فـهـمُ الـوسـيـلـةُ لـلـبــشَـــــرْ
فـاللهُ يُـؤتـي مَـن دعاهُ بِجاهِـهِـمْ رضـوانَ رَحـمـتُـهُ سَـريـعــاً يَنهَمرْ
في هذهِ الدُّنيا وفي يومِ الـلُّـقــى يُنجيكَ من نارِ السَّمومِ ومـن سَـقــرْ
فـالـزَمْ ولايَـتَـهُـمْ فـإنَّ وِدَادَهُــمْ نورٌ على سُورِ الصِّرَاطِ وفي الحُفَرْ
وعـلـيـهِـمُ أدِمِ الـصّـلاةَ فـإنَّـهـا بـابٌ لِـمَـن يـرجـو الـمَـفـازَةَ والظّفَرْ
وقال في التمسّك بهم (عليهم السلام)
مـحـبَّـةُ أحـمـدٍ خـيـرِ الـبـرايا وأبـنـاءِ الـكــرامِ بـنـي الـكـرامِ
صلاةٌ تَرفدُ الإحـسـانَ حُـسـناً وتَـرفِـدُنـي الــسَّـلامَ مِنَ السَّلامِ
ولا سِـيَـمـا الـذي أعلاهُ فخراً عـلـى كَتِفِ العُلى خـيـرُ الأنـامِ
لِـتُـلـقيَ كَفُّهُ الأصـنـامَ أرضـاً وتُـسـقِـطُـهـا عـنِ البيتِ الحَرامِ
مـحـبَّـتُـهُ صـلاةٌ فرضُ عشقٍ كفرضِ الحجِ أو فرضِ الصِّيامِ
خُذوا منِّي الهوى ودَعوا عليَّاً فـقـلـبـي فـيـهِ يَـنـبِـضُ بـالغَرامِ
جـعـلـتُ وِدَادَهُ ذُخـــراً وزاداً وحِـرزاً لـي بِـجُـنَّـتِهِ اعتصامي
فـيـا ربِّـي إلـيـكَ الـيـومَ أدعو بِـجـاهِ عـلـيٍّ الــعـدلِ الإمـــــامِ
أجِرني من عذابِ النَّارِ يومـاً إذا حُـشِـرَ الـخــلائـقُ لـلخِصامِ
وأَختِمْ بالصَّلاةِ عليهِ مَـدحــي بـذكـرِ مُـحـمَّـدٍ مِــسـكِ الـخِـتَامِ
قال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام):
وانـشَـقَّ فـجـراً عـن ذؤآبـةِ هـاشمٍ وبكلِّ حُسنٍ في الورى يتفرَّدُ
(في بأسِ حمزةَ في شجاعةِ حـيدرٍ بإبا الحسينِ) فأينَ منهُ الفرقَّدُ
قد أرضـعـتـهُ نُهى النُّبوَّةِ فاغتـدى عَـلَـمـاً يُـزَيِّـنُهُ التُّقى والسُّؤدَدُ
تـحـكـي مـهـابـتُـهُ مـهـابـــةَ جـــدَّهِ لـكـأنَّـهُ فـي الـمُرسلينَ محمّدُ
عـن مـثـلِـهِ لـيـلـى تَمَخَّضَ حَـملُها بـدراً بِـنـورِ جـمـالِـهِ يَـتَـوَقَّـدُ
لـهـفـي لـقـلـبِ الـسِّبطِ ينظرُ حـالَهُ ظَمِاً على جَمْرِ الثَّرى يَتَوسّدُ
لـكـأنَّـهُ طـودٌ عـلـى كُـثــبـانِـــــهـا وعـلـيـهِ آجـامُ الأســنَّةِ تُورِدُ
تـرويـهِ أشـفَـارُ الــمـنـيَّـةِ كـاسَـهـا جَزِعاً يُشَاطِرُهُ الرَّدى ويُردِّدُ
وَلَدِي على الدُّنيا العَفا فاتَ القَضا الـيـوم مُـزّقَ بـالأسـنّـة أحمدُ
الـيـوم تَـذهـلُ لـلـفـجـيـعـةِ زيـــنبٌ وعـلـيـكَ تَلطِمُ وجهَها وتُعَدِّدُ
