الحسن بن شدقم (932 / 995 هـ / 1526 ــ 1587 م)
قال من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (78) بيتاً:
صـلـى عـلـیـكَ اللهُ مـا طلعتْ ذُكا ومشى الحجیجُ إلى ثراكَ العنبري
مـن بـعـدِ قـبـرِ الـیــثــربـيِّ فـإنّـه أصـلٌ لـفـخـرِكَ یـا لـه مـن مـفـخرِ
وسقى قـبوراً في البقیعِ و(كربلا) وسـقـى قـبـورَ بـقـیـةِ الإثـنــعـشــر
الشاعر
السيد أبو المكارم بدر الدين الحسن النقيب المعروف بـ (ابن شدقم)، فقيه ومحدِّث ومؤرِّخ وكاتب وشاعر وأديب، من أعلام الشيعة الإمامية، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ولد في المدينة المنورة، من أسرة علمية إمامية عُرفت بـ (آل شدقم) تدرَّج رجالها على منابر العلم ومجالس الأدب.
يقول السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: (وآل شدقم جماعة من أشراف المدينة الحسينيين فيهم العلماء والفضلاء والأدباء والنقباء ذكرنا جملة منهم في طي هذا الكتاب ...) (1)
والحسن بن شدقم هو جد النسابة الكبير والعالم والأديب السيد ضامن بن شدقم بن الحسن، وقد ذكر حفيده نسب جده كاملاً إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهو:
الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة بن ثوية بن مكيثة بن شبامة بن حمزة بن علي بن عبد الواحد بن مالك بن الحسين بن المهنا الأكبر بن داود بن هاشم بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام). (2)
التحق ابن شدقم منذ صغره بحلقات العلم ــ كعادة أبناء أسرته ــ وقد درس مبادئ العلوم على يد والده إضافة إلى علماء مدينته، فبرع في العلوم والآداب، وأصبح من العلماء، وكان أبوه نقيب الطالبيين، فلما توفي حلّ مكان أبيه في النقابة لكنه لم يلبث أن تركها وفضَّل حياة العلم والعبادة والزهد والسياحة في الأرض للتعلم على حياة المناصب.
هاجر ابن شدقم إلى مكة ومنها إلى الهند وفيها التقى بحسين نظام شاه سلطان الدكن، ثم انتقل إلى إيران وتنقّل في شيراز وقزوين ويزد ومنها ذهب إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، وهناك التقى بالشاه طهماسب الأول الذي استقبله بالحفاوة والتبجيل لما اشتهر من علمه وأدبه وأخلاقه، ثم أرسل إليه السلطان حسين نظام شاه يسأله الرجوع إلى الهند بعد أن ذاع صيته كعالم كبير وخرج لاستقباله مع جنوده وأكرمه غاية الإكرام واحتفى به كل الحفاوة وزوجه أخته.
بعد وفاة نظام شاه رجع ابن شدقم إلى مسقط رأسه المدينة المنورة ولكنه لم يطل به المكوث فيها فعاد إلى الدكن حيث مكانته العلمية والاجتماعية التي بقيت في عهد الشاه مرتضى ابن السلطان حسين نظام شاه وبقي في الهند حتى وفاته، وكان قد أوصى أن يدفن في المدينة المنورة فنفذ ابنه السيد حسين وصيته.
أساتذته
في جميع المدن التي هاجر إليها لم يترك ابن شدقم التعلم والاستفادة من دروس علمائها ففي مسقط رأسه كان والده السيد علي بن الحسن بن علي بن شدقم بن ضامن، هو معلمه الأول كما درس أيضاً على يد كل من:
السيد محمد بن أحمد السَّديدي الحسيني الحجازي.
وجمال الدين محمد بن علي التولاني البصري
والحسن بن عليّ الحسيني في المدينة المنورة
والشيخ محمد البكري في مكة المكرمة
الشيخ حسين بن عبد الصمد الهَمَداني ــ والد الشيخ البهائي ــ في قزوين
المولى عناية الله الأصفهاني في يزد
الشاه نعمة الله بن أحمد خاتون العاملي في شيراز
وقد أجازه عدد من العلماء في الرواية منهم: نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي، ومحمد بن علي بن أبي الحسن العاملي ــ حفيد الشهيد الثاني محمد بن مكي ــ، وحسين بن عبد الصمد العاملي، والد الشيخ البهائي.
