ماجد الصادقي البحراني: (976 ــ 1028 هـ / 1568 ــ 1618 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (73) بيتاً:
لا كـان جيدُ مصابي عاطلاً وله من الدموعِ عقودُ اللؤلؤِ الرَّطبِ
لازالَ فيكِ ربوعُ الطفِّ منسحِباً ذيـلُ الـنـسـيـمِ وبـلّته يدُ السحبِ
يا (كربلا) أينَ أقوامٌ شرفتِ بهم وكنتِ فيهمْ مكانَ الأفقِ للشهبِ (1)
ومنها:
أ (كربلا) أينَ بدرٌ قد ذهبتِ به حتى تحجّبَ تحتَ الأرضِ بالحُجبِ
صدَّقتُ فيكِ كلامَ الـفيلسوفِ بأ نّ البدرَ يخسفُ مـن حـيلولةِ التربِ
كانَ الغمامُ علوماً جـمَّةً وَسخا روِّيـتِ مـن مـائِـه المغدودقِ الـعذبِ
الشاعر
السيد ماجد بن هاشم (2) بن علي بن مرتضى بن علي بن ماجد الصادقي العريضي الجد حفصي الحسيني البحراني، (3) عالم وأديب وشاعر من أعلام الشيعة في البحرين، ولد في قرية جد حفص وإليها نسب وينتهي في نسبه إلى السيد علي العريضي ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
أصيب الصادقي في صباه بمرض في عينيه، فقد بسببه إحداهما، فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام فقال له: (إن أُخذ منك البصر، فقد منحت البصيرة ) فكان آية في العلم والأدب والحكمة والفضيلة ومن أعلام الدهر ونجباء الزمان وكان من تلاميذ الشيخ البهائي. وتلمذ عليه الفيض الكاشاني صاحب الوافي وآخرون من علماء البحرين الأعلام.
هاجر الصادقي إلى الحجاز ثم إلى العراق وأخيراً استقر في شيراز وهناك وشرع هناك بالدراسة والتدريس فدرس عند الشيخ البهائي ــ محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ــ وروى عنه كما روى عن الشيخ محمد بن أحمد بن خاتون العاملي وقد أجازاه في الرواية.
ولما آلت إليه الزعامة الدينية توافد عليه العلماء وطلاب العلم ومنهم تلميذه الفيض الكاشاني الذي ترك قم وجاء إلى شيراز للقاء البحراني والدراسة على يديه وكان الصادقي أول من نشر علم الحديث في شيراز وتصدى للفتوى وله مع علمائها مجالس كثيرة وولي قضاء شيراز وكان نادرة زمانه في العلم والحفظ والذكاء والبيان (4)
ومما يروى عنه أنه خطب على منبر شيراز خطبتي الجمعة بديهة لما نسي تلميذه السيد عبد الرضا الحسيني الخطبتين اللتين أنشأهما وختمها بأبيات في غاية من البلاغة والجزالة قيل عنها: وهذه الأبيات لو كانت عن رؤية لأفحمت مصاقع الرجال فكيف وهي عن بداهة وارتجال يقول الصادقي فيها:
نـاشـدتُـكَ اللهَ إلّا مــا نـظـرتَ إلـــى صنيعِ ما ابتدأ الباري وما ابتدعا
تـجـدَ صـفـيـحَ سـمــاءٍ مـن زُمـرَّدةٍ خضرا وفيها فريدُ الدرِّ قد رُصِعا
تـرى الـدراري يـدانـينَ الجنوحَ فما يجدنَ غبَّ السرى عيَّاً ولا ضلعا
والأرضُ طاشتْ ولم تسكنْ فوقّرَها بالراسيـاتِ التي من فوقِها وُضعا
فـقـرَّ سـاحـتَـهـا مـن بـعـدِ ما امتنعا وانحطّ شـامخُها من بعدِ ما ارتفعا
وأرسلَ الغادياتِ الـمُـعـصـراتِ لها فقهقهتْ مـلءَ فـيها واكتستْ خلعا
هـذا ونــفـسُـكَ لـوَّامُ الـخـبـيـرِ لـهـا لارتدّ عنها كليلُ الطرفِ وارتدعا
ولـيـسَ فـي الـعـالـمِ العلويِّ من أثرٍ يـحـيِّـرُ الـلـبَّ إلا فـيـكَ قـد جُـمعا (5)
