السيد الصافي : يدعو للخطط الإستباقية في الناحية الأمنية ،ويحمّل المرشحين المسؤولية الأخلاقية في تنفيذ وعودهم

تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في الجمعة 2 جمادي الاول 1434 هـ الموافق 15 اذار 2013 م القضية الامنية التي يمر بها البلد وما يرافقها من احداث تؤشر الى وجود تحديات حقيقية ومنها ما حدث في الأمس من اقتحام لعدد من الوزارات وسقوط عدد من الشهداء وهم في اداء واجبهم ومجموعة من الجرحى نسأل الله أن الله ان يمن عليهم بالشفاء والعافية ، وتسائل سماحته " بعد فترة عشرة سنوات نرى إنَّ هنالك ملف يتأرجح دائماً وهو الملف الامني فلماذا هذا التخبط ؟ فتارةً يكون الوضع الامني جيداً وتارةً يكون الوضع الامني غير جيد ، بعدها يحصل هنالك هدوء تليها سلسلة من الانفجرات اشد من سابقتها ، فبالرغم من تعدد الأجهزة الأمنية تحدث هذه الخروقات الخطيرة فهل هنالك مصلحة في هذا التعدد ؟ حيث يوجد هنالك أكثر من 6 أجهزة أمنية متكفلة بالقضايا الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية أقول هذه الأجهزة الأمنية المعلوماتية كثرتها هل هي صحيّة ؟ وتقول بعض هذه الاجهزة بانها اوصلت المعلومة الأمنية ولكن الجهة الاخرى ترفض هذه المعلومة لانها تعتمد على المصدر الخاص بها !! وهذه المعلومات تتجمَّع من غير أن يعار لها إهتماماً ولو رُتب عليها أثراً لكان يمكن ان ندفع الخطر، كما نتسائل ماهي جدوى الاجهزة المعلوماتية المتعددة اذا كانت كلها تعمل على وظيفة واحدة ومع ذلك الانفجارات تحدث ، فلابد لهذه الأجهزة أن تراجع أشخاصها ومهنيتها وآلية عملها وتدريبها وولائها فليس من الصحيح في كل فترة ننتظر ان نشيّع مجموعة من الشهداء فلابد بان ان نقطع الطريق على الإرهاب وهذا يحدث عندما يكون رجل الامن مهاجماً يستبق الحدث وليس مدافعاً ننتظر منه ردة الفعل ، فيجب ان تكون هنالك معالجة الى لهذا الملف الشائك فلابد من تظافر جميع الجهود وان تكون هنالك مراجعة تقويمية للنهوض بالجانب الامني باعلى المستويات " . وتطرَّق سماحته في المحور الثاني من الخطبة الى إنتخابات مجالس المحافظات مسدياً بعض النصائح والتوصيات للناخب والمرشح على حدٍ سواء : 1- على جميع من يشترك بالإنتخابات من الناخبين يجب ان تكون لهم القدرة على التمييز و اتخاذ القرار والمقصود بالقرار هنا هو ان لاتجعل اي جهة تؤثر على قناعتك وخيارك لانك انت المسؤول في اختيار الشخص فيجب ان تتحمل المسؤولية في ان تحدد ما تريد للمستقبل ، كما يجب ان لايحصل عندك احباط بل يجب أن تتفائل بأن هذه التجربة ستكون أفضل من سابقتها . 2- لابد للمرشح ان يعرف قانون مجالس المحافظات وهي نقطة مشتركة بين الناخب والمرشح لانَّ الناخب يعرف ماذا ينتخب وما هي الحالة التي يريد بها ان يطور المحافظة نحوها حتى لا يتصور تصورات بعيدة عن الواقع ويتكون الوعود التي يقطعوها للناس وفق هذا القانون ، فكثير من الاخوة المرشحين لا يعرفون قانون مجالس المحافظات وعندما يرشح يتصور اموراً غير صحيحة وسيكون كلامه مع الجمهور عارٍ عن الواقع لأنه لا يستند الى مصاديق بإعتبار إنّ القانون لايسمح بتنفيذ كل الوعود التي قطعها للمواطنين فلا بد للمرشح ان يقرأ القانون ويدقق فيه حتى يكون كلامه وفق القانون وذكرنا قبل جمعتين على المرشح ان لايعد بما لا يستطيع ان يفي به . 3- هنالك مسألة أخلاقية هي إنَّ المرشح الكريم الذي سيفوز لاشك إنه جاء باصوات مجموعة من المواطنين فلا بد أن يحقق آمالهم ولا يمكن له بعد ان يجلس على الكرسي ان يعرض بوجهه عنهم فبينه وبين الكرسي مسافة طويلة إختصرها له الفقير والشيخ الكبير والشاب الطموح الذين علّقوا آمالهم عليه فعليه ان يصدق مع الناس ولا يخذلهم . 4- على المرشح الفائز ان يستفيد من تجربة المجالس السابقة لأن هذه التجارب تجعل الانسان يتهيب ويحتاط حتى لا يقع في الأخطاء التي وقع بها الآخرون ونقول لهم إسعوا الى خدمة المواطنين لأن هذه الخدمة امانة في أعناقكم ومن لا يجد نفسه اهلاً لحملها فلا يقدم على هذه المسؤولية الكبيرة .

المرفقات