وقد عُرف عن ابن شدقم براعته في الخط، وتوجد بخطه نسخة من نهج البلاغة بخط النسخ في المكتبة المركزية بجامعة طهران، كتبها في 994هـ.
مؤلفاته
1 ــ زهر الرياض وزلال الحياض: وهو في السيرة والتاريخ ويقع في 4 مجلدات.
2 ــ الأسئلة الشَّدقَمية: وهو عبارة عن مسائل سألها ابن شَدْقَم من شيخه حسين بن عبد الصمد وأجوبته عنها.
3 ــ الجواهر النظامية من حديث خير البرية: ويحتوي على أخبار كثيرة في أحوال الأئمّة (عليهم السّلام).
4 ــ جواهر المطالب في فضائل مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام)
5 ــ ديوان ابن شدقم.
أقوال العلماء فيه
ترجم له السيد محسن الأمين ترجمة مطوَّلة وذكر أقوال العلماء الأعلام فيه كما نقل عن حفيده السيد ضامن بن شدقم أحواله وسيرته وإجازات العلماء فيه ونقتطف من هذه الأقوال بعضها:
قال فيه الحر العاملي: (فاضل عالم جليل محدث شاعر أديب ...) (3)
وقال فيه الميرزا عبد الله الأصفهاني: (كان من أجلة العلماء الصلحاء الامامية وكان معاصراً للشيخ البهائي وسافر إلى الهند ويروي عن والد الشيخ البهائي ...) (4)
وقال فيه السيد ابن معصوم المدني: (واحد السادة، وأحد الساسة، وثاني الوسادة في دست الرئاسة، القدر عليٌّ، والحسب سنيٌّ، والخلق كالاسم حسن، والنسب حسيني، جمع إلى شرف العلم عزّ الجاه ....) (5)
وقال فيه حفيده السيد ضامن بن شدقم: (قرأ على والده وأخذ عنه أكثر العلوم، وقطف أزهار الفضائل من أهل الكمالات، وفاق على أمثاله، ورقى أعلى درجات الكمال مع تقوى وعفاف وصيانة وزهد وورع وعبادة، تابعاً لآثار آبائه، حسن الاخلاق، عذب الكلام، لين الجانب، سريع الرضا، بعيد الغضب، يكرم جليسه، ويقبل عذر من جنى عليه، يتآلف أصحابه بالمودة، ويقضي حوائجهم، ويعينهم بماله وجاهه عند الشدة، تولى منصب النقابة بعد والده ثم عزفت نفسه عنها فخلع نفسه منها تورُّعاً منه وزهداً، ثم إنه اختار السفر بعد المشورة والاستخارة فسافر من المدينة المنورة ....) (6)
وقال السيد محمد بن علي الموسوي العاملي ــ صاحب مدارك الأحكام ــ في إجازته له: (وجدته ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من العلوم الشرعية والأدبية، ويجري في أثناء مباحثتي له كثير من المباحث العلمية والفروع الشرعية، وطلب من هذا الضعيف إجازة ما يجوز لي روايته، فاستخرت الله تعالى وأجزت له أدام الله تعالى تأييده، وأجزل من كل خير حظه ومزيده، أن يروي عني جميع كتب علمائنا الماضين وفقهائنا السابقين الذين اشتملت عليهم إجازة جدي العلامة الشهيد الثاني قدس الله سرّه للشيخ الجليل حسين بن عبد الصمد الحارثي قدس سره خصوصاً الكتب الأربعة ....) (7)
وقد ذكر السيد الأمين واحداً من أجوبته العلمية حيث يقول: (ومن أجوبته العلمية ما وجدناه في مجموع مخطوط في المكتبة المباركة الرضوية وصورته:
سؤال في الحديث اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، قيل ما وجه تشبيه الصلاة عليه بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم والقاعدة أن المشبَّه به أفضل من المشبِّه وهو صلى الله عليه وآله أفضل الأنبياء بلا شك.