جـدَّدتَ رُزءَ الـمُـصـطـفى بفُؤآدِها بـل فـيـكَ كـلُّ فـجـيعَةٍ تَتجدَّدُ
في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام)
يا عينُ جودي بالدّموعِ الجّارية واسْتمْطِري وَجَعَ القلوبِ القانية
فَـلِـمُـسـلِـمٍ بَـكـتِ السّماءُ العالية ونَـعـاهُ مَـفـطـورَ الـحـشا جِبريلُ
خطبٌ أَصابَ الـمُـسـلمـينَ فأَلَّما والـمُـصـطفى سَالتْ مَدامِعُهُ دَمَا
وبِبَيتِهِ نَصَبَ العزا وَحْيُ السَّما وتَـعـطَّـلَ الـتَّـنـزيـلُ والـتَّـأويـــلُ
صَرحُ الشَّريعَةِ كادَ أن يَتقوَّضا لـمَّـا دعـاهُ لـلــفِــدَا أمـرُ الـقـضـا
مِثلَ الحُسينِ بِكربلا ظمَأً قضى عـجـبـاً وحـدُّ حُـسـامـهِ مَـصقولُ
مَـفجوعةً أُمُّ الـمَـصائِبِ زيـنـبُ جـاءَت أَخـاهـا بـالأَسـى تَـتَـقـلَّبُ
وَغدَت حميدَةُ لـلـفـجـيعةِ تَنحبُ وَلْـهَـى تُـخـاطـبُ عـمَّـهـا وتقولُ
أَبـتَـاهُ أَيتَمنِي الزّمـانُ فـأَوجـعـا وأظـامَ روحـي والـفـؤآدُ تـصدّعا
فـلـحـالِـهـا قـلبُ الحُسينِ تقطّعا ولـهـا تـفـجّــعَ أحــمَــدٌ وبــتـــولُ
مَـسـحَ الـحُـسينُ برأسِها وتنهّدا أَبُـنـيَّـتـي صـبراً على حُكمِ الرَّدى
فبِكربلا أُردى ويَـسـلِبُني العِدى وعـلـيَّ خـيـلُ الـظّـالـمـيـنَ تَجولُ
قال في الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله تعالى عليه)
على عجَلٍ قصدتُكَ يا حــبيبُ وقـلـبـيَ مُــتــعـــبٌ دَنِفُ كئيبُ
أتـيـتُـكَ شـاكـيـاً جورَ اللّــيالي وما فَعَلت بِخاصرتي الخطوبُ
فـمـا مـن عِـلَّـةٍ إلاّ وقــلـــبــي لهُ مـنـهـا لـهيبٌ أو نــصــيــبُ
أتيتُكَ والـحـوائـجُ جَدُّ تُــقضى ببابِكَ فيكَ ظـنِّــيَ لا يَـخـيــــبُ
لأنَّـكَ لـلحسينِ الـسِّـبـطِ سَــهمٌ جـراحـاتُ الـقـلـوبِ بــهِ تَطيبُ
لقد عِفتَ الرُّقادَ وأنـتَ شـــيخُ وما قد هَـالـكَ الـجـمـعُ الرَّهيبُ
وآثرتَ الـحـسـيـنَ ســليلَ طه فعظَّمَ أجرَكَ الـمَـلِكُ الـمُـجـيـبُ
ورحتَ لزينبٍ والآهُ جـــــمـرٌ وقد أضناكَ ذيّــاكَ الـنَّـحـيـــبُ
لوجدِكِ أهُ يا فـخــــرَ الـبـرايـا لكِ الأبـنـاءُ تُـبـذلُ والـقــلـــوبُ
وهزَّ بـسـيـفـهِ لــلموتِ يَسعى وراحَ بـسـاحـةِ الـهـيـجا يَجوبُ
ويَنظرُ خدرَها جرحاً وجرحاً يَقولُ فِدَاؤكِ الشَّيبُ الـخـضـيبُ