قال السيد الصدر في السلافة: وهذه الأبيات لو كانت عن رؤية لأفحمت مصاقع الرجال فكيف وهي عن بداهة وارتجال (6)
ومن أعمال الصادقي تأسيسه مدرسة للعلوم الدينية في قريته (جد حفص) عُرفت بمدرسة آل الصادقي، ولا تزال هذه المدرسة قائمة إلى الآن باسم (حسينية الشاري) (7)
وقد استوفى الشيخ علي البلادي البحراني ترجمته وبيان آثاره ومن تلمذ عليه فقال: (العلامة الفهامة محرز قصب السبق في جميع الفضائل والفائز بالرقيب والمعلى من قداح الكمالات الكسبية والوهبية من بين فحول الأواخر والأوائل السيد أبو علي السيد ماجد ابن السيد العالم السيد هاشم ابن العريض الصادقي البحراني (ره) كان أوحد زمانه في العلوم أحفظ أهل عصره، نادرة في الذكاء والفطنة وهو أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز المحروسة، وله مع علمائها مجالس عديدة ومقامات مشهورة أخبرني شيخنا الفقيه ببعضها وأقبل أهلها عليه إقبالاً شديداً وتلمذ عليه العلماء الأعيان مثل مولانا العلامة محمد محسن الكاشاني صاحب (الوافي) والشيخ الفقيه ذو المرتبة الرفيعة في الفضل والكمال الشيخ محمد بن حسن بن رجب البحراني والشيخ الفاضل المتبحر الشيخ محمد ابن علي البحراني والشيخ زين الدين الشيخ علي بن سليمان البحراني والشيخ العلامة الأديب الخطيب الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني والسيد العلامة السيد عبد الرضا البحراني والشيخ الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وغيرهم وخطب على منبر شيراز خطبتي الجمعة بديهة لما نسي تلميذه السيد الفاضل السيد عبد الرضا الخطبتين اللتين أنشأهما والقصة مذكورة في كتاب (سلافة العصر في محاسن الدهر) للسيد الأديب النجيب الفاضل السيد علي ابن الميرزا أحمد وختمها بأبيات في غاية من البلاغة والجزالة وكان شيخنا العلامة معجبا كثيرا بقصيدته الرائية في مرثية الحسين (ع) سيد الشهداء التي مطلعها:
بكى وليسَ على صبرٍ بمعذورِ مَن قد أطلَّ عليهِ يومُ عاشورِ
وله معان كثيرة في نظمه ومن بديع ذلك قوله رحمة الله عليه:
لِشيبِ رأسي بكتْ عيني ولا عجب تبكي العيونُ لوقعِ الثلجِ في القللِ
واجتمع في سنة بالعلامة الشيخ البهائي (قده) في دار السلطنة أصفهان المحروسة فأعجب به شيخنا البهائي (ره) حكى بعض مشائخنا أنه سأل السيد عن مسألة بمحضر الشيخ فأوجز السيد الجواب تأدبا مع الشيخ فأنشد الشيخ (قدس سره):
حمامة جرعا حومة الجندل اسجعي فأنت بمرأى من سعاد ومسمع
فأطال السيد الكلام فاستحسنه الشيخ، وحدثني شيخنا العلامة أنه لما اجتمع السيد بالشيخ كان في يد الشيخ سبحة من التربة الحسينية على مشرفها سلام الله فتلا الشيخ على السبحة فقطر منها ماء على طريقة ما تستعمله أهل الشعابذة والعلوم الغريبة فسأل السيد أيجوز التوضؤ به فقال السيد لا يجوز، وعلله بأنه ماء خيالي لا حقيقي وليس من المياه المتأصلة المنزلة من السماء أو النابعة من الأرض فاستحسنه الشيخ واستجاز منه الشيخ فكتب له إجازة طويلة تشتمل على تأدب عظيم في حقه وثناء جميل وتقريظ عظيم وقد وجدت الإجازة في خزانة بعض كتب الأعيان سنة ١١٠٣ ولولا ضيق المقام لنقلتها.
