قال من قصيدته (كوثرٌ وعطاءُ) وتبلغ (63) بيتاً وقد ألقاها في الملتقى الثقافي الذي أُقيم في الكويت بتاريخ 3 / 5/ 1435هـ، وهي في الثناء على الجهود الكبيرة التي بذلها المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي في تأليف موسوعته الكبيرة دائرة المعارف الحسينية:
صَـوّروهـا فـأبـرزوا كلَّ وقــعٍ لرحى الحربِ في ثرى (كربلاءِ)
أيــنـمـا حــلَّ مــنْ دبــيب خَفيٍّ أو ضـجـيـجٍ لـطُـغـمـةِ الـلُّـعَــنــاءِ
أو صليلِ السيوفِ تحصدُ جَمْعاً مِـنْ عـبـيـدٍ لــعُــصــبــة الـخُبثاءِ
الشاعر
السيد هاشم حسين الموسوي، ولد في دبي بالإمارات العربية المتحدة، ثم انتقل إلى قطر وأكمل دراسته في عاصمتها الدوحة، ثم سافر إلى العراق ودرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة بغداد وتخرج منها سنة 1972م، ثم سافر إلى فرنسا وحصل على شهادة الماجستير من جامعة بجنوب باريس في فرنسا ودرس الدكتوراه بالجامعة نفسها.
شغل الموسوي عدة مناصب إدارية في السلك الدبلوماسي والقنصلي بوزارة الخارجية بأبو ظبي سنة 1972 منها: سكرتير ثالث، ثم تدرج بالوظائف الخارجية حتى أصبح بدرجة وزير مفوّض.
نشر قصائده في الصحف الإماراتية منها: (الاتحاد) و(الوحدة) و(الفجر)، ومجلتي (الدبلوماسي) و(درع الوطن)، كما نشر بعض قصائده ضمن كتاب (محاضرات الموسم الثقافي) لوزارة الإعلام الإماراتية المطبوع سنة 1980-1981م.
وقد أصدر ديوانين هما: (حُرقْ) الذي يحتوي على أربعين قصيدة و(إليك من قلبي الدموع).
حصل الموسوي خلال مسيرته الأدبية على المرتبة الأولى في مسابقة الشعراء بدولة الإمارات سنة (1393هـ / 1973م) التي أقامتها وزارة الإعلام الإماراتية.
ترجم له عبد العزيز البابطين في (معجمه ج 5 ص 132)، وكامل سلمان جاسم الجبوري في (معجم الشعراء من العصر الجاهلي إلى سنة 2002م ج 6 ص 76 ــ 77)، وواصف باقي في (القضية في شعر الإمارات) وهاني الخير في كتابه (يحدثونك عن أنفسهم).
شعره
قال من قصيدته المُشار إليها:
هيَ عــنــوانُ كــوثـرٍ وعــطــاءِ هـيَ مـيـلادُ مـنـبـعٍ لــلــــوفــــاءِ
هـيَ مـعـنــىً يحـكي سُـموَّ رُقـيٍّ في سماءِ الهُدى ونـــهجِ الــولاءِ
مـرحـبـاً مــرحـبــاً بجُـهدٍ عظـيمٍ هـوَ أجـلـى روائـعِ الـحُـكــمــــاءِ
هو نهجٌ يَهـوى الـسّـما ورضـاها وهـيَ تـهـواهُ مُـرتـــقـىً لـــلـعَلاءِ
هـيَ مـوسـوعـةٌ يـضـوعُ شَـذاها بـعـبـيـرِ الـجـنــانِ يومَ الـــجـزاءِ