فأجاب السيد السند الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني دام فضله بقوله:
(الظاهر يدل على المساواة، والتفاضل مستفاد من أثر آخر وكون المشبَّه به أفضل ليست كلية وقوله عز من قائل: إنا أوحينا إليك .... إلى آخره... الدال على المساواة في الايحاء فقط، مانع من أفضلية المشبَّه به). (8)
شعره
وقال من قصيدة تبلغ (58) بيتاً في مدح النبي وأهل البيت (صلوات الله عليهم) والتوسُّل بهم لطلب الشفاعة:
بعد فرضِ الـصلاةِ تَغشى رسولاً خـصَّـه بـالـمـعـارجِ الـقــدُّوسُ
مَـن رقـا هـامَ قـابِ قوسیـنِ وائـتـ ـمَّ بـهِ الأنـبـیـاءُ والـنـامــــوسُ
وبـهِ عـتـرةُ الـصـفـيِّ أقــیـلـــــتْ ونُـفـي عـنـد وضـعِـه إبـلــیسُ
وبـهِ نُـجِّـيَ الـخـــلــیـلُ ونـــــوحٌ ومِـن الـنـونِ أطـلـقَ المحبوسُ
ولـداودَ إذ أنــابَ شـــفـــــیـــــــعٌ وسـلـیـمـانَ إذ دعـتْ بـلـقـیـسُ
وبـهِ وُجِّــهَ الـكــلامُ لــــمــوســى ولـعـیـسى إذ جاء مريمَ شوسُ
وعـلـومُ الأنـبـیـاءِ جـمعاً وفــرداً كـشـحـاذیذَ وعـلـمُـه الـقـاموسُ
من بني ھاشمَ الكرامِ ذوي المـجـ ـدِ ففي الفخرِ مجـدُه مـغــروسُ
یـالـه مـرسَـلٌ أحـاطَ بـه الــتــــھـ ـلـیلُ ثـمَّ الـتـسـبـیـحُ والـتقدیسُ
حـفَّـه الـنـورُ والـمـلائـكُ جـمــعاً فـھوَ بـالـوحي والضـيا مأنوسُ
یـا رسـولَ الإلـهِ نـفـسـي فــــداءٌ لـثرى أنـتَ جـوفـــه مــرموسُ
وتـلـیـدي كـان الـعـنـا وطریـفي ولعضوٍ قد أودعتْ منكَ طـوسُ
فـشـفـیـعـي إلـى عُـلاكَ أنــــاسٌ لـــكَ ابـنٌ وبـضـعـةٌ ونــفـــوسٌ
وشــفـیـعـي إلـیـكَ أنــتَ وإنِّــي مثقلُ الظھرِ في الخطا معـموسُ
أبـداً ذكـرُكَ الأریــجُ سـمیـــري فـھـوَ لـلـسـمـعِ والـنفوسِ أنـیسُ
أنـتَ ذُخـري وعـصمـتي ومآلي یـومَ تـنـبـو عن الذّنابِ الـروسُ
ومـلاذي ومـلـجـأي وغـیــاثــي حـیــن لا رایـسٌ ولا مـــرؤوسُ
ومَـحَـبَـتـكَ طـیـنـتـي وغـذائــي وأبـي قـبـلـي مـرضـعٌ مـأنـوسُ
وصـلاةٌ عــلــیــكــمُ وســــــلامٌ ما سرتْ نحوكَ القلاصُ العیسُ
وقال في مدحه (صلى الله عليه وآله) أيضاً:
ألا یـا رسـولَ الله جُـد لـي بـعـــودةٍ وجُدْ بسماحٍ عن ذنوبي وعصیاني
فـإنِّـي جـدیـرٌ بـالـجـوارِ ونــســـبـةً إلـى سـبـطِـكَ الـمقتولِ حیث أغاني
فـأنـتَ لأقـصى الـعـالـمـیـنَ مُــؤمَّلٌ فكیفَ بذي الـقـربى لعلیاكَ والداني
علیكَ صلاةُ اللهِ ما اخضرَّتِ الرُّبى وما سجعتْ ورقُ الأراكِ بـأغصانِ