وللسيد (قدس سره) (الرسالة اليوسيفية) جيدة جداً وعليها له حواشي مفيدة ورأيتها بخط تلميذه الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني (ره) وقد قرأها عليه (قدس سره) في دار العلم شيراز وعليها الانهاء والإجازة بخطه روح الله روحه وله رسالة في مقدمة الواجب مليحة كثيرة الفوائد ورأيتها مرة واحدة في يد بعض الفضلاء في مجلس شيخنا سنة ١١٠٩ ولم يعطها صاحبها للاستنساخ ثم إنه مات فطلبتها من ورثته ففتشوا عنها ولم يروها وله حواشي مليحة متفرقة على المعالم وحواشي متفرقة على خلاصة الرجال ورأيتها بخطه عند بعض لأصحاب وله حواشي على الشرائع وعلى اثني عشرية شيخنا البهائي (ره) وحواشي على كتابي الحديث وفي نسخة التهذيب التي عندي جملة منها وله فتاوى متفرقة جمعها بعض تلامذته وهي عندي وله رسالة سماها (سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد) ومنه أخذ العلامة السيد هاشم البحراني هذا الاسم فانتخب من شرح عز الدين ابن أبي الحديد كتابا مليحا سماها (سلاسل الحديد في التقييد لأهل التقليد من كلام ابن أبي الحديد) ورأيت له (وقف نامة) تتضمن وقف الخان الأفخم إمام قلي خان للمدرسة التي في دار العلم شيراز المعروفة بمدرسة الخان وموقوفاتها في غاية البلاغة ونهاية البراعة رأيتها في يد السيد الأديب النجيب صاحبنا السيد عبد الرؤوف ابن السيد حسين الجد حفصي البحراني. وبالجملة فمحاسنه كثيرة وعلومه غزيرة روح الله روحه وتابع فتوحه توفي (قدس سره) بالليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان بدار العلم شيراز سنة ١٠٢٨ ه انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان البحراني.
(قلت): وهذا السيد الجليل من نوادر الزمان علماً وأدباً وعملاً وكمالاً ويكفيه أنه تلمذ مثل الكاشاني وأضرابه من فحول العلماء عليه وذكره السيد الأديب النجيب السيد علي في السلافة وبالغ في الثناء والتقريظ عليه وذكره كل من تأخر عنه من علماء الرجال والإجازات وكتابه (اليوسيفية) التي ذكرها شيخنا مع حواشيه الكثيرة موجودة عندنا في أولها أصول الدين إجمالا مفيدا ثم الطهارة والصلاة وله الشعر البليغ الذي لم يوجد لأحد من الهاشميين بعد السيد الرضي أحسن منه وشعره في البداهة في غاية القوة والجزالة ولا سيما الأبيات التي ارتجلها بعد خطبتي الجمعة التي أشار إليها شيخنا وذكرها السيد النجيب في السلافة ولا بأس بذكرها مع بعض من كل من شعره المشتمل على التفكر والآداب والاتعاظ لأولي الألباب) (8)
وقال عنه الشيخ يوسف البحراني: (كان هذا السيد محققاً مُدقّقاً شاعراً أديباً، ليس له نظير، في جودة التصنيف وبلاغة التحبير، وفصاحة التعبير، ودقّة النظر، وشعره فائقٌ في البلاغة، وخطبته في الجمعة - لبلاغتها وحسن تعبيرها - تأخذ بمجامع القلوب، وتفت لسماعها وتذوب....) (9)
وقال عنه الحر العاملي: (كان فاضلاً جليلاً شاعراً أديباً. له رسالة في الأصول، اجتمع مع الشيخ بهاء الدين محمد العاملي، وكان بينهما مودة، وكان الشيخ يثني عليه ويبالغ في ذلك ....) (10)