هــيَ عـزمٌ إلــى مـقـامٍ تَـسـامـى هـوَ أدنـى لـعرشِ ربِّ السّـــمـاءِ
فـمــــقـامُ الــحُـسـيـنِ قِـمّـةُ مــجدٍ لا يُـدانـى بـغـيـرِ نـجــمِ اعْــتِلاءِ
وعــطـاءُ الــحُـسـيـنِ لنْ يحتـويهِ أيُّ شِـعْـرٍ مُـرصَّــعٍ بـاعْتـنـــــاءِ
أيُّ شِـعْـرٍ يــدورُ في أفُـقِ المـجـ ـدِ أصـيـلٍ في جَرْسِهِ والـــــرُّواءِ
بَـذَلَ الـشّـعْــرُ مـنذ يـومِ حُـســينٍ كلَّ وُسْعٍ يَرْنو لأشــــجــى الرثاءِ
وبـكى الشّعْـرُ ذلكَ الـيومَ حُـــزْناً قـبـلَ يـومِ الـطّـــفـــوفِ والأرزاءِ
فـإذا الـعـصـرُ صــاخِــبٌ بِهَديـرٍ مِـن دِمـاءِ الـطّـفـوفِ للشُّعَـــــراءِ
سـجّـلـوهــا فــي آهــةٍ وزفــيـــرٍ واحتــراقٍ لـمـا جَــرى مِـنْ دِماءِ
صَـوّروهــا فـأبـرزوا كلَّ وقـــعٍ لرحى الحربِ في ثرى (كربلاءِ)
أيــنـمــا حــلَّ مــنْ دبــيبٍ خَفـيٍّ أو ضـجـيـجٍ لـطُـغـمـةِ الـلُّـعَــنــاءِ
أو صـليلِ السيوفِ تحصدُ جَمْـعاً مِـنْ عـبـيـدٍ لــعُــصــبــة الــخُبثاءِ
أظـــهروا مـنهجَ الحسينِ عـظيماً يــتــلالا بـــنـــورِهِ الــــوضّـــــاءِ
هــو ذا الـــديــنُ مَقْصَدٌ وســراجٌ كـلُّـه الــعَــدْلُ أو عــبــيرُ الـسّماءِ
هــكـذا كــــانَ لــلـكـميتِ وجـيـلٌ قـبـلــه قــد تــســابــقــوا لــلــوفاءِ
رسَموا تلك في المـعـاركِ حـــتّى بـيّنــوا الــظُـلـمَ واضـحـاً كـذُكـاءِ
وصفَ الشّعْرُ عنـدهـمْ كلَّ شـيءٍ بحذافـيــرَ نـعــتــهِ فـــي جَـــــلاءِ
ما تَـوانَــوْا عن النُّهوضِ بـعــزمٍ نحو تـلــكَ الأرواحِ والــشُّـــــهداءِ
سجّلـوا المشهَدَ المَهيبَ بصـــدقٍ وبروجٍ مـنَ الـهُــدى والـــصّـــفاءِ
وتـتـالـتْ قــوافـلٌ إثـــرَ أُخـــرى فــي مـسـيــرِ الــنـوابـــغِ الشُّعراءِ
سـلـكـوا مـسـلـكَ الـولاءِ بـحـــبٍّ لـم يـحـيـدوا عـن مـنــهجِ الأوفياءِ
لـم يـكـنْ ذا قــاصـراً فـي لـسـانٍ عـربـيٍّ فـــي ظــــامّـــــةٍ فُصَحاءِ
نـظّـمـوا مـن قـلـوبـهــم كُلَّ لـونٍ مــن عِـــراصِ الطّفوفِ والأرزاءِ
أوقَــدوهـا مَــلاحِــمـاً تــتـلـظّـــى وهـيَ تــحـكـي مــآســـيَ الأتقياءِ
قُـتـلـوا فــي ســبـيـلِــهــا وأُبـيدوا وهُــمُ كـلُّ خَــطْـــوهـــمْ لــلــبــناءِ
كــلُّ هـمٍّ لـهـمْ بأنْ يـسـتـزيــــدوا مِـنْ عَــطـاءِ الــطّـفـوفِ كلَّ غَناءِ
إنَّ حُـبَّ الــحُــسـينِ أضرمَ فيهمْ شُـعــلــةً سـتـبـقـى بــغـيــر انْطفاءِ
ومضوا في دربُ الهُدى يتسامى شـرفـــاً بـالـحُــســيـــنِ والأزكياءِ