قال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):
قـسـمـاً بـأطـرافِ الأسـنـةِ سـنَّـھـا بینَ الیراعِ من الـعـتـاقِ الـضُّــمَرِ
قـومٌ لـھـمْ بـطـنُ الأبـاطـحِ مـسكنٌ من عصرِ جدِّھمُ كریمِ الـعـنــصرِ
قـومٌ إذا نـزلَ الـوفـودُ فـنــاءَھــــم فـي أزمـةٍ شـھـبـاً ولـيـلٍ مُـحضرِ
لاقـتـھـمُ الكـومُ الـمـخـاضُ روازمٌ تجري بما یجري وأخرى مصغرُ
تـمـشـي إلـیھمْ كلُّ من لا قد مشتْ لـلـغـیـبِ سـافـرةٌ بـوجـهٍ مُـســفــرِ
تـسـتـدنـيَ الـكـوما تـشـدُّ عـقـالَـھـا لا كـنـتِ لـلـجـدّیـنِ إن لم تنحرِي
وجـآذرٌ مـن ذي الأراكِ إلـى مـنىً فـالـمـرسـلاتُ إلى سفوحِ المشعرِ
یـسـفـكـنَ مـن حـرمِ الـدماءِ تنسُّكاً ھُـنَّ الـدُّمـى ويـصدنَ قلبَ القسورِ
لو قیلَ من خیرُ الورى بعد الرسو لِ لـقـلـتُ قـولاً مـا لـه مـن مـنـكرِ
ذاكَ الـذي صـلّى وما صلّى امرؤٌ غـیـرُ الـنـبـيِّ إمـامِ كـلِّ مُـطــھَّـــرِ
ذاكَ الذي حازَ الـسـبـاقَ وقـد رقـا كـتـفـيْ رسـولِ اللهِ مـثـلَ الـمِـنـبـرِ
لـیـزیـلَ ھـــبــلاً عـن بـنـیّـةِ ربِّــه مـا زالَ یـعـلـو فـي زوالِ الـمـنكرِ
بـابُ الـرسـولِ وصـھرُه من عندَه عـلـمُ الـكـتـابِ وعـلـمُ مـا لـمْ یُؤثرِ
من كانَ كالنفسِ الـكـریـمـةِ لمْ أقلْ كـالشمسِ أو كالنجمِ أو كالمشتري
بـل كـانَ أرفـعُ مـنـزلاً ومـكـانـــةً غـیـرَ الإلـهِ وفــوقَ مـا لـم یُـذكــرِ
قـد رُدَّتِ الـشـمـسُ السراجَ لوردِه والـنـصُّ كـافٍ عـن مـقـالِ المُخبرِ
الـمـنـفـقُ الـسـرَّ الـنـھـارَ وجـھرةً والـنـجـمُ لـیلاً قد ھوى في محضرِ
قـد جـاءَ فـیـهِ إنَّــمـا بـعـدَ انّــمـــا وھيَ الـتـي للحصرِ جاءتْ بادري
مـعَ مـا أتـى في ھلْ أتـى وصفاتِه ولـزوجِـهِ وشـبـــیــرِهِ ولـشــــبَّـــرِ
أدّى بـراءةَ مـــنـــحـــــةً وبــراءةً يـومَ الـجـزاءِ لأبــيــضٍ ولأســمـرِ
والـطـائـرُ الـمـشويُّ صحیحٌ نقله وكـذا أنـتَ مــنِّي في مقولِ الأشھرِ
أعني الذي كفّى الـقـتـالَ بـعـضـبِه فـي یـومِ بـدرٍ والـمـذارِ وخـیـبـــرِ
فـي یـومِ سـارَ أولـوا النفیرِ بألفـھمْ أقـبـحْ بـھـمْ وبـألـفِـھِـمْ مـن معـشرِ
سـاروا یـؤمُّـھـمُ أبـو جـھـلِ الــذي قـدمـتْ عـداوتـه لـوحـي الـمـنـذرِ
فغدا أبو حـسـنٍ فـجـدَّلَ نـصـفَـھـمْ مـا بـیـنَ مـأسـورٍ وبــیــنَ مُــكـفِّـرِ
والـنصفُ ما بینَ الصحابِ ملائكٌ قـد جاءَ نـصَّـاً عـن ثـقـاتِ المـأثرِ
ذاكَ الذي جاءَ الـنـداءُ مـن الـسـما فـي حقِّـه عــن قـیـلِ أصدقِ مخبرِ