وقال عنه علي خان المدني: (هو أكبر من أن يفي بوصفه قول، وأعظم من أن يقاس بفضله طول... علم يخجل البخار، وخلق يفوق نسائم الأسحار، إلى ذات مقدسة، ونفس على التقوى مؤسسة، وإخبات ووقار... شفع شرف العلم بظرف الأدب...) (11)
وقال عنه الشيخ سليمان الماحوزي: (كان أوحد أهل زمانه في العلوم, وأحفظ أهل عصره, نادرة زمانه في الذكاء والفطنة, أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز, فقيه مبرَّز متقن) (12)
وقال عنه السيد ضامن بن شدقم: (كان محدّثًا مدرّسًا قد أحيى الله ـ تعالى ـ به الفضل بعد اندراسه، وردّ غريبه إلى مسقط رأسه، فجمع شمله بعد الشّتات، ووصل حبله بعد البتات، فشفع شرف العلم والنّسب، وحاز بطرفي الحسب والأدب، فبادر بهمّته العليا إلى حوز الكمال فانتدب، وملك زمام الكلام والبيان فعصر من فنون البديع أفنانًا، فنظمه كاللؤلؤ المنظوم في قلائد العرائس، ونثره كالزّهر على الرياض المشهود بأعلى المجالس، وأصبح علمًا للعلم، فمناقبه وفضائله الفاخرة دالّة على غزارة علمه في الدنيا الزّاهرة) (13)
تلامذته
1 ــ الفيض الكاشاني المحقق الكبير محمد محسن بن المرتضى صاحب الوافي الذي هاجر من قم إلى شيراز للقاء الصادقي والتتلمذ عليه وقد روى الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤته نقلاً عن نعمة الله الجزائري ما نصه:
(كان لأستاذنا المُحقّق المولى محمد محسن الفيض الكاشاني صاحب الوافي وغيره ممّا يقارب مائتي كتاب ورسالة، وكان نشوؤه في بلدة قم فسمع بقدوم السيِّد الأجل المحقق المُدقِّق الإمام الهُمام السيِّد ماجد البحراني الصادق في شيراز فأراد الارتحال إليه لأخذ العلوم منه فتردد والده في الرخصة إليه، ثُمّ بنوا الرخصة وعدمها على الاستخارة، فلمّا فتح القرآن جاءت الآية: فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)،
ثم يقول البحراني: (ولا آية أصرح وأنصّ وأدل على هذا المطلب مثلها، ثم بعدها تفأّل بالديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام فجاءت الأبيات هكذا:
تغرَّبْ عن الأوطانِ في طلبِ العُلى وسافرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ
تـفـــرُّجُ هــمٍّ واكـتـسـابُ مـعـيـشـةِ وعـلـمٌ وآدابٌ وصـحـبـةُ مــاجـدِ) (14)
وهكذا مكث الكاشاني عند البحراني فترة من الزمن، قرأ عليه فيها علوم الشريعة، كما ذكر هو نفسه في بداية كتابه (الوافي). حيث قال: لقد رويت كتبي عن أستاذي السيد ماجد بن السيد هاشم الصادقي البحراني، فكنت أستند إليه في العلوم الشرعية الـتي رواها هـو عن الشيـخ بهاء الدين العاملي.
2 ــ محمد بن حسن بن رجب المقابي.
3 ــ زين الدين علي بن سليمان القدمي.
4 ــ أحمد بن عبد السلام الجد حفصي.
5 ــ عبد الرؤوف الصادقي (ابنه)
6 ــ عبد الرضا الحسيني.
7 ــ محمد بن علي بن يوسف المقشاعي.
8 ــ أحمد بن عبد الرضا البحراني.