أتاهُ الـسِّـبـطُ أبــصرَهُ طريحاً على الرَّمضاءِ يَصهرُهُ اللَّـهـيبُ
فـنـادَاهُ ألاَ بَـــلِّــغ سَـــلامِـــي حـبـيـبَ اللهِ عـنِّـــي يـا حـبـيـبُ
وقال من قصيدة في السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام):
خطبٌ لهُ الإسلامُ أسـرَجَ حُـزنَهُ وحشاشتي فَرطُ الأسـى أعـياها
عن لـوعـةٍ تـبـكـي سـليلَ مـحمّدٍ ظـلـمـاً يُـجرِّعُـهُ الرّدى أشقاها
تـبـكـي مصائبَ زينبٍ لهفي لها والـشّـمـرُ يَشـتِـمُ أُمَّــهـا وأبــاها
ويتيمَةً مَضَّ الـمـصـابُ فـؤآدَها ثـكـلـى يُـكـابِدُها الأسى أشجاها
رأسُ الحسينِ وقد تَخضَّبَ شيبُهُ صرَخت وفاضت بالدِّما عيناها
أبـتـاهُ مَـن حـزَّ الـكريمَ بـسـيـفِـهِ مَن أثكلَ الـزهـراءَ مَــــن آذاها
أبـتـاهُ لا يـومٌ كـــيــــومِـكَ أنَّـــهُ يومٌ بـكـتـهُ الأنــبــيــــــاءُ وطه
ثمّ انحنت مـقـروحـةَ الجفنينِ تلـ ـثُـمُ فــاهَـهُ حـتـى الرّدى وافاها
فـبـكـى لـهـا الـسّجادُ دَرَّ دموعِهِ والـهـفـتـــاهُ لــزيــنـبٍ يـنـعـاها
وخـرابـةُ الـشّـامِ التي قد وُسِّدَت أضـحـت مـلاذاً يُـشـتَفى بثراها
تهوي لها ولَهَاً قلوبُ ذوي التّقى ما كان ذا فضلاً لـهـا لــــولاها
فـمـحـمَّـدٌ عـن ربِّـهِ بــزعـيـمِـها وبـفـاطـمٍ وابـنـيـهـمـا قـد بـاهى
وقال في السيدة الحوراء زينب (عليها السلام):
وقـائـلـةٍ عـلامَ الـخـطبُ أدمى فؤادَك بـالـمـواجـعِ والـنُّـدوبِ
كأنَّكَ للمواضي البيضِ مَرمىً ولـلأرزاءِ عـمرُكَ والخطوبِ
كـأنَّ بـكـأسِـها وَجعُ الـلـيـالـي سقَتكَ مَريرَها مَسرى الهُدوبِ
فقلتُ لها ذريـنـي إنّ جـرحـي يُـداوَى بـالـبُـكـاءِ وبـالـنَّـحـيبِ
نَـحـيـبـي لـلـذي حُـزنــاً بــكاهُ رسولُ الله ذو الحسبِ النَّـجيبِ
فـمـالـيَ لا أُضــامُ وعـينُ طه تـصـوبُ الـدّمـعَ لـلخدِّ التّريبِ
ومـالـيَ لا أُضـامُ وقـلـبُ طـه يَذوبُ لِـرَقدَةِ الجسمِ الـسّـلـيـبِ
ومـالـيَ لا أُضـامُ وأَبـصـرَتْـهُ عـقـيـلـةُ حـيـدرٍ قـبـلَ الـمَغيب
على التّربانِ ملقىً لا يُــوارَى ويَـصهَـرُ جسمَهُ حرُّ اللّـهيـبِ
ومـالـيَ لا أُضـامُ وأبـصــرَتْهُ يُـقـرِّعُ ثـغـرَهُ وَكـزُ الـقـضيبِ
هـنـاك تـمـثَّـلت للصّبرِ صبراً وأضـنـى قـلـبَـهـا فـقدُ الحبيبِ
.........................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت
اترك تعليق