لا سـیـفَ إلا ذو الــفـقـارِ ولا فتى إلّا علـيْ، ذا الـنـصُّ خُصَّ بحیدرِ
إذ جـا أبـو سـفـیـانَ طـالـبَ وتـرِهِ وأعـانَـه مـن فـرَّ فــرِّ الأحـــمــــرِ
والحمسُ إذ جاؤوا بحزبِ كُماتِھم یـقـدمـھـمُ عـمـرو بـكـلِّ مُـشـــھَّــرِ
جاءوا فظنَّ المـسلمونَ وقـدْ رقـتْ مـنـھـمْ نـفـوسٌ فـي عـلـوِّ الحـنجرِ
مـن فـوقِـھـم جـاءوا وأسـفلَ منھمُ فـدعـا رسـولُ اللهِ كــالــمـسـتعــبـرِ
عمرو المذارَ بطرفِه عمرو، وفي یـمـنـاهُ شـبْـه الـمـلـحِ لـیـسَ بـأبـتـرِ
شـھـرَ الـحـسامَ كلما سـنـحــتْ لـه أدمـى فـأدمـاھـا بـكـفِّ غـضـنـفــرِ
فـبـسـیـفِـه نـصـرَ الإلــهُ نـبــیَّـــــه لـولا عــنـایـة ربِّــه لـم یــنــصـــرِ
فـرُّوا ولـم یـلـووا عـلـى قــتـلاھـمُ تـركـوا ابـنَ عـبـدٍ ثـاویاً لـم یُـقـبـرِ
وبـحـصـنِـه والـمـسـلـمـونَ تـسلّھمْ مـن آلِ مـوســى كـافــرٌ بـمـذّكـــرِ
وأبــو الأئــمــة أرمـدٌ فــدعــا بــه خیرُ الأنامِ وقـالَ: سِـرْ في العسكرِ
مـن بـعـدِ أن تـفـلَ الرسولُ بـعـینِه فـالـجـزعُ بـعدُ بـنـورِھـا لـم یـظفرِ
فغدا یـھـرولُ مُـسـرعـاً مُـسـتبشراً بـالـفـتـحِ مـن نـظـرِ الإلـهِ الأقـــدرِ
مُـتـقـمِّصَاً بابَ الـقـموصِ فـفـضَّـه ورمـى بـمـرحبَ أموجاً في المنثرِ
مِـن بـعـدِ مـا فتـحَ الإمـامُ خـیـابـراً سُـرَّ الـبـشـیـرُ بـھـا ومـقـدمَ جـعفرِ
والـفـتـحُ إذ كـمـنَ الـعـتاةُ بــمـكـةٍ وبـحـجـرِھـا والـقـتـلِ غــیرِ مُحجَّرِ
واذكـرْ غـــــزاةَ ھـوازنٍ وثــبـاتِـه إذ ضـاقـتِ الأرضُ الـفضاءَ بحـبترِ
وسَلِ الخوارجَ وابـنَ ھـنـدٍ إذْ غـدا سـیفُ الإلـهِ كما العفرنى المصـحرِ
يكنفه أنصـارُ النـبـيْ مِـن خـزرجٍ والأوسُ مـن ظــفـرٍ بـكـلِّ مُــظــفَّـرِ
أنـصـارُ أحـمـدَ حـامـلـینَ لــــواءه بـظـبـا تـقـطّـرُ تــحـتَ كــلِّ مُـقــطّرِ
مـن كـلِّ بـدريٍّ كـمـا بـدرِ الدُّجـى ذي لـمَّـةٍ شـمـطـا وغـــیــرِ مُـعـــذّر
بیضٌ على ھـامـاتِـھـم بیضٌ، وفي أیـمـانِـھم بـیـضُ الــشـبــا لـم تـدثــرِ
عـالـیـھـمُ مـثل الإضاءِ وتـحـتـھـمْ شـھـبٌ وحـمـرٌ قـد خـلــطـنَ بـأشـقرِ
فلّتْ جموعُ القاسـطـینَ بـقـسـطِـھا خـضـرٌ یـصـرَّفُ رأیُـھـا بـالأشـتــرِ
للهِ أمٌّ أنـــتــــجـــتــه فـقـد شــــرَى مـرضـاةَ ربٍّ مـربــحٍ لـلـمـشـتـري
والـطـھـرُ یـفـریـھـمْ بـأدھــمَ أرثـمٍ كـالـنـجـمِ أربـعـه، وســیـعُ الـمـنـخرِ
رفعوا المصاحف لائـذیــنَ مـكیدةً من عمرو ذي الخدعـاتِ نجلِ الأبترِ