9 - جمال الدين بن شاه محمد الفسائي .
10 ــ علي بن سليمان البحراني .
11 ــ الشيخ أحمد بن جعفر البحراني .
12 ــ لطف اللّه بن جلال الدين محمد الشيرازي
13 ــ السيد فضل اللّه بن محب اللّه دستغيب
14 ــ الحسين البحراني الشيرازي
15 ــ الخميس بن عامر الجزائري
مؤلفاته
الرسالة اليوسفية في الفقه والأصول
سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد
وقف نامه (باللغة الفارسية)
التحفة السليمانية (باللغة الفارسية)
خاتم سليمانى (باللغة الفارسية)
حواشي على الشرائع والاستبصار والتهذيب.
حاشية على المعالم وخلاصة الرجال.
رسالة في مقدمة الواجب
مقالة في العام المخصص (بحث أصولي)
قصيدة طويلة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)
ديوان شعر كبير باسم ديوان السيد ماجد الصادقي.
المقامات
فتاوى متفرقة (مخطوطة) (15)
توفي الصادقي في شيراز ودُفن في مشهد أحمد بن موسى الكاظم المعروف بشاه جراغ.(16)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (71) بيتاً:
بـكـى ولـيـسَ عـلـى صـبـرٍ بـمعذورِ مَن قد أطـلَّ عــلـيـهِ يـومُ عاشورِ
وإنَّ يـومـاً رســولُ اللهِ ســــاءَ بــــه فـابـعـدَ اللهُ عـنــه قـلـبَ مــسـرورِ
ألـيّـة بـالـهـجـانِ الـقــودِ حــامـلـــــةً شعثاً تهادى عـلى الأقتابِ والكورِ
يـؤمُّ مـكّـةَ يـبـغـي ربــحَ مــتـجـــرِهِ مـواصـلاً بــيـن تـرويـحٍ وتـبـكـيرِ
ما لـلـسـرورِ ولـلـقـنِّ الـذي ذهـبــتْ سـاداتُـه بـيــن مـسـمـومٍ ومـنحورِ
يا غيرةَ اللهِ والـسـاداتِ مـن مـضــرٍ أولـي الـبـســالةِ والأسْدِ المغاويـرِ
أسـيِّـدٌ هـاشــــمـــيٌّ بـعـدَ سـيِّــدكـــمْ أحـقُّ مـنـه بــإبـرازِ الـمـذاخــيــر
أمسى بحيث يـحـلُّ الـضـيـمُ سـاحتَه ويـبـلـغُ الـعــقـدُ مـنـه كـلَّ مـوتورِ
يا حسرةً قد أطالتْ في الحشا شغفي وقصّرتْ فـي العزا عنه مقاديري
وا حسرتا لصريعِ الموتِ محتـضـرٌ قـد قـلّـبـتـه يــدُ الـجردِ المحاضيرِ
يا عـقّـرَ اللهُ تلكَ الـصـافـنـاتِ بــمـا جـنـتْ فـمـا كــانَ أولاهـا بـتـعـفيرِ
كـأنَّـه مـا قــراهـا في الـطـعـانِ ولا أرخى الأعنّةَ عنـها في المضاميرِ
ولا سـمـاهـا بـبـاعٍ غـير مـنـقـبـضٍ يـومَ الـوغـى وجـنانٍ غير مذعورِ
مـن مـبـلـغــنَّ قـريـشـاً أنَّ ســيِّـدَهـا ثـوى ثـلاثَ لـيـــالٍ غـيـر مـقـبورِ
مـن مـبـلـغــنَّ قــريـشـاً أنَّ سـيِّـدَهـا تـنـحـوهُ فـي الـقـفرِ زوَّارَ اليعافيرِ
قومي إلـى مـيّـتٍ مـا لُـفّ فـي كـفنٍ يـومـاً ولا نــالَ مـن سدرٍ وكافورِ
تلكَ الدماءُ الزواكي السائلاتُ عـلى سـمـرِ اليـعاسيبِ والبيضِ المباتيرِ