شِـعْـرهــمْ دبّــقَ الـدهـورَ دموعاً ونُـواحـــاً فــي سـيــدِ الــشُّــــهداءِ
جمعتْ كلَّ ذي اللــغـات شَـجاها وسـطَ قــلـبٍ ذوى مــنَ الـبُــرحاءِ
ذاكَ قــلـبٌ أطــلَّ بــعـــد قـرونٍ فـارسـاً يـحـوي مـن كــــنوزَ غِناءِ
لم يَـرُقْــهُ ذاكَ الـشّتاتُ فأضحى يـجـمـعُ الــكــلَّ فـــي يــدٍ بـيــضاءِ
عـجـبـاً كـيف بالكنوزِ استدارتْ بـيـن كـفّــيــهِ مـثــلَ سَــيبِ السّماءِ
قـد أتـتـهُ طَــوْعَ الــبَنانِ خُشوعاً إذ رأتْ صِــدقَـــه بــحــبَّ الـعطاءِ
هـكـذا الـصّـدقُ قد بَرا مُعجزاتٍ فـوقَ إدراكِ ومــضــةِ الــحُــكـماءِ
هـكـذا الـحـبُّ لــلـنــبيِّ المُصَفّى وبَـنـيـهِ جـــرى بــتــلــكَ الــدّمــاءِ
فـإذا الـيـومَ ثـورةُ الـبـحثِ شقَّتْ دربَـهـا نـحـوَ ثــــورةِ الأُمَـــنـــــاءِ
ثــورةٌ تـــدرسُ الــحــقــيــقةَ لُبّاً يــهـتـدي مــنــه مــوكــبُ الــعلماءِ
وإذا الـشـعــرُ في الحسينِ مسارٌ نـحـوَ أُفْــقٍ يــمــيــدُ بــالـــــشُّعراءِ
حُشِروا في المسارِ كيما يكونوا مـــارِدَ الـــنّـــورِ عــابــراً لـلـفضاءِ
هــكــذا نــالَــه الــمُـحــقِّقُ سَبْقاً ومـضـى واثــقــاً بــهـــذا الــسّـخاءِ
إنَّ هــذا الــعَــطــاءَ أمرٌ عظيمٌ بــالــغُ الـفـضـلِ فـي الـنّدى والوفاءِ
أيُّها الــصّــادِقُ الـــولاءِ سـلامٌ لـكَ مــنّـــا مـلءَ الـــدُّنـى والــسّـماءِ
أيُّــهــا الـمـخـلصُ الودادَ هنيئاً لـكَ هـذا الـمَـدى الــفــسـيـحِ الـفـنـاءِ
أيُّـها الصادِقُ الذي غمرَ المجـ ـدَ سُـطـوعـاً بـكـلِّ لـــونٍ مُـــضـــاءِ
فـيـكَ مـن نـفحةِ الحسينِ عبيرٌ طـيـفَ يــدنــو مــن الـعُـلا إطـرائي
أنـتَ فـوقَ الـثناءِ فوقَ القَوافي فـوقَ أحـــلامِ كـوكـــبِ الـــــزّهراءِ
فُقْتَ مَنْ قد مضى وجئتَ بأمرٍ هــوَ كـــلُّ الــجــديــــدِ لــلــعُــــرفاءِ
هــوَ نـــورٌ يــشـــعُّ مثلَ نجومٍ قـد غـدا مُــرشِــداً إلــى الاهــتــــداءِ
هـوَ مــاءٌ يـروي قـلوبــاً ظِماءً بـقـيــتْ أدْهُـــراً بِــــــــــــــلا إرواءِ
وأتتْ منكمُ الـمـكــارمُ تَــتــرى تــحــمــلُ الــمــجْدَ في عظيمِ ارتقاءِ
كيفَ نَقْوى لِشُكْرِها وهيَ أعْلى فــي سَــمــاهــا مـنْ شِـعْرنا والـثّناءِ
غـيـر أنّــا نــقــولُ فلتحيَ عِزّاً لِـمُــنـــانـــا ومـــجــــدِنـــا والــعَلاءِ
إنـه الـفَـتْــحُ فـلـيــدُم فـي رُبانا حــامــــلاً كــــلَّ لِـــبـــنــةٍ لــلـبِــناءِ
محمد طاهر الصفار
اترك تعليق