نصبوا الحكومةَ مـن سفاھةِ رأیِھمْ فـرقـى عـمـیـرٌ غـادراً بـالأشـعـري
أقـفَـوا كـشـاردةِ الـنـعـامِ لـشـامِھمْ یـأتـمُّ خـاسـرُ صـفـقـةٍ بـالأخـــســــرِ
حـتـى لـقـدْ كــادَ الـجـریـحُ لـوھنِه یُـھـدى بـأصـرعِـهِ حـیـامَ الأنـــســرِ
والـبـصـرةُ الــفـیـحـاءُ سلھا عنھمُ صـالـوا بـیـعـسـوبٍ أغــرَّ مُــشــمِّــرِ
قد قلَّ عـزب الـنـاكـثـیـنَ وضـبَّـة إذ خـفَّ طـلـحـةُ والـزبـیـرُ بـعـسـكـرِ
فـعـفـا وعـفَّ وذاك قُـدمَـاً دأبُــــه أفـدیـهِ مـن مُـــتــــشـرِّعٍ لـــم یــبــدرِ
وصـــفوریا مـن قبلِ ذا سـنَّتْ لھا ھـذا الـمـسـیـرُ ویـــوشـــعٌ لـــم یَـغدرِ
أنتَ المُقصِّرُ في مدیحِكَ یا حسنْ أكـثـرتَ مـن ذا الـمـدحِ أمْ لـمْ تـكــثـرِ
من رامَ أن یُحصي فضائلَ حیدرٍ تُـحـصـى الـنـجـومُ وفضله لم یحصرِ
خـذھـا أمـیـرَ الــمـؤمنینَ قصیرةً مـن ذي قـصـورٍ عـن حـداكَ مُـقـصِّرِ
لـكـنـه مَـعَ مــا أتـاهُ مُــــؤمِّــــــلٌ مـن كـفِّـه الـیُـمـنـى سـلافـةَ كــوثــــرِ
إذ أنـتَ تـقــسـمُ جــنَّةً وسعیـرَھا والـحـوضُ حـوضُكَ في قیامِ المحشرِ
في نصفِ یومِ قد نظمتُ كـثیرَھا نـسـجـاً كـمـا نـسـجَ الأمـیـرُ الحِمْیَري
صـلـى علـیكَ اللهُ مـا طلـعتْ ذُكا ومـشـى الـحـجـیـجُ إلى ثراكَ العنبري
مـن بـعـدِ قـبـرِ الـیثـــربـيِّ فـإنّـه أصـلٌ لـفـخـرِكَ یـــا لــــه مـن مـفـخـرِ
وسقى قبوراً في البقیعِ و(كربلا) وسـقـى قـبـورَ بـقـــیــــةِ الإثــنـعــشــر
...........................................................................
1 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 175
2 ــ تحفة الأزهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ص 45 ــ 46
3 ــ أمل الآمل ج 2 ص 70
4 ــ رياض العلماء ج 1 ص 249
5 ــ سلافة العصر ج 1 ص 149
6 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 176
7 ــ نفس المصدر والصفحة
8 ــ نفس المصدر ص 177
كما ترجم له:
الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 4 ص 52
عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 3 ص 251
الشيخ عباس القمي / الفوائد الرضوية ج 1 ص 104
العلامة المجلسي / بحار الأنوار ج 1 ص 25
السيد بحر العلوم / الفوائد الرجالية ج 3 ص 112
السيد حسين النيسابوري الكنتوري / کشف الحجب والأستار ص 305
السيد عبد الرزاق كمونة الحسيني / منية الراغبين في طبقات النسابين ص ٤٤٥ ــ ٤٤٦
اترك تعليق