تلكَ الـرؤوسُ أبتْ إلا العلا فسَمَتْ عـلى رفيـعٍ من الخـرصانِ مشهورِ
كـأنّـه حـيـن يـسـودُّ الـدجــى عـلـمٌ سـامٍ تـشــبُّ لــه أنــوارُ مــقـــرورِ
تلكَ الطواهرُ لم يـضـربْ لـها كللٌ ولا تـمــدُّ لـهـا أطــنـابَ تـخـديــــرِ
كـمْ فيهمُ من بني المختارِ من غررٍ مـجـلــوّةٍ ووجـــوهٍ كـالـدنـانـيـــــرِ
إذا تـبـاكـيـنَ لـم يـفـصِحنَ عن كمدٍ إلا تــحـدّرَ دمـــعٌ غـيـرُ مــنــزورِ
وإن تـشـاكـيـنَ لـم يـسـمـعنَ داعيةً إلا تــصـعّـدَ أنــفـاسٍ وتــزفــيـــــرِ
يا فجعةً أوسعتْ في قلبِ فاطمةِ الـ ـزهراءِ جرحَ مصابٍ غـيرِ مسبورِ
وإنَّ ذاتَ خـمـارٍ مـن عــقـائـلِـهــا تـهـدى إلـى مـسـتـفَزِّ العـقلِ مخمورِ
بني أمـيـة قـد ضـلّـتْ حـلـومـكـــمُ ضـلالَ مُـنـغـمـسٍ فـي الغيِّ مغمورِ
أدوحـةٌ قـد تـفـيَّـأتــمْ أظـلّـــتــهــــا نـلـتـمْ بـواسـقِ أعــلاهــا بـتـكـسـيـرِ
بـنـي أمـيـة لا نـامـتْ عـيـونـكـــمُ فـثـمَّ طـالـبُ وتــرٍ غـيــرُ مــوتـــورِ
سمعاً بني الحسبِ الوضاحِ مرثيةً يـعـنـو لـهـا كـلُّ مـنـطـيــقٍ ونحريرِ (17)
وقال من حسينيته التي قدمناها وتبلغ (73) بيتاً:
أمربعُ الطفِّ طوّفتِ المصائبُ بي وصرتَ مني مكانَ النارِ للحطـبِ
يهوانيَ الرزءُ حتى قلتُ من عجبٍ بيني وبين الرزايا أقـربُ الـنسـبِ
لا كانَ جيدُ مـصابي عـاطـلاً ولـه من الدموعِ عقودُ الـلـؤلـؤِ الرطـبِ
لا زالَ فيكِ ربوعُ الطفِّ منسـحباً ذيـلُ الـنـسـيـمِ وبـلّـتـه يـدُ الـسـحبِ
يا كربلا أينَ أقـوامٍ شـرفـتِ بـهـمْ وكـنـتِ فـيـهـمْ مـكـانَ الأفقِ للشهبِ
أكـربـلا أيـنَ بدرٌ قـد ذهــبـتِ بـهِ حتى تحجّبَ تحتَ الأرضِ بالحجبِ
صدّقتُ فيكِ كلامَ الـفـيـلـسـوفِ بأ نَّ الـبـدرَ يُخسفُ من حيلولةِ التربِ
كانَ الغمامُ عـلـومـاً جمّةً وسـخى روّيتِ مـن مـائـهِ الـمغدودقِ العذبِ
للهِ وقـعـتـكِ الـسـوداء كمْ سَـتـرتْ بـغـيـمِـهـا قـمـراً من قبلِ لـم يـغـبِ
لا غروَ إن خُـرّبـت أفـلاكُـها فلقد فقدنَ قطباً فـهـل تـسـري بـلا قـطبِ
كم شمسِ دجنٍ لفقدِ البدرِ كـاسـفةٍ وكانَ منه سـنـاهـا غيرَ مـحـتــجـبِ
فكيفَ قيلَ بأنَّ الـبـدرَ مـكـتـســبٌ بالشمسِ نوراً وهـذا غـيـرُ مكتـسبِ
للهِ مـن نـائـحـاتٍ بالطـفـوفِ فذي تـدعـو أخي ولديها من تـقـولُ أبــي
كنتَ الزلالَ بروداً لـلـظـمـاةِ فـلِـمْ أشعلتَ قـلـبـي بـجـمـرٍ منكَ ملتـهبِ
لـعـلَّ ذلـكَ مـن لـطفِ الخلـيـقةِ إذ جمعتَ يا بدرُ بينَ الـمـاءِ والـلـهـبِ
بحرٌ تروّي العطاشا من جـداولـه حتى الصوارمَ يرويها من الـسـغـبِ
..............................................................................
1 ــ أوراق من ديوان السيد ماجد الجد حفصي ــ مركز الإمام الصادق لإحياء تراث البحرين بتاريخ 22 / 11 / 2022 / ذكر منها في أدب الطف ج 5 ص 86 ــ 87 (17) بيتاً عن مجموعة الشيخ لطف الله بن علي التي كتبها بخطة سنة 1201 هـ
2 ــ أنوار البدرين ص 85
3 ــ أمل الآمل ج ٢ ص ٢٢٦ / أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٥٩ في ترجمة السيد عبد الرؤوف بن السيد ماجد
4 ــ المستدرك للنوري ج 3 ص 420 / أمل الأمل ص 493 / خلاصة الأثر ج 3 ص 307 / أدب الطف ج 5 ص 82 / أنوار البدرين ص 85 ــ 86 / تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ج 2 ص 389
5 ــ أدب الطف ج 5 ص 84 / أنوار البدرين ص 88
6 ــ أنوار البدرين 89
7 ــ السيد هاشم السيد سلمان ــ تراجم العلماء والفضلاء ورجال الدين / ماجد بن السيد هاشم الصادقي، آية الله العظمى السيد ماجد بن السيد هاشم الصادقي، موقع شيعة ويب بتاريخ 16 / 12 / 2021
8 ــ أنوار البدرين ص 85 ــ 88
9 ــ لؤلؤة البحرين في الإجازة لقُرّتي العينين ص 132
10 ــ أمل الآمل ج ٢ ص ٢٢٦
11 ــ سلافة العصر في محاسن الدهر ص 136
12ــ فهرست علماء البحرين ص 432
13 ــ تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ج 2 ص 389
14 ــ لؤلؤة البحرين ص 126
15 ــ أوراق من ديوان السيد ماجد الجد حفصي ــ مركز الإمام الصادق لإحياء تراث البحرين بتاريخ 22 / 11 / 2022
16 ــ أنوار البدرين ص 90
17 ــ أوراق من ديوان السيد ماجد الجد حفصي ــ مركز الإمام الصادق لإحياء تراث البحرين بتاريخ 22 / 11 / 2022
كما ترجم له:
السيد حسن الأمين / مستدركات أعيان الشيعة ج 1 ص 162
السيد باقر بن هاشم بن سلمان / غاية المرام في تاريخ الأعلام ص 29
أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج12 ص 210
السيد علي البروجردي / طرائف المقال ج 1 ص 80
الشيخ محمد علي الأنصاري / الموسوعة الفقهية الميسرة ج 1 ص 595
والسيد الخوئي / معجم رجال الحديث ج 15 / رقم الترجمة 9805
الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 11 ص 235
إسماعيل باشا البغدادي / هدية العارفين في اسماء المؤلفين وآثار المصنفين ج 2 ص 1
إسماعيل باشا البغدادي / تراجم الرجال ج ١ ص ٤٥٩
الشيخ حسين النوري / المستدرك ج 3 ص 420
محمد المحبي / خلاصة الاثر ج 3 ص 307
الشيخ فرج العمران القطيفي / الأزهار الأرجية في الاثار الفرجية ج 13 ص 78 ــ 136
اترك